الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حصاد 2022 مصر الرقم الصحيح فى المعادلة الدولية.. 2022 عام الدبلوماسية المصرية القاهرة قبلة زعماء العالم

على مدار ثمانى سنوات من قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم، استطاعت مصر أن تعبر خلالها بعدة مراحل فارقة فى التاريخ المصرى الحديث، فبعد أن استعادت الدولة تماسك مؤسساتها فى الداخل عبر سنوات عجاف، انتقلت إلى مرحلة فرض هيبة الدولة المصرية فى الخارج.



ونجحت قيادة الأمة المصرية لصد حروب الطامعين فى حريتها وحرية قرارها وتراجع أعداؤها خطوات عديدة إلى الوراء فتحولت أحلامهم فى المساس بوحدة مصر وشعبها ودورها تجاه أمتها العربية وقارتها الإفريقية إلى كوابيس بل يحاولون التودد إليها بعد أن أصبحت بوصلة العالم العربى والدولة العربية والإفريقية الأم فى أچندة السياسة العالمية.

 

 100 عام من الدبلوماسية

وفيما يتزامن العام الثامن من ولاية الرئيس السيسى لمصر مع ذكرى مرور مائة عام على إعلان استقلال مصر الحديثة بموجب تصريح 28 فبراير عام 1922، والذى كان من نتائجه البارزة إنشاء وزارة الخارجية.

وقد بات واضحا للعالم أجمع أن القاهرة 2022 أقوى من أى وقت مضى طوال قرن كامل بقوة جيشها ووحدة شعبها.

ومنذ ثمانى سنوات اتجهت الإدارة المصرية لتوضيح خط سياستها الخارجية التى تقام على الندية والاحترام والشراكة فى القرار، هذه المحددات التى رسمها الرئيس السيسى فى خطاب التنصيب فى يونيو 2014، والذى أكد فيه أن مصر بما لديها من مقومات يجب أن تكون منفتحة فى علاقاتها الدولية، وأن سياسة مصر الخارجية ستتحدد طبقا لمدى استعداد الأصدقاء للتعاون وتحقيق مصالح الشعب المصرى، وأنها ستعتمد بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، إرساءً لمبادئ أساسية لسياساتها الخارجية فى المرحلة المقبلة، وذلك لدعم السلام والاستقرار فى المحيط الإقليمى والدولى، ودعم مبدأ الاحترام المتبادل بين الدول، والتمسك بمبادئ القانون الدولى، واحترام العهود والمواثيق، ودعم دور المنظمات الدولية وتعزيز التضامن بين الدول، وكذلك الاهتمام بالبعد الاقتصادى للعلاقات الدولية وأيضًا آمان الشعوب واستقرارها.

جولات فارقة

على مدار الأعوام الماضية أثبتت سياسة مصر الخارجية نجاحات عديدة وملموسة فى دوائرها المختلفة العربية والإفريقية والإسلامية والدولية، وذلك بالتوازى مع التنوع الذى شهدته زيارات وجولات الرئيس ومشاركاته الخارجية قممًا دولية بين القارات المختلفة، بما يعكس حرصه على تعزيز التواصل مع قادة وزعماء العالم لاستمرار التشاور والتنسيق إزاء مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك وبحث المستجدات الإقليمية والدولية وعرض رؤى مصر بشأنها.

وعلى مستوى التوزيع الجغرافى احتلت الدائرة العربية مركز الصدارة فى زيارات الرئيس الخارجية خلال الأعوام الثمانية، حيث بلغت أكثر من 43 زيارة، فيما احتلت القارة الأوروبية المركز الثانى بواقع أكثر 40 زيارة على مدار الثمانية أعوام بينما احتلت الدائرة الإفريقية المركز الثالث بواقع أكثر من 30 زيارة، بينما بلغت زيارات الرئيس لدول آسيا نحو 19 زيارة، فيما زار الرئيس السيسى الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 9 مرات خلال ثمانية أعوام 6 زيارات منها لمدينة نيويورك للمشاركة فى الاجتماعات الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة بها، وثلاث زيارات للعاصمة الأمريكية واشنطن، من بينهم آخر زيارة لحضور القمة الأمريكية الإفريقية الأخيرة.

هذا بالإضافة إلى عقد اجتماعات مع قادة ومسئولين دوليين- عربًا وأجانب- داخل جمهورية مصر العربية خلال الفترة (يونيو 2014 - يونيو 2022) بلغ أكثر من (1083) لقاءً منها 253 لقاءً قمة مع الملوك والرؤساء وكان من أكثر القادة والزعماء تكرارًا فى هذه الاجتماعات الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن الذى التقاه الرئيس السيسى حوالى 26 مرة خلال تلك الفترة، وذلك وفق ما أوده كتاب «الزيارات الخارجية واللقاءات الدولية للرئيس عبدالفتاح السيسى.. قراءة تحليلية لمواقف وخطب وتصريحات الرئيس بشأن القضايا الدولية»، لرئيس الهيئــة العامــة للاستعلامــات ضياء رشوان.

وأوضح رشوان أن عدد زيارات الرئيس السيسى وجولاته الخارجية خلال هذا العام فقط قد بلغ أكثر من (13) زيارة خارجية شملت (10) دول فى قارتين هما (أوروبا - آسيا «المنطقة العربية»)، وهذه الدول حسب الترتيب الزمنى للزيارة هى (العراق - المجر - اليونان - بريطانيا - فرنسا - الإمارات - الصين - بلجيكا - الكويت - السعودية).

 ملفات وقضايا الأشقاء

وفيما يتعلق بالاستراتيجية المصرية حو الملفات والقضايا العربية والإقليمية والدولية أيضًا، كانت القاهرة متمسكة بأسس سياساتها التى لم تتغير على مدار ثمانى سنوات، وأهمها عدم التدخل فى الشئون الخارجية للدول وإرساء مبادئ السلام لضمان استقرار الشعوب.

وفى قضايا المنطقة العربية تحديدًا كانت العلاقات المصرية هى الأقوى والأبرز فى المشهد الإقليمى، وقد أكد الرئيس السيسى دائمًا خلال أحاديثه فى أكثر من محفل دولى، أن دعم الأمن والاستقرار فى المنطقة العربية من أهم أولويات الإدارة المصرية.

وحول موقف مصر من القضية الفلسطينية أكد الرئيس استمرار مصر فى جهودها الدؤوبة فى كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وذلك بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين، بهدف مساعدة الشعب الفلسطينى على استعادة حقوقه المشروعة وفق مرجعيات الشرعية الدولية، مشددًا على أهمية تكاتف جميع الجهود خلال المرحلة المقبلة من أجل دعم الموقف الفلسطينى تجاه التسوية السياسية.

وجدد الرئيس دعم مصر لجميع جهود تحقيق السلام الشامل بالشرق الأوسط، استنادًا إلى حل الدولتين وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، وأكد الرئيس السيسى أن مصر أكدت مرارًا أنه لا سبيل لاستقرار الشرق الأوسط، دون التوصل إلى حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية التى كانت ومازالت القضية المركزية للأمة العربية، وذلك عبر التفاوض استنادًا إلى مقررات الشرعية الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية العربية على الصعيد الثنائى، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال لقاءاته المتعددة مع القادة والمسئولين العرب، على خصوصية العلاقات التاريخية الراسخة المصرية مع الدول العربية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة وأوضح الرئيس خصوصية العلاقات المصرية الخليجية، وارتباط أمن الخليج بالأمن القومى المصرى، وذلك كأحد ثوابت السياسة المصرية الراسخة، معربًا عن التطلع لتطوير العلاقات مع مجلس التعاون الخليجى فى مختلف المجالات.

كما أكد الرئيس السيسى خلال لقاءاته العديدة مع القادة العرب على تعزيز وتفعيل أطر التعاون وآليات التشاور والتنسيق بين مصر والدول العربية على جميع المستويات لمواجهة التدخلات الإقليمية السلبية فى المنطقة، ومنع تقويض الدولة الوطنية.

أما فيما يتعلق بسياسات مصر مع أشقائها الأفارقة، فقد أكد الرئيس على الاهتمام المصرى بجهود صون السلم والأمن وتحقيق الاستقرار فى القارة السمراء، بما فيها منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقى، فضلًا عن منطقة الساحل الإفريقى، والتى تشهد تطورات وتحديات متشابكة نظرًا لتفاقم وتمدد الجماعات الإرهابية، مؤكدًا على استعدادنا لدعم الجهود الإفريقية لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف من خلال توفير برامج التأهيل وبناء القدرات عن طريق الأجهزة المصرية المتخصصة، وكذلك مؤسساتها الدينية العريقة، وذلك لإعلاء قيم الإسلام الوسطى المعتدل الذى تنادى به مصر فى سبيل القضاء على الإرهاب.

وحول العلاقات الثنائية بين مصر والدول الإفريقية فقد جاءت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى على هامش لقاءاته العديدة مع القادة والمسئولين الأفارقة تعكس اعتزاز مصر بعلاقات التعاون المتميزة مع تلك الدول فى شتى المجالات، ومؤكدا أهمية مواصلة العمل على تطوير مشروعات التعاون الثنائى خاصةً ما يتعلق بتعزيز التبادل التجارى والاستثمارات المصرية فى مختلف المجالات.

 التعاون الدولى

وفيما يتعلق بدول الغرب، اتسمت العلاقات المصرية - الأوروبية بجانب قوى من التعاون والتفاهمات خاصة فى ذلك الوقت التى تمر به القارة الأوروبية والعالم الغربى بتوترات قوية على آثر الحرب الروسية الأوكرانية.

وحول العلاقات المصرية - الأوروبية، أكد الرئيس على مكانة الاتحاد الأوروبى المهمة فى إطار السياسة الخارجية لمصر، والتى ترتكز على الاحترام والتقدير المتبادل لخصوصيات كل طرف، ليس فقط لكون الجانب الأوروبى الشريك التجارى الأول لمصر، وإنما فى ضوء الروابط المتشعبة التى تجمع بين الجانبين والتحديات المشتركة التى تواجههما على ضفتى المتوسط.

وحول العلاقات المصرية - الأوروبية على الصعيد الثنائى فقد أكدت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال لقاءاته المتعددة مع القادة والمسئولين الأوروبيين حرص مصر على تعزيز التعاون المشترك بين مصر ودول القارة الأوروبية على مختلف الأصعدة وتبادل الرؤى ووجهات النظر حيال الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الآسيوية فقد أكدت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال لقاءاته مع عدد من المسئولين الآسيويين حرص مصر على تعزيز آليات التعاون المشترك مع بلدان القارة الآسيوية على مختلف الأصعدة بما يحقق المصالح المشتركة وتعظيم حجم التبادل التجارى.

وحول علاقات مصر مع المنظمات الدولية والمتخصصة فقد شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة عبر الفيديو كونفرانس، وأوضح الرئيس فى كلمته أن انتخاب مصر لرئاسة الدورة الحالية الخامسة عشرة، للجنة الأمم المتحدة لبناء السلام جاء ليكلل مسيرة متواصلة من الإسهام المصرى الفاعل لتعزيز وتفعيل هيكل الأمم المتحدة لبناء السلام، منذ إنشائـه عام 2005 كما يجسد ثقة المجتمع الدولى، فى قدرة مصر على قيادة الجهود الأممية فى هذا الشأن على ضوء إحرازها المرتبة السابعة، بين الدول المساهمة بقوات عسكرية وشرطية- رجالًا ونساءً - فى عمليات حفظ السلام الأممية.

كما أكد الرئيس فى كلمته فى اليونيسكو «أن مصر تفخر بكونها ضمن الدول المؤسسة لمنظمة اليونسكو، وتطور علاقاتها بالمنظمة على مدار عقود لتصبح نموذجًا للتعاون البناء على مختلف الأصعدة».

وحول الحرب الروسية - الأوكرانية، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر والعالم يواجه اليوم أزمة عالمية مركبة ناجمة عن الآثار التى خلفتها جائحة كورونا وعواقب الصراع الروسى الأوكرانى، تلك الأزمة التى تسببت فى ارتفاع مستويات التضخم العالمية وحالة من الكساد التجارى وأزمة فى سلاسل الإمداد، ومصر تواجه هذه الأزمة التى ألمت بالعالم بقدرات متطورة، وخطة عمل فاعلة.