5 ظواهر سينمائية فى موسم 2022 تفوق الكوميديا وتراجع الأكشن و«كيرة والجن» فى المقدمة

شهدت دُورُ العرض السينمائية فى عام 2022 عرض نحو 22 فيلمًا، تنوعت ما بين الكوميدى الذى احتل الصدارة بواقع 13 فيلمًا، بينما تنوعت بقية الأفلام ما بين الرومانسى والاجتماعى والأكشن، فيما فضّل صناع بعض الأفلام عدم خوض السباق، والذهاب إلى المنصات مباشرة، مثل فيلم (جدران) وهو فيلم رُعب لعبت بطولته «درة» و«نيقولا معوض»، بالإضافة إلى فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذى أثار وقت عرضه موجة من الانتقادات نظرًا لجراءة القضايا التى تناولها وعدم ملاءمتها للمجتمعات الشرقية.. وفى السطور التالية نحاول أن نذكر بعض الملامح التى ميزت موسم 2022 السينمائى.

 تفوُّق الكوميديا

رفعت سينما 2022 شعارَ الضحك أولاً، وبخلاف السنوات السابقة، ارتفعت نسبة الأفلام الكوميدية فى مقابل أفلام الأكشن والمغامرة؛ حيث عرض نحو 13 فيلمًا كوميديًا، أى ما يزيد على نصف عدد إجمالى الأفلام المعروضة هذا العام، وهى (واحد تانى، الدعوة عامة، تسليم أهالى، تماسيح النيل، حامل اللقب، خرجوا ولم يعودوا، خطة مازنجر، زومبى، عمهم، فضل ونعمة، معالى ماما، ومن أجل زيكو، وهاشتاج جوزنى).

ويأتى فى مقدمة الأفلام الكوميدية التى حصدت أعلى الإيرادات ونالت استحسان الجمهور والنقاد فيلم (واحد تانى) من بطولة «أحمد حلمى وروبى وسيد رجب»، وتأليف «هيثم دبور»، وإخراج «محمد شاكر خضير»؛ حيث عرض فى موسم عيد الفطر، واحتل المركز الثانى فى إجمالى الإيرادات بعد (كيرة والجن)؛ حيث حصد ما يزيد على 63 مليون جنيه طوال فترة عرضه فى دُور العرض، ومن خلال هذا الفيلم يؤكد المؤلف «هيثم دبور» على امتلاكه موهبة كتابة الأفلام الكوميدية؛ حيث قدّم العام الماضى فيلم (وقفة رجالة) محققًا أعلى الإيرادات، كما يثبت «أحمد حلمى» أن بساط الكوميديا لم يُسحَب من تحت أقدام جيله لصالح الكوميديانات الجُدُد، فيما حل فيلم (عمهم) فى المركز الثالث بإيرادات وصلت إلى نحو 57 مليون جنيه. الفيلم من إخراج «حسين المنباوى»، وبطولة «محمد إمام، باسم سمرة، ومحمد سلام».

وفى مقابل الأفلام الكوميدية الناجحة التى صمدت فى شباك التذاكر لأسابيع طويلة مثل (من أجل زيكو) من إخراج «بيتر ميمى»، وتأليف «مصطفى حمدى»، ومن بطولة «كريم محمود عبدالعزيز، ومنة شلبى»، وفيلم (حامل اللقب) من إخراج «هشام فتحى» وتأليف «هشام ماجد وإيهاب بليبل»، وبطولة «هشام ماجد، دينا الشربينى، ومحمد سلام»؛ فهناك أفلامٌ عديدة لم تصمد سوى أيام وخرجت من المنافسة سريعًا بعد إيرادات هزيلة جدًا، لم تتخط البضع مئات من الجنيهات، مثل فيلم (خرجوا ولم يعودوا) الذى استمر فى دُور العرض لمدة 10 أيام فقط، وهو من بطولة «ويزو، حسنى شتا، وخالد عليش»، ومن تأليف «وائل يوسف»، وإخراج «حسن السيد».

 (كيرة والجن).. والتربع على عرش الإيرادات

على مدار 22 أسبوعًا منذ أن بدأ عرض (كيرة والجن) فى موسم عيد الأضحى، حصد الفيلم على أعلى الإيرادات فى شباك التذاكر؛ حيث بلغ إجمالى ما حققه الفيلم حتى الآن 119 مليونًا و409 آلاف و669 جنيهًا، حتى أصبح الفيلم الأعلى إيرادات فى السينما المصرية، يليه فيلم (الفيل الأزرق2) الذى عُرض عام 2019 وحقق 103 ملايين و633 ألفًا و291 جنيهًا، وما يميز فيلم (كيرة والجن) ليس ارتفاع ايراداته فقط؛ لكن لكونه أعاد الاعتبار للأفلام التى تتحدث عن وقائع تاريخية، والمأخوذة عن نص أدبى؛ حيث يرصد حقبة مهمة فى تاريخ مصر أثناء ثورة 19، إذ يتناول العمل واقع المجتمع المصرى فى فترة الاحتلال الإنجليزى، ويكشف عن قصص حقيقية لمجموعة من أبطال المقاومة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزى وقت ثورة 1919 حتى عام 1924، وذلك من خلال أبطال منسيين خاضوا معارك وتضحيات جريئة من أجل الاستقلال، وهو مستوحَى من رواية (1919)، للمؤلف «أحمد مراد» الذى كتب السيناريو والحوار، وإخرج الفيلم «مروان حامد»، وقام ببطولته «كريم عبدالعزيز، أحمد عز، وهند صبرى».

 تأليف وإخراج وتمثيل  وسبع صنايع!

بَعد تعاونه مع أكابر الكتابة والتأليف وعلى رأسهم السيناريست الراحل «وحيد حامد» قدّم المخرج الكبير «شريف عرفة» نفسَه كمؤلف فى العديد من التجارب السينمائية، بجانب قيامه بإخراجها، منها ما حقق نجاحًا وقت عرضه مثل فيلم (الناظر) الذى قام ببطولته الفنان الراحل «علاء ولى الدين» ومنها ما سبّب له كثيرًا من الانتقاد مثل (الإنس والنمس، والكنز) وغيرهما، وفى عام 2022، أصر «شريف عرفة» على تقديم نفسه كمؤلف من جديد من خلال فيلم (الجريمة) من بطولة «أحمد عز، منة شلبى، وماجد الكدوانى»، وقد عرّضه هذا الفيلم لهجوم النقاد نتيجة ضعف السيناريو، مطالبين إياه بإعطاء «العيش» لخبّازه، والتركيز فى الإخراج فقط، لكن «شريف عرفة» ليس هو الوحيد الذى قرّر القيام بدورين فى آن واحد؛ حيث شارك «هشام ماجد» المؤلف «إيهاب بليبل» فى كتابة فيلم (حامل اللقب) الذى لعب بطولته، وقد تجلت هذه الظاهرة فى فيلم (بحبك) الذى كتبه، وأخرجه، ولعب بطولته «تامر حسنى».

أزمة الذهاب إلى الأوسكار

عندما أعلنت اللجنة المسئولة بنقابة المهن السينمائية عن عدم ترشيح أى فيلم مصرى فى النسخة الـ 95 من جوائز أوسكار، أثار الأمر ضجة وغضبًا وانقسامًا فى الساحة السينمائية؛ حيث لم يجد البعضُ مبررًا لقرار عدم الترشح، بينما شعر بعضُ السينمائيين والنقاد بشىء من الارتياح للقرار نظرًا لعدم وجود فيلم مناسب يمكنه خوض المنافسة، وسواء كان قرار عدم الترشح صائبًا أو خاطئًا؛ فإنه فى النهاية يكشف أزمة السينما المصرية وما تعانيه فى السنوات الأخيرة.

 سينما الشعب وبروتوكول التعاون

قبل أن ينتهى العام، أعلنت وزيرة الثقافة «نيفين الكيلانى» توقيع بروتوكول تعاون بين الهيئة العامة لقصور الثقافة والشركة المتحدة للإنتاج السينمائى والفنّى فيما يخص مشروع «سينما الشعب»، على أن تتولى الشركة المتحدة مسئولية المحتوى الفنى المعروض من خلال مشروع «سينما الشعب»؛ وذلك بالتنسيق مع الهيئة بما يضمن أعلى إيرادات ممكنة، فيما تقوم الهيئة بتشغيل السينمات ودُور العرض واستغلال الإمكانيات المتاحة فى هذا الشأن، كما تم التنسيق بين الهيئة العامة لقصور الثقافة والشركة المتحدة للإنتاج السينمائى والفنى لاستغلال أسوار وأسطح قصور الثقافة كافة، التى تقع فى أماكن متميزة بجميع محافظات مصر للشراكة فى الدعاية، وبخلاف مشروع «سينما الشعب»؛ فقد تم الاتفاق مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى على تنفيذ ورش مشروع «السينما بين يديك» التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة داخل الجامعات، وكذا إقامة نوادى السينما فى إطار خطة وزارة الثقافة بتقديم برامجها الثقافية داخل الجامعات والمدارس، وبدأت بالفعل أولى خطوات التنفيذ بجامعة المنصورة، كما تم الاتفاق مع مدينة الإنتاج الإعلامى لإقامة ورش سينمائية متخصّصة مدفوعة الأجر بأكاديمية المدينة، بالإضافة إلى إنتاج مشترك لأفلام إدارة الثقافة السينمائية بالهيئة العامة لقصور الثقافة بحيث تتحمل المدينة تكلفة أماكن التصوير بداخلها بينما تتكفل الهيئة بباقى العناصر، مما يعنى أن الأيام المقبلة ستشهد نهضة سينمائية حقيقية.