الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خلال زيارته للهند تتويجًا لـ75 عامًا من العلاقات الدبلوماسية الرئيس السيسى: التعاون بين البلدين يساعد فى القضاء على العنف

عاد الرئيس السيسى إلى أرض الوطن بعد زيارة مهمة إلى الهند تلبية لدعوة رئيس الوزراء الهندى «ناريندرا مودى» للمشاركة كضيف شرف فى احتفالات الهند بيوم الجمهورية والذى يوافق اليوم الذى بدأ فيه العمل بدستور جمهورية الهند عام 1950.



الزيارة تعكس التقارب الكبير بين الدولتين، والتقدير الشديد الذى تكنه الهند لمصر قيادةً وحكومةً وشعبًا، وكذلك الاهتمام العميق من الجانب الهندى بتعزيز علاقات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين بصفتهما من أهم الدول الصاعدة ولدورهما الحيوى فى مختلف القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية.

كما تزامنت الزيارة مع مرور 75 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والهند؛ حيث التقى الرئيس مع عدد من المسئولين فى الهند، وعلى رأسهم رئيس الوزراء، والسيدة «دروبادى مورمو» رئيسة الجمهورية، إلى جانب عدد آخر من المسئولين، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة.

كما تخلل الزيارة لقاء الرئيس مع رؤساء وممثلى عدد من الشركات الهندية الرائدة فى مختلف المجالات، وذلك لمناقشة آليات تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، واستعراض الفرص الاستثمارية الجاذبة فى مصر.

مباحثات مغلقة مع رئيس وزراء الهند بنيودلهى

وخلال الزيارة عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قصر حيدر آباد بنيودلهى مباحثات على مستوى القمة مع «ناريندرا مودى» رئيس الوزراء الهندى.

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد عقد جلسة مباحثات مغلقة رحب خلالها رئيس الوزراء «مودى» بالسيد الرئيس ضيفًا عزيزًا فى الهند، معربًا عن تقدير بلاده الكبير للسيد الرئيس ولقيادته الحكيمة التى حافظت على الأمن والاستقرار فى مصر عقب ما شهدته المنطقة من أحداث فوضى وعنف خلال ما عرف بالربيع العربى، وكذلك للنهضة التنموية غير المسبوقة التى تشهدها مصر حاليًا، وهو ما يجعل الهند قيادة وشعبًا تتشرف بزيارة سيادته، كضيف شرف رفيع المستوى فى احتفالية قيام الجمهورية الهندية، موضحًا أن تلك المشاركة تضيف طابعًا خاصًا ورونقًا لاحتفالات الهند.

من جانبه، عبر الرئيس عن الامتنان للسيد «مودى» على دعوته لزيارة الهند وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، متوجهًا سيادته بالتهنئة بمناسبة احتفالات الهند بعيد «يوم الجمهورية»، ومعربًا  سيادته عن التقدير للدعوة التى تلقاها للمشاركة كضيف شرف خلال هذه الاحتفالات، بما يعكس التقارب الكبير والتقدير المتبادل بين الدولتين الصديقتين، خاصةً فى ظل متانة العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر والهند ومدى تميُّزها، مع الإعراب عن اهتمام مصر المتبادل بتطوير تلك العلاقات والارتقاء بها فى كافة المجالات، واستمرار التنسيق والتشاور السياسى بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما.

وذكر المتحدث الرسمى أن المباحثات شهدت تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة؛ حيث أعرب رئيس الوزراء الهندى عن تطلع بلاده لتعزيز الاستثمارات المتبادلة فى العديد من القطاعات وتعظيم حجم التبادل التجارى بين البلدين الصديقين من خلال مشاركة الشركات الهندية فى تنفيذ المشروعات القومية العملاقة فى مصر.

وقد رحب الرئيس بتعظيم التعاون مع الجانب الهندى فى مختلف المجالات فى ضوء ما تملكه الدولتان من إمكانات كبيرة تتيح فرصًا متنوعة وواعدة للتعاون، خاصةً على مستوى التعاون العسكرى والاقتصادى والتجارى والسياحى والثقافى، إلى جانب التعاون فى قطاعى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإنتاج الأدوية والأمصال.

وأشار المتحدث الرسمى إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك؛ حيث أشاد رئيس الوزراء الهندى فى هذا الصدد بالدور الإيجابى الذى تقوم به مصر فى إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة فى محيطها الإقليمى، فضلًا عن جهودها فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وإرساء مبادئ وقيم قبول الآخر وحرية الاختيار والتسامح.

وعقب اللقاء، شارك الزعيمان فى مراسم تبادل عدد من مذكرات التفاهم والتعاون بين البلدين الصديقين فى مجالات تكنولوجيا المعلومات، والأمن السيبرانى، والشباب والرياضة، والإذاعة، والثقافة. كما تم عقد مؤتمر صحفى مشترك بين الجانبين، حيث ألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة.

مؤتمر صحفى مشترك

وفى كلمته خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع رئيس الوزراء الهندى قال الرئيس السيسى: لقد استعرضنا خلال المباحثات، ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين فى المجالين التجارى والاستثمارى والدفاعى؛ حيث أكدنا مواصلة العمل لزيادة حجم التبادل التجارى وتعظيم الاستفادة المشتركة، من القدرات والمزايا الإنتاجية والتصديرية للبلدين كى نستجيب للأولويات الاقتصادية والاجتماعية، للشعبين المصرى والهندى.

كما أوضحت لدولة رئيس الوزراء، الفرص والحوافز والمزايا الاستثمارية، المتاحة فى مصر والإجراءات التى تتخذها الحكومة لتحفيز الاستثمار الخارجى وأعربت له عن تطلعنا إلى زيادة الاستثمارات الهندية فى مصر فى مختلف المجالات، لا سيما فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس خاصة بعد ما لمسناه من عزم لدى الشركات الهندية العاملة فى مصر على مواصلة تعزيز تواجدها وما أبدته شركات هندية متخصصة فى مجالات واعدة من اهتمام بضخ استثماراتها فى مصر.

وتابع الرئيس قائلًا: من ناحية أخرى، اتفقت رؤانا على تعظيم التعاون القائم فى المجالات المختلفة والانطلاق نحو شراكات فى مجالات جديدة ومن بينها التعاون فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر.

واتفقنا أيضًا، على تعزيز التعاون الاستراتيجى بيننا، فى عدة مجالات أخرى وعلى رأسها الزراعة، والتعليم العالى، وصناعات الكيماويات والأسمدة والأدوية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والأمن السيبرانى.

وأضاف الرئيس: لقد أكدت كذلك للسيد رئيس الوزراء، ضرورة تكوين قنوات منتظمة، تتيح تبادل الخبرات والمعرفة، فيما يرتبط بالتجارب والمبادرات الناجحة فى كلٍ من البلدين خاصة على صعيد تطوير الصناعة المحلية، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتوفير حياة كريمة للمواطنين، والارتقاء بمستوى معيشتهم.

كما لا يخفى عليكم، أن مصر والهند تتشاركان فى البعد الحضارى، الذى يضرب بجــــذوره فى أعمـــــاق التــاريـــخ الإنسانى؛ ولذا فقد اتفقنا على ضرورة تعزيز الروابط والصلات على المستوى الثقافى من خلال المشاركة المتبادلة فى الفعاليات الثقافية فى كل من البلدين وعلى أهمية تيسير سبل التواصل بين شعبى البلدين لتسهيل حركة السياحة البينية من خلال تكثيف رحلات الطيران بين مصر والهند، لا سيما بين العاصمتين «القاهرة» و«نيودلهى» حيث أكدت لدولة رئيس الوزراء ترحيبنا الكامل فى مصر، باستقبال المزيد من السائحين الهنود.

ضريح المهاتما غاندى

كما زار الرئيس عبدالفتاح السيسى ضريح المهاتما غاندى ووضع إكليلًا من الزهور على قبره.

وكتب الرئيس كلمة فى دفتر كبار الزوار لدى زيارة ضريح غاندى فى نيودلهى جاء فيها: يُسعدنى أن أُعبِّر عن خالص الاعتزاز بزيارة ضريح الزعيم الهندى الراحل، المهاتْمَا غاندى، الذى شَكَّل علامةً فارقة فى التاريخ الإنسانى بتجسيده لمبادئ وقيم العدالة والسلام والمُساواة ونبذ العنف، وكذلك مواقفه الوطنية الشجاعة وانحيازه غير المشروط لخيار المقاومة السلمية.

إن العالم أجمع يحتاج لأن يستلهم هذه المبادئ السامية التى ساهمت فى وحدة ونهضة الأمة الهندية والتى نؤمن ونتمسك بها فى مصر عبر مختلف العصور والأزمان. إن مصر والهند تجمعهما روابط حضارية وتاريخية مشتركة، وتتشابهان فى التزامهما الراسخ بنشر الأمن والسلام والاستقرار ودعم جهود التنمية والرخاء والعمران.

رئيسة جمهورية الهند 

كما استقبلت رئيسة جمهورية الهند «دروبادى مورمو» الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قصر «راشتراباتى بهافان» الجمهورى بنيودلهى.

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن رئيسة الجمهورية الهندية  رحبت بالسيد الرئيس، معربةً عن تقدير الهند لمصر على المستويين الرسمى والشعبى، واعتزازها بالروابط الممتدة التى تجمع بين البلدين الصديقين. كما أشادت رئيسة الجمهورية الهندية بالتجربة التنموية الناجحة التى تشهدها مصر حاليًا بقيادة السيد الرئيس فى جميع المجالات والمشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها، مؤكدةً حرص بلادها على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها فى كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.

من جانبه، أعرب الرئيس عن التقدير لحفاوة الاستقبال الهندى، مشيدًا سيادته بعلاقات الصداقة «المصرية - الهندية» التاريخية المتينة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعربًا عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادى والتجارى، فضلًا عن تعظيم حجم الاستثمارات الهندية فى مصر.

وقد أكد الرئيس فى السياق  ذاته أن الاستثمارات الهندية لديها فرصة كبيرة حاليًا للتواجد فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة فى مصر وللنفاذ منها إلى الأسواق الإفريقية، خاصةً فى ضوء اتفاقيات التجارة الحرة التى تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مؤكدًا سيادته الترحيب الشعبى فى مصر بالتعاون مع الهند وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية.

وأضاف المتحدث الرسمى إن المباحثات تناولت عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك؛ حيث عكست المناقشات تفاهمًا متبادلًا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع كافة الملفات، وقد أشادت رئيسة الجمهورية الهندية فى هذا الإطار بالدور المحورى الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وكذلك دعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمى.

مأدبة العشاء الرسمية

وخلال مأدبة العشاء الرسمية التى أقامتها رئيسة الهند على شرف الرئيس السيسى، أكد الرئيس أن ما يجمع بين مصر والهند، من قواسم مشتركة ومصالح متبادلة، وروابط ثقافية وثيقة، يجعل من البلدين الصديقين جسرًا مهمًا للتلاقى والحوار والتعاون ويضع على كاهلنا مسئولية مشتركة، لنشر مبادئ وقيم العدالة والسلام والمساواة، والتسامح ونبذ العنف، والاحترام المتبادل بين الشعوب.

وأضاف الرئيس: لعل التوافق فى وجهات النظر، الذى ساد فى محادثاتنا، يعكس اقتناعًا راسخًا بضرورة مواصلة التضامن، لتحقيق أهدافنا المشتركة فى مختلف المجالات استنادًا إلى الروابط التاريخية، والإمكانات الهائلة التى تتمتع بها مصر والهند وكذا عزم البلدين على الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية، إلى مرحلة التعاون الاستراتيجى، والتنسيق المتبادل فى مختلف القضايا والموضوعات، محل اهتمام الطرفين.

وتزداد أهمية لقائنا اليوم بالنظر إلى ما يشهده العالم من استقطاب دولى له تبعات سلبية شديدة على جميع الشعوب وهو الأمر الذى يحتم على دولنا النامية، ضرورة التكاتف لمواجهة التحديات المشتركة، والأزمات الدولية المستجدة بما فى ذلك، أزمتا الطاقة والغذاء.

 

رجال الأعمال الهنود

كما شارك الرئيس السيسى فى نيودلهى فى اجتماع موسع لرؤساء كبرى الشركات الهندية ورجال الأعمال الهنود، وذلك بمشاركة السيد بيوش جويال وزير التجارة والصناعة بجمهورية الهند، إلى جانب عدد من كبار المسئولين الهنود وممثلى الجهات الحكومية المعنية المختلفة وكبرى الاتحادات والغرف التجارية والصناعية فى الهند، وبحضور السادة وزراء الخارجية، والكهرباء والطاقة المتجددة، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

حيث أشاد الرئيس بالتطورات الإيجابية التى شهدتها العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين خلال الفترة الماضية، موضحًا سيادته فى هذا الصدد ما توفره المشروعات العملاقة الجارى تنفيذها فى مصر من فرص استثمارية متنوعة، وفى مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس والذى يتضمن عددًا من المناطق الصناعية واللوجستية الكبرى، وهو ما يوفر فرصًا واعدة للشركات الهندية الراغبة فى الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجى، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، التى تربطنا بالعديد منها اتفاقيات للتجارة الحرة، لا سيما فى المنطقتين العربية والأفريقية.

الشراكة الاستراتيجية

كما اتفقت الهند ومصر على رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، التى تغطى الجوانب السياسية والأمنية والدفاعية والطاقة والاقتصادية فى محاولة لتكثيف العلاقات.

كما وقع البلدان خمس مذكرات تفاهم، بما فى ذلك مذكرة للتعاون فى مجال الأمن السيبرانى، وناقشا سبل تعزيز الأمن الغذائى والرعاية الصحية.

قال وزير الخارجية الهندى كواترا إن الشراكة الاستراتيجية سترتكز على أربع ركائز: «الأولى ستكون ركيزة التعاون السياسى والأمنى.

ويشكل الانخراط الاقتصادى الركيزة الثانية، والتعاون العلمى والأكاديمى الركيزة الثالثة، والتواصل الثقافى والشعبى على نطاق أوسع، الركيزة الرابعة».

بيان مشترك 

كما اتفق الجانبان المصرى والهندى على إصدار بيان مشترك يتضمن التأكيد على الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية التى تغطى المجالات السياسية والأمنية والدفاعية والاقتصادية والطاقة.