الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دوامة إضرابات تكتسح الدول الأوروبية..وبريطانيا تواجه بقوة عام جديد وأزمات متلاحقة

بدأ العام الجديد بسلسلة من الإضرابات فى العديد من الدول الأوروبية بسبب ارتفاع الأسعار ومستويات التضخم وعدم قدرة الحكومات على تلبية احتياجات قطاعات حيوية أعلنت إضرابها وتوقفها عن العمل مثل القطاعات الطبية والنقل والتعليم.



وتواجه بعض الدول هذه الإضرابات بالسياسة أو بإجراءات صارمة مثلما فعلت بريطانيا حيث تعتزم اتخاذ إجراءات جدية للحد من فوضى الإضرابات التى أثرت على المجتمع بأسره.

الخبز فى فرنسا

يبدو أن فرنسا على أبواب حالة من الغضب بسبب ارتفاع معدلات التضخم وأسعار مواد الطاقة لاسيما مع تكرار الدعوات للخروج فى تظاهرات تقودها حركة السترات الصفراء.

وقال موقع «dailyo.in» الهندى إن هناك أزمة محتملة قريبة فى الرغيف أو الخبز الفرنسى الذى هو رمز وطنى فرنسى محبوب وعنصر أساسى فى المطبخ الفرنسى، لكن ارتفاع التضخم فى أوروبا يهدد إنتاج هذا الخبز المميز.

وأوضح أن هناك حالة من ارتفاع التضخم فى جميع أنحاء أوروبا، وزيادة فى أسعار المكونات الخاصة بالخبز الفرنسى لاسيما القمح الذى شهد أزمة عالمية بالفعل.

وقد تظاهر ما يقرب من 4700 شخص فى فرنسا بدعوة من حركة «السترات الصفراء» فى العاصمة باريس ومدن «تولوز» و«ستراسبورج» و«مولوز»، احتجاجا على نظام إصلاح المعاشات التقاعدية والتضخم وارتفاع تكاليف الطاقة.

ووفقا لما أعلنته وزارة الداخلية الفرنسية ونقلته قناة «بى إف إم» الإخبارية الفرنسية، فقد احتشد فى باريس وحدها ألفا شخص للتنديد بسياسة إصلاح نظام التقاعد المستقبلى والتضخم وللمطالبة بإصلاح المؤسسات.

كما خرج المئات من الأطباء العامين فى مظاهرات احتجاجية فى فرنسا، للمطالبة برفع الأجور وتحسين ظروف عملهم، بعد أن دخل إضرابهم أسبوعه الثانى.

وانتقدت الحكومة توقيت المظاهرات، حيث تكافح فرنسا زيادة فى حالات الإصابة بكورونا، والتهاب القصيبات والإنفلونزا.

ويتظاهر الأطباء العامون فى فرنسا احتجاجا على ظروف عملهم الصعبة، فيما يتواصل إضرابهم عن العمل للأسبوع الثانى على التوالى للمطالبة بمضاعفة تعريفة المعاينة الطبية على اعتبار أنها الأقل فى أوروبا.

فى غضون ذلك، سيجرى تكليف لجنة من الأطباء المحتجين بالتفاوض مع وزير الصحة، فرانسوا براون، وهو طبيب ترأس لسنوات قسم الطوارئ فى أحد المستشفيات الفرنسية.

وتنتقد الحكومة هذا الإضراب وتقول إنه جاء فى «وقت صعب للغاية»، حيث تواجه فرنسا زيادة فى حالات الإصابة بكورونا والتهاب القصبات والإنفلونزا.

وتأتى تظاهرة الأطباء العامين استجابة لدعوة تجمع أطباء المستقبل؛ وهو تجمع نشأ من خلال رسائل تبادلها الأطباء عبر وسائل التواصل الاجتماعى.

وهذا التجمع آلية تذكر بطريقة عمل السترات الصفراء سابقا فيما تتصاعد الدعوات لمظاهرات مماثلة فى قطاعات أخرى.

 التمريض فى نيويورك

وفى نيويورك، دخل نحو 7 آلاف ممرض وممرضة فى إضراب عن العمل باثنين من أكبر المستشفيات فى ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، من أجل عقود عادلة تعمل على تحسين رعاية المرضى.

وجاء إضراب الممرضين احتجاجا على توقف التوظيف منذ ثلاث سنوات بعد انتشار جائحة كورونا.

وبدأ ما يصل إلى 3500 ممرضة فى مركز مونتيفيورى الطبى فى برونكس، وحوالى 3600 فى مستشفى ماونت سيناى فى مانهاتن، إضرابا عن العمل بعد مفاوضات جرت نهاية الأسبوع ولم تسفر بعد عن اتفاق لعقد جديد.

ولجأت المستشفيات المملوكة للقطاع الخاص وغير الهادفة للربح إلى تأجيل العمليات الجراحية غير الطارئة، وتحويل سيارات الإسعاف إلى مراكز طبية أخرى، وكلفت إداريين من ذوى الخلفيات التمريضية للعمل فى الأجنحة من أجل التعامل مع الإضراب.

من جانبها، قالت جمعية الممرضات فى ولاية نيويورك: «بعد المساومة فى وقت متأخر من الليل فى مستشفى مونتيفيورى وماونت سيناى، لم يتم التوصل إلى اتفاقات مبدئية».

وأضافت الجمعية أن الإضراب سيجرى فى أربعة مستشفيات، هى: مونتيفيورى موسى ومونتيفيورى فايلر ومونتيفيورى هاتش فى برونكس وماونت سيناى فى مانهاتن.

وفى السياق ذاته، قالت رابطة الممرضات فى ولاية نيويورك، التى تمثل العاملات، إنها أُجبرت على اتخاذ خطوة صارمة بسبب النقص المزمن فى الممرضات اللاتى يتركن يعتنين بعدد كبير جدا من المرضى.

وتابعت الرابطة: «الممرضات لا يردن الإضراب، لقد دفعنا رؤساء العمل إلى الإضراب من خلال رفض النظر بجدية فى مقترحاتنا لمعالجة الأزمة اليائسة المتمثلة فى التوظيف غير الآمن الذى يضر بمرضانا».

 «سوناك» فى ورطة

أما فى بريطانيا، اجتمع الوزراء البريطانيون مع نقابات العمال فى محاولة لوضع حد لموجة من الإضراب عبر القطاعات من الرعاية الصحية إلى النقل حيث يطالب العمال بأجور أعلى.

ومع فشل زيادات الأجور فى مواكبة التضخم من رقمين، والذى وصل الآن إلى أعلى مستوياته منذ 40 عامًا، كان الممرضون وموظفو الإسعاف وعمال السكك الحديدية من بين أولئك الذين نظموا إضرابات، مع تصويت المعلمين أيضا على اتخاذ إجراء.

ودعت الحكومة النقابات إلى إلغاء الإضرابات أثناء إجراء المحادثات، مشيرة إلى أن الزيادات فى الأجور المتناسبة مع التضخم لن تؤدى إلا إلى زيادة الأسعار وكذلك ستؤدى إلى ارتفاع أسعار الفائدة ومدفوعات الرهن العقارى.

وقال رئيس الوزراء البريطانى، ريشى سوناك إنه مستعد لمناقشة زيادة رواتب الممرضات فى إنجلترا، اللائى من المقرر أن يدخلن إضرابا مرة أخرى يومى 18 و19 يناير بعد انسحابهم لمدة يومين فى ديسمبر.

وقالت النقابات إنها لن تلغى الإضرابات فى الأسابيع القليلة المقبلة إلا إذا قدمت عروضًا لحل الخلافات بشأن تسوية الأجور هذا العام، بينما تريد الحكومة التفاوض بشأن زيادة الأجور للعام المقبل.

ومن المقرر أن تجتمع نقابات التدريس، التى من المقرر أن تعلن نتيجة إضرابها فى الأيام المقبلة، مع وزير التربية والتعليم.

كما سيجرى وزير الصحة محادثات مع النقابات التى تمثل عمال الإسعاف والممرضات، بينما سيلتقى وزير النقل بنقابات السكك الحديدية.

وشهدت إنجلترا توقف شبه كامل فى حركة القطارات حيث بدأ سائقو القطارات فى 15 شركة إضرابًا إدى إلى توقف معظم خدمات الركاب فى جنوب وشمال ووسط إنجلترا.

وقالت صحيفة الجارديان إن التأثير على السكك الحديدية سيتجاوز تأثير الإضراب الصناعى هذا الأسبوع من قبل أعضاء RMT ومشغلى القطارات، الذين سيبدأون إضرابًا ثانيًا حيث من المتوقع أن يتم تشغيل 20% فقط من الخدمة.

لن يتم تشغيل قطارات على الإطلاق فى عدة مناطق بينما ستتوقف خدمات السكك الحديدية الجنوبية الغربية، وستكون هناك حركة قطارات محدودة للغاية بين المدن إلى اسكتلندا وويلز بالإضافة إلى صعوبات فى الوصول إلى لندن.