الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الموالد الصوفية.. هل تحتاج ثورة تصحيح؟ اتفاق صوفى رسمى بمنع أى مظاهر للشعوذة أو التجاوزات بالموالد

حالة من الغضب انتابت الأوساط الصوفية وبخاصة مشايخ الطرق عقب ظهور تجاوزات فى بعض الاحتفالات الصوفية الأخيرة وكان آخرها قيام بعض أبناء الطريقة الرفاعية بقرية إخناواى بمدينة طنطا محافظة الغربية، فى أحد الاحتفالات الصوفية، من حمل للأسلحة البيضاء والثعابين، الأمر الذى أدى إلى عدم إتمام الاحتفالات، وهو ما دفع الشيخ طارق الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية، أن يقدم اعتذارا لجموع الشعب المصرى وأبناء الطرق الصوفية خاصة، مشددا على أن الأمر فيه مخالفة صريحة لنهج الطريقة والهدى النبوى الشريف.



تلك الأحداث أدت إلى فتح الباب مرة أخرى للحديث عن قيام ثورة تصحيح لضبط الاحتفالات الصوفية ومنع أى تجاوزات من خلالها، لاسيما وأن مشيخة الطرق الصوفية برئاسة د.عبدالهادى القصبى أعلنت رفضها لأى تجاوز أو مخالفة تسىء للتصوف والطرق الصوفية لاسيما تلك التى تظهر من أتباع كبرى الطرق الصوفية ومن بينها الطريقة الرفاعية.

من جانبه أعلن الشيخ طارق الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية: إن ما حدث من قبل البعض من استعراض للقوة لا علاقة له بالطريقة الرفاعية أو غيرها من الطرق الصوفية، إلا أنه كان يستوجب من المشيخة وشيوخ الطرق فى مقدمتها الرفاعية استنكاره ورفضه بل وتغليظ العقوبة ضد هؤلاء إن صحت نسبتهم للرفاعية أو غيرها فسيكون العزل والطرد المباشر دون تحقيق، مؤكدًا أن الطريقة بصدد تطبيق قراراتها القانونية فى معاقبة المخالفين وفق القانون ولن تسمح بتكرار مثل هذه الممارسات مستقبلا وفى جميع ربوع مصر».

وشدد شيخ الرفاعية، فى تصريحات صحفية عقب وقوع حادثة طنطا، على تطبيق العزل المباشر والطرد لكل من يقوم بحمل السيف أو الدبوس أو الثعابين وغيرها من الممارسات التى تتنافى مع صحيح الدين الإسلامى والمنهج الصوفى الذى عليه الطريقة منذ شيخها ومؤسسها الشيخ أحمد الرفاعى مرورا بشيوخها عبر التاريخ وصولا للعصر الحاضر.

ولفت إلى أن الطريقة الرفاعية طريقة صوفية إسلامية عريقة، تضم من أبناء المؤسسة الأزهرية الوسطية وعلمائها الكثير، ومنهجها معلوم للجميع وأساسها يقوم على حب هذا الدين ورفعة الوطن ولن ينال منها نائل بفضل الله تعالى، وسيكون هناك اتخاذ إجراءات قانونية ضد كل من تسول له نفسه أن يحاول المساس باستقرارها أو ثوابتها وما توارثته من نبيها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونهج شيخها المؤسس والقدوة العارف بالله سيدى أحمد الرفاعى الذى اقتفى أثره وسار على سنته».

وأوضح أنه انتشر فى الآونة الأخيرة قيام بعض من ينتسب إلى الطريقة الرفاعية بأفعال ما أنزل الله بها من سلطان مثل الطعن بالدبابيس واللعب بالثعابين، وللأسف ينسبون ذلك إلى الإمام الرفاعى رضى الله عنه، والإمام بريء من ذلك وهو أبعد ما يكون عن تعذيب الحيوان أو إرهاب الإنسان فقد ثبت أنه وجد كلبا أجرب فى بلده فأخذه وصعد به مكانا بعيدا عن الناس وأخذ يغسله ويدهنه ويطببه إلى أن عاد الكلب صحيحا ونزل به إلى البلد فتعجب تلاميذه من غياب شيخهم عن المجلس أياما وكيف حرمهم من علمه العظيم وفيضه الجسيم هذا الوقت فقال (خفت أن يسألنى ربى يوم القيامة كنت فى عصره وتقدر على نفعه فلم تفعل).

وعن وجود الثعابين والدوسة وغيرهما من أشياء بين المنهج الصوفى، أكد شيخ الرفاعية على أنها أمور مبتدعة ودخيلة على الطريقة، وسبق للطريقة أن تبرأت من هذه الممارسات التى تقام خلسة، مشددا على أن المشيخة ستعاقب كل من يتورط أو يتسامح معها سواء من النواب أو الوكلاء بالمحافظات المختلفة.

وشدد أن مؤسس الطريقة الرفاعية الشيخ الرفاعى كان ملتزما بهدى جده صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا فى كل أحواله وأفعاله وأقواله وقد ورد عنه ما يدل على ذلك ومنه أنه قال يوصى أتباعه فى كتاب حال أهل الحقيقة مع الله (النص النص لا تحيدوا عنه) أى التزموا بالنص الوارد عن الله جل وعلا فى القرآن الكريم وعن النبى صلى الله عليه وسلم فى السنة المطهرة فكيف يأمر أتباعه بذلك ولا يلتزم هو به؟

ولفت إلى أن المدعين يلصقون بالشيخ الرفاعى البدع والضلالات والشعوذة والخزعبلات وهو أبعد ما يكون عن التهمة والفساد وهذه التعديات لم ترد فى أى كتاب من كتب الشيخ ولا ورد النقل بها على لسان أحد من أتباعه أو معاصريه ولكنها تسربت إلى الطرق عامة وإلى الطريقة الرفاعية خاصة عن طريق المرتزقة والمتكسبين.

وأوضح أن هناك قرارا صدر عن مشيخة عموم السادة الرفاعية بعمل مرصد لرصد كل ما ينشر عن الطريقة الرفاعية من أبناء الطريقة أو غيرهم يسيء للطريقة الرفاعية على مواقع التواصل الاجتماعى واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة لكل مخالف.

ولفت إلى أنه وجه تعليماته للجنة الدينية والعلمية بالمشيخة بنشر التعاليم الصحيحة لمنهج مولانا الإمام الرفاعى رضى الله عنه وتصحيح المفاهيم المغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعى وفى جميع احتفالات الطريقة فى جميع المحافظات، كما قرر بتشكيل لجان دينية وعلمية بجميع المراكز والمحافظات من علماء الأزهر الشريف أبناء الطريقة الرفاعية على أن يتضمن برامج الاحتفال كلمة لعضو اللجنة الدينية ويكون شرطا أساسيا لإقامة الاحتفال.

 آراء مشايخ التصوف 

قضية التجاوزات داخل بعض الاحتفالات والموالد الصوفية تعد من القضايا التى يعترف بها مشايخ الطرق الصوفية، إلا أنهم أكدوا رفضهم لهذه التجاوزات التى لا تمد للتصوف بصلة فمن جانبه أكد الشيخ علاء ماضى أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية أنه من المرفوض اصطحاب آلات موسيقية داخل بعض المساجد فى حلقات الذكر التى يتم عقدها فيها.

وقال: «إنه من المرفوض أن يتم الاختلاط بين الرجال والنساء بهذا الشكل الذى يتم فى بعض الموالد، كما لا يقبل أن تكون الموالد ساحة للقمار وللراقصات».

وأكد أنه يجب على المحليات منع هذه الأمور، ومنع إعطاء التصاريح لمن يفسدون جلال الموالد والغرض التى أقيمت من أجله، مشددا على ضرورة استمرار الطرق فى توعية أتباعها فيما يجب أن يكون عليه المولد، مشيرا إلى أن السلبيات التى توجد لا تعنى المنع، وأنه لا بد من التقويم وليس المنع.

العشيرة المحمدية من جانبها أعلنت أن التصوف الإسلامى الحقيقى بريء تماما من أى منكرات يرتكبها بعض الجهلاء أو مدعي التصوف فى موالد الصالحين، وأضافت أنها تسير على نهج الشيخ المؤسس محمد زكى إبراهيم الذى كان يواجه الخرافات والبدع والأشياء المغلوطة والمدسوسة على التصوف.

وأوضحت أن الشيخ محمد زكى إبراهيم عندما سئل عن حكم استخدام الطبل والرقص فى الذكر وحكم الاختلاط فى الموالد فيما يسمى حلقات الذكر، قال إنه ليس من دين الله، وإنما هو من الدخيل، والدسيس الذى تسلل إلى التصوف، فأفسده، وأساء إليه.

من جهته قال الشيخ أحمد التسقيانى شيخ الطريقة التسقيانية أن ما حدث من أبناء الطريقة الرفاعية من استخدام السيف والدبوس وبعض المشعوذات رفضناها كطرق صوفية وأعلناها رسميا للدكتور عبدالهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق، حيث اعتبر الدكتور القصبى أن ما حدث يسيء للطرق الصوفية بشكل عام.

استطرد: بسبب ما حدث من أبناء الرفاعية فوجئت باتصال أبناء الطريقة التسقيانية فى المنيا بعدم استطاعتهم الخروج فى موكب للاحتفال بالمولد النبوى ومنع خروج أى موكب بسبب ما حدث من موكب الرفاعية، لافتا إلى أنه لا بد من تتبع المظاهر التى ليس لها أساس صوفى أو تراثى، ومنعها وتجريمها لأنها من الأمور التى تسيء لنا، حيث لا بد أن تعود الصوفية لدورها فى التوجيه الصحيح.