الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شارك فى الدورة الثانية من مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة.. الرئيس السيسى: نرفض التدخلات الخارجية فى شئون العراق

عقب عودته من القمة «الأفريقية - الأمريكية» بواشنطن والتى سبقتها القمة «العربية - الصينية» الأولى.. شارك الرئيس السيسى فى الدورة الثانية من مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة؛ حيث توجَّه الرئيس الثلاثاء الماضى إلى الأردن فى إطار دعم مصر لعودة العراق الشقيق لدوره الفاعل والمتوازن على المستوى الإقليمى، والحرص على ضمان أمنه واستقراره.



يسعى المؤتمر إلى البناء على النتائج التى أسفرت عنها الدورة الأولى من مؤتمر بغداد التى انعقدت فى أغسطس 2021، وذلك من خلال مناقشة السبل الكفيلة لتعزيز مسار الحوار البناء بهدف حل المشاكل بالمنطقة، فضلًا عن تهيئة الظروف المناسبة لإقامة شراكة وتعاون وتكامل اقتصادى بين العراق ودول الجوار والدول الصديقة.

 مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة

خلال كلمته بمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، توجَّه الرئيس بالشكر والتقدير إلى الملك «عبدالله الثانى»، على مبادرته لاستضافة هذه القمة بالبحر الميت، وإلى الرئيس «إيمانويل ماكرون»، رئيس الجمهورية الفرنسية، فى الحفاظ على دورية انعقاد هذه القمة.

وأكد الرئيس دعم الجهود الوطنية للأشقاء فى العراق، حكومةً وشعبًا، فى سبيل تحقيق أمن واستقرار بلادهم، وحفظ سيادتها، واستعادة مكانتها التاريخية، ودورها العربى والإقليمى الفاعل.

وأضاف الرئيس: نحن نشهد تحسنًا ملموسًا فى الأوضاع بالعراق، كما أن انعقاد تلك القمة، يحمل معه دلالةً سياسية مهمة، على اعتزامنا مواصلة توفير كافة سبل الدعم للعراق الشقيق ورغبةً صادقة  فى الانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة من خلال تعزيز العمل فى أطر التعاون الثنائى، أو المتعدد، كآلية التعاون الثلاثى بين مصر والعراق والأردن، أو غيرها.

وأردف الرئيس: يمثل اجتماعنا فرصة لتبادل وجهات النظر، واستكشاف آفاق جديدة، للتنسيق والتعاون بين بلادنا والعراق، دعمًا لمسيرته نحو الاستقرار وبما يعزز قدراتنا فى مواجهة التحديات المرتبطة بالأزمات الدولية وما يستتبعها من تحديات عابرة للحدود فى مجالات؛ الصحة، وأمن الغذاء، والطاقة، وسلاسل الإمداد وغيرها، وبما يحقق مصالح شعوبنا.

كما قال الرئيس إن العراق واجه على مدار سنوات طويلة انعكاسات بالغة السلبية، لانتشار الإرهاب والفكر المتطرف، وويلات الصراعات والحروب طويلة الأمد فى سياق لم يخل من تدخلات خارجية على نحو أثقل كاهل العراقيين وارتدت آثاره إلى كل شعوب المنطقة.

وأكد أن مصر تثمن الجهود والتضحيات الباسلة والغالية التى تكبدها الشعب العراقى الشقيق بكافة أطيافه، فى مواجهة هذه التحديات وما حققته الدولة العراقية من إنجازات مهمة سمحت باسترجاع دور مؤسسات الدولة، والقضاء على مشروعات الإرهاب الظلامية، وتحقيق أمن واستقرار وسيادة البلاد، وصون وحدة نسيجها الوطنى.

وأضاف الرئيس: لقد أثبتت الأزمات المتعاقبة، التى شهدتها العديد من دول المنطقة، على مدار العقود الماضية، أن تحقيق الاستقرار الكامل له متطلبات لا غنى عنها تبدأ بتعزيز دور الدولة الوطنية الجامعة وتمكين مؤسساتها من الاضطلاع بمهامها فى حفظ الأمن، وإعلاء سيادة القانون، والتصدى للقوات الخارجة عنه، وصون مقدرات وثروات الشعوب، وهو ما سيوفر المناخ المناسب، لدفع عجلة الاقتصاد والتنمية المستدامة، وترسيخ دعائم الحكم الرشيد.

وأردف قائلًا: فى إطار من المصارحة، فإن هذه الأهداف لن تتحقق، ما لم يتم إعلاء ثقافة الاعتدال والتسامح وقبول الآخر وبما يضمن التمتع بالحق فى حرية الدين والمعتقد وتجاوز مفاهيم الطائفية، والتشدد والانقسام، والأفكار الرجعية التى لا مكان لها فى عصرنا الراهن فالعالم يتسع للجميع والاختلاف لا يمكن التعاطى معه، بالاستمرار فى صراعات ممتدة لا غالب فيها، ولا مغلوب.

وتابع: فى هذا السياق، يأتى انعقاد قمتنا اليوم لتجديد الالتزام بالمبادئ الثابتة فى العلاقات الدولية والتى ينص عليها روح ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده وفى مقدمتها حسن الجوار، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، وعدم الاعتداء والاحترام المتبادل لسيادة الدول، والتوقف عن فرض سياسة الأمر الواقع، وأهمية العمل على تحقيق المنفعة المشتركة.

وأكد الرئيس رفض مصر أى تدخلات خارجية فى شئون العراق وأهمية مواصلة الجهود المشتركة، لرفع قدرات مؤسسات الدولة العراقية فى مختلف المجالات كون ذلك هو السبيل الأمثل، فى الحفاظ على أمن وسيادة هذا البلد العريق، وهو ما ستنعكس آثاره على أمن سائر دول المنطقة.

وتابع: إيمانًا من مصر، بفوائد التعاون المتبادل البناء فقد شاركنا مع العراق والأردن، فى تدشين آلية التعاون الثلاثى بين الدول الثلاث، كأحد أطر العمل العربى المشترك الرامية إلى تحقيق التكامل، على نحو يخدم مصالح شعوبنا الشقيقة، فى ضوء ما يربطها من علاقات تاريخية وأخوية، ووحدة مصير وأهـداف مشـتركة.

واختتم الرئيس كلمته موجهًا كلمة إلى الشعب العراقى الشقيق، قائلًا: «يا شعب بلاد الرافدين العظيم إننى على ثقة تامة، فى قدرتكم على المضى قدمًا، صوب مستقبل أكثر ازدهارًا متسقًا مع حضارتكم العريقة التى أسهمت فى تشكيل تاريخ الإنسانية وكلى يقين، أن ما تتسمون به من تعددية، وما تمتلكونه من إمكانيات، سيتيح لكم تجاوز أى تحديات مهما بلغت، لقد حققتم الكثير فى سبيل استعادة بلادكم وعليكم استكمال إنجازاتكم، على طريق البناء والتنمية والتطوير وستجدون فى مصر دائمًا عونًا لكم، وسندًا لتطلعاتكم وخياراتكم ليبقى العراق دائمًا، إحدى قلاع العروبة، ومن أهم مراكز الحضارة فى العالمين العربى والإسلامى».

 قمة ثلاثية بين مصر والأردن والعراق

كما شارك الرئيس فى البحر الميت بالأردن، فى قمة ثلاثية بين مصر والأردن والعراق، وذلك إلى جانب كلٍ من عاهل المملكة الأردنية الملك عبدالله الثانى بن الحسين، ورئيس الوزراء العراقى محمد شياع السودانى.

القمة تناولت تطورات وسبل تعزيز مسار التعاون الثلاثى المشترك فى مختلف المجالات بين الدول الثلاث، فى إطار العلاقات التاريخية والأخوية التى تجمعهم، وكذا تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مستجدات الأوضاع السياسية فى المنطقة، التى تشهد تحديات غير مسبوقة تهدد أمن الوطن العربى والشرق الأوسط على أكثر من صعيد.

كما شارك الرئيس أيضًا، فى قمة خماسية بين مصر، والأردن والعراق والكويت، وفرنسا، وذلك على هامش مؤتمر «بغداد للتعاون والشراكة»، بالأردن.

لقاء ثنائى بين السيسى وماكرون

كما التقى الرئيس السيسى  فى البحر الميت بالأردن، مع الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، وذلك على هامش انعقاد «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة».

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء تناول عددًا من موضوعات علاقات التعاون الثنائى بين البلدين، وكذلك تبادل وجهات النظر والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلًا عن التباحث بشأن «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة»، مع التأكيد فى هذا السياق على حرص البلدين على التعاون والتنسيق لمساعدة الجانب العراقى على تثبيت دعائم الاستقرار والأمن الداخلى فى العراق الشقيق.

تنسيق «مصرى - أردنى» 

كان الرئيس السيسى قد أجرى اتصالًا هاتفيًا قبل سفره للمشاركة فى قمة (بغداد 2) مع الملك عبد الله الثانى بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية.

وقال السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إن الاتصال يأتى فى إطار التشاور المنتظم بين الرئيس وشقيقه الملك عبدالله، حيث تطرق إلى مناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بالتعاون الثنائى، فضلًا عن تبادل وجهات النظر والرؤى تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 وقد عبر الرئيس للملك عبدالله عن اعتزازه بما تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين من تطور مستمر، وتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، مشددًا على أهمية استمرار جهود توسيع نطاق مجالات التعاون الثنائى المختلفة وتعميقها، بما يعظم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.