الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

على أنغام الموسيقى التراثية احتفلوا بتخرجهم فى الجامعات والمعاهد المصرية أحلام الطلبة السودانيين تتحقق على أرض المحروسة

بالتزامن مع احتفال قارة إفريقيا بيوم الشباب الإفريقى الذى يوافق الأول من نوفمبر من كل عام، أقامت رابطة طلاب دارفور بالجامعات والمعاهد العليا المصرية حفل استقبال وتخريج الطلاب السودانيين بالجامعات المصرية بالقاعة الكبرى بمسرح وزارة الشباب والرياضة بالجيزة. وذلك تحت رعاية وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى، والجمعية الإفريقية.



حضر الحفل مجموعة من الشخصيات العامة والدبلوماسيين المصريين والسودانيين على رأسهم السفير محمد نصر الدين رئيس الجمعية الإفريقية، والسفير الصادق عمر نائب رئيس البعثة بالسفارة، وحسام حسين قنصل عام السودان، والدكتور مرتضى على عثمان المستشار الثقافى لسفارة السودان، والدكتورة سعاد فقيرى رئيس مكتب السودان لاتحاد شباب العرب للإبداع والابتكار بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، والدكتورة آمنة فزاع رئيس نادى المرأة الإفريقية ومندوب الجمعية، والدكتورة أميرة شوقى وكيل كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، والدكتورة حنان شاذلى أمين الشئون المركزية للحركة المدنية، وحسن غزالى منسق مكتب الشباب الإفريقى، وعيسى حمدين حسابه رئيس اتحاد منظمات المجتمع المدنى السودانى بالقاهرة، وعبدالرحمن سيد المختار رئيس اتحاد الطلاب الأفارقة فى مصر، وعمر سليمان مستشار الجمعية الإفريقية.

كما حضر الحفل أعداد غفيرة من أبناء الجالية السودانية فى القاهرة وأسر الطلاب الخريجين، إلى جانب أبناء عدد من الجاليات الإفريقية فى مصر. ولفيف من القيادات السياسية وأساتذة الجامعات من المهتمين بالشأن الإفريقى ورؤساء الروابط فى مصر.

وحرص الحاضرون على ارتداء الأزياء السودانية وتخضيب يد الطلاب الخريجين من الشباب والفتيات بالحناء كدلالة على الاحتفال. وهى من الطقوس المعتادة فى الاحتفالات السودانية المهمة مثل الزواج والتخرج والاحتفال بالمولد.

تخلل الحفل العديد من الفقرات الفنية والتراثية شارك فى أدائها مجموعة من الفنانين السودانيين هم: الفنان على العبيد، والفنان محمد عبدالكبير، والفنانة مروة صالح، فضلًا عن تقديم بعض الرقصات التراثية السودانية. حيث شاركت فرقة مساليت الاستعراضية بعرض نال تفاعلًا كبيرًا من الحضور.

واختتم الحفل بتكريم 34 طالبًا وطالبة من الخريجين والوافدين الدارسين بالجامعات والمعاهد المصرية، وتكريم الحضور من الشخصيات العامة ورموز المجتمع. 

 الدبلوماسية العامة 

أكد الدكتور محمد نصر الدين رئيس الجمعية الإفريقية فى كلمته فى الاحتفال على عمق العلاقات المصرية السودانية، وأنه أصبح من الكليشيهات الحديث عن أخوة مصر والسودان وأننا فى عصر المصالح قائلًا: «يصعب عليّ التواجد بين السودانيين وألا أكون عاطفيًا؛ لكننى أتذكر المشاعر والوجوه السودانية، وأتذكر أهل دارفور الذين عشت بينهم 14 شهرًا، وأسعد برؤياهم لأننى أكون وسط أهلى. «كفانا عواطف وشعر وأدب، وكفانا حديث عن العلاقة الأزلية والخزعبلية بين مصر والسودان، فنحن يا أبنائى وصلنا عصر مصالح مشتركة بين الشعوب. والدبلوماسية العامة ليست فقط علاقات بين الحكومات؛ وإنما علاقات بين الشعوب».

وأعرب نصر الدين عن فرحته عند علمه بإنشاء معابر برية لعمل نشاط تجارى بين مصر والسودان، وأيضًا لمعرفته بتزايد أعداد الشباب الإفريقى الدارسين فى مصر. فيما تمنى انتهاء النعرات القبلية قائلًا «نفسى فى يوم من الأيام مسمعش عن نعرات قبلية أو صراعات فى السودان أو قبائل تنافس على مرعى أو مية وأن يعيش السودان نهضة تجعله قويا... نأمل فى سودان واحد كبير جميل ومصر واحدة فى قلب هذا السودان شكرًا لكم وأهلا بكم».

 مستقبل أفضل

من جانبها أعربت الدكتورة سعاد فقيرى رئيس شركة الإيجابية للتدريب والتنمية، رئيس مكتب السودان لاتحاد شباب العرب للإبداع والابتكار بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، عن سعادتها بتواجدها بين رابطة أبناء دارفور، وبالطلاب الخريجين ممن يستعدون للانخراط فى سوق العمل واستقبال طلاب جدد. وأكدت فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» أن مصر كانت بمثابة الأم الرؤوم فى احتضانها للطلاب السودانيين. وذلك نظرًا لتدهور الأحوال التعليمية فى السودان نتيجة للصراعات والمشاكل المتواجدة فى الداخل. فيبلغ عدد الطلاب السودانيين فى الجامعات والمعاهد المصرية قرابة 22 ألف طالب وطالبة. وهى بدورها حصلت على الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة، كما حصل أبناؤها أيضًا على التعليم فى مصر، وهو ما فتح لهم مستقبلا مهنيا جيدا قائلة «لى ثلاث فتيات تخرجن في جامعة القاهرة اثنتان صيدلانيتان يعملان الآن فى الإمارات، وواحدة طبيبة أسنان وحاليًا فى الفرقة الرابعة طب بشرى».

وأضافت فقيرى «أرى أن التعليم فى مصر ليس بالنسبة للسودان فقط؛ وإنما للعرب والأفارقة هى الركيزة فى المنظومة التعليمية، وهى حلت مشكلة كبيرة لدولة السودان «بلادى»؛ لأنها آوت الكثير من الطلاب السودانيين داخل جامعاتها، علاوة على مراكز التعليم الابتدائى والإعدادى والثانوى الموجودة داخل مصر للتعليم السودانى. وربما تكون السودان هى الدولة الوحيدة التى حصلت على حق كبير داخل جمهورية مصر العربية، وأنا سعيدة بذلك وأبعث بالشكر لفخامة الرئيس السيسى والشعب العظيم. ونحن بالفعل أشقاء ولا أشعر بأى فرق بينى وبين أختى المصرية فكل الشكر والتقدير لمصر وشعبها».

علاقات متينة 

فى السياق ذاته أبدى الدكتور مرتضى على عثمان المستشار الثقافى لسفارة السودان، الفخر والسعادة لحضور هذه المناسبة التى تتكرر سنويًا لتخريج الطلاب من أبناء دارفور قائلًا: ننتظر هذه اللحظات بفارغ الصبر ليكونوا سندًا، ومستقبل بلدنا السودان، ومستقبل بلدنا الثانى مصر. وهى لحظات تنتظرها الأسر أولًا وهنا نقدم الشكر للأسر السودانية بمناسبة تخرج أبنائهم ونقول لهم لقد صبرتم فنلتم».

وفيما يتعلق بالمسيرة التعليمية للطلاب السودانيين فى مصر أكد عثمان عدم وجود أى معوقات تواجه الطلاب السودانيين فى مصر ولدينا تنسيق عال وكبير مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى والجامعات المصرية. هنالك اهتمام كبير من قِبل المسئولين بالدولة ويُعالجون المشاكل أولًا بأول لأن كل الأبواب مفتوحة. لم نجد بابًا موصدًا. نحن فى بلدنا ولسنا أغرابا. فما يجمع بين الشعبين أكثر مما يفرق. فنحن أبناء نيل واحد وتُشكل نسبة المياه فى جسم الإنسان 75 % فبالتأكيد هى نسبة تجمع وتوحد وتربط بين الشعب فى البلدين. 

كما وجه المستشار الثقافى لسفارة السودان الشكر لرئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسى، والشعب المصرى، ووزير الشباب والرياضة، والسفير محمد نصر الدين رئيس الجمعية الإفريقية، وخص بالشكر وزارة التعليم العالى والبحث العلمى على ما قدمته للطلاب السودانيين من كل هذه الفرص بالجامعات المصرية، واستيعاب جميع الطلاب السودانيين ممن تقدموا للقبول فى الجامعات على مر السنوات، ورابطة طلاب دارفور التى ترعى الطلاب فى الجامعات السودانية بدءًا من استقبالهم وانتهاء بحفلات التخرج. 

 إرشاد وتوعية 

وفى جولة لـ«روزاليوسف» تحدث مجموعة من الطلاب السودانيين الخريجين عن دراستهم فى مصر، وعن خططِهم المستقبلية وأهم العقبات التى واجهتهم خلال دراستهم، وأهم ما يمكن أن ينصحوا به شباب الوافدين ممن سيبدؤون الدراسة حديثًا. 

وقالت خولة حامد 25 عامًا من شمال السودان «تخرجت فى كلية الحقوق جامعة القاهرة ولى سبع سنوات مقيمة فى مصر. حصلت على التعليم الثانوى فى السودان ثم تزوجت وأنجبت ونسيت حلم الدراسة. وعندما جئنا إلى مصر قدمت فى الجامعة وتم قبولى. استمتعت كثيرًا بتجربة الدراسة فى مصر. كانت جميلة وسهلة على الرغم من أننى كنت من الأشخاص الذين يرون تلك التجربة صعبة قبل قدومى. فكان الأساتذة متعاونون معنا خصوصًا فى فترة «كورونا»؛ فلم تواجهنِا أى صعوبات فى الدراسة. كانت الصعوبة الأكبر بالنسبة لى هى أبنائى. ولعل أفضل ميزة كانت لدينا نحن كطلاب وافدين هى أن لدينا فى شئون الطلبة شباك مخصص لنا فلم أكن أضطر للوقوف فى الزحام».

وعن استفادتها من الدراسة فى مصر وأحلامها المستقبلية قالت: «كانت فكرتى عن التعامل فى مصر قبل أن آتى سيئة. وعندما جئت شعرت أننا جميعا نسيج واحد نمثل شباب النيل. وبما أننى درست القانون المصرى أصبحت قادرة على خدمة شباب بلادى الوافدين. عند مجيئهم سأرشدهم وأوعيهم بما يفعلون، كما أنتوى خلال الفترة المقبلة دراسة دبلومة فى جامعة حلوان، وأن استكمل العمل هنا. بالطبع هناك بعض المعوقات التى ستواجهنى أبرزها أن العمل فى مصر يقتصر على المصريين؛ لكننى سأعمل فى منظمات خاصة، وأطمح إن شاء الله للعمل فى المفوضية السامية للأمم المتحدة.

الاندماج

ويقول مبارك أحمد، تخرجت فى كلية التجارة وإدارة الأعمال بجامعة حلوان، حيث جئتُ إلى مصر منذ 7 سنوات للدراسة الثانوية، ثم انتقلت للجامعة وقضيت فيها 4 أعوام. لم أشعر خلال تلك الفترة بأى فرق. شعرت طوال الوقت أننى فى بلادى. وكانت كل أمورى تسير على أفضل وجه».

ويضيف مبارك: «بالتأكيد سيكون هناك صعوبات فى أى طريق ستسير فيه، ولا بد أن يكون لديكَ هدف واستمرارية لكى تصل إلى ما تريد. فعلى الرغم من صعوبات الدراسة؛ لكننى تغلبت عليها. أما عن صعوبات العمل فكنت أدمج بين الدراسة والعمل وكانت الشركة التى أعمل بها تساعدنى كثيرًا. وفى أيام الامتحانات كانوا يساعدونى على التفرغ لها، والحمد لله تخرجت بتقدير جيد جدًا». 

وأكد مبارك، أن هناك بعض الأمور التى يعانى منها الطالب السودانى عند قدومه إلى مصر كوافد ولا بد من العمل عليها وتغييرها فلا بد على الطالب السوادنى عندما يأتى إلى مصر أن يندمج مع الطالب المصرى لكى يستطيع التعامل خلال الدراسة. فهناك الكثير من المصطلحات المختلفة التى لن يتعرف عليها إذا انعزل ولم يندمج. فعلى سبيل المثال نقول على الأوراق الدراسية فى السودان «شيتات» بينما تقولون عنها فى مصر «ملازم». قد يبدو أمرًا يسيرًا؛ إلا أنه يتسبب فى صعوبات للوافد الجديد. فعليه بالاندماج لكى يتعرف على ما حوله ويلتحق بالمجموعات. فعندما تكون متحفظا وتُغلق الأبواب على نفسك ستكون الأمور صعبة معكَ. فإذا تم الاندماج ستسير باقى الأمور بسهولة ويسر. ومع تزايد أعداد الطلاب السودانيين الوافدين إلى مصر سيؤثر بشكل جيد على العلاقات المصرية السودانية، سيجعلها علاقات متينة جدًا. فلطالما كنا دولة واحدة، ومع الاندماج ستتحلل الصعوبات وتصبح العلاقات أقوى.

 خبرات وعلاقات 

ومن كلية التجارة إلى كلية التمريض إذ يقول آدم إسحاق إبراهيم: تخرجت فى كلية التمريض جامعة عين شمس بعد خمس سنوات من التعب والإرهاق الحمد لله وصلنا اليوم للنتائج المرجوة وتخرجت. جئت للدراسة فى مصر عام 2017، وهأنذا أنهى سنوات الكلية. كانت سنوات الدراسة جيدة وكان تعامل الأشخاص جيدًا جدًا؛ لكننا كطلاب سودانيين تواجهنا صدمة المناهج بمجرد مجيئنا للجامعات المصرية. فالمناهج المصرية تختلف عن المناهج السودانية، ولا بد على الطالب الوافد أن يواكب المناهج المصرية وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة لما يقضيه من وقت كبير فى فهم المناهج ومواكبة الكلية.

أما عن مستقبل الطلاب السودانيين فى مصر وتأثيره على العلاقات المصرية السودانية يقول آدم: «فى السنوات الأخيرة توافد كم كبير من الطلاب السودانيين على مصر، وهى نقطة تحول كبيرة جدًا بالنسبة للطلاب السودانيين. لأنهم عندما يأتون فهم يكتسبون خبرات وتعليم أكثر، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على الحياة العملية والمستقبل. فالطالب السودانى يدرس نفس المناهج التى يدرسها الطالب المصرى.

 تزايد أعداد الطلاب الأفارقة

يأتى هذا الاحتفال فى ظل تزايد أعداد الطلاب السودانيين والأفارقة الدارسين فى مصر، وهو ما ينعكس بدوره على أداء العلاقات المصرية الأفريقية من ترابط فتقدم الجامعات المصرية العديد من المنح الدراسية للشباب والطلاب من الدول الإفريقية، حيث وصل إجمالى عدد المنح المصرية المخصصة لدول القارة الإفريقية 2702 منحة دراسية. وتتنوع هذه المنح بين برامج التبادل الثقافى، ومنح وزارة التعليم العالى باللجنة الفرعية بوزارة الخارجية، ومنح الجامعات المصرية، ومنح من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية. وعلى مستوى جامعة الأزهر ضاعفت عدد المنح الدراسية المقدمة لطلاب إفريقيا لتصبح 1600منحة بدلًا من 800 بداية من عام 2019 بمناسبة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى.