السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فيلم وثائقى جديد للمتحدة للخدمات الإعلامية (رأسك مرفوعة) قصص لنساء نجين من عنف الحياة الزوجية!

هناك العديد من القصص والروايات أبطالها هم أبطال فى الواقع رُغْمَ المعاناة والصعوبات التى مَرُّوا بها، رُغْمَ الإحباط واليأس اللذين تعرضوا لهما، رُغم الإساءة وسوء المعاملة التى قد تفقدهم الإنسانية، لكنهم أبطال فى المواجهة، أبطال لأنهم استطاعوا أن يتغلبوا ويَغلبوا الأحداث والمواقف التى عَرّضت حياتهم للخطر، أبطال لأنهم أرادوا العيش بكرامة..



 

أريد أن أتحدّث عن الكثير من النساء اللاتى واجهن العنف بَعد محاولات عديدة للتخلص منه وإصلاح من يوجّه لهن العنف ولكن بلا جدوى، أقول لكل سيدة تريد أن تتخلص من العنف وتخلص المجتمع من تداعياته، اعرفى حقوقك وتمسّكى بها وثقى أنك تستطيعين، فأنتِ لا تقفى وحدك اصمدى وكونى قوية والدولة تقف بجانبك، تحتضنك وتساعدك على النهوض والثبات فالمرأة المصرية مثال للفخر والقوة والصلابة.

أتحدّث عن فيلم وثائقى سَجّل لنا أحداثًا حقيقية حدثت ونساء تعرّضن للعنف، كيف تصرّفن وإلى مَن توجهن، وهل الدولة تدعم المرأة وتساندها، وما هى المراكز والأماكن التى تتوجّه لها السيدة فى حالة التعرض للعنف، ما هى الإجراءات التى يتم اتخاذها معها، ما نوع الدعم المقدم لها وكيف تستطيع المراكز التصرف حيال ما تعرضت له، هل تستطيع الدولة حمايتها، هل للمرأة حقوق وهناك قوانين تحميها؟؟.

الفيلم يستضيف مجموعة من المقيمات فى مركز الاستضافة داخل نطاق محافظتى القاهرة والإسكندرية.

(فاتن أمل حربى)

تقول المُخرجة رشا الشامى مُخرجة فيلم (رأسك مرفوعة): فى رمضان الماضى تم عرض مسلسل (فاتن أمل حربى) بطولة الفنانة نيللى كريم وتأليف الأستاذ إبراهيم عيسى، وهذا المسلسل مَرّ على مراكز استضافة المرأة المعنفة وكان هناك بعض الجوانب غير واضحة للناس، لكن المهم أنه تم لفت نظر الكثيرين إلى أن هناك مراكز لاستضافة المرأة المعنفة، وأنا أعرف ذلك بحُكم مهنتى لكن فوجئت أن كثيرًا من المشاهدين للمسلسل متعجبون ويتساءلون: هل مصر بها هذه المراكز، إزّاى، فين المراكز دى؟!

فشعرت أنه من الضرورى تعريف الناس أن لدينا مراكز استضافة للمرأة المعنفة، وأردت أيضًا أن يعرف الناس أن هذه المراكز موجودة وتقدم العديد من الخدمات التى لا يعلم معظم الناس عنها شيئًا، أيضًا تعريف الناس بهذه المراكز ضرورى لأن لدينا أيضًا نسبة كبيرة من النساء هن معنفات بالفعل، وبدأت الفكرة من هنا وتقدمتُ بها للمتحدة للخدمات الإعلامية، وجدت ترحيبًا بالفكرة؛ خصوصًا أن الدولة مع الجمعيات الأهلية تقوم بدور مهم جدًا لدعم هذه الخدمات ودعم المرأة ومساندتها وتمكينها بشكل عام ولكن المواطن العادى لا يعرف شيئًا عن هذه الخدمات.

معالجة الفكرة

وأضافت: إن معظم مشاكلنا حتى الانفجار السكانى لها علاقة كبيرة بوضع المرأة، لذا هناك تأكيد على دور المرأة وتمكينها اقتصاديًا معظم الوقت، فالمرأة غير الممكنة تحرَم من التعليم وتتزوج مبكرًا وتنجب كثيرًا وأحيانًا تنفصل ويحدث تسرب من التعليم وعدم إثبات النسب ومجموعة القضايا والمشاكل التى نعيش بها، فالبداية هى عدم تمكين المرأة. فعملت معالجة للفكرة وبدأتُ الشغل بها.

أماكن التصوير

وتابعت: اخترتُ مركز الجمعية بالإسكندرية لأنه أقدَم مركز استضافة للمرأة المعنفة، أمّا الأسمرات فهى الأحدث وعلى النمط والشكل الذى تدعمه الحكومة، فالدولة قامت بعمل مراكز الاستضافة الجديدة سواء الأسمرات أو 6 أكتوبر على أعلى مستوى من الخدمات، وتوسعت فى فكرة المشورة، وتلعب المشورة دورًا أكبر من الاستضافة وتقدمها هذه المراكز ولا يعلم الكثيرون عنها شيئًا، فتستطيع المرأة التوجه لهذه المراكز والتحدث مع متخصّصين نفسيين واجتماعيين ومشورتهم دون أن تترك المنزل.

وأكدت أن هناك قصصَ نجاح مُلهمة توضح خطة الدولة ناحية هذه المراكز ونوع الخدمات التى تقدمها واستراتيچية العمل بها، لكن عمل أفلام فى هذه المراكز صعب التنفيذ لأن الحالات لا تحب أن تظهر بالإعلام العاملين على هذه المراكز يكونون أكثر تحفظا فهم حريصون على حماية الحالات وحماية بياناتهم، كما أنهم أكثر تخوفًا من أن يتم عمل شىء يهدد المستفيدات أو يضرهن أو يلحق بهن الأذى أو يتم استغلالهن بأى شكل.

 لسنا عارًا

قضية المرأة تشغلنى كثيرًا؛ خصوصًا فى مجتمعنا، فالمرأة لديها مشكلة فى تقدير حقوقها، ومعظم السيدات معنفات سواء عنف نفسى أو تمييز أو التعليم أو غيره حتى أقصى شىء مما نراه ونسمعه من اعتداءات على المرأة، ويشغلنى أكثر لأنى سيدة مثلهن. فأكثر شىء يؤلمنى أن تكون السيدة هى الضحية ولا تستطيع الإعلان عن نفسها لذا سميت الفيلم (رأسك مرفوعة) والنساء الملهمات فى الفيلم كررن هذه الجملة، وفرحت كثيرًا بالسيدة التى أرادت بعد تصوير جزء كبير من الفيلم أن تظهر وجهها وترفع رأسها، وقالت لازم أظهر وأقول أننا لسنا عارًا ولا نعمل شيئًا يُغضب الله، وأيضًا سيدة أخرى كانت تبكى بمرارة وتقول «كل شىء كان متحرّم علىّ» وعندما عملت هذه المرأة وتم تمكينها اقتصاديًا فرحت جدًا وشعرت بقيمتها بعد أن قيل لها كثيرًا أنتِ سيدة ليست لديك أى حقوق فى الحياة، والحقيقة هذه السيدة من أكثر مَن دعمونى فى عمل الفيلم وساعدتنى حتى يظهر العمل بأحسن شكل ويصل الصوت لكل امرأة أخرى يتم ضياع حقوقها وتعنيفها.

 المرأة المصرية ليس لها حدود للمسئولية

وأضافت «الشامى»: نفسى (رأسك مرفوعة) يصل لكل شخص أن هناك مَن يستطيع أن يصل لكل امرأة معنفة ويمد لها يد العون ويساعدها على أخذ حقوقها بالكامل، وأن يفهم العنف ليس فقط هو ضرب وإهانة ولكن العنف أيضًا هو حرمانها من التعليم والعنف فى تحميلها مسئوليات أكثر من طاقتها، فالمرأة فى كثير من الأحوال تتحمل كل المسئوليات وحدها والأب ليس له دور، فالمرأة المصرية ليس لها حدود للمسئولية، شكل العنف ضد المرأة فى القانون والتوصيف واسع جدًا، لذا حاولت أن أوضح بالفيلم أن كل أشكال العنف التى توجَّه ضد المرأة تؤثر على تربية الأبناء وعلى المرأة وعلى المجتمع بأكمله، فكلنا نجنى ثمار الخلل الذى يحدث نتيجة للعنف.

وأكدت «الشامى» على دور مَن يعمل فى هذه المراكز فهن أمهات بديلات لكل حالة تأتى إليهن، وأيضًا دور الرائدات الاجتماعيات والرائدات الريفيات فهن أبطال لهن دور كبير وواسع، وأريد أن أقدم لهن فيلمًا يتناول دورهن المؤثر فى المجتمع المصرى فى الفترة المقبلة.

واختتمت «الشامى» حديثها عن مُدة التصوير فعملت لمدة شهرين قبل التصوير للدراسة ووضع خطة العمل، ولكن التصوير نفسه استغرق 3 أيام فقط.

 إظهار الخدمات

ومن جانبها تقول نيفين عدلى رفلة مدير إدارة مراكز استضافة وتوجيه المرأة بالإدارة العامة لشئون المرأة بوزارة التضامن الاجتماعى: يتساءل البعض عن مراكز استضافة المرأة المعنفة ودورها وأماكنها وكيفية التوجه لها، فيلم (رأسك مرفوعة) يلعب دورًا مُهمًا فى إظهار الخدمات التى تقدمها هذه المراكز وكيفية عملها، يعرض قصصًا حقيقية لبعض المستفيدات بناءً على رغبتهن مع الاحتفاظ بسرّيّة البيانات، وتم تصوير بعض مَشاهد الفيلم بمركز استضافة وتوجيه المرأة بالإسكندرية والبعض الآخر بمركز استضافة وتوجيه المرأة بالأسمرات.

وأضافت «رفلة»: لدينا 10 مراكز استضافة فى 9 محافظات، منها اثنان بالقاهرة، وهناك خطة للتوسع وفتح أربعة مراكز أخرى فى الفترة المقبلة، وكل مركز من المراكز يقدم خدمات ليس فقط بالمحافظة الموجود بها ولكن نستضيف حالات من محافظات أخرى، ونجاح المركز ليس بالأعداد الموجودة به ولكن بالخدمات التى تقدم للمستفيدات، فالخدمات بمراكز الاستضافة غير مقتصرة على الإقامة فقط ولكن هناك من يتردد للمشورة أو الاستشارة.

 التدريب والتأهيل

وأكدت على أهمية تدريب وتأهيل الجهاز الوظيفى ومَن يتعامل مع المستفيدات بشكل دائم ومستمر؛ لأنهم هم أصحاب التأثير الأكبر فيوفرون الرعاية والاطمئنان والحماية للمستفيدات ويحتفظون بسرّيّة البيانات والمعلومات عن المستفيدات، وتشترك معنا بعض الجهات الأخرى للتدريب، وتشترك بعض الهيئات أيضًا فى توفير فرص عمل وتدريب المستفيدات على التمكين الاقتصادى، كما تعقد دورات تدريبية عن إدارة الحالة وكيفية استقبال الحالة، فالتدريب لدينا بصفة مستمرة.

وتابعت: نستقبل كل الحالات ونساعدها فى الحصول على أوراقها ونستضيفها ثم نوجهها بعد ذلك، فى البداية نطمئنها ونقدم لها جلسات دعم نفسى ودعم اجتماعى ويتم عرضها على مديرة المركز، بعد ذلك نحدد الخدمات التى تحتاجها سواء دعم نفسى أو اجتماعى أو تمكين اقتصادى أو شق قانونى، ونضع خطة وخلال فترة زمنية معينة نستطيع عمل كل اللازم لها، اللائحة بتقول ممكن تقعد 6 شهور وتجدد 6 شهور أخرى ثم ترفع للجنة المركزية لأخذ قرار بشأنها، لكن كل هذا أمور تنظيمية ولا بُدّ أن توافق المستفيدة على كل الخطوات التى تسير بها سواء تدريبات أو تمكين اقتصادى أو تقرر الرجوع للمنزل أو تأتى إلينا بعد ذلك للاستشارة فقط، وهناك أيضًا رعاية لاحقة بعد خروج المستفيدة هل تريد الاستمرار معنا للدعم والاستشارة أمْ تنفصل عنا، ودور الرائدات الاجتماعيات توعوى فقط لكن  أى قرار يرجع للحالة نفسها، فالرائدة حلقة وصل بين المركز والمستفيدة، وأيضًا المركز يقوم بعمل ندوات ولقاءات جماهيرية وتدريبات طوال العام.

 جنسيات مختلفة

الفيلم عكس واقعًا ونقل تجارب مستفيدات تلقين خدمات بهذه المراكز، ونستضيف الأم بأبنائها سواء البنات أو الأولاد، البنات فى أى سن أمّا الأولاد فحتى 12 سنة فقط، كما نستضيف أجنبيات من جنسيات مختلفة، فأى سيدة على أرض مصر تتعرض للعنف نستقبلها ونقدم لها كل الخدمات، وأيضًا نستضيف المرأة ذات الإعاقة بشرط أن تستطيع خدمة نفسها، كما نستقبل ضحايا الاتجار بالبشر ثم نوجههن بعد ذلك لمراكز متخصّصة.