تزوير غشاء البكارة لا يبطل الزواج!

رغم الوسائل الحديثة التى معها يمكن لأى فتاة استعادة غشاء بكارتها فإن الغالبية العظمى من الرجال والنساء يعلمون هذا، ومازال الكشف عن وجود غشاء البكارة وعذرية الفتاة ليلة زفافها هى الأهم لتكوين واستمرار الأسرة الجديدة.. وبين الحين والآخر تقام قضايا أمام المحاكم ضد الزوجات لفقد غشاء البكارة، حيث يطالب الزوج فى دعواه أمام المحاكم ببطلان عقد زواجه من زوجته لأنه لم يجد غشاء بكارتها.
فى الأسبوع الماضى أصدرت محكمة الأسرة بأكتوبر حكما قضائيا برفض دعوى زوج يطالب بفسخ عقد زواجه لعدم عذرية زوجته. المحكمة قالت إن البكارة ليست شرطا من شروط صحة عقد الزواج ولا يفسخ العقد فى حالة عدم وجوده حتى لو كان شرطا من شروط الزواج.
فتحى كشك المحامى الذى تخصص فى قضايا الأحوال الشخصية منذ أكثر من أربعين عاما قال: إن قضايا الغش فى غشاء البكارة موجودة فى المحاكم منذ وقت طويل ومؤخرًا مع وجود إعادة بعمليات جراحية بسيطة وشرائه جاهزا فى الصيدليات أصبحت مثل هذه القضايا قليلة جدا.
وسبق أن وصلت قضايا غشاء البكارة إلى محكمة النقض من خلال دعوى قضائية أقامها زوج ضد زوجته بعد ليلة الزفاف واكتشاف عدم وجوده فأقام جنحة مباشرة ضد زوجته أمام محكمة جنح الساحل اتهمها بالغش والتدليس فى عقد الزواج.
وأصدرت محكمة الجنح حكما قضائيا بحبس الزوجة سنة بتهمة الغش والتدليس وأقامت الزوجة استئنافا على حكم حبسها أمام محكمة جنح مستأنف التى أصدرت حكمها ببراءة الزوجة، غير أن الزوج أقام طعنا على حكم البراءة أمام محكمة النقض وأصدرت حكما قضائيا نهائيًا ببراءة الزوجة، وكانت أسباب الحكم أن غشاء البكارة وكلمة البكر الرشيد لم تكن من البيانات الجوهرية فى عقد الزواج، وبناء عليه محاكم الأحوال الشخصية ترفض دعوى هذا الغش، وإذا كان بعض الأزواج يطالبون بالتعويض عن الغش فقط، إلا أن هذه الجزئية صعب إثباتها حتى من خلال مصلحة الطب الشرعى.
يؤكد «فتحى كشك» المحامى أن من قضايا الأحوال الشخصية التى ترفضها المحاكم أيضا القضايا التى يطالب فيها الزوج بإبطال عقد الزواج لأنه اكتشف سابقة زواج زوجته ولم تعلمه، فمحكمة النقض أصدرت حكمها فى هذه القضية أيضا بأنها ليست من البيانات الرئيسية لعقد الزواج.
أما تفاصيل آخر حكم فى غشاء البكارة الصادر عن محكمة الأسرة بأكتوبر فأقامها الزوج «طارق. ال» قال فيها إنه فوجئ ليلة الزفاف بأن زوجته ليست بكرا وأنها دلست عليه فى عقد الزواج وأنه علم وفق شهادة بعض معارفها أنها اتهمت بممارسة علاقات غير شرعية، ولهذا فهو يطالب ببطلان عقد زواجه.
وحكمت المحكمة برفض دعوى طارق، وقالت فى أسباب حكمها إن المذهب الحنفى قد رجح أنه لا يبطل عقد الزواج بكارة الزوجة ولا يعطى الزوج الحق فى طلب فسخ العقد ولا يزيد فى هذه الحالة عن المطالبة بإنقاص المهر.
وقالت المحكمة إن الزوج إذا اختار الطلاق فإنه يجب لهذه الزوجة كل حقوقها الشرعية المترتبة على الطلاق، حيث إن الغش فى البكارة لا يؤثر على صحة عقد الزواج فيظل العقد صحيحا لجميع آثاره الشرعية المترتبة عليه، وذلك وفقًا للرأى الراجح فى المذهب الحنفى الذى لا يجيز للزوج خيار العيب فى عقد النكاح، أى لا يبيح للزوج فسخ العقد للعيوب التى قد يجدها فى زوجته ويستطيع أن يتخلص من عقد الزواج بطلاقها دون الخوض فى حقها أمام القضاء.
السؤال الآن: هل غشاء البكارة يسبب أزمة نفسية لدى الفتيات؟
د. بسمة سليم إخصائى الصحة النفسية وتعديل السلوك قالت لنا: تأتى إلينا الآن فتيات أعمارهن 13 و14 عاما يشعرن بالخوف والاكتئاب لأنهن فقدن عذريتهن، وعندما أسأل أيًا ممن فقدت عذريتها عن الأسباب تأتى الإجابات فى نقاط محددة وهى قسوة الأهل وإهمالهم لها والوقوع تحت خداع رجل وبعض الحالات تتجه لفقد عذريتها عقابا لأهلها الذين قاموا بإجراء عملية ختان لها بدون إخبارها.
وعادة - والكلام للدكتورة بسمة - ما تكون إجابتى على هؤلاء: أنا لا أعرف إذا كانت إعادة غشاء البكارة حراما أم لا، فيجب أن يُسأل فى هذا رجل دين.
أما من الناحية النفسية إذا كانت الفتاة ضميرها يؤلمها وتريد أن تكون إنسانة صالحة، لماذا لا تعيد غشاء بكارتها خاصة أن غشاء البكارة فى مجتمعنا رمز الطهارة والعفة، وهو حق للرجل أن يبحث عنه ليلة الزفاف، ومازال عندنا فى بعض الأحياء الشعبية والصعيد والأرياف شيئًا مهمًا جدا ليلة الزفاف وقد تقتل الفتاة فى حالة عدم وجوده.
ولكن فى المقابل لا بد أن يعلم الرجل أن 3/4 الحالات التى تأتى إلينا فقدت عذريتها كان من خلال رجل استطاع أن يغريها ويدخل إليها ويعوضها ما افتقدته من أهلها أو الظروف الصعبة التى تعيشها وأفقدها عذريتها. إلى جانب أن هناك بعض الفتيات يتعرضن للاغتصاب بدون إرادتهن.
ولهذا على الرجل أن يعلم أنه صعب أن يقوم بخداع فتاة أو اثنتين أو ثلاث، وعندما يتزوج تريدها عذراء بدون خداع. وأخيرا - والكلام مازال لـ د. بسمة- لابد أن يعلم الرجل أن العذرية ليست دما لأن هناك لحظات خوف وغشاء مطاطى لا تظهر معها البكارة.
د. أيمن فودة رئيس مصلحة الطب الشرعى الأسبق قال لنا: غشاء البكارة شىء مهم جدا فى كل الدول الشرقية من الصين والهند إلى المغرب العربى، ومن أجله تحدث حوادث القتل عندنا خاصة فى الصعيد والأرياف والبدو.
لابد أن نعرف أن من 2 - 3 ٪ من السيدات لديهن غشاء بكارة مطاطى لم يفض إلا مع الحمل والولادة وأن واحدا فى الألف من النساء مولودات بدون غشاء بكارة.
ومن خلال عمله بالطب الشرعى يتم تزوير غشاء البكارة بالترقيع والخياطة وعمل غرز وعادة ما يقوم بإجراء هذا التزوير جراح أمراض نساء محترف.
وأكد الدكتور أيمن أن 90٪ من قضايا قتل الفتيات من أجل غشاء البكارة تكتشف عند تشريح جثثهن أن غشاء البكارة موجود ولم يفض، أو أنه مطاطى وأنها قتلت لأن سمعتها سيئة بين الناس فيعتقد أهلها أنها أصبحت غير عذراء فيقتلونها. وعندما سألنا الدكتور فودة: كيف للزوج أن يكشف تزوير غشاء بكارة زوجته؟ قال لنا:
لم يفكر أحد فى هذا لأن 80% من الشباب لم يكن لهم تجارب قبل الزواج وحالة الرهبة التى عليها العريس والعروس لا تجعلهما يفكران فى هذا، ومن يفكر فى هذا إما أن يكون رجلا ذا سلوكيات منحرفة أو مريضًا نفسيًا.