الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حجاب أم سيقان!

حجاب أم سيقان!


زيارات عدد من الفنانين وخاصة ممثلى النقابات الفنية فى مصر إلى مرشد الإخوان المسلمين وإلى حزب الحرية والعدالة دائماً ما يتم وصفها بأنها زيارات تطمينية من أجل أن يتأكد الفنانون أن التنظيم والحزب لا يخاصمان الإبداع الفنى، أشعر أن هذه الزيارات مقصود منها أن يتأكد طارقو الأبواب أنهم سوف يحتفظون بتواجدهم فى ظل النظام الجديد وأن أبواب العمل ستظل مشرعة أمامهم.
 
والحقيقة أن الإخوان أعلنوا قبل بضعة أشهر عن خطة متكاملة لإنتاج أعمال فنية مقدمة طبقاً للشريعة الإسلامية لن يسمح فيها سوى للفنانات المحجبات بالاشتراك.. أثار هذا القرار تساؤلات فى الوسط الفنى حول موقف الفنانين منها هل يقاطع بعضهم المشاركة فيها من منطلق أنها تتعارض مع طبيعة الأعمال الفنية التى دأبوا عليها؟ ورأيى الشخصى هو أن الفنان المصرى - أتحدث عن 90٪ من الفنانين - لا يعنيهم سوى المكسب المادى الذى يحققونه، بل إن بعض الفنانات سيصبح الحجاب بالنسبة لهن وسيلة للعودة مرة أخرى للأضواء، كما أن خلع الحجاب بعد ارتدائه لعدد منهن كان يعبر عن وسيلة أيضاً للعودة للوسط الفنى.. أغلب الفنانين والفنانات لا يعنيهم سوى الجهة التى تدفع، فهم يقدمون فقط ما تريده  شركة الإنتاج.
 
وليس جديدا على الوسط الفنى أن نشاهد أعمالا فنية مقدمة طبقا للشريعة أو ما يعتقد صناعها أنها كذلك مثل مسرحية اسمها «الشفرة» عرضت قبل نحو خمس سنوات فى مصر وكانت هذه المسرحية مقدمة طبقاً للقواعد الدينية كما يرونها لا موسيقى ولا نساء حتى المرأة الوحيدة التى استعانوا بها كانت ترتدى الحجاب طوال أحداث المسرحية التى كانت ترفع شعار الإسلام هو الحل.
 
المسرحية عرضت على مسرح يملكه الكاتب «فيصل ندا» الذى اشتهر أنه يعرض دائماً على مسرحه المسرحيات الممتلئة بالعرى لكى يجتذب الجمهور وتستطيع أن ترى من خلال تلك المفارقة وهى أن قسطا وافرا من الفنانين لن يتوقفوا كثيراً أمام العمل الفنى والرسالة التى يقدمها، ولكن سوف يصبح الأهم بالنسبة لهم ما يحصلون عليه من مكاسب.. التجربة أثبتت ذلك أغلب الفنانين مثلاً الذين يهاجمون الآن زمن «حسنى مبارك» كانوا هم أكثر المستفيدين منه ومن زوجته وابنيه!
 
من حق الإخوان  أن يعبروا عن أنفسهم بقناة تليفزيونية رسمية تحمل اسمهم وجرائد ومجلات وأيضاً أفلاماً ومسلسلات.
 
المقياس الذى ينبغى أن نضعه أمامنا هو أن الإبداع الفنى ليس له علاقة بارتداء البطلة الحجاب أو خلعه.. لقد سبق أن قدمت السينما المصرية قبل نحو خمس سنوات فيلم «كامل الأوصاف» بطولة «حلا شيحة» الفيلم قدم طبقاً لمواصفات الحجاب أى أنه مصنوع لكى ينحاز المشاهد للفتاة المحجبة التى تؤدى دورها «حلا شيحة» ويرفض فى نفس الوقت الفتاة السافرة «علا غانم».. كانت البطلة تمثل بالحجاب طوال أحداث الفيلم سواء كانت هناك ضرورة درامية أم لا، ورغم ذلك لم يحقق الفيلم أى إيرادات فى دار العرض لأن الناس لم تصدقه، الغريب أنه فى نفس التوقيت كان يعرض فيلم «على الطرب بالتلاتة» وهو ملىء بالمشاهد المثيرة للراقصة «دينا» و المطرب «سعد الصغير» وحقق وقتها الفيلم إيرادات مرتفعة وعندما نذكر أن المخرج الذى قدم حجاب «حلا شيحة» هو نفسه الذى قدم سيقان «دينا»، فهذا يؤكد أن ما يعنى القسط الوافر من الفنانين ليس المبدأ، ولكن من يدفع لهم أجورهم سوف يقدمون له ما يريده حجابا أم سيقانا كله ماشى!