الثلاثاء 2 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تسأل الطفل فى المنوفية «نفسك تطلع إيه» يقول لك كدا كدا هابقى رئيس!

تسأل الطفل فى المنوفية «نفسك تطلع إيه» يقول لك كدا كدا هابقى رئيس!
تسأل الطفل فى المنوفية «نفسك تطلع إيه» يقول لك كدا كدا هابقى رئيس!


 
المنوفية بلد الرؤساء بعد وصول الرئيس الرابع منها إلى سدة الحكم حتى إن أهل المنوفية يتندرون بأن من بين كل خمسين طفلا واحد سيكون الرئيس وأن حكم المنايفة لمصر فاق الحكم الأيوبى، كان أول الرؤساء منها هو أنور السادات ابن قرية ميت أبوالكوم ثم مبارك كفر المصيلحة وعدلى منصور قرية سيروهيت وأخيرا السيسى ابن قرية طاليا مركز أشمون، المنوفية لديها وعى سياسى كبير نابع من انخفاض نسبة الأمية بها والتى تعتبر الأقل على مستوى الجمهورية بنسبة 36٪ وهو مكان كلمة السر فى تفوق المحافظة فى نسبة المشاركة السياسية فى الانتخابات الرئاسية بنسبة 62٪
 
وكان مركز سرس الليان الأول على مستوى الجمهورية مقارنة بالمراكز الأخرى بنسبة 96٪ لذلك لم يكن غريبا أن ترفض المحافظة بوعيها انتخاب مرسى حتى أطلق عليها بلد المليون شفيق، فكان من بينها 4 رؤساء جمهورية و6 رؤساء وزارة وأكثر من 05 وزيرا.
 
من حق المنوفية أن تفتخر بنفسها وعلى الجميع أن يقف أمام تجربتها وأن يغار منها لأنها محافظة تضع تاريخ الوطن وتشكله، لأن النخبة السياسية كلها تتخرج من هذه المحافظة ونتائج الانتخابات الرئاسية تؤكد تفرد هذه المحافظة لأنها جاءت فى المقدمة بنسبة 9,62٪ فى المشاركة بأقل من نسبة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية الماضية 71٪ وقد حصلت مدينة سرس الليان إحدى مدن المحافظة على المرتبة الأولى بالمشاركة نسبة 69٪ على مستوى الجمهورية.
 
هذا التاريخ السياسى الطويل للمحافظة التى قاومت محاولة عودة الرومان عقب مقتل عثمان بن عفان وتحدت الحملة الفرنسية بموقعة غمرين 1798ثم حادثة دنشواى 1906 التى حدثت ضد جنود الاحتلال الإنجليزى فى 13 يونيو والذى أصبح عيدا قوميا للمحافظة.
 
هذا النضال السياسى ضد سلطات الاحتلال أعطى هذه المحافظة قوة ضد أى عدوان حتى لو كان من الإخوان فعندما جاء مرسى رئيسا فى ,2012 خرجوا جميعا ضده وانتخب مليون منهم الفريق أحمد شفيق لدرجة تسميتها ببلد المليون شفيق، ولم تنم المحافظة خلال حكم الإخوان فلم تسمح أن يكون إخوانى محافظا لها رغم أنه من أبنائها وهو د. محمد على بشر الذى تولى فيما بعد وزارة التنمية المحلية.
 
ورفضت المحافظة الأخونة بكل الطرق فأحد رجالها هو الذى وضع دستور 23 وهو المستشار عبدالعزيز فهمى، والمصادفة أن أمين عام اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة 2014 المستشار عبدالعزيز سلمان أيضا أحد أبناء المحافظة.
 
وتستمر الغيرة من المنوفية التى قدمت لمصر أربعة رؤساء من السادات ابن ميت أبوالكوم، مبارك كفر المصيلحة، عدلى منصور سيروهيت وأخيرا عبدالفتاح السيسى ابن قرية طالبا مركز أشمون جنوب المنوفية وست رؤساء حكومة حتى الآن وإذا فكر أحد فى الوزراء ومن تولوا المناصب القيادية فى الدولة فلن تخلو من وجود منوفى، وهناك أربعة وزراء دفاع من محمد فوزى حتى عبدالغنى الجمسى وختاما بالوزير الخامس وهو صدقى صبحى وأكثر من أربعة داخلية منهم أحمد رشدى عبدالعظيم فهمى ومن وزراء العدل عبدالعزيز فهمى باشا أول رئيس لمحكمة النقض حتى أحمد سميح ووزراء زراعة ورى حدث ولا حرج من محمد أبوعلى باشا وأحمد عبدالغفار باشا ومرورا بالعالم عبدالهادى راضى حتى الوزير الحالى د. محمد عبدالمطلب حتى الوزارة المستحدثة كالتنمية المحلية والإدارية شغلها أبناء المحافظة مثل اللواء مصطفى عبدالقادر والمجالس النيابية كمال الشاذلى.
 
ورغم الحقد على المنايفة فإن أحيانا هذه المناصب الكبرى تكون نقمة وسبب مشاكل وهو ما حدث بين الراحل كمال الشاذلى وبعض الوزراء الذين كانوا يطالبون بخدمات ومشاريع لبلادهم باعتبارهم ممثلين لهم داخل المجالس النيابية لموقع ابنهم فى غرفة صنع القرار مثل تعطيل الشاذلى لعدة مشاريع بمدينة سرس الليان بسبب قوة مصطفى عبدالقادر وزير التنمية المحلية ابن البلدة وخوف الشاذلى من سحب بساط الخدمات منه.
 
وهناك معارك كبرى دارت بين عدلى حسين المحافظ الأسبق للمنوفية والشاذلى قبل رحيله بسبب توزيع الخدمات والمشاريع.
 
معظم الوزارات لم تخرج من أبناء المنوفية لدرجة شغل الأب د. عزت سلامة والابن د. عمرو عزت التعليم ومعهما د. لبيب شقير وجاءت رئاسة الوزارة للمنايفة عدة مرات منهم د. عصام شرف، د. كمال الجنزورى وغيرهما ومشايخ الأزهر منهم الشيخ عبدالمجيد سليم، وإبراهيم الباجورى وحلاوة الصوت فى قراءة القرآن لم تبعد عن المنوفية فى أصوات عذبة مثل البنا والصياد والشعشاعى والطبلاوى وغيرهم ورجال الدين فى العصر الحديث عمرو خالد وخالد الجندى وغيرهما.
 
هذه الأرض الطيبة قدمت لمصر والعالم أطباء وعلماء منهم ذهنى فراج، ياسين عبدالغفار، أحمد شفيق، أسامة عبدالعزيز وغيرهم ومن الطب للفن والإعلام ولا حسد فى الأعداد بداية من عائلة السعدنى محمود وصلاح ومرورا بأسماء كبار عبدالرحمن الشرقاوى، وحمدى قنديل وفاروق الفيشاوى، ومصطفى شعبان، وماجدة، وفايز حلاوة، وممدوح عبدالعليم والمذيع الراحل أحمد سمير ومكرم محمد أحمد عبدالله حسن، وحتى لا ننسى الأسماء نكتفى ونخاف على المنايفة من الحسد ولا ننسى أيضا قيادات الكنيسة من المنوفية.. ومن أطرف النوادر فى الريف المنوفى أن الأطفال فى صغرهم كانوا يلعبون لعبة الحكم بأن يتولى كل طفل وزارة ويختارها بناء على ما يجده من أبناء المنوفية أمامه فى السلطة وأنهم يريدون أن يكونوا مثل أبناء فلان فى البلد الذين تولوا أعلى المناصب القيادية فى الدولة بعد وصول الرئيس الرابع ليمثل المحافظة فى تاريخها القيادى لمصر وتشريفها، انتشرت طرفة بالمحافظة أن الأطفال يعدون أنفسهم لتولى رئاسة مصر حتى لا تخرج من المنوفية وهذا التاريخ الطويل لتمثيل المنوفية للنخبة السياسية فى مصر لم يأت صدفة أو واسطة بل جاء لإصرار المنايفة على التعليم وهناك قصص تحكى وأصبحت أمثالا أن بعض صغار الفلاحين باعوا أعز ما يملكون وهى أرضهم البسيطة لكى يتموا تعليم أولادهم وأنهم يقطعون من طعامهم لتعليمهم وبالتالى فإن ريادة المحافظة لم تأت من فراغ ولا تجد متعطلا عن التعليم مهما كان الأمر ومن يفوته قطار العلم يسرع للحاق به مع أولاده فى التعليم الليلى أو المنزلى معتمدا على فطرة الذكاء المنوفى فى التعليم وتعتبر المنوفية أقل نسبة فى الأمية على مستوى الجمهورية وهى 36٪ فقط وهناك قرى كاملة لا توجد بها أمية وهى قرية المستشار عبدالعزيز فهمى باشا وزير العدل الأسبق وأول قاض لمحكمة النقض وهى قرية كفر مصيلحة وشرف لهذه الأرض الطيبة أنها أنجبت مارية القبطية زوجة الرسول «صلى الله عليه وسلم» وأم ابنه إبراهيم.
 
ورغم الغضب الذى أصاب المنايفة بعد سوء إدارة مبارك للبلاد فى سنوات حكمه الأخيرة إلا أنه بقدوم المشير السيسى وقوة شخصيته وحبه الجارف لدوره فى إنقاذ مصر أعاد للمنايفة فرحتهم بابن بلدهم الذى جاء ليصحح وضع سلفه مبارك ويستمر العطاء المنوفى لمصر ويرجع هذا التفوق والتواجد المنوفى لرأى البعض بأن السادات جاء بالمنايفة فى المناصب المهمة فتمسكوا بها وتوارثوها جيلا بعد جيل وهناك دراسة دكتوراة كاملة تعد عن سيطرة المنايفة ونجاحهم فى قيادة مصر وفى تشكيل النخبة السياسية على مر العصور.