الجمعة 25 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد عرض أحدث أفلامه (صابر وراضى): أحمد آدم: أنا غير صابر ولكنى راضٍ

أكثر من أربعين عامًا من دخوله للفن وهو يبحث دائمًا عن كوميديا الموقف والتى تتناسب مع الشخصية الفنية التى بناها «أحمد آدم» منذ بداياته، دائمًا ما يهتم بالبناء الدرامى على مشهد من مشاهد الحياة والتيمة الإنسانية التى يرسلها فى إطار كوميدى، ورغم المصير المجهول لأفلام السينما فى هذا الوقت العصيب، فإن «آدم» قرر خوض التجربة والنزول بفيلمه (صابر وراضى).. عن اختياره للفيلم والمشاكل التى واجهته ورأيه فى تطور الفن خلال مشواره الطويل يتحدث «آدم» لـ«روزاليوسف» فى الحوار التالى:



 

 ما الذى جذبك لبطولة فيلم (صابر وراضى)؟

- كنت أبحث عن عمل يُقدم فكرًا مختلفًا، وانشغل بالى فى الفترة الماضية بفكرة «الرضا والقناعة» التى بدأت فى التلاشى تدريجيًا بين الناس فى الـ30 عامًا الماضية. فوجدت أن الأغلبية أصبحوا متسرعين ولا يصبرون على شىء ويعلقون فشلهم على الظروف المحيطة وعلى الآخرين، فكانت شخصية «صابر» الأكثر قربًا لتلك الحقيقة خاصة أنه يشعر بعدم الرضا ومتسرع فى كل شىء بحياته ومتعجل ومعترض على الأحوال التى يمر بها دون النظر للنعم التى أعطاها له الله.. ومقابلته مع «راضى» رجل الأعمال العاجز بطيء الحركة تعلمه الكثير من الصبر والرضا والقناعة بما لديه.

 هل هناك تشابه بين شخصيتك فى الحقيقة وبين «صابر»؟

- نعم إلى حد ما، فأنا على عجلة من أمرى وقليل الصبر وأتصرف بسرعة وأتحدث بسرعة، فعندما بدأت فى دراسة الشخصية وجدت أن الإعداد لها ليس صعبًا لأن بها الكثير منى، على عكس شخصية مثل «القرموطى» والتى تحتاج لمجهود مضاعف.

 كيف كانت كواليس التصوير فى وسط أزمة انتشار جائحة الكورونا؟

- كان هناك رعب بين العاملين بموقع التصوير، وتطهير المكان بشكل مستمر، كما أننا قمنا بتأجيل تصوير بعض المشاهد لأكثر من مرة بسبب زيادة عدد حالات الإصابات فى العالم، خاصة أن تلك المشاهد كانت تحتوى على مجاميع كبيرة من الناس داخل الاستوديو، وبشكل عام استطعنا أن ننتهى من التصوير فى أربعة أو خمسة أشهر بسبب التوقف والتأجيل، كما قمنا باستبدال مشهد الحفل الذى كان من المقرر إقامته فى منزل «راضى» بحفل فى حديقة مفتوحة خوفًا من تصوير المشهد بمجموعة كبيرة من الناس فى مكان م

 هل كنت راضيًا عن موعد طرح الفيلم فى موسم رأس السنة؟

- استأت بعض الشىء من العرض فى هذا الموسم، خاصة أننى معتاد على طرح أفلامى فى موسم نصف العام الدراسى، ففى هذا التوقيت الجمهور منشغل بالدراسة ولا توجد إجازات، بالإضافة إلى كون القاعات تتحمل عددًا محدودًا من الجمهور بسبب الإجراءات الاحترازية، ولكنى لم أعلق كثيرًا على الأمر لأننا نمر بظرف عالمى صعب ويؤثر على كل دول العالم، وفكرة استمرار صناعة السينما عندنا أهم من فكرة الموسم الذى يطرح فيه الفيلم.

 هل تم تقديم الدعاية التى تليق بالعمل؟

- إطلاقًا، ولكنى لم أعاتب الإنتاج على هذا الأمر أيضًا، لأن المنتج ينفق على الدعاية الإعلانية الكثير لكى يحقق إيرادات عالية، ولكن فى هذا الوضع الذى نمر به لن يحصد نصف ما قد ينفقه فى الدعاية لقلة عدد دور العرض وعدد المقاعد المتاح استخدامها بها.

 هل هناك مشكلة فى الكتابة السينمائية الكوميدية خلال الأعوام الأخيرة؟

- نعم، فهناك دومًا مشكلة فى الكتاب الكوميديين، لأن الكوميديا من أصعب أنواع الفنون، وإذا لم يتم تقديمها بشكل جيد من خلال مضمون وأحداث وفكرة سوف تفقد قيمتها، وللأسف أصبح الأمر مؤخرًا مجرد اسكتشات أو مشاهد كوميدية غير مترابطة فى الفكرة ومليئة بالإفيهات «التافهة» الخالية من المضمون، ورغم ظهور مواهب كثيرة فى مجال الكتابة السينمائية والدرامية، فإن أغلب الذين يكتبون كوميدى متأثرين بأسلوب مواقع السوشيال ميديا والتى تعتمد على «القلش والتريقة».

 ما سبب تغيبك عن الدراما منذ عشر سنوات؟

- بصراحة لم أجد الأعمال التى ترضينى، فأنا أبحث دومًا عن عمل يقدمنى بشكل جديد ومختلف، وكل ما يتم عرضه على موضوعات قد تكون فى بدايتها قوية، ولكن بعد عدد من الحلقات القليلة أجد أن بها حشوًا وأحداثًا لا تضيف جديدًا ووجودها مجرد مط وتطويل حتى يتكون العمل من 30 حلقة. بشكل عام الكوميديا الناجحة لا تحتاج إلى مط وتطويل، بل على العكس أغلب الأعمال الخالدة كانت أقل من 30 حلقة، وغير ذلك فإنى أبحث عن موضوع جاد بعيد عن الكوميديا لأعود به للدراما، بحيث يكون بقوة دورى فى مسلسل (حياة الجوهرى) الذى قدمته فى التسعينيات.

 ما مصير مسرحية (يا تصيب يا تخيب)؟

- كنا نحضر لها العام الماضى للعرض بالسعودية، ثم عرضها هنا بمواسم مسرحية مختلفة، ولكن شاءت الأقدار بإغلاق العالم بسبب «الكورونا» بعد انتهائنا من البروفات الخاصة بها، ومازلنا فى انتظار موعد انطلاقها. بينما اتفقت حاليًا على عمل مسرحى جديد مع المخرج الكبير «جلال الشرقاوى»، وفى انتظار خطوات التحضير الفعلى له.

 خلال رحلتك الفنية لأكثر من 40 عامًا.. كيف تغير الفن؟

- كل عصر يوجد به الجيد والسيئ، ولا نستطيع أن نقول إن الأمر تغير للأسوأ بشكل مطلق.. ولكن ما نعانى منه فى هذا العصر فعليًا هو جمهور السوشيال ميديا.. حيث إن كل فرد يقوم بكتابة منشور على الفيسبوك يحمل رأيه الشخصى ويجنى به إعجاب القليل من الناس يصبح ناقدًا فنيًا.. رغم أن رأيه لا يمت للنقد الموضوعى البناء بصلة ويحمل أخطاءً إملائية كبيرة ويكتبه بلا علم ولا اطلاع ولا رؤية، فأصبح لكل عمل أشخاص يقومون بانتقاده بطرق غير موضوعية.

 ألم تفكر فى دخول عالم السوشيال ميديا للرد عليهم؟

- إطلاقًا، فأنا ليس لدىّ أى حساب شخصى على أى من هذه المواقع، ولم أهتم مطلقًا بمتابعة التعليقات الخاصة بأفلامى أو المقاطع التى يتم رفعها على الإنترنت أو الرد عليها، ولكن بعض الأصدقاء يرسلون لى بعض ما يكتب عنى، وعلى النقيض يسعدنى كثيرًا التعليقات و«الكوميكس» التى تصنع على لسان شخصية «القرموطى» لأنه معبر عن لسان حال المواطن المصرى فى جميع المواقف.

 هل ندمت على عمل قدمته خلال مشوارك الفنى؟

- الندم يكون وقتيًا.. فهذا العمر الذى قضيته بالمهنة ملئ بالأعمال التى ندمت على تقديمها فى وقتها أو بالندم على أعمال قمت بالاعتذار عنها وقدمها غيرى بشكل أفضل، ولكن فى النهاية كل دور يكون «نصيب ورزق» لصاحبه.

 هل هناك أدوار مازلت تحلم بتقديمها؟

- بالطبع فأنا لم أخرج نصف ما لدى، وهذا ليس كلامى أنا، هذه شهادة كبار المخرجين الذين عملت معهم ومن أصدقائى.. ففى كل مرة أشعر بأنى قدمت كل شىء يقولون لى لا يزال لديك الكثير الذى لم تقدمه بعد. وأنا منذ بداياتى كنت متمردًا، فلم أقبل بأى دور مكرر أو لست مقتنعًا به حتى لو «لأكل العيش».. ومازلت أحلم بدور تراجيدى أو تاريخى أو مختلف عما قدمته من قبل، وهناك مواقف فى الحياة أقوم بتدوينها لتكون أفكارًا لأفلام فيما بعد.

 هل هذا سبب كونك صاحب أفكار أعمالك؟

- نعم، فأغلب الأفلام التى قدمتها كانت فكرتى عدا فيلمى (هو فى إيه؟ وفيلم هندى).. وهذه الأفكار كنت أقوم بكتابتها من الحياة الواقعية.. وأقوم بتخيل مشهد واحد تتم على أساسه بناء فكرة وقصة العمل.. فمثلاً فى فيلم (ولا فى النية أبقى) قمت بكتابة مشهد الاغتصاب فى البداية ومنه قمنا ببناء باقى قصة الفيلم، ولدى أفكار كثيرة لم أقدمها بعد، وبعض الأفكار التى ستكون مناسبة لبعض الزملاء أكثر منى، ولكنى أعانى من مشكلة عدم مقدرتى على السعى والجرى خلف فكرة أو عرضها على شخص ما.