الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

اللعب فى التاريخ!

كل عام وأنتم بخير وسعادة ومزاج عالٍ بعيدًا عن فتاوى العالم الأمريكانى روبرت مكاى المبسوط حبتين، والذى خرج علينا بنظرية جديدة تفسد أفراحنا بمناسبة العام الجديد.. وحضرة العالم يؤكد بالورقة والحساب أن السنة الميلادية ليست سنة كاملة وإنما ينقصها «نصف ساعة وعشر ثواني».. لكننا نتجاوز لسهولة الحساب فنحسبها سنة كاملة، وطبقًا لنظرية الخواجة الأمريكانى، فإن علينا أن نعيد حساب وجدولة سنوات التاريخ.. وسوف نكتشف أننا على أعتاب القرن الواحد والعشرين.. تحديدًا فنحن الآن سنة 2013.. بما يعنى أن جميع حساباتنا خاطئة لأنها بنيت على باطل.. وعلى اعتبار أن السنة الميلادية هى سنة مكتملة.. مع أنها ليست كذلك، ولو أعدنا الحساب من جديد فسوف نكتشف أن هناك إحدى عشرة سنة ناقصة من حساب السنين!



 المثير أن نظرية الأخ روبرت مكاى لها أنصار ومؤيدون.. من علماء الفلك وأساتذة علم المنطق.. على اعتبار أننا لسهولة الحساب.. نختصر من عمر الأيام والسنين هذه النصف ساعة وعشر ثوان.. وأننا نرتكب هذه الغلطة الشنيعة والخطأ الفادح.. مع سبق الإصرار والترصد.. منذ بداية الحساب الميلادى وحتى يومنا هذا.. وبالجمع والطرح والقسمة والضرب.. نكتشف أن نصف الساعة سنويًا.. وعلى مدى ألفى سنة.. ينتج عنها فارق حسابى هو عشر سنوات كاملة.. ندين بها التاريخ والدنيا!

ومع أننى -شخصيًا- ضعيف حبتين فى علم الحساب.. وقد استعنت بجدول الضرب.. وبالحاسب الآلى المتواضع.. فوجدت أنه طبقًا لنظرية الأخ مكاى.. فإن فارق الحساب لا يزيد على أربعين يومًا.. وليس عشر سنوات كما يدعى.. إلا أننى فى هذه المسألة بالذات أعطى العيش لخبازه.. وقد أفتى حضرة العالم الأمريكانى أن هناك خطأ قدره عشر سنوات.. فلابد أن نصدقه.. خاصة أنه يدعم نظريته بشواهد وقرائن.. منها المتغيرات الجديدة فى الحالة الطقسية العامة.. التى تتبدى لنا فى ذلك الانخفاض المخيف فى درجة الحرارة شتاء.. وارتفاع تلك الدرجات إلى أرقام قياسية صيفًا.. بما يعنى أننا لو أرجعنا حساب السنين بالضبط.. فربما انضبطت أحوال الطقس.. وأمور الزراعة والملاحة.. فى جميع عموم الكرة الأرضية.. قادر كريم!

النظرية الأمريكانى التى لا أصدقها كثيرًا لكنى أؤيدها بشدة.. تعنى ثورة حقيقية فى علم الحساب.. حساب الأيام والسنين.. والكهل الذى يقترب من سن الستين.. عليه أن يعيد حساباته وسوف يكتشف أنه فى الرابعة والخمسين.. وربما لو دقق قليلًا فى المسألة الحسابية.. فربما اكتشف أنه فى الثانية والأربعين، والست جارتنا التى تجاوزت السبعين.. عليها الاستعداد لحفل زفافها المرتقب.

أما جهات الشغل والإنتاج.. فعليها أن تدفع لنا فارق السنوات التى غرقنا فيها شغلًا وإنتاجًا.. فإذا بها تحاسبنا بأسلوب السهل الممتنع.. دون أن تضع فى عينها حصوة ملح.. فتستخدم نظرية روبرت مكاى فى حساب السنين.. وهى النظرية التى أفسدت علينا احتفالات رأس السنة الجديدة.. فجلسنا فى بيوتنا نتابع احتفالات العالم.. من تحت اللحاف.

وكل عام وأنتم بخير!