الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
صداقة «السيسى - بوتين» يحميها «المظلِّيون»

صداقة «السيسى - بوتين» يحميها «المظلِّيون»


فى لفتة نادرة ومعبرة عن معنى الصداقة والتلقائية والترحاب غير المتكلف كان عشاء على كورنيش منتجع «سوتشى» الروسى  فى الهواء الطلق يجمع الرئيسين السيسى وبوتين  دون حراسة قريبة منهما فقط المترجم وقبل الوصول إلى منضدة العشاء قاما بجولة مترجلة وسط الشعب الروسى وبالروح الشرقية فاجأ بوتين مواطنيه بسؤالهم هل قمتم بزيارة مصر  ليجيب أحدهم نعم البحر الأحمر نظيف وجميل فقدم بوتين لهم السيسى، هذا هو صديقنا رئيس مصر ليقوم السيسى بدعوتهم إلى زيارة مصر وقال لهم نحن ننتظركم مرة أخرى فى مصر، وكانت الرسالة «البوتينية» هنا وهى طمأنة السيسى بعودة الرحلات السياحية الروسية وكأنها مطلب من شعبه، ليزيل القلق المصرى بهذا الخصوص، وكان ما سبق العشاء هو خطاب السيسى فى مجلس الاتحاد الروسى عندما قامت «فالنتينا ماتفيينكو» رئيسة الاتحاد  بالحديث عن المسار الوطنى المشرف للرئيس السيسى منذ يناير ٢٠١١ حتى الآن وقامت بإلقائها بتسلسل وإيقاع جذاب للغاية، وقد توجت تلك الزيارة لروسيا وهى الرابعة للرئيس السيسى بتوقيع اتفاقية «شراكة استراتيجية» على أعلى المستويات وهى التى تتعدى الشكل الاقتصادى لتشمل الجوانب السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية.
ومن هنا نفهم لماذا قام بوتين بالتعبير عن هذه الشراكة المكتملة بالتقريب والتعريف للسيسى بالمواطنين الروس فى جولة كورنيش « سوتشى» وهذا الحوار البسيط الراقى ليعرف ايضا مواطنيه بالضيف الصديق، ومن ناحية اخرى فان الشراكة التى ظهرت كمفهوم حديث على الساحة السياسية فى عام ١٩٨٧ لتصير بديلا عن العلاقة غير المتكافئة بين الدول الصناعية المتقدمة والدول النامية ليأتى معنى الشراكة لتحقيق أهداف مشتركة للطرفين فى إطار التعاون وتقسيم العمل فيما بينهما  كل حسب قدراته، ووسيلة لتنظيم علاقات مستقرة بين دولتين تجمعهما مصلحة واحدة، وإذا نظرنا لتطبيق هذا بين مصر وروسيا لوجدنا توافقا فى قضايا المنطقة كل حسب دوره ولكن الهدف واحد، هذا حدث فى ملفات «سوريا - ليبيا - القضية الفلسطينية» ولا نغفل مسيرة ٧٥ عاما من العلاقات أكسبت كلا من الدولتين إزالة الحواجز الحساسة التى كانت عرقلة فى يومًا ما ولتأتى الشراكة لتزيل اللبس الذى اعترض تلك المسيرة والتى تم خلالها إنشاء مشروعات وصناعات عملاقة يفتخر بها كلاهما.
ويستوقفنى فى المسيرة الجديدة والتى بدأت مع عهد الزعيمين السيسى وبوتين التى جمعتهما صفات مشتركة والأكثر أن كلا منهما يجرى مسرعا بوطنه نحو الحداثة والرفاهية متسلحا بالقوة لجيوشهما العظيمة بالبلدين وحب شعبيهما لهما، وكان اصدق تعبير لذلك هى المناورات المشتركة التى تؤدى الآن على الأراضى المصرية حاملة اسم «حماة الصداقة ٣» تلك التدريبات التى تقوم بها قوات المظلات من البلدين وهى تتم بالتناوب مرة بالأراضى المصرية ويليها الأراضى الروسية وهذا يكسب قواتنا التدريب على مسرح عمليات وطقس جوى مختلف، وهذا لم توفره لنا أمريكا التى سبقت روسيا معنا فى إجراء المناورات وأيضًا سبقتها فى إعلان الشراكة معنا فى عهد مبارك ولكن ولا مرة ذهبت قواتنا لإجراء مناورات على مسرح عمليات أمريكية ولَم تعطنا واشنطن هذا التميز، فقط تدريب على السلاح الذى نشتريه او نحصل عليه بموجب المساعدات العسكرية الامريكية لنا،  ولكن مناورة « حماة الصداقة» بدأت بمصر فى ٢٠١٦ والعام الماضى كانت فى روسيا، وهذه المناورات لها دلالتها لأننا نجريها بقوات خاصة من المظلات كعامل أساسى فى هذه المناورات وهى القوات المستخدمة بكثافة فى عمليات القضاء على الارهاب لما يتوافر لها من إنزال فى أماكن صعبة الترجل أو استخدام معدات عسكرية ثقيلة ولأنها قوات محمولة جوا ويتم إنزالها قفزا فى أى مكان مهما كان  خاصة المضايق المختبئة، ولكن بهؤلاء الأبطال يمكن الوصول إليها واصطياد الارهاب الآثم، وأيضًا روسيا صادقة النوايا فى تلك التدريبات لأنها لم تزرع ولا تدرب إرهابيا ثم تأتى لتقوم بدور مسحهم من على المسرح مثل أمريكا فتحملهم جوا آمنين إلى مكان آخر، لكن روسيا اكتوت مثلنا بنارهم عندما زرعتهم أمريكا فى دول الجوار الروسى، ولذلك فإنها تدريبات صادقة ومفيدة لاكتساب الخبرة حيث ان قوات المظلات الروسية هى الأولى عالميًا وأمريكا ترتيبها الخامس ومصر ترتيبها السادس ولكنها الأولى بمنطقة الشرق الأوسط، ويحسب هذا الترتيب على أقدمية النشأة وحداثة المعدات والتدريب الجيد، إذن قواتنا تكتسب خبرة وتتعرف على المعدات الجديدة من الدولة الرائدة لقوات المظلات،  وفى المناورة الثالثة لحماية الصداقة المصرية - الروسية قام المظلِّيون الأبطال بإجراء تدريب على اقتحام مشترك لمركز قيادة تنظيم إرهابى والقضاء على عناصره.!