السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لأول مرّة فى تاريخ المونديال.. صافرة الحكم لثلاث نساء هل تصل حَكَمات مصريات مونديال 2026 ؟

لأول مرّة فى تاريخ بطولة كأس العالم لكرة القدم، سيكون للنساء حصة فى مونديال قطر 2022؛ إذ ستشارك ثلاث سيدات فيه بصفة حَكمات ساحة وثلاث سيدات آخريات كحَكمات مساعدات.



وأدُرجت الفرنسية «ستيفانى فرابار» والرواندية «سليمة موكانسانغا» واليابانية «يوشيمى ياماشيتا» ضمْن قائمة 36 حكمًا اختارهن الاتحاد الدولى (فيفا) ليصبحن أول حَكمات فى التاريخ يشاركن فى إدارة مباريات كأس العالم للرجال، بالإضافة إلى الحَكمات المساعدات، وهن البرازيلية «نويزا باك» والمكسيكية «كارين دياس ميدينا» والأمريكية «كاثرين نيسبيت»، بَعد أن أثبتن أنفسهن فى لعبة الرجال.

«نؤكّد بوضوح أن الجودة هى التى تهمنا وليس الجنس كون الحَكم رجلاً أمْ أنثى».. هكذا صرّح الإيطالى بيارلويجى كولينا رئيس لجنة الحكام فى الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا).

 

وأضاف كولينا: «آمل أنه فى المستقبل، سيُنظر إلى اختيار حَكَمات المباريات النسائية البارزات لإدارة مسابقات الرجال المهمة على أنه شىء طبيعى». «إنهن يستحققن المشاركة فى كأس العالم لأنهن يعملن بصفة مستمرة على مستوى عالٍ».

هذا وقد أعلن «الفيفا» فى بيان صحفى سابق، أن تعيين حَكَمات لمباريات كأس العالم للرجال المقامة فى قطر يُعد استكمالا «لعملية طويلة».. وبهذه الكلمات يُسطّر التحكيم النسائى فى عالم كرة القدم فصلًا جديدًا من النجاح بحضوره فى هذه التظاهرة الكروية العالمية لأول مرّة منذ 92 عامًا على انطلاقها. 

يُذكر أن لجنة الحكام بالفيفا أعلنت قوائم أسماء الحُكام، فتم اختيار 36 حَكمًا و69 حَكمًا مساعدًا و24 حَكم فيديو بالتعاون مع الاتحادات القارية السّت «بالنظر لجودة هؤلاء الحُكام وأدائهم المقدّم فى بطولات فيفا وباقى المنافسات الدولية والمحلية فى السنوات الماضية.

بلا شك ستكون مسئولية كبيرة ولكن النساء قادرات على النجاح ليس من أجل المنافسة مع الرجال؛ ولكن لاستحقاقهن ومثابرتهن وبذلهن مجهودًا مضاعفًا فى كل المجالات من أجل تحقيق أحلامهن.

 الرواندية سليمة موكاسانغا.. أول حَكمَة إفريقية فى المونديال

«إنه شرفٌ وامتيازٌ كبيرٌ لأنه لم يحدث من قبل، هذا يعنى أن تكونى الأولى وأن تفتحى الباب لنساء أخريات؛ ولا سيما فى إفريقيا، تحملين على عاتقك مسئولية كبيرة، وينبغى أن تحمليها جيدًا، لكى ترى الأخريات أن الباب مفتوح، وأن باستطاعتهن أيضًا الدخول «تقول موكاسانغا فى حوار مع «بى بى سى».. 

موكانسانغا البالغة من العمر (34 عامًا)، نجحت قبل اختيارها ضمْن ثلاث نساء فى طاقم تحكيم مونديال 2022؛ أن تصبح أول حَكمة إفريقية تتولى الإشراف على مباراة فى كأس الأمم الإفريقية للرجال فى يناير الماضى وجمعت بين منتخبَىْ زيمبابوى وغينيا بعدما كانت الحَكم الرابع لمباراة منتخبَىْ غينيا وملاوى. 

وكانت الرواندية تحلم بأن تصبح لاعبة كرة سلة محترفة ولكنها كانت تدير مباريات فى الدورى المحلى للسيدات فى بلدها فى سن العشرين.

من عالم التمريض إلى التحكيم، استطاعت «مو كانسانغا» أن تحقق نجاحات فى عالم التحكيم النسائى، وبدأت مسيرتها التحكيمية عام 2012، بعد عام واحد من إنهاء دراستها الجامعية، وكانت أول مباراة دولية قادتها بين زامبيا وتنزانيا، فى التصفيات المؤهلة لبطولة إفريقيا للسيدات عام 2014.

شاركت الرواندية «مو كانسانغا» فى العديد من البطولات، أهمّها إدارة مباريات دورة الألعاب الأولمبية فى طوكيو 2020، إضافة إلى مشاركتها فى كأس العالم للسيدات 2019 فى فرنسا، وكأس الأمم الإفريقية للسيدات فى غانا 2018، ودورى أبطال إفريقيا للسيدات فى مصر 2021.

 اليابانية «ياماشيتا».. أول امرأة تدير مباراة فى دورى أبطال آسيا للرجال

لم تتخيل اليابانية «يوشيمى ياماشيتا» (36 عامًا) أن نصيحة صديقها لها لتنخرط بمجال التحكيم رُغم عدم اقتناعها بالفكرة آنذاك، ستذهب بها اليوم إلى مونديال 2022 لتدخل التاريخ وتسجل اسمها كأول حَكمة يابانية فى هذه المسابقة الدولية الكبرى.

فى حوار صحفى لها مع وكالة فرانس برنس علقت عن اختيارها ضمْن ثلاث فى الطاقم التحكيم النسائى للمونديال قائلة: «مسئولية كبيرة لكنى سعيدة بالحصول عليها».. مشيرة إلى أنها «لم تتخيّل أبدًا» أن تُمنح مثل هذه الفرصة «سأفعل كل ما بوسعى لكى يتم التأكيد على جمالية كرة القدم.. لستُ مهتمة بالسُّلطة أو السيطرة».

بدأت «ياماشيتا» كلاعبة كرة قدم ثم مدربة لياقة بدنية، ثم انتقلت إلى عالم التحكيم وأصبحت أول امرأة تدير مباراة فى دورى أبطال آسيا للرجال عام 2019.

وشاركت هذه اليابانية فى إدارة مباريات فى بطولات نسائية كبرَى عدة طوال السنوات الأخيرة، منها بطولة الأمم الآسيوية للسيدات وبطولة كأس العالم للسيدات وكذلك أولمبياد طوكيو الأخيرة.

وتشارك ياماشيتا فى إدارة مباريات الدورى اليابانى منذ 2021؛ إذ كانت أول مباراة لها بين فريقى «يو إس سى سى يوكوهاما» و«تيغيفاجارو ميازاكى».

 الفرنسية «فرابار».. أول امرأة تدير مباراة بالدورى الفرنسى

تاريخ «ستيفانى فرابار» فى عالم التحكيم وما حققته من خبرة وتطوُّر كان يُنبئ بوصولها إلى مونديال قطر؛ حيث بدأت مشوارها فى التحكيم عام 2009 عندما حصلت على الشارة الدولية، وبعدها بعامين فقط دخلت عالم كرة القدم للرجال حين أدارت مباريات القسم الثالث فى الدورى الفرنسى، وأصبحت أول سيدة تدير مباريات الدرجة الثانية فى بلادها عام 2014، والدرجة الأولى عام 2019.

لم يتوقف نجاح «فرابار» البالغة من العمر 28 عامًا على الكرة الفرنسية؛ وإنما باتت أول امرأة تتولى التحكيم فى مباراة نهائى كأس السوبر بين ليفربول وتشلسى عام 2019،  وأول امرأة أيضًا تدير مباراة فى دورى أبطال أوروبا بين يوفنتوس الإيطالى ودينامو كييف الأوكرانى عام 2020، وأول امرأة تشارك فى طاقم قضاة الملاعب فى مباراة بكأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)؛ حيث تم تعيينها مساعدة للهولندى دانى مكيلى فى مباراة الافتتاح بين تركيا وإيطاليا.

حصلت «فرابار» على جائزة «الاتحاد الدولى لتاريخ وإحصاءات كرة القدم» (IFFHS) لأفضل حَكم فى العالم 3 سنوات متتالية (2019 و2020 و2021).

الناقد الرياضى عمرو كمال: كيف نطالب باختيار مُحَكَمات مصريات ولا يوجد حَكم ساحة مصرى فى مونديال قطر؟!

ومن هذا المنطلق العالمى لتواجُد 6 حَكَمات فى المونديال، يبقى السؤال؛ ماذا عن التحكيم النسائى فى مصر ومستقبله؛ خصوصًا مع احتفاء الوسط الرياضى بظهور شاهندة المغربى كأول حَكم ساحة فى الدورى المصرى؟ وهو ما يجعلنا نتفاءل ونسأل أيضًا؛ هل يمكن أن تسافر حَكم مصرية فى كأس عالم 2026 طالما «رواندا» نجحت كدولة إفريقية ترسل إحدى حَكَماتها النساء، هل لدينا استثمار حقيقى فى قطاع التحكيم النسائى المصرى، أمْ يواجه تحديات؟.. تحدّثنا مع الناقد الرياضى عمرو كمال مدير تحرير جريدة أخبار الرياضة.

«صحيح كان أول ظهور لحَكَمة فى مباراة رجال الموسم الماضى فقط عندما أدارت «شاهندة المغربى» لقاءً فى كأس الرابطة، وهى أيضًا أول من أدارت لقاءً فى الدورى الممتاز بين سموحة وفاركو، ومعها «منى عطا الله» حَكم مساعد، ومحمد شعبان حكم مساعد ثانٍ، وصبرى العمرى حَكم رابع، وحسنى سلطان حَكم فيديو، و«يارا عاطف» مساعد حَكم فيديو، وهى أيضًا لأول مرّة فى التاريخ».  يقول الناقد الرياضى عمرو كمال.

ولكنه يستدرك: «علينا أن نلاحظ أن الاختيار جاء لفريقين غير جماهيريين حتى لا يمثل عبئًا. وضغطا نفسيًا على الطاقم».. ولهذا فيجب ألاّ نقارن أنفسنا بمَن تم اختيارهن للمونديال لأن الخبرات والفوارق بعيدة تمامًا!.

يُضيف مدير «تحرير أخبار الرياضة»: «الأغرب أن هذه التجربة النسائية فى لجنة الحُكام فى مصر لم تتكرّر، فكيف نطالب الاتحاد الإفريقى لكرة القدم (CAF) وليس الاتحاد الدولى لكرة القدم (FIFA) باختيار مُحَكَمات مصريات، وهو شىء صعب إذا علمنا أنه لا يوجد حَكم ساحة مصرى ضمْن الـ36 حكمًا فى المونديال، كما كان جهاد جريشة فى مونديال روسيا 2018، ولولا محمود أبو الرجال المتواجد حَكم راية فى المونديال الحالى لما وجدنا الجنسية المصرية فى المونديال؛ خصوصًا بعد فشل المنتخب فى التأهل للمونديال.

أمّا عن السبب الآخر الذى يعرقل وصول مُحَكمات مصريات لمونديال 2026 يقول «كمال»: «إن التنافس فى دنيا التحكيم يصل لدرجة الحرب، والضرب تحت الحزام صعبة للغاية.. كما لا توجد منظومة تعمل على تقديم حكام مصريين ليلمعوا ويأخذوا العين، والكارثة أن مثلا الحكام الذين شاركوا فى المونديال فى آخر عقدين وهم جمال الغندور وعصام عبدالفتاح وجهاد جريشة دائمًا بينهم صراع، ومنافسات غريبة؛ لأن كلاً منهم يريد أن يثبت أنه الأفضل رُغم أنه من الممكن أن يكونوا كلهم أفضل.

يستكمل: «عدم وجود منظومة جيدة لكرة القدم النسائية فى مصر، ليس مبررًا لغياب التحكيم النسائى وإلا لماذا ظهرت الرواندية موكانسانجا؛ خصوصًا أن رواندا من التصنيف الثالث والرابع بالنسبة لمنتخبات الرجال، والكرة النسائية ليست على الخريطة، ولكنها عملت على نفسها وهذا هو سر أى حَكم؛ خصوصًا عندما لا توجد منظومة علمية وواعية تدير التحكيم».

يختتم «كمال» حديثه ممزوجًا بين التفاؤل والتشاؤم موضحًا: «الأمل الآن فى الإنجليزى كلاتنبرج رئيس لجنة الحُكام الذى يتولى المهمة كأول أجنبى للجنة فى اتحاد الكرة المصرى، ولكن إذا بقى ولم ينجح الطابور الخامس فى الإطاحة به كما يحدث الآن، ووقتها قد نجد تحكيمًا مصريًا فى المونديال الإفريقى أولاً ليكون فى كوت ديڤوار/ ساحل العاج التى تستضيف كأس الأمم الإفريقية عام 2023، ثم فى كأس العالم 2026 بأمريكا والمكسيك وكندا وهو شىء ليس بالمستحيل ولكنه ليس سهلاً».