الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
انتبهوا.. الثورة «ترجع» إلي الخلف!

انتبهوا.. الثورة «ترجع» إلي الخلف!




محمد جمال الدين روزاليوسف الأسبوعية : 02 - 07 - 2011



أحداث البالون المؤسفة
التفكير بحكمة وهدوء فيما يحدث داخل مصر الآن من أعمال بلطجة وخطف وتخريب يؤكد - وبدون أدني شك - أن من يقوم بهذه الأفعال ليسوا من الشعب المصري ولاينتمون إلينا.. فالشعب الذي خرج يوم 25 يناير ينادي بالحرية والقضاء علي الفساد لايفعل ذلك، وإنما من يفعل ذلك هم أتباع النظام السابق الذين يريدون استمرار مكاسبهم وطغيانهم بعد أن زالت سطوتهم بزوال سلطاتهم وسلطات من يحميهم.. وهؤلاء يريدون استمرار حالة البلطجة والسرقات وعدم الاستقرار لبث الفزع والذعر بين أبناء مصر.

فلا يخفي علي أحد وبشكل واضح انتشار العمليات المنظمة لاقتحام السجون لتهريب المساجين والخارجين علي القانون لدرجة وصل معها الأمر وكأن هناك خطة منظمة لاقتحام السجون وأقسام الشرطة في العديد من أنحاء الجمهورية، كان آخرها ما حدث من تَعدٍّ للبلطجية علي نقطة شرطة صغيرة في حي المنيرة التابع لقسم السيدة زينب لمجرد أنه تم القبض علي نشال في مولد السيدة.. فأراد أقاربه الإفراج عنه بعيدا عن القانون، كما شهد الشارع المصري أعمال شغب قامت بها مجموعات مسلحة مثلما حدث مؤخرا في شارع عبدالعزيز وأمام مسرح البالون وفي ميدان التحرير، مستغلين في ذلك عدم الانتشار الكافي لرجال الشرطة.. فضلا عن اقتحام البعض الآخر لمخازن الآثار وتحطيم أجزاء من جدرانها.. أضف إلي ذلك تنامي ظاهرة الفتنة الطائفية في أكثر من مكان والتي يشعلها البعض عن قصد للوقيعة بين أبناء الوطن الواحد وذلك من خلال استفزاز المشاعر الدينية والاعتداء والتطاول علي الرموز الدينية ودور العبادة مستغلين في ذلك شائعة هنا أو هناك.
إشعال الصراع بين أبناء الوطن الواحد هدف يسعي إليه بعض رموز النظام السابق والمنتفعون منه وهو الخطر الذي يمكن أن يضرب ثورتنا العظيمة في مقتل، وعلينا نحن كمصريين أن نعي هذا جيدا.. فمن يسعي لتأسيس دولة مدنية تقوم علي مبدأ المواطنة لن يسمح أبدا بأن تقوم دولته علي أساس ديني عن طريق بعض رجال الدين من الطرفين.. ولهذا، ومن الآن فصاعدا، لن يكون لمثل هؤلاء القدرة علي توظيف الدين في أغراضهم بما يخدم الثورة المضادة التي يسعون إليها ونحذر منها.
كما لن نسمح لجماعات الإسلام السياسي وللمنضمين إليها بإفراز أحزاب وقيادات سياسية تحدد لنا كشعب ما الذي يجب أن نشربه أو نأكله أو حتي نبتعد عنه وما يجب مشاهدته أو حتي مجرد النظر إليه أو نمتنع عنه وما هو الحلال وما هو الحرام، لأن لدينا عقولا تفكر وتعي مثلهم وفي أحيان كثيرة عقولا لم تشوبها شائبة، بعد، ولم يتم غسلها مثل هؤلاء.. فمن المعلوم للقاصي والداني مدي تمسك الشعب المصري بالدين، ولذلك تحاول هذه الجماعات الوصول إليه والتسلل إلي نفسيته من خلال الدين.
--
وتكفي نظرة صغيرة إلي الأحزاب التي خرجت من تحت عباءة هذه الجماعات لنتعرف علي القائمين عليها وعلي من خلفها ولنعرف حقيقة ما يمكن أن يفعلوه في البلاد.. ولهذا يجب أن يعلم هؤلاء أننا لن نعطيهم هذه الفرصة أبدا لأن هدفنا وغايتنا هو المجتمع المدني الديمقراطي الذي لن يوجد فيه مكان لممثلي هذه الجماعات أو تلك الأحزاب.
وبمناسبة هذه الأحزاب ذات المرجعية الدينية هناك أسئلة لابد أن تطرح نفسها بقوة وهي: هل سيكون هناك فرق بين ما ستطرحه هذه الأحزاب علي الساحة السياسية وبين محددات وبرامج الجماعات أو المنظمات التي خرجت منها؟ وما سيكون وضع المرأة والأقباط وباقي فئات المجتمع بالنسبة لبرامج هذه الأحزاب؟
وكيف ستتم ترجمة النشاط السياسي في الشارع إلي ممارسات سياسية تعددية ومؤسسية، لترسيخ الحراك الديمقراطي؟
أسئلة لابد من الإجابة عنها حال نزلت هذه الأحزاب إلي ساحة السياسة، حتي نتجنب الانقسامات التي تحدث في المجتمع والتي نعاني منها حاليا بعد أن أثبتت الأحداث الأخيرة أن المتاجرين والمتربصين بالثورة كثر وليسوا بالعدد القليل كما يتوهم البعض، لأن الأغلبية إما أنها ترفض الإفصاح عن مطالبها وإما أنها تعمل لتوفير لقمة العيش وتعمل لزيادة الإنتاج لأنه بدون الإنتاج والعمل سنتأثر كثيرا، خاصة بعد أن هدأت وتيرة المطالب الفئوية نوعا ما، وبالطبع هذا أزعج فلول النظام السابق والمتربحين منه.. فسعت جاهدة إلي قلب الطاولة مرة أخري عن طريق إشعال الحرائق باعتصامات سقف مطالبها مرتفع ولا تراعي فيها مصلحة الوطن.. مما يؤدي إلي تعطل مصالح المواطنين بشكل متعمد ويثير الرأي العام ضد الثورة وضد من قام بها، وغالبا ما تكون هذه الاعتصامات مصحوبة بنوع من العنف لتصبح الصورة في النهاية أن الثورة دمرت الاقتصاد وأشاعت الفوضي ليترحم الناس وقتها علي زمن الرئيس المخلوع، هذا ما وضح جليا عندما صرح أكثر من مسئول من الحزب الوطني المنحل بحكم القضاء بنيته الأكيدة في الترشح للانتخابات البرلمانية القادمة دون النظر لما فعلوه في البلاد أولا وفي الحياة السياسية ثانياً.
--
فما معني أن يتواجد ضمن متظاهري التحرير جنسيات غير مصرية؟ وما دور هذه الجنسيات في الأحداث الأخيرة.. ألم نتعلم من درس القبض علي الجاسوس الإسرائيلي الذي تم القبض عليه مؤخرا وبعد أن حاول «تقليب» فئات الشعب المصري علي بعضها البعض.
وما معني أن يتحول حفل تكريم لشهداء الثورة وأسرهم في مسرح البالون إلي ساحة للبلطجة علي يد البعض وهم يحملون أسلحة بيضاء ونارية وشوماً وعصياً إلا إذا كان الأمر مدبرا ومدروسا لإثارة الفوضي.
هذه الأحداث وتلك تثبت أن هناك أمرا معدا ومدبرا من قبل البعض ممن لايحبون الخير لمصر ولثورتها، وعموما يجب أن يعلم من يقومون بمثل هذه التصرفات أن مصر لم ولن تسقط كما سبق وأن صرح قادة المجلس الأعلي للقوات المسلحة ولأننا كمصريين لن نسمح بذلك، كما يجب أن تعلم القوي الخارجية المحركة لهذه الأحداث أن قواتنا المسلحة وكذلك الحكومة ومعها الشعب ستقف بالمرصاد لمن يضمرون شرا بأمن مصر وسلامها لأن هذا هو أبسط ما يمكن أن نقدمه لبلادنا.