الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
المعارضة العادلة والمؤتمر السابع للشباب

المعارضة العادلة والمؤتمر السابع للشباب


ما رصدته فى كواليس مؤتمر الشباب بالعاصمة الإدارية الجديدة مفعم بدلالات كُثر، يمكننى إدماجها لتعطينا مؤشرات يمكننا أن نقيس بها كيف ستكون مصر؟ وعلى أى أساس تُبنى ومن الذى سيحكم على مرحلة الرئيس السيسى؟ وتوقفت عند ثلاثة شواهد أجدها أهم مبادئ وفلسفة ثورة 30 يونيو 2013 بتخطيط حثيث، لم يستدل عليها الصخب الإعلامى وهى: «أولا: اعتماد الخبرة- ثانيًا: تأصيل المعارضة العادلة- ثالثا: تصحيح مسار وطن».
  ولكم ما رصد فى «اعتماد الخبرة»، حيث عارضنا كثيرًا فى أنه لا ذكر لأى شريحة عمرية سوى الشباب، وأن هذا يفقد المجتمع الميزان الآمن فى معادلة الحياة، وكنا نقف عند ما يسوقه بعض الشباب فى كل مناسبة أنهم الأولى وبعدهم الطوفان ولفتنا الأنظار عن سوء الطالع فى هذا المضمار، ولكن المفاجأة كانت أثناء متابعاتى خارج القاعات وفى أروقة الماسة، حيث التعارف على بَعضنَا، الكبير مع الصغير والعكس، لا أنكر أنه فى فعاليات سابقة كان لدى الشباب نعرة الأنا فى الحياة السياسية أو المهنية ولكن فى هذا المؤتمر السابع تعرفت على شباب من الجامعة وآخرين فى مهن مختلفة كانوا ضمن المدعوين أو الفاعلين يمثلون كل طبقات الشعب المصرى ومحافظاته وتعرفت على شباب من جامعه الوادى الجديد وجنوب الوادى وأسيوط، ما لفت انتباهى أن أولاد الوجه القبلى معجبون جدًا برئيس جامعة كفر الشيخ بعد قضائهم معسكرا شبابيا هناك، ووصفوا لى كل ما أدخله من استحداث على مبانى ومناهج الجامعة بموارد وفرها من القيام بأنشطة خدمة المجتمع، وراعنى أيضًا مقولة كنت أعتقد أنها شطبت من قاموسهم «ومن خبرة حضرتك رأيك إيه فيما نفكر فيه وماهى نصائحك لنا فى هذا أو ذاك» حقيقة لم أصدق أذنى ولكن مع تكرارها من الشباب أحسست أن الحياة تعود إلى قانونها الطبيعى الخبرة للكبار والقوة والطموح والإبداع للشباب، لقد وضع الرئيس رؤية مدروسة تماما لكى يسترد كل من الشباب والكبار ثقته فى الآخر فبعد سنوات عجاف رد الوطن لمساره الطبيعى، لو كان الرئيس قال للشباب من الأول أن القسمة المجتمعية الذين يريدونها غير صحيحة ولا عادلة وأنها ستفقدهم الكثير لكنا خسرنا شبابنا الذى كان يموج بحمية «أين حقوقى» ولكن بعد أن تحقق له هذا وحصل على حقوقه أراد استكمالها والاعتراف بالآخر الأكبر والأكثر خبرة، وأن كلا منهم له دوره فى الحياة، ولذا عندما كان هناك سؤال عن «مكون مجلس الشيوخ» وقال البعض أن يكون للشباب الأغلبية رد عليهم الرئيس: أن اسم المجلس دليل على أن هناك حاجة للمجتمع لذوى الخبرة والتى تتوافر عند الأكبر وليس الشريحة الشبابية التى منحت الفرصة كاملة فى مجلس النواب وأيضًا سيكون لها هذا فى المجالس المحلية، ولكن مجلس الشيوخ سيكون لأصحاب الخبرة والحكمة.
ومما رصد أيضا ما أطلق عليه أنا « المعارضة العادلة» التى حق لأَى إنسان أن يقول رأيه ويختلف مع عدم الإهانة أو التجريح أوالنيل والإقلال من الآخر، وأن أكون عادلا بأن أضع نفسى ممارسا لنفس الإمكانيات المتاحة للشخص الذى أختلف معه، وبكل الصدق أقوم فى أحيان كثيرة بالاعتراض على إجراءات وأفعال من الحكومة أو الأجهزة المعنية ويكون هناك بعض أوجه الاختلاف واضع تصورى دون شتائم أو أوصاف خارجة أو جارحة لمن أختلف معهم، لأن الاختلاف طبيعة بشرية عندما تكون عادلة يستفيد منها الجميع متخذ القرار والوطن ككل، وقبل أن أبدا معارضتى العادلة أشيد بالقائمين على المؤتمر الذين قاموا بدعوة «الأستاذ الصحفى الكبير عبدالحليم قنديل» لحضور المؤتمر السابع للشباب وهو الذى خرج لتوه من السجن فى الإعفاء الأخير لرئيس الجمهورية، الأستاذ عبد الحليم معارض عتيد, وبما أنى أؤمن بالمعارضة العادلة فواجبى أن أقول ما رصدته فيما يخص الشباب المكرم فى المؤتمر ولا يجوز أن نكرم من كان لديه الإمكانيات والحظوة للوصول إلى ما هو يكرم من أجله وأمثلتى هنا على شخصين الأول «شريف العبد » متسلق الجبال، والذى وقف عَلى المسرح متحدثا عن تجربته بحركات عنجهية بعيدة كل البعد عن الثقة بالنفس أن كان يقصد ذلك، وهو ثانى مصرى يتسلق قمم الجبال وليس الأول ليستحق التكريم وتجربته لا تستهوى الحشد الأكبر من المجتمع لأنها تحتاج إلى توافر إمكانيات وموارد عالية التكلفة، وأفأجأ خارج قاعة المسرح بأن فضائية تجرى معه حوارًا وقبل حتى أن يعدل جلوسه وضع ساق فوق الأخرى فى تعالٍ وكانت أمامه مذيعه شابة فوجدت أن هذا تقليل منها فقامت هى الأخرى بفعل نفس الوضع وصارا الاثنين أرجلهم ممدودة فى وجه المشاهدين بعدم لياقة، ولكن ما راقنى أنه فى لوكيشن مجاور وجدت مقابلة مع «محمد كيلانى» الشاب الذى فقد أطرافه ويعتمد على غيرها صناعية وقد اجتاز «ماراثون» رياضيا والأكثر فى نظرى من هذا هو ما عرضه الفيلم التسجيلى عنه وهو خارج من محطة المترو لم تكن لديه عربة من التى يقتنيها أصحاب الهمم فقط كان لديه الأمل ومتحديا الصعاب دون تعالٍ.. نفس الشىء نطبقه على ابنة محافظتى الإسكندرية الشابة الرقيقة «فرح الديبانى» والتى أرى أن التكريم كان أولى به غيرها ويكفينا عرض نموذجها لأنها تقول إنها غزت فرنسا لأنها غنت أوبرا بثقافتهم والمعروف أن الغناء الأوبرالى لم يكن فى يوما ما عربيًا وأنها لم تأت بجديد سواء غنته فى فرنسا أو على كورنيش الإسكندرية، ويسمح لى القائمون على موضوع التكريم بألا يتدخل أى من أصحاب النفوذ أو جماعات الضغط فى تكريمات الرئيس ويجب أن تدرس بعناية قبل إعلانها.
 وأخيرًا «تصحيح المسار» بواسطة الشباب الذى أراد المجتمع الدولى أن يجعل منه أداة ليسلمها بلده بعد أن علمته فى منتدياتها بأن حريته ومستقبله أن «ينطلق ليهدم» وستمنحه هى أوسمة الفوضى ومراكز الوقوف على أنقاض مجتمعه.. يأتى السيسى ليضع يده على الآفة التى زرعها المغرضون بعقول شبابنا وأنه لا بد من علاج عاجل، لتصير أولوياته غزو الأفكار الهدامة التى زرعت بعناية للنيل من مصر ويستبدل أفكار «انطلق وخرب» إلى «انطلق وأبدع» وقام من خلال البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب على بناء الوطن ليعرف كيف يملك الحرية الحقه وهى وطن له سيادة يستظل تحت علمه مرفوع الرأس والكرامة، وهكذا يتم بناء شباب مصر الحديثة،  الذين سيحكمون على تجربة الرئيس معهم.