الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كييف مستمرة وموسكو لا تزال تراهن على تأثير تساقط الجليد الحرب «الروسية - الأوكرانية» ... الشتاء بيننا

دخلت الحرب «الروسية - الأوكرانية» شهرها العاشر، وحتى الآن فقدت روسيا عددًا من المناطق التى سبق أن سيطرت عليها؛ لكنها فى الوقت نفسه أعلنت عن بدء استخدام سلاح متطور فى عملياتها العسكرية تحديدًا فى شرق أوكرانيا، كما دفعت واشنطن بمعدات عسكرية إلى ميناء شمال بولندا الدولة العضو فى حلف الناتو والمجاورة لأوكرانيا، من جانب آخر لا يزال هناك مدن أوكرانية دون كهرباء بفعل الضربات الروسية الأخيرة ومع كل هذا يبدو أن روسيا لا تزال تراهن على الشتاء حتى الآن. 



كما وضع الرئيس الأمريكى جو بايدن شرطًا للحديث مع بوتين وهو السعى الجاد لإنهاء الحرب وكان رد الكرملين بشكل مباشر بأن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين كان ولا يزال منفتحًا على المفاوضات لضمان المصالح الروسية.

وفى خضم كل هذه الأحداث السريعة والمتتالية التى تقع مع دخول فصل الشتاء كان لا بُد من فتح حلقة نقاش مع عدد من الخبراء لرصد تطورات الحرب «الروسية - الأوكرانية» ومحاولة تحليل أصداء هذه الحرب على الساحة العالمية والإجابة عن عدد من التساؤلات المهمة مثل: هل محاولات الأطراف للجلوس والتفاوض هى مجرد مساحات مناورة؛ أم أنها جهد حقيقى لإنهاء الأزمة؟

 

وما هى الرسائل وراء الاحتفاء البروتوكولى للرئيس الفرنسى فى واشنطن؟ وماذا عن التقرير الاستخباراتى الصادر عن CIA الذى يفيد بإيقاف الحرب فى الشتاء مع صدور قراءة عكسية للأحداث من معهد دراسات الحرب والتى تفيد بتوقع أن يشتد القتال الأسبوع المقبل مع دخول مرحلة الجليد على خلاف الفترة الحالية مرحلة الأمطار والمستنقعات التى أبطأت من وتيرة القتال؟

قضية الحرب «الروسية - الأوكرانية» كانت محور النقاش فى برنامج «كلام فى السياسة» على قناة «إكسترا نيوز» مع عدد من الخبراء والمهتمين بهذا الشأن، هم: الدكتور عزت إبراهيم رئيس تحرير الأهرام ويكلى، والدكتور أشرف سنجر خبير السياسات الدولية لقطاع أخبار المتحدة، والدكتور محمد فايز فرحات مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وخبير الشئون الأسيوية لقطاع أخبار المتحدة، والدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة وخبير الشئون الروسية لقطاع أخبار المتحدة، والكاتب الصحفى الاستاذ أشرف العشرى مدير تحرير جريدة الأهرام وخبير الشئون العربية لقطاع أخبار المتحدة، والأستاذ سيد جبيل الكاتب الصحفى والمحلل السياسى لقطاع أخبار المتحدة. 

التفاوض هو الحل 

 أوضح الكاتب الصحفى الدكتور عزت إبراهيم، أنه كان هناك شبه إجماع منذ فبراير الماضى بين دول جوار أوكرانيا على أن الحل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة الكبرى هو جلوس المفاوض الأمريكى والمفاوض الروسى على مائدة واحدة. 

وأضاف الدكتور عزت إبراهيم، إن زيارة الرئيس الفرنسى مانويل ماكرون لواشنطن جاءت فى إطار إنه أدرك إن أوروبا تغرق فى مستنقع التضخم وتدخل على موجة إضرابات كبيرة فى بريطانيا وغيرها ويرى أن الحل سيكون أمريكيًا روسيًا فى المقام الأول.   وأشار إلى أن الجانب الأوكرانى يتحكم فى صياغة الرسالة الخاصة بالحرب، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة ترى أنه لا يجب أن تذهب الخصومة مع روسيا إلى أبعد من ذلك. 

وأكد أن أمريكا تحاول أن تبنى جسرًا كبيرًا مع الدول الكبرى فى الاتحاد الأوروبى، لافتًا إلى أن فرنسا مهمة بالنسبة لها على مستوى العلاقات «الأوروبية - الأمريكية» وأن هناك خلافات على المسائل التجارية بشكل كبير وهم كانوا يحاولون تذليل العقبات فى الخصومة التى بدأت الآن بين الاتحاد الأوروبى وأمريكا بشأن القانون ضد التضخم.

أمريكا المستفيد من الأزمة 

من جانبه، أشار الدكتور أشرف سنجر، إلى أن إخلاء السياسة الأمريكية يعطى الفرصة لقوة أخرى أن تملأ الفراغ وهى الصين أو روسيا، لافتًا إلى أن الإدارة الأمريكية تهدف ألا تكون منطقة الشرق الأوسط ساحة مفتوحة أمام الصين، ويمثل الأمر تحديًا كبيرًا للقمة «الصينية-الخليجية العربية».

وأضاف، إن الأمريكيين صوتوا فى الأمم المتحدة، بأن من لا يقف معهم فهو يقف مع الإرهاب، وأصبحت استراتيجية أمريكا تقوم على محاصرة الصين وروسيا، وهناك سيناريو الأزمة «الروسية - الأوكرانية» الذى يتضمن عدة وجهات نظر حول التحرك، والشتاء سيكون معوقًا لأن الروس لم يقدموا انطلاقات كبيرة خلال الفترة الماضية بل يعدون أنفسهم للانسحاب من بعض المدن الأوكرانية.

كما لفت الدكتور أشرف سنجر إلى أن الأمريكيين استفادوا من الأزمة بردع الصين بشأن تايون، وأعادوا الأوروبيين بالتهديد، لافتًا إلى أن الاستراتيجية الأمريكية نجحت فى إدارة الأزمة «الروسية - الأوكرانية»، وتعمل حاليا بمبدأ الصديق وقت الشدة وتتعاون مع الدول الأوروبية التى تتفق معها فى مصالحها.

وأكد، أن أمريكا استفادت من الأزمة «الروسية - الأوكرانية» فى تسعير البترول، وأن تنطلق قرارات الأمن من واشنطن وليس من أوروبا، لافتًا إلى أن استنزاف روسيا فى الأزمة سيجعلها درسًا واضحًا أمام الصين.

ليس انسحابًا كليًا 

من جانبها، أوضحت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية، أن روسيا لم تفقد مناطق أوكرانية سيطرت عليها، وما حدث فى «خيرسون» ليس انسحابًا كليًا، لكنهم انسحبوا من الضفة الغربية لنهر نيبرو، وهو انسحاب اختيارى.

وأكدت الدكتورة نورهان الشيخ، أن الانسحاب تكتيكى بسبب أن نهر نيبرو سيتجمد بسبب الجليد، ولا تزال روسيا لا تسيطر على الضفة الشرقية لخيرسون.

وأشارت إلى أن القوات الروسية متقدمة بشكل كبير على محور دونيتسك، بالإضافة إلى الضربات التى يقومون بها فى زابوريجيا، وهى عملية تكتيكية متعلقة بجزء منها فى مسألة الجليد وحتى لا تكون القوات الروسية محاصرة إذا ما حطم الجليد الجسر الخشبى الذى تمر عليه القوات هناك.

حدود استخدام القوة

فى السياق، قال الدكتور محمد فايز فرحات: إن الإدارة الأمريكية نجحت خلال الشهور العشرة الماضية فى إعاقة قدرة روسيا على حسم الحرب عسكريا، وثبت أن لروسيا حدودًا فى استخدام القوة، أو هناك حدود لإمكانية حسم هذا الصراع باستخدام القوة.

وتابع فرحات، إنه حتى الآن لا يوجد ما يثبت أن روسيا يمكن أن تحسم هذه الحرب عسكريًا خلال الفترة المقبلة، لذا فإن المرونة الروسية فيما يتعلق بفكرة الانفتاح على التفاوض أو الحلول السياسية واضحة.

وأكد أن هناك مؤشرات أخرى وهى أن المشهد لم يكتمل بعد، وهناك تحولات أخرى يجب أخذها فى الاعتبار لتقييم نهائى لمدى نجاح الاستراتيجية الأمريكية، وثبت أن الصين تظل رقمًا مهمًا ولا يوجد توافق دولى على معاداة الصين.

العملية ممتدة

من جانبه، أكد سيد جبيل الكاتب الصحفى والمحلل السياسى، أن الولايات المتحدة تقدم كل الدعم لأوكرانيا بالمستشارين والمعدات والخطط والأقمار الصناعية لقتل الجنود الروس، وكان واضحًا من مطالب الروس أنه صعب أن نتجاوز ما يحدث فى أوكرانيا ونتحدث فى مسائل فنية فقط. 

وأضاف سيد جبيل، إنه من وجهة نظر الروس أن الأمريكيين مشغولون بجمع معلومات عن أسلحتهم بشكل أكثر وضوحا، حيث يزور الجانب الأمريكى المواقع النووية لروسيا والعكس.

و أوضح، أن العملية الروسية على أوكرانيا ممتدة، وأن ما يجرى الآن رغبة من الولايات المتحدة لأن تحسم صراعاتها مع القوى المنافسة لها، ولا يمكن الآن أن نحكم على العملية العسكرية لكن الأمور ستتقلب، مشيرًا إلى أن الحرب ستظل آثارها ممتدة بشكل كبير.