الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تحت شعار «امسكوا طرف الخيط.. وشاركوا فى القرار» زيارات منزلية ومسرح شارع ومسيرات لمناهضة العنف ضد الفتيات تجوب محافظات مصر

تستمر حملة وزارة التضامن الاجتماعى لمناهضة العنف ضد الفتيات والنساء تحت شعار «امسكوا طرف الخيط.. وشاركوا فى القرار» التى بدأت فى 25 نوفمبر وتنتهى فى العاشر من ديسمبر، وتنظم ندوات جماهيرية وزيارات منزلية ومسرح شارع ومسيرات لمناهضة العنف ضد الفتيات ومسابقات رياضية وثقافية فى محافظات الجمهورية.. روزاليوسف رصدت قصصًا لفتيات تعرضن للعنف وكيف تعاملن معه:



حملات التوعية تجوب المحافظات

فى إطار أهداف برنامج «وعى للتنمية المجتمعية» التابع لوزارة التضامن الاجتماعى، والذى يستهدف رفع الوعى حول قضايا الأسرة المصرية وتكوين اتجاهات وسلوكيات إيجابية ونبذ صور العنف المختلفة فى المجتمع ومكافحة الممارسات الاجتماعية والتقليدية الضارة، تم تدشين الحملة ميدانيًا من محافظة أسيوط برعاية وحضور اللواء عصام سعد محافظ أسيوط ومشاركة كل من السيد مجدى نجيب مدير مديرية التضامن الاجتماعى بالمحافظة والدكتور مجدى حلمى مستشار برنامج وعى للتنمية المجتمعية بالوزارة ومجموعة من ممثلى وسائل الإعلام وممثلى الجمعيات الأهلية الشريكة للوزارة والرائدات الاجتماعيات بالمحافظة. وأكد المحافظ على أهمية الحملة والتنسيق الفعال مع الوزارة ودور الرائدات الاجتماعيات والجمعيات الأهلية بالمحافظة فى نشر الوعى المجتمعى حول قضايا الأسرة المصرية فى جميع القرى والنجوع بالمحافظة.

 التنمر

وفى محافظة الإسماعيلية، نفذت مديرية التضامن الاجتماعى ندوة بعزبة أبو آدم استهدفت عددًا من السيدات، حيث تم تناول العنف ضد المرأة، والتنمر، وزواج الفتيات وتم توزيع بطاطين وأغطية على الأسر ضمن حملة شتاء دافئ، وتم حصر منازل الأسرة التى فى حاجة للتدخلات الخاصة بفصل الشتاء من تسقيف وغيره. وفى البحر الأحمر استهدفت مديرية التضامن الاجتماعى تنفيذ ندوات التوعية فى إطار الحملة للأبناء داخل المدارس، وندوات توعية حول دور المرأة فى المجتمع.

وفى بورسعيد كان للرائدات الاجتماعيات من خلال مديرية التضامن الاجتماعى دور مهم فى انطلاق فعاليات الحملة، حيث تم إطلاق عدد من حملات التوعية فى القرى التابعة بتنفيذ ندوات ومقابلات للمستفيدين.

 أماكن التجمعات

وبالتوازى، تتم فعاليات وأنشطة الحملة فى المحافظات الأخرى من خلال أنشطة ميدانية متعددة تشمل ندوات توعية وحوارات مجتمعية، لقاءات جماهيرية، زيارات منزلية للأسر الاولى بالرعاية، ومسرح شارع، وورش رسم وأشغال يدوية، ومسيرات لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات فى الشوارع.

بالإضافة إلى مسابقات رياضية وثقافية للتوعية فى أماكن التجمعات العامة ومؤسسات تقديم الخدمات الحكومية والمدارس والأسواق.

وتشمل القضايا المطروحة للتوعية: العنف ضد الزوجات والفتيات، حرمان الفتيات من التعليم، وختان الإناث وزواج الأطفال، العنف ضد المسنين، العنف ضد ذوات الإعاقة، الاستغلال الاقتصادى، والتنمر ضد المطلقات والفتيات اليتيمات بمؤسسات الرعاية.

وتشمل الحملة قيام الرائدات بتعريف الأسر المستهدفة من برامج الوزارة بجميع الخدمات والبرامج التى تنفذها الوزارة لحماية الفتيات والنساء من جميع أشكال العنف والتمييز، تضم خدمات وقاية وحماية من العنف الأسرى مثل برامج مودة وبرامج الطفولة المبكرة والتربية الأسرية الإيجاية وتكافؤ الفرص التعليمية، تطبيق شروط برنامج تكافل لإلحاق الأطفال من الجنسين بالتعليم الأساسى.

 ندوات كاريتاس- مصر اوقفت جريمة ختان الإناث

أما عن خدمات الرعاية للفتيات والنساء مثل مراكز استضافة المرأة المعنفة. تقول «ر. م»: أنا من قرية دندرة بمحافظة قنا، أبلغ 40 عامًا، أشارك فى الندوات واللقاءات التى تنظمها جمعية كاريتاس - مصر، ضمن مشروع تمكين ودعم الأسر منذ عام 2016م، لدى ولد وبنت، فى البداية حضرت العديد من الندوات التى نظمتها الجمعية وتعلمت منها الكثير، تعلمت كيف تكون الأم صديقة لأبنتها، كيف تحتضنها وتتناقش معها فى كل ما يجول بخاطرها، وتسمع لها فمن المهم أن تستمع الأم جيدا لأبنائها خصوصا البنت وأن تشعر البنت عندما تتحدث مع والدتها بالراحة النفسية والحب والاهتمام لأنها لو شعرت بالخوف أو التردد لا تفصح لها عن أى أمر حتى لو كان يهدد حياتها، وهذا لا يأتى من يوم وليلة لكن نتاج صداقة مستمرة، وأيضا فهمت العديد من القضايا مثل ختان الإناث ومناهضة جميع أشكال العنف ضد الفتيات والنساء وعدم التمييز بين الولد والبنت وأهمية التعليم فى بناء الإنسان وخطورة التسرب من التعليم وعدم الزواج المبكر للبنت وغيره من القضايا المهمة، ولم أكتفِ بتعليمى من الندوات واللقاءات بل أصبحت أشارك فى توعية الكثير من السيدات عن خطورة هذه القضايا وادعوهم لحضور هذه اللقاءات، فيحضر هذه اللقاءات متخصصين فى التربية والأسرة وأطباء وبعض رجال الدين.

 رجال الدين

وأضافت بالرغم من ضغط الأسرة على والعادات والتقاليد التى نرتبط بها إلا أننى حميت بنتى من الختان، وكنت متأكدة أن قرارى سليم لأنى سمعت من رجال الدين والأطباء فى الندوات إن ختان البنات لا علاقة له بالدين، وإنه تشويه للأعضاء التناسلية للبنت، وعرفت كمان إن له تأثير سلبى طول حياة البنت، ووالدتى حضرت معايا الندوات وشجعتنى على رفضى لختان بنتى، وكانت تقول لى دايما: أنا فاكرة يوم ما عملنا لك العملية دى، ومن ساعتها وأنا متضايقة قوى، كما أشارك فى الدعوة إلى رفض هذه الجريمة بين السيدات فى قريتى وفى القرى المجاورة لى أيضا.

 مركز الاستضافة رجّع لى كرامتى

ومن جانبها تقول س. م فى أحد مراكز الاستضافة وتوجيه المرأة التابع لوزارة التضامن الاجتماعى: لدى 46 عامًا وبقالى 8 شهور فى المركز ومعايا بنتى، بدأت حكايتى بعد أن التحقت بثانوى تمريض ولكن لم أكمل دراستى وتقدم لى جزار فتزوجت منه، وفى البداية كان كويس معايا وبيصلى وباين عليه بيخاف ربنا، وربنا كرمنا بشقة حلوة وكمان رزقه زاد واشترى سيارة ثم أنجبت طفلة وفرحت بها جدا، لكن تبدلت الظروف بعد ذلك ولاحظت تغيير سلوكه وعرفت أنه بدأ يتعاطى مواد مخدرة، فبدأت اتكلم معاه ولكنه أنكر وبدأت تصرفاته تتبدل فيقوم بسبى وإهانتى، ومبقاش يصرف فى البيت، وخلال سنة واحدة باع العربية، وباع الشقة، وبقى اللى بيجيبه بيصرفه كله على المخدرات، وبعد ما كان محترم وبيصلى، بقى يضربنى ويشتمنى ويصحينى بجردل مية من الثلاجة، ضيع كل حاجة، ضاع وضيعنى معاه، وبدأت أطلب مساعدات من الناس حتى أصرف على نفسى وعلى البنت.

 مصحة للعلاج

أضافت وهى تبكى: تحملت كثيرا من أجل ابنتى، وفكرت فى عمل مخبوزات وبيعها للجيران، كانت هوايتى أعمل الفطير والعيش والقرص بالملبن والمنين بالعجوة، طلعت طرابيزة وكرسى بره البيت وبقيت أبيع للجيران واللى ماشيين قدام البيت، وحظى إن بيتى على شارع عمومى، وبعد ما شغلى بقى عليه طلب جبت فاترينة استنالس وفرن وأنبوبة، وتوسعت فى المنتجات، وبقيت أعمل مع المخبوزات أرز باللبن، بليلة، حمص الشام، كسكسى، وبالليل كنت أعمل ساندوتشات كبدة وسجق وبرجر.

لكن لم يبق الوضع مثل ما كانت أتمنى، فكان زوجى يأتى ويضربنى ويـأخذ منى النقود لينفق على المخدرات، وحاولت أتحدث مع أهله ليصطحبوه لمصحة للعلاج، لكنه كان يخرج ويترك المصحة ويعود ليضربنى ويتهجم علىّ، دخل المصحة وخرج أكثر من 3 مرات، لغاية ما أهله ما بقوش يتدخلوا، وفى كل مرة كان يرجع يضربنى وياخد الفلوس اللى معايا، وبرضه يضرب بنتنا، وبعد ما كنت بأعطى له فلوس، بقيت أرفض وأقول بنتى أولى بيها، فبقى يتهمنى ويقول لى كلام وحش ويبهدلنى، وفى مرة حبسنى أنا والبنت فى الشقة 3 أيام وقطع علينا الكهرباء عشان أعطى له فلوس.

 شكاوى المرأة

وتابعت: طلبت منه الطلاق أكثر من مرة، لكنه رفض، وفى إحدى المرات كنت أبيع أمام الفاترينة، ودخلت الشقة اطمئن على البنت، وكان التليفزيون مفتوحًا، فقرأت على شريط الأخبار إعلانًا، مكتوب فيه للاتصال على شكاوى المرأة اتصل برقم 15115، المجلس القومى للمرأة، ولخط نجدة الطفل أطلب 16000 فقلت لنفسى إيه المشكلة أنى اتصل على شكاوى المرأة. وكنت فى شهر أكتوبر، واتصلت وما كنتش متوقعة إنى هلاقى شخص حقيقى بيرد، لكن رد على أحد الأشخاص وحكيت له حكايتى، وقال لى هرد عليكى، وفات شهر فقلت أكيد نسيونى أو طنشونى، لكن فى نوفمبر لقيتهم بيكلمونى، وفى اليوم ده كان زوجى ضربنى ضرب مبرح، وعمل لى قطع فى العصب البصرى وبوادر انفصال شبكى، والعين الثانية كان فيها جلطة وتجمع دموى من زمان، لأنى كنت عملت عملية كبيرة فى دماغى، سألنى الشخص اللى على التليفون: هل الشكوى قائمة؟ قلت له: نعم، فقال لى: عندك مقابلة يوم السبت وبالفعل ذهبت إلى مكتب شكاوى المرأة يوم السبت فسألونى هل تريدين رفع دعوى طلاق أم خلع؟

قلت لهم أنا مش معايا فلوس أرفع بها دعوى طلاق، فقالوا مكتب شكاوى المرأة سيتحمل المصاريف، فاخترت الخلع لأنى كنت تعبت ونفسى أخلص، فطلبوا منى عدم ترك البيت إلا بعد أن يبلغونى بانتهاء إجراءات رفع الدعوى، وقرب وصول إخطار من المحكمة للزوج بحضور الجلسات.

 أغادر المنزل

وبالفعل وجدت مكالمة وطلبوا منى أترك بيتى فذهبت إلى بيت والدى، «لما زوجى عرف جاء لبيت والدى -الله يرحمه- وشتمنى وشتم إخوتى، وفى الليل طلبت منى زوجة أبى أن أغادر المنزل لخوفها على إخوتى -يعنى أولادها- وبقيت 3 أيام فى الشارع فى نفس المنطقة التى أعيش فيها بالقاهرة، أتنقل بين أحواش البيوت، حتى عرف زوجى بوجودى فى الشارع فأخذ منى البنت.

فى تلك اللحظة اتصلت مرة أخرى بمكتب الشكاوى، فوجهونى لمركز استضافة وتوجيه المرأة، ووقتها كنت أعانى من ارتفاع فى السكر وجروح فى يدى تفاقمت بسبب السكر. لكن لما ذهبت لمركز الاستضافة وجدت فيها ملائكة الرحمة، اللى بتحس بالناس بمعنى الكلمة، كنا فى آخر أسبوع فى رمضان، وولاد الحلال قدروا يجيبوا لى بنتى، كانت حالتى صعبة، السكر والضغط مرتفعين ويدى مفتوحة، أخدونى على المستشفى وجابوا لى العلاج، وبقيت أروح المستشفى كل يوم أغير على الجرح، وكنت أبص لنفسى فى المرايا وأعيط، لأنه كان قاطع لى شعرى بالسكين، ظلمنى كثير، فى مرة دلق عليا الشاى السخن، ومرة ثانية رمى فى وشى طاسة الزيت بس ماكانتش سخنة، عشان الأكل ماكانش عاجبه.

 عملية جراحية

وأضافت: مر على 3 شهور فى مركز الاستضافة، أحاول أن استرد صحتى ومديرة المركز كويسة جدا كانت تدعمنى نفسيا وتقوينى وأخذت جلسات دعم نفسى كثير، وخلال هذه الفترة حاول زوجى الاتصال بى ليعرض على الصلح عن طريق المحامى، لكن بلغت المحامى بأنى أرفض الصلح نهائيا، وبأننى اسير فى إجراءات الدعوى.

وبينما استعد لاستقبال عيد الأضحى، داهمت الآلام ابنتى، فأخبرت مديرة المركز التى لم تنتظر مرور العيد لتأتى، لكنها اصطحبتنا إلى مستشفى جامعى، فأخبرنا الطبيب أنها الزائدة الدودية، ويجب أن تخضع الطفلة لعملية جراحية على الفور.

فشعرت إن لا بد أن يعلم والدها إن بنته هتعمل عملية، وقلت أبوها برضه ولازم يعرف، لكن لما قولت لها أنا هكلم بابا، قالت لى: لا بلاش يا ماما، هيجى يشتمنا ويقول لنا كلام وحش ويكسفنا قدام الناس، فقالت لى مديرة المركز إحنا كلنا جنبكم ومش هنسيبكم، وحتى الآن لم يعلم والدها أن بنته عملت عملية، والدكتور قال لنا إن الضغط النفسى اللى عاشته عمل لها سرعة ترسيب، أثرت على الزائدة، وبعدها بفترة كانت فيه قافلة طبية بتزور المركز، فكشفت أنا وهى، فقالوا لى إن البنت عندها اشتباه فى ميه زرقاء، بسبب اللى عشناه أنا وهى، وعشان كده المركز خصص لنا جلسات نفسية.

 جلسة خلع

وتابعت: قبل جلسة الخلع، كان على أن أحضر 3 جلسات من دون أن يحضر الزوج، الأولى فى مشيخة الأزهر، والثانية المحكمين، والثالثة الخبراء، ثم حضر فى آخر جلسة فى المحكمة وكان باين عليه إنه مدمن من حركاته وطريقة كلامه، وأول ما شافنى تعدى على بالشتيمة وكان عايز يضربنى، لكن حرس المحكمة أخده وأدخله لغرفة الحرس، حتى بدأت الجلسة، وقال للقاضى هسامحها عشان بنتى، القاضى قال له: مش عايزك تسامحها طلقها، فرفض، فحكم القاضى بالخلع لعدم الصلح، وأمر إنه يفضل فى النيابة لغاية الصبح بسبب تهجمه على، والمسئولين فى مركز الاستضافة كانوا بيتوصلوا مع الشرطة عشان يأمنوا خروجى، وعشان ما حدش من عند زوجى يعرف مكانى.

 أثبت وجودى

تغيرت حياتى بعد أن حصلت على الخلع، البنت رجعت تذاكر، لسه مقيدة فى مدرستها، لكن مش بتروح المدرسة وبتذاكر فى المركز وبتاخد دروس، وبقيت بأعمل فطاير ومخبوزات وحلويات وأبيعها فى المركز فى يوم «الأوبن داى»، بعد ما وفروا لى الخامات وبستعمل مطبخ المركز، والعائد باحتفظ بيه لنفسى، وبأحمد ربنا إنه عافانى من اللى كنت فيه، واسترديت صحتى وكرامتى وعزة نفسى وكبريائى، ووقفت على رجلى وأثبت وجودى، ونفسى أعمل مشروع عشان أدفع منه إيجار أى شقة صغيرة، أعيش فيها أنا وبنتى عيشة آدمية.