فاريا ستارك.. والإخوان «15» «لقمة وطلعت مصطفى وندا والقرضاوى والعشماوي» مؤسسو إخوان العرب
عندما طلب الإخوان من فروعهم فى الدول العربية أن يعتمدوا خططهم قبل تنفيذها من مكتب الإرشاد فى مصر رفضوا وحدثت انشقاقات، وعلى الرغم من حديث الجماعة الإخوانية الممل عن الملايين الذين ينتمون إليهم عبر أفرعهم التى يدّعون أنها منتشرة فى أنحاء العالم، وأنهم قادرون على تجييش وتجهيز أربابهم محليًا وإقليميًا وعالميًا، ظهر زيف كل هذه المزاعم عندما قمنا بالبحث عن خريطة الانتشار الإخوانى المزمعة، فوجدنا أنه لا يوجد شيء اسمه «التنظيم العالمى للإخوان» بل «التنظيم العالمى للإرهاب» الذي يعتنق فكرها ويزيد عليه عند تحليل كل عملية إرهابية يقومون بها في مكان من أرض الله …
وحسب حوارات المرشد السابع للجماعة «مهدي عاكف» ما يؤكد أنهم تنظيم إرهابى بمعنى الكلمة فيقول «لدينا فصائل عسكرية لها قيادة وحق السمع والطاعة»، فى حين يقول «كمال الهلباوي» المتحدث الأسبق باسم الإخوان بالخارج «إن ما يوجد بين الجماعة وأفرعها مجرد تنسيق وليس تنظيمًا»، ومع ذلك فإن مشاورات وتنسيق إخوان الجزائر من الأمثلة التى تفسر أن التنسيق ليس مجرد مشاورات ولكنه تعليمات، ولذا نجد أن لديهم قسمًا يطلقون عليه «الاتصال بالعالم الخارجى» والمعنى واضح، هذا العالم بالنسبة لهم هو المخابرات العالمية لدى كل من بريطانيا وأمريكا إلا أنهم يوهمون البعض بأنه من أجل إخوان الأقطار العربية والإسلامية، وهذا القسم الخارجى يتولى مسئوليته أحد أعضاء مكتب الإرشاد، إلا أنه حسب قول عصام العريان الذي كان مسئول الإعلام فى الجماعة أنهم دائمًا لا يخترقون أَي مسافة محلية لأي فرع لهم فى دولة أخرى ويتركونه يصرف أموره، وفى الوقت نفسه كان يذكر أن «الإخوان» أكبر من الجماعة والهيئة وأنهم فكرة عامة ومن يحمل أفكارهم يحسب عليهم ومن هنا يأتى الحجم المزيف لوضعهم …
وهناك قول لبعض الإخوان بأن «إخوان الأقطار الأخرى» إنما هم مؤيدون احتضنوا أفراد الجماعة الذين فروا هاربين فى عهد الرئيس عبد الناصر بعد أعمالهم المشينة التى اضطرت الحكومة أن تحد منها فقامت بسجن بعضهم، أما الهاربون فقد انتشروا منذ عام 54 بالدول العربية عندما هربوا عبر الحدود فكانوا يذهبون إلى ليبيا ومنها يأخذون قوارب للوصول إلى غزة أو بيروت، كما فعل الضابط «عبدالمنعم عبدالرءوف» والبعض الآخر إلى الكويت والسعودية والسودان وكانوا يستخدمون الجمال ويتخفون فى أزياء لا يعرفهم أحد فيها تمامًا كما فعلوا فى عام 2013 عندما تم فض رابعة والنهضة وتم الإمساك ببعضهم فى أزياء نسائية وغيرها مثل بديع وحجازي وآخرين، المهم أن الإخوان القدامى بعضهم هرب عن طريق البحر الأحمر، مثل حسن العشماوي وذهب للسعودية متنكرًا فى زي عامل على سفينة مع أنه كان مستشارًا قضائيًا وقد اختبأ لبعض الوقت فى الصعيد، وهناك من أقام فى ليبيا مثل «يوسف ندا»، وآخرون ذهبوا للكويت مثل «طلعت مصطفى» والد هشام طلعت مصطفى، وكان الأب قد سجن فترة ثم هرب مع «عبد العظيم لقمة» وهو مهندس ومصاهر لعثمان أحمد عثمان، ويوسف القرضاوي ذهب إلى السعودية وظل بها سنوات كثر قبل أن يستوطن قطر ويصير مرشدها ومفتيها ويحصل على جنسيتها، واشتغل أفراد الجماعة الهاربون فى هذه الدول العربية التى كان أغلبها على عدم وفاق مع عبد الناصر فاحتضنوا هذه العناصر نكاية فيه، المهم أن الإخوان الهاربين ظلوا منعمين بالعمل والثراء فى دول الخليج وسيطروا على العملية التعليمية فى السعودية، الجامعات تحديدًا فى عقدي السبعينيات والثمانينيات، وكذلك على المنابر الإعلامية، إلا أن بعض السياسيين العرب حملوهم نتيجة تحريضهم وخطابهم المتطرف موجة العنف الذي شهدته السعودية فى التسعينيات، حتى كانت الطامة الكبرى لنهايتهم وهم كعهدهم لا ولاء إلا لمصلحتهم عندما أعلنوا تأييدهم لغزو العراق للكويت بعد أن أغدق عليهم النظام العراقى العطايا والوعود لتأثيرهم الإعلامى والتعليمى فى الكويت والسعودية لتسهيل ما ستقوم به العراق وأنه حلال لها، والانتشار الإخوانى فى السعودية والذي يعتبر محمد بن سلمان ولى العهد هو أول من واجه الظاهرة الإخوانية المتغلغلة فى المجتمع السعودى التى كانت تعمل بحرية دون تنظيم محدد ولكنها بعباءة أرباب «النهى بالمعروف» …
أما فى الكويت فقد بدا الوضع بالشكل الانكماشي للمصريين الإخوان الفارين وانخرطوا فى أعمالهم دون الإعلان عن أنفسهم حتى عام 63 وعندما أصبح عددهم ثلاثين ضموا معهم بعض الكويتيين أمثال «فهد الحمد الخالد» من مؤسسي إخوان الكويت وأنشأوا ما يعرف بـ «جمعية الإصلاح الاجتماعى، وفى عام 91 تأسست «الحركة الدستورية الإسلامية «حدس» كحركة سياسية كويتية وقامت بالدعوة إلى تطبيق المبادئ الإسلامية فى الحكم وأعلنت أنها الجناح السياسي لجماعة الإخوان …
وعند هنا تتوقف حلقاتنا والمتابعة مع الكتاب إن شاء الله …
«يتبع»