الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

اختراع الرعب!

لماذا لا تفعلها وزارة التعليم فتقوم بإلغاء جميع أنواع امتحانات النقل فى مدارسها الابتدائى والإعدادى والثانوى.. وتكتفى بالشهادات العامة والمصيرية.. وفى معظم دول العالم.. لا وجود للامتحانات عمال على بطال.. هناك امتحانات صحيح، لكنها امتحانات داخل الفصول يقوم بها مدرس الفصل.. للتعرف على المستوى العام للتلاميذ.. والامتحان الوحيد الذى تعرفه مدارس أوروبا وأمريكا هو امتحان الشهادة الإعدادية.. على اعتبار أن التعليم هناك إلزاميا حتى نهاية الشهادة الإعدادية.. قبل أن ينتقل التلميذ إلى مرحلة التعليم الثانوى أو الفنى التجارى أو الصناعى.. وهو تعليم فنى محترم يمد الدول والمجتمعات بما تحتاجه من عمالة مدربة!



أقصد أن هلع الامتحان لا تعرفه دول بلاد بره.. على اعتبار أن التلميذ ناجح دائما.. إلا إذا قرر مدرس الفصل أن التلميذ لا يستحق النجاح.. والمدرس لا يقرر فجأة.. أو تبعًا لمزاجه الشخصى.. لكنه يقرر بناء على سلوك التلميذ داخل الفصل طوال العام.. وبناء على درجة استيعابه للمقرر الدراسى.. والتزامه بالحضور للمدرسة والمشاركة والمناقشة والفهم والمذاكرة!

فى نهاية كل عام دراسى.. يجتمع المدرسون مع حضرة الناظر مع كل تلميذ على حدة وبحضور ولى الأمر.. وبالاستعانة بالتقارير الأسبوعية والشهرية.. يناقش المدرسون مع التلميذ وولى الأمر نقاط الضعف والقوة فى مشوار التلميذ الدراسى.. وينصحونه بما يحتاج التركيز عليه فى العام المقبل.. ومبروك نجح التلميذ دون توتر الامتحان ودون قلق العائلة ودون أرقام جلوس وقاعات امتحان ولجان تفتيش وكنترول وغش جماعى على الموضة!

طبعا التلميذ الكسول.. أو الذى لا يؤدى بالمستوى المطلوب يجب أن يعيد السنة.. ويقرر مجلس المدرسين وبحضور حضرة الناظر وولى الأمر إعادة السنة للتلميذ.. وقد يعترض ولى الأمر ويتعهد برعاية التلميذ والاهتمام بأوجه النقص.. وتعويض ما فات من تحصيل ومذاكرة.. وساعتها ينجح التلميذ نجاحا مشروطا بالتفوق فى العام المقبل.. فإذا لم يفعل.. يعيد السنة من جديد!

وهكذا تكون الأحوال فى بلاد بره.. حيث لا يعرفون هلع الامتحان.. بما يسببه من قلق وتوتر لجميع الأطراف.. للتلميذ والمدرسة والعائلة.. بحيث يصبح الاستيعاب هو الهدف.. وليس مجرد الحفظ من أجل الامتحان.. وحيث يعنى أن التلميذ يذاكر بحق وحقيقى طوال العام.. لا أن يذاكر فقط فى فترة الامتحان.. أما طوال السنة فهو يتفرج فقط من بعيد لبعيد!

طبعا تطبيق النظام الجديد يعنى إعادة تنظيم العملية التعليمية كلها.. لأن النظام المقترح يتطلب تفرغ المدرس وقيام علاقة صحية وثيقة مع التلاميذ، وهذا لن يحدث إلا إذا قللنا كثافة الفصل وحتى يتمكن المدرس من متابعة التلميذ بشكل واقعى وحقيقى!

وأتوقع تنظيم بورصة الدروس الخصوصية.. وأتوقع أن ينتظم نظام المجموعات داخل المدرسة وليس خارجها.. لأن حضرة المدرس الذى بيده تقييم مستوى التلميذ وتحديد الناجح والساقط لا يمكن السماح له بالدرس الخصوصى وسوف تختفى ظاهرة السناتر ومقاولى الأنفار من المدرسين.. وأتوقع أن تنتعش الفصول الدراسية من جديد بدلا من الهرب منها وتجاهلها بحجة التركيز فى البيوت!

تعالوا نجرب ونحاول ويمكن البدء بعدد محدود من المدارس النموذجية والمدرسين من أصحاب السمعة الطيبة.. ولسوف تكون المدرسة تابعة لحضرة الوزير شخصيا.. وسوف ترتقى العملية التعليمية من أول وجديد.. وسوف يختفى الرعب الذى اخترعناه واسمه رعب الامتحان!