السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حواء.. « ضابط البيت»!

والله العظيم.. إننى من أنصار الجنس الناعم واللطيف.. وإننى مستعد لأن أدفع حياتى.. ثمنا للدفاع عن حقهن المشروع فى العمل، والمساواة مع الرجال فى جميع المجالات.. بشرط أن يبتعدن تماما عن ميدان العسكرية.. وشئون الدفاع، والشرطة، والطيران، والبوليس.



ومن غير المعقول.. أن تقتحم المرأة سلك الجندية.. لتصبح حضرتها ضابطا بكاسكيت وبندقية وأفرول وحذاء عسكرى ثقيل.. وقد قرأنا وسمعنا عن غزو المرأة الكويتية للجيش والشرطة.. ومن قبلها اقتحمت الإماراتية والمصرية نفس الميدان.. وفى الهند واحدة ست اسمها «نيناراجشى».. وصلت إلى منصب رئيس الأركان.. وفى الولايات المتحدة كانت هناك قائدة لسلاح الطيران.. اسمها «شيللروتنل».. وفى بريطانيا العظمى.. شغلت السيدة «تيفل جونز» منصب رئيس المخابرات، ومسئولة التجسس والجواسيس والمؤامرات الدولية والمحلية.

وسبب اعتراضنا.. ليس التقليل من شأن السيدات.. جعل الله كلامنا خفيفا عليهن.

ولكن سبب الاعتراض.. أن تلك النوعية من الأعمال ثقيلة فعلا.. تليق بالجنس الخشن والغليظ.. وحضرة الحرامى الذى يخطط لسرقة البنك.. سوف يتشجع كثيرا.. لو كانت تحرس البنك مجموعة من الحسان.. وساعتها سوف يتمنى الحرامى طبعا.. أن يسقط فى قبضة الشرطيات الفاتنات.. بدلا من ضياع وقته الثمين فى سرقة الأموال والمجوهرات.

وأقصد أن المرأة الشرطية.. لن تتعامل بالحزم المطلوب مع اللصوص.. لسبب بسيط أن رهافة حسها.. ورقتها الموروثة عن أمنا حواء.. سوف تمنعها من إطلاق الرصاص فى الوقت المناسب.. والتعامل العنيف مع الخارجين عن الأمن والنظام.

أما لو كانت المرأة تتولى سلاح الطيران.. فيا داهية دقى.. وكان الله فى عون زوجها والذى سيتعرض حتما لصاروخ جو- أرض.. فيما لو لعب بذيله.. أو حاول استغفال حبيبة القلب المسلحة بالهاون والمدافع والطائرات والصواريخ.

وفى أوروبا.. وفى دراسة حديثة طائرة.. ثبت أن العمل اليومى، الذى تمارسه المرأة خارج بيتها.. يؤثر كثيرا على سلوكها مع زوجها وأولادها داخل البيت.. وعندما تعمل المرأة فى الصباح كسائق ترام أو سائق وابور زلط.. تتصرف فى المنزل فى المساء كواحد صاحبك.. يجلس معك على القهوة.. وعندما تعمل أختنا حواء فى المناجم ورصف الطرق.. تكاد تصبح امرأة بشنب وذقن أيضا.

على أن الوحيدة التى يمكن أن تنجح كثيرا فى شغلها هى السيدة «تيفل جونز» التى كان قد اختارها رئيس الوزراء البريطانى السابق الناصح «جون ميجور» لمنصب رئيس المخابرات.. وقد كان اختيارا موفقا.. لأن طبيعة المرأة أقدر من الرجل.. على القيام بأعمال التجسس.. وشئون المخابرات.. بفضل الخبرات العميقة التى اكتسبتها حواء العزيزة على مدى القرون.. من التجسس على زوجها وعلى الجيران.. والإيقاع به متلبسا باختلاس جزء متواضع من الراتب.. لزوم الخروج والفسحة مع الأصحاب.. وعلى هذا أكاد أجزم.. أن التجسس شغلة حريمى بالدرجة الأولى.. تسلل إليها الرجل.. على سبيل الخطأ.. ومن باب العلم بالشىء.

وحتى السياسة.. يمكن أن تنجح فيها المرأة.. فهى تتمتع بدهاء وذكاء فطريين.. بحيث تدير أعتى المعارك السياسية.. والمؤامرات الدبلوماسية.. وتوقع بالخصوم والأطراف المتصارعة.. دون أن يهتز لها رمش.. أو يبدو عليها اضطراب.. وقد دوخت الحيزبون «تاتشر» على مدى عشر سنوات كاملة.. جميع الأصدقاء، والأعداء، والحلفاء، والأقارب، والجيران.. فحكمت بريطانيا بالحديد والنار.. وانتصرت على أعتى السياسيين من الرجال.. ورفعت الضرائب والأسعار.. وخفضت الأجور والرواتب.. وخاضت حربا ضروساً.. هى حرب الفولكلاند فى آخر بلاد الدنيا.. مع أنه ليس لها فيها لا ناقة ولا جمل.

وسبب آخر.. عائلى.. يدعونى للاحتجاج بشدة على اقتحام المرأة لميدان الجندية والبوليس.. وهو أن السيدة زوجتى ترغب هى الأخرى فى اقتحام الميدان.. بحجة أنها تنتمى للجنس الناعم اللطيف.

تصوروا؟!