الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
جماعة «الإخوان الأشعرية» فى الأزهر

جماعة «الإخوان الأشعرية» فى الأزهر


 دعا فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر رؤساء تحرير الصحف فى بداية عام ٢٠١٥، وكان السبب هو حملة بمطالبة تنقية مناهج الكليات الأزهرية من فكر التطرّف، لا أنكر ثقافة وعلم فضيلته، ولكن من حقى أنكر تشبثه فى كل مرة تثار فيها قضية دينية ما فى زمن أدوات الحرب ضد الإنسانية بكل أنواعها تتذرع بالدِين، ربما يكون الشيخ الطيب مقتنعًا بما يدور من قضايا تمس حياتنا ولكن سبب عدم اعترافه بذلك هو بيت القصيد… فى هذا الاجتماع قال الشيخ إن الشعب المصرى كله منهاجه الدينى «الأشعرية» وهو منهاج وسطى، يومها كتبت مانشيت جورنال روزاليوسف الذى كنت أترأسه وقتذاك عنوان«الشعب المصرى أشعرى» … ثم تفاجأت فى حوار للدكتور مراد وهبة وهو أستاذ الفلسفة الإسلامية مع الزميل د. محمد الباز الأسبوع الماضى بوصف «الأشعرية» بأنها منهج «أصولى» وليس «وسطى» كما يشاع، ودلل على كلامه بأن ابن رشد قدم فى مناهج الأدلة نقدًا لاذعًا لعلماء الكلام الأشعرية لأنهم يفصلون بين الدين والفلسفة وعمل كتابه «فصل المقال وتقرير ما بين الحكمة والشريعة من الاتصال» ليه عمل كده علشان علماء الكلام أى «الفلاسفة» هم الذين يقومون بعمل الاتصال بين الفلسفة والعقيدة الدينية، وأضاف د. وهبة  أنه وجد اثنين «سامى على النشار» أستاذ الفلسفة الإسلامية الراحل له كتاب عن الفكر الإسلامى يقول فى مقدمته «لابد من أن الفلسفة الإسلامية تأخذ من القرآن وليس شيء آخر» وهذا كلام جاء فى المنهج الأشعرى، وكذلك «عبدالهادى أبو ريدة» قال ابن رشد  غير مقبول  فى  عالم الأشعرية «انتهى كلام مراد وهبه»… ومع أن الأشعرية يعتبر مرجعها القرآن والسنة فإنها تدمج المذاهب الأربعة «الشافعية، الحنفية، المالكية، الحنابلة» فى منهجها، وهنا يجب أن تدور المناقشات هل «أحمد بن حَنْبَل» وسطى أم أصولى متزمت؟ وهل أراد مؤسس الأشعرية أن يرضى كل الأطراف ليكون جاذبًا لعدد كبير من المؤيدين ضاقوا ذرعًا بمنهج«المعتزلة» مع أن المؤسس  وهو أبوالحسن الأشعرى كان من «المعتزلة» الذين رفضوا الأحاديث التى لايقرها العقل الذى استخدموه أيضا ليكون لفهم النص وليس حاكما عليه، ومع أننا نقرأ ونستمتع بفكر المعتزلة فيما أبدعوا فيه من علم الكلام أمثال «الجاحظ والزمخشرى» وغيرهما، إلا أن أكثرنا يبتعد حتى عن مناقشة فكرهم الدينى،  وربما هذا ما جعل منهج الأشعرى مقبولا لأنه رفض المعتزلة الذين كان ينتمى إليهم واعتكف فى منزله خمسة عشر يوما ليخرج بعدها للناس ليعلن أنه انخلع من عقيدة «المعتزلة» كما ينخلع من ثوبه ثم خلع ثوبه وألقى به وبكتبه الجديدة على الناس الذين رأوْا فكرا لا يكفر أحدا من أهل القبلة ويعتبر منهجا وسطا بين دعاة العقل المطلق، أما سبب دخول «الأشعرية» إلى الأزهر فيرجع إلى صلاح الدين الأيوبى الذى قضى على دولة الفاطميين فى مصر وقام بتحويل الأزهر الذى كان على مذهب «الشيعة الإسماعيلية» المفروضة من الفاطميين إلى مذهب أهل السنة والجماعة، وسلك المنهج الأشعرى فى العقيدة والذى كان منتشرًا فى ذلك الوقت، ولكن المنهج الأشعرى فى الأزهر أفرز «الصوفية والسلفية» والاثنان يسلكان المنهج الأشعرى ولكن كل بطريقته لأن العقيدة الأشعرية نفسها صارت قماشة كبيرة يطبع كل عليها ما يريد ويخدم على أهدافه فعلم الكلام وضعت له حدود وأطلقت المذاهب الأربعة لتختار كل جماعة ما تشاء وكما تمردت جماعة «الإخوان المسلمين» على الأزهر بجناحيه الأشعريين «الصوفى والسلفى» ظهر أيضا فى صفوف الأزهر جناح جامع مانع يتستر بالمنهج الأشعرى الذى لا يمكن توصيفه بشيء محدد بل هو حمال لكل لأفكار وخاصة السلفى منها والذى يرجع الفضل للأشاعرة فى تأصيل المذهب السلفى وجعله الغالب على الوسطى فى المنهج لينتج لنا إخوانا جددًا فى جنبات الأزهر تعوق المجتمع إنهم «إخوان الأشاعرة».