الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سيزيف أفندى

أنت لا تعرف الشخص، حتى تقترب منه وتتعامل معه، ولا تعرف المرأة، حتى تتزوجها، فتتعرف شخصيًا على النجوم فى عز الظهر،  وتعرف المعنى الحقيقى للنقار والشجار، وقد اطمأنت المدام إلى أنك مربوط فى قفص الزوجية، كما أسرى الحروب، تمارس الأشغال الشاقة المؤبدة، وحضرة الزوجة تمارس وظيفة الحارس الخصوصى، والرقيب الشخصى.



وأنت لا تستطيع الفكاك  أو الفرار، عليك بتنفيذ الأوامر حرفيًا،  دون شكوى أو اعتراض،  وقد تفرغت هى للبحث عن المتاعب، خميرة عكننة،  بوزها شبرين،  لسانها ينقط شكاوى، غاضبة طوال الوقت، تستعد للخناقة القادمة، لأتفه الأسباب.

والخناقة واحدة، والزوج صابر محتسب، يحاول تأجيل المواجهة، والهروب من المعركة التى تدق الأبواب، فى حين تشمر هى عن ساعديها فى حرب استنزاف لا تتوقف، وبراءة الأطفال فى عينيها!

ويوم يفعلها الرجل، ويهرب متسللاً من الحبس الانفرادي فى عش الزوجية، تاركًا لها الجمل بما حمل، تتنفس الزوجة الصعداء،  فقد أكملت مهمتها على أكمل وجه، والزوج الغشيم يبحث عن الراحة الضائعة والهدوء النفسى المفقود، فيقع فى براثن زوجة جديدة،  قد تكون الجارة والزميلة أو السكرتيرة فى الشغل، ليكرر الغلطة نفسها  وإن اختلفت الوجوه، تمامًا كما  المأسوف على شبابه «سيزيف» فى الأسطورة الشهيرة، حيث حكمت عليه الآلهة المفترية بحمل صخرة ثقيلة والصعود بها لقمة الجبل. وما أن يقترب الأخ «سيزيف» من القمة والهدف، حتى تتدحرج الصخرة  ولتستقر عند السفح. وعلى «سيزيف» أن يحاول من جديد. هكذا بلا نهاية، والأخ  الزوج الساذج والطيب، الذى هو على نياته تماما، يهرب من فخ المدام، ليقع فى حبائل مدام جديدة. تسقيه المر والعلقم،  وتواصل طقوس التعذيب اليومى نفسها، بلا نهاية!

المصيبة أن جميع الزوجات الفاتنات، يمارسن هواية التمثيل المنزلى، ويخترن باستمرار تقمص شخصية فاتن حمامة، المظلومة والمنكسرة والضعيفة، قليلة الحيلة، فتبكى وتشكى وتذرف الدموع.

بما يؤهلها للاحتراف الدرامى، والقيام ببطولة فيلم  الموسم: شهيدة العشق الغرامى، فى حين تختار لزوجها دور الخائن النذل، والوحش الشرير.. والخيبة أن الجماهير تصدقها، أقصد  أن الأهل والأقارب والمعارف والأصدقاء، يصدقون  حكايات الزوجة، مادامت تبكى!

لا أعرف لماذا لا يبكى الرجال، إذا كان ذلك هو السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق الضائعة والمكاسب المهضومة؟! ومن قال إنه لا يجوز للرجال البكاء، بحجة أن البكاء مقصور فقط على الجنس الناعم واللطيف؟! ومن أفتى أصلا بأن المرأة تنتمى إلى صنف الناعم واللطيف..؟!