
هناء فتحى
زيارة السيد العلايلى
بالتأكيد المقارنة لا تجوز بين «عزت العلايلى» وبين «محمد مرسى»، لكنها فرضت نفسها علينا اضطراراً من فتحة أعلى نافذة تطل على أكبر مشهد يحدث فى مصر الآن.. المشهد السياسى الجديد الذى أدخل روسيا فى «الكادر» المصرى الروسى بعد غياب طال 42 عاماً.. لكن المقارنة تصبح واجبة فقط من لقطتين واضحتين متباينتين داخل هذا «الكادر» المصرى الروسى الجديد.
استرجع معنا تكرار الحوار السياسى الفنى الذى أجراه «سلام مسافر» على قناة روسيا اليوم الأسبوع الماضى مع «عزت العلايلى» لحظة وصوله الأرض الروسية ونزوله من سلم الطائرة المصرية التى حملت الوفد الشعبى المصرى إلى هناك وكيف تم استقبالهم بشكل دبلوماسى عالى المستوى وسط حضور إعلامى كثيف.. ليس هذا فقط بل تذكر أيضاً كيف تم بث الحوار التليفزيونى وإذاعته كل ساعة على قناة روسيا اليوم وعقب نشرات الأخبار مباشرةً.
وتذكر فوراً الطريقة التى سافر بها «مرسى» إلى روسيا العام الماضى وكيف تم استقباله - تقريباً لم يكن هناك استقبال ولا كاميرات ولا حوارات صحفية أو تليفزيونية- بل كان الكلام هناك فى روسيا يدور حول مرسى المنتمى إرهابياً لجماعة يجرمها القانون الروسى منذ .1993
نحنُ ندرك جيداً أن روسيا اليوم ليست هى الاتحاد السوفييتى زمان وأن الشيوعية قد انتهت وأن روسيا لم تعد تتبنى فكراً اشتراكياً رغم فشل المشروع الرأسمالى فى العالم كله بامتياز، وندرك أن الكتاب العظام أمثال «تورجنيف» و«هوجو» و«تولستوى» و«ديستوفيسكى».. وأن الموسيقار العظيم «كورساكوف» صاحب سيمفونية «ألف ليلة وليلة».. جميعهم قد ماتوا.
لكن الروس والمصريين يتذكرون جيداً أفلاماً مصرية تم تمصيرها عن أدب روسى مثل «الإخوة الأعداء» المأخوذ عن «الإخوة كرامازوف». .أو «البؤساء» المأخوذ عن رواية بنفس الاسم لـ«فيكتور هوجو».. و«نهر الحب» المأخوذ عن رواية «أنا كارنينا».. أو الموسيقى الشهيرة التى صاحبت المسلسل الإذاعى الشهير القديم «ألف ليلة وليلة» بصوت «زوزو نبيل» المأخوذة عن سيمفونية لـ«كورساكوف» تحمل نفس العنوان.
مشهد الوفد الشعبى المصرى فى روسيا والذى ضم حقوقيين وسياسيين وفنانين والذى أفرزت ودشنت خطواته ثورة 30 يونيو ذهب إلى روسيا ليؤصل ويؤسس لتنوع سياسى وثقافى واقتصادى تحتاجه مصر المستقبل.. وذات المشهد وفى نفس الوقت كان يضيق الخناق والكادر حول «البرطعة» والنزق الأمريكى فى مصر وبلاد العرب.
والسؤال هو: هل سينتهى المشهد عند هذا الحد؟ .. يعنى هل هى مجرد رحلة أو «سفرية لطيفة»؟ أم أن الحكومة (هتشتغل) على هذه الرحلة؟ بمعنى أننا ننتظر تغييراً فى خريطة الأفلام الأمريكانى جوه مصر وخريطة الوجود السياسى أيضاً.. وننتظر تبادلا ثقافيا وترجمات أدبية لكتاب روس جدد لا نعرف عنهم شيئاً.. نريد انفتاحاً على شرق العالم وكفانا الإرهاب الذى جاءنا من غربه.