الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شعار التضامن لمواجهة العنف «امسكوا طرف الخيط .. وشاركوا فى القرار»

نبذ العنف ومواجهته بكل أشكاله أمر ضرورى ومهم فى كل المجتمعات، ولا بد من كشفه والتعامل معه فى كل القضايا المجتمعية والتصدى له، فقد يخطئ البعض فى مفهوم العنف ويظن أنه مجرد تعد بالضرب أو الإهانة ولكن توضيح المفهوم الأشمل للعنف يجعل الشخص يعى ما يفعله ويعرف حقوقه، فالاعتداء على الحقوق عنف والإهمال عنف وعدم المساواة والتمييز عنف لذا مناهضة العنف من أهم وأخطر الموضوعات التى تمس كل مواطن.



رصدت روزاليوسف بعض اللقاءات مع المسئولين عن حملة مناهضة العنف ضد النساء والفتيات بوزارة التضامن الاجتماعى.

النجاة من العنف

دشنت د.نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى حملة الـ 16 يوما لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات تحت شعار «امسكوا طرف الخيط.. وشاركوا فى القرار»، بدأت الحملة من الجمعة 25 نوفمبر وتستمر حتى العاشر من ديسمبر المقبل، تزامنًا مع اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة، واليوم العالمى لحقوق الإنسان الذى يوافق 10 ديسمبر من كل عام. وتستهدف الفئات الأولى بالرعاية من خلال تعريفهم بمنظومة الخدمات التى تقدمها الوزارة واستعراض قصص سيدات نجحن فى التغلب على التحديات الاجتماعية والاقتصادية. وتؤكد الحملة على أنه بمقدور أى فتاة أو سيدة أن تواجه العنف بجميع أشكاله الاجتماعية والاقتصادية، إذا عرفت حقوقها وعرفت كيف يمكنها التغلب على العقبات التى تواجهها، ووقتها يمكنها أن تبدأ فى الإمساك بالحل، وأن تساعد غيرها فى النجاة من العنف، والمشاركة فى اتخاذ القرارات التى تخصها، ومن ثم المشاركة فى كل مناحى الحياة.

 سفيرات الوزارة

وتؤكد القباج على دعم الوزارة لسيدات مصر البطلات والمثابرات، فالمرأة المصرية حجر الأساس لاستقرار الأسرة فى جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة، كما أن الرائدات الاجتماعيات هن سفيرات الوزارة وشريكات فى مكافحة جميع أشكال العنف ونقص الوعى بكثير من القضايا التى يؤدى التصدى لها إلى نهضة المجتمعات المحلية، وتأتى الحملة فى إطار برنامج «وعى للتنمية المجتمعية» وتشمل عددًا من القضايا منها ختان الإناث والزواج المبكر والاتجار بالبشر ومواجهة الاستغلال الاقتصادى للمرأة والعنف ضد السيدة المسنة وحرمان الطفلة من حقها فى التعليم والصحة، وتقدم الوزارة خدماتها لأكثر من %60 من تلك الفئات تحت مظلة برامج الرعاية والحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادى للمرأة.

 وتتم بالتعاون والتنسيق مع برنامج «تكافؤ الفرص» الممول من الحكومة الألمانية وينفذ بالتعاون مع وكالة التنمية الألمانية، وكذلك مشروع تعزيز القدرات المؤسسية لوزارة التضامن الاجتماعى والذى ينفذ بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى وبتمويل من الاتحاد الأوروبى. وتستهدف الحملة قطاعات مختلفة منها المواطنين الأكثر استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعى، وتتضمن عرض مجموعة من الرسائل والمعلومات الموثقة، حول اتجاهات وممارسات العنف فى المجتمع المصرى والدولى والتى قام بإصدارها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية.

 العنف الأسرى

تقول د.منى أمين مستشار برنامج وعى بوزارة التضامن الاجتماعى: «فى الغالب يتم تناول قضايا العنف ضد النساء والأطفال من منظور أن هناك ضربا وإهانة وعنفا نفسيا لكن نحن نعمل فى الوزارة على الفئات الأولى بالرعاية نعمل على العنف الأسرى فالأسرة هى النواة التى أعمل عليها، فلو تم تهميش فرد داخل الأسرة يؤثر على باقى الأسرة، فشعارنا أمسكوا طرف الخيط ليس المرأة أو الفتاة فقط ولكن الأسرة كلها الأم والأب والأبناء يمسكوا بطرف الخيط، ويشاركوا فى القرار وهناك مستويات للقرار سواء داخل الأسرة أو على مستوى العمل أو المشاركة المجتمعية أو السلبيات فيما حولى وأيضا المشاركة السياسية فالمشاركة تشمل الأسرة وتبدأ من الطفل الصغير الذى يشارك الألعاب مع زملائه بالمدرسة وحتى المشاركة السياسية والمشاركة على المستوى العام».

 تشريح قضايا العنف

وأضافت أمين أن الحملة تستهدف الميديا ونركز على تعريف الفئات المستهدفة من برامج الوزارة بالخدمات التى تقدمها الوزارة لحماية هذه الأسر من جميع أشكال العنف والتمييز، والحملة لها أهداف كثيرة وعمل تشريح لقضايا العنف عموما، فهناك عنف ضد المرأة وعنف ضد المعاقين وعنف ضد الأطفال وعنف ضد المسنين والعنف فى المدرسة، فالحماية تشمل كل الفئات وليست فئة واحدة فالعامل الذى يقوم بعمله وصاحب العمل لا يعطيه أجرته هو نوع من العنف، والتمييز أيضا خطير جدا فهناك أسر تمنع ذهاب البنت للمدرسة والتعليم بحجة أن ليس لديها نقودًا تنفق عليها فى الوقت الذى تقوم فيه بتعليم أخوها الولد فهذا عنف، الأب الذى يزوج بنته قبل 18 عاما ثم يكتشف أنها لا تستطيع الحصول على حقوقها فهذا عنف ضدها حتى لو لم يكن مقصودا، وأيضا ختان البنات عنف حتى لو بحجة حمايتها، وأيضا إتاحة المعلومات مهم جدا فى حملتنا والتعريف بالقضايا والإحصائيات وعرضها مهم جدا، كما نستخدم الأفلام ومواقع التواصل الاجتماعى والصحافة مع تقديم قصص حقيقية خصوصا فى المحافظات فهناك قصص بالمحافظات عند معرفتها يتكون رأى عام يساعد فى تكوين مفاهيم ترفض العنف.

 كشف العنف

وتابعت أمين: الرائدات الاجتماعيات أيضا لهن دور كبير فى المحافظات فعلى مدار شهر ينفذن جلسات توعية للأسر المستهدفة من برامج الوزارة، وكل قضية تتم مناقشتها، فكسر حاجز الصمت يؤثر فى التغيير فلا بد من كشف كل السلبيات ومواجهتها طوال الوقت فى الإعلام أو البرامج أو الدراما المصرية، هناك محطات مهمة فى الدراما المصرية أظهرت لنا هذه العوارض، كما أن هناك مفكرين كتبوا عن العنف منذ إحسان عبدالقدوس، وأمينة السعيد كتبت عن الأسرة ودور المرأة، نستخدم كل ذلك فى الحملة لمواجهة العنف.

 قوانين اجتماعية

وأكدت أن هناك قوانين يتم العمل عليها لمواجهة العنف مثل قانون مناهضة زواج الأطفال، فبعد عمل إحصائيات فى 2014 ثبت أن %14 من الفتيات يتم زواجهن قبل سن 18 عاما ويفقدن حقوقهن، وأيضا قانون المسنين، فالقوانين الاجتماعية تعمل على نبذ العنف فالقانون جزء من تغيير الثقافة، وهناك اتجاهات الآن لعدم ختان الإناث والسبب هو القانون.

كما أن وزارة التضامن لديها مراكز للمرأة المعنفة ومن خلال مسلسل فاتن أمل حربى تم إلقاء الضوء على أماكن وجود الخدمات وأصبح هناك ضغط على المراكز حيث أصبح لدى الناس الوعى إذا تعرضت للعنف إلى أين تذهب، وليس جديدا على الدراما والسينما مواجهة والتصدى لهذه الظواهر فنجد فى السينما مثلا مونولوج أمينة رزق فى «أريد حلا» تناقش فيه القضايا المجتمعية وبعدها القوانين اتغيرت، فالحوار المجتمعى مهم أن يكون على كل المستويات الرائدة والقرية والمحافظة والمركز والإعلام والصحافة فعند الاتفاق على رؤية واحدة أن هناك خطأ ما يبدأ عمل قوانين تجرمه.

 عنف الأزواج

وفى السياق ذاته يقول د.مجدى حلمى مستشار وزارة التضامن: نلقى الضوء فى هذه الحملة على كل أشكال العنف التى تتعرض لها السيدة أو الفتاة، بدءًا من ولادة البنت وقبل ولادتها منذ معرفة الأسرة أنها ستنجب بنتا خصوصا لو لديها بنات من قبل مرورا بالطفولة وإهمال البنت فى الرعاية الصحية والتمييز فى التربية والتعليم والمعاملة بينها وبين أخواتها الذكور وأيضا حرمانها من التعليم عنف وأيضا ممارسة جريمة ختان الإناث عنف ثم تكبر فتتعرض لعنف أكبر وهو زواج الأطفال فهو ليس زواجا مبكرا فالزواج المبكر ممكن أن يكون فى سن 20 سنة أو تحت 25 سنة ولكن عندما تتزوج تحت 18 جريمة فى حقها، ثم نجد عنف الأزواج ضد زوجاتهم، المسح الصحى للأسرة المصرية 2021 يقول أن ثلث النساء المتزوجات يتعرضن لشكل من أشكال العنف سواء الجسدى أو النفسى أو الجنسى وهذا رقم كبير جدا، ونلاحظ تأثير العنف الزوجى على الأطفال فى تعاملهم مع بعض فى الطفولة وتأثيره عليهم بعد أن يتزوجوا ويكونوا أسرة، لذا نناشد الآباء والأمهات لا بد أن يظهروا العلاقة الطيبة والمشاعر الجميلة فيما بينهم أمام الأبناء وليس المشاكل والخلافات فقط، وأيضا العنف الموجه ضد المسنين وخصوصا المسنات من إهمال للرعاية الصحية لهن وعدم زيارتهن، والعنف الموجه ضد الأشخاص ذوى الإعاقة.

 مشروطية الدعم

وأضاف حلمى أن الفرص المتاحة التى تقدمها وزارة التضامن الاجتماعى أولا المنع والوقاية والحماية من العنف الموجه ضد المرأة وأيضا علاج الحالات التى قد يحدث لها عنف وأيضا نجد برنامج مودة يوعى الشباب المقبلين على الزواج بعدم استخدام العنف وبرامج التربية الأسرية الإيجابية ومراكز استضافة المعنفات فى حال تعرضهم للعنف، وأيضا برامج التمكين الاقتصادى للمرأة لحمايتهم وتقويتهم، وأيضا التسرب والحرمان من التعليم لدينا برامج لتعليم الفتيات مثل مدارس التعليم المجتمعى وفصول محو الأمية وبعض المنح الدراسية للطلبة والطالبات فى الثانوى والجامعة لمساعدة الأهالى وعدم حرمان أبنائهم من التعليم، ولدينا برنامج وعى وسيادة الوزيرة أضافت العام الماضى مشروطية الدعم النقدى تكافل وكرامة فى عدم زواج الأطفال أو التسرب من التعليم.

 الإعلام الجماهيرى

كما أكد حلمى على أن الحملة تشمل فعاليات فى كل المحافظات من اللقاءات الجماهيرية والطبقات الثقافية وعروضًا فنية وزيارات منزلية للأسر، وذلك بالتنسيق مع إدارات المرأة فى الوزارة وإدارات شئون المرأة فى المديريات المختلفة، وتشاركنا أيضا الجمعيات الأهلية فى هذه الفعاليات، وأيضا نستخدام وسائل الإعلام الجماهيرى كالصحافة والتلفزيون والإذاعة ومواقع التواصل الاجتماعى للدعاية والتوعية بالحملة، كما ننظم زيارات ميدانية للإعلامين لعمل لقاءات حوارية مع حالات إيجابية لمناهضة العنف مثل الأم التى حافظت على بناتها من الختان أو من زواج الأطفال والأم التى لجأت لمراكز استضافة المعنفات، وبدأنا فى أسيوط ومستمرين، وأيضا نقوم بتوزيع وطباعة مواد إعلامية وتوعوية مثل اللافتات وملصقات الحائط وأفلام قصيرة وفيديوهات على موقع الوزارة والمواقع الإخبارية المختلفة.

طرق الأبواب

ومن جانبها تقول سحر محمود النجار رائدة اجتماعية بمحافظة الإسماعيلية: تم تكليفنا من مديرية الشئون الاجتماعية بالإسماعيلية وبتوجيه وكيلة الوزارة للرائدات الاجتماعيات الأستاذة مها الحفناوى بعمل حملة توعوية «لا للعنف ضد المرأة» لكل القرى والنجوع والعزب بالمحافظة فنقوم بطرق الأبواب ونوعى الأسر بالعنف وكيفية التصدى له، فنواجه ختان الإناث والاتجار بالبشر والزواج المبكر، فبعض الأسر يتقدم لابنتهم عريس من الخليج لديه إمكانات كبيرة فتوافق الأسرة ويتزوجها هذا الشخص بدون ورق لصغر سنها ويتركها فتضيع كل حقوقها مما يعد اتجارًا بالبشر، وأيضا ختان الإناث يعتبر جريمة فمن يمارسه يتم فصله من العمل وأيضا البنت التى تتعرض للختان تستطيع أن تقاضى الأب والأم فتتم محاسبتهما، وأيضا التحرش الذى يتعرض له النساء والفتيات فنوعيهن بضرورة الظهور بشكل لائق وملابس لائقة وعند تعرضهن لأى نوع من التحرش لا بد من كشف المتحرش ومعاقبته، وأيضا كبار السن أوصانا الله سبحانه وتعالى بهم فى ضعفهم لا بد من رعايتهم ومعاملتهم معاملة حسنة وأن نتحلى بالصبر فى المواقف معهم، وأيضا ننبه على تحديد النسل اثنين كفاية حتى لا يتم ظلم الأولاد أو ظلم الأم فى التربية والاهتمام والمسئولية والتعليم، فالطفل يحتاج الكثير من الأسرة حتى يصبح نافعا لنفسه ولمجتمعه، وأيضا هناك مراكز للمعنفات فى المدينة فعند التعرض للعنف تلجأ لها المرأة وتجد دعما نفسيا واجتماعيا وقانونيا إن لزم الأمر.

وأضافت النجار: الوحدة بها 6 رائدات وأنا المشرفة عليهن والتل الكبير بها 24 رائدة موزعات على الملاك وعزبة أبو عاشور وعزبة توفيق والباعولة وغيرها وكلنا نناقش هذه الموضوعات تحت شعار «طرق الأبواب»، وخلال 16 يوما ننظم ندوات للتوعية بحضور متخصصين بالإضافة للزيارات المنزلية وعمل ملصقات ولافتات للتوعية، ولنا 8 سنوات فى هذه الحملات لذا نسبة الوعى أصبحت أكثر وبدأت البنت تأخذ حقوقها فى التعليم والعمل وغيره