الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى أكبر تمثيل أمريكى لقمة المناخ القاهرة - واشنطن زخم جديد فى العلاقات الاستراتيجية

جاءت زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن ورئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى إلى مدينة السلام شرم الشيخ، لحضور فعاليات قمة المناخ COP 27 لتلقى بصداها على أهمية العلاقات المصرية الأمريكية التى تعتبر محور دعم للعديد من القضايا الإقليمية والدولية، على الرغم من مرور هذه العلاقات ببعض من الفتور فى الماضى، فإن لقاء الزعيمين ووفد الكونجرس على هامش انعقاد القمة العالمية أكد على عمق هذه العلاقات والتوافق بينها فى العديد من القضايا، حيث ناقش الزعيمان على هامش القمة عددًا من الملفات والقضايا الدولية.. لتوحيد الصف بين القوى الدولية لمواجهة التغيرات العالمية الجديدة والتحديات المستقبلية.



 أول زيارة

تعتبر زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لمصر هى الأولى منذ 13 عامًا، حيث كانت زيارة الرئيس الأسبق باراك أوباما هى آخر زيارة لرئيس أمريكى فى عام 2009.

وجاءت زيارة بايدن وبيلوسى إلى شرم الشيخ تزامنًا مع مرور 100 عام على تأسيس العلاقات المصرية – الأمريكية، وفى توقيت مهم، لأنه رئيس أكبر، وأهم دولة فى العالم، وزياراته الخارجية محسوبة بدقة، وجدوله مشحون دائمًا، ومضغوط.

كما حرص الرئيس بايدن على التواجد بنفسه خلال قمة المناخ COP27، رغم التوقيت الصعب الذى يمر به الداخل الأمريكى بسبب الانتخابات النصفية للكونجرس، وما تشهده البلاد من حالة استقطاب وانقسامات قوية، وعلى الرغم من ذلك حرص بايدن على تأكيد تواجده فى شرم الشيخ رغم أن وجود وفد أمريكى كبير حضر إلى مصر فى القمة برئاسة جون كيرى، نائب الرئيس الأمريكى الأسبق، ورئيس الوفد، كما حضرت نانسى بيلوسى، رئيس مجلس النواب، الأمر الذى يعكس أهمية التواجد بجانب أصدقاء الماضى، وتأكيدًا على أهمية العلاقات بين الدولتين، كذلك الحرص على المشاركة بأعلى مستوى تمثيل فى هذا الحدث التاريخى المهم فى مصر.

وفى أول خطابه بمدينة شرم الشيخ حرص بايدن أن يظهر قربه للشعب المصرى حيث شدد فى كلمته الافتتاحية على استخدام مقولة «مصر أم العالم - الدنيا» وهو الوصف المحبب لقلوب المصريين والعرب، كما أنه دائمًا ما يؤكد عليه الرئيس السيسى فى خطاباته للشعب المصرى «مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا».

 تفاعل مشترك

تعتبر زيارة الرئيس الأمريكى إلى قمة المناخ COP27 ذات تأكيد على عدة جوانب، أهمها أن الزيارة جاءت لتؤكد حرص الإدارة الأمريكية الحالية على الاهتمام بقضايا المناخ والأزمات التى يواجهها العالم من تأثيرات التغير المناخى، وهى أحد أهم أهداف أجندة الرئيس الأمريكى الذى أكد عليها خلال حملته الانتخابية فى انتخابات الرئاسة 2020، وهى عكس ما أقدم عليه سلفه ترامب الذى انسحب من اتفاق باريس للمناخ عام 2017، لذلك كان تأكيد حضوره للقمة خلال انتخابات التجديد النصفى للكونجرس تأكيدًا على حرصه للمضى فى تنفيذ أجندته الرئاسية.

من جهة أخرى، فإن تمثيل الوفد الأمريكى بهذه الصورة يعتبر تمثيلاً غير مسبوق فى قمم المناخ السابقة، ويعكس عمق العلاقات المصرية الأمريكية التى تمتد لأكثر من 100 عام، وعودتها إلى عصرها الذهبى، وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يرحب بالرئيس الأمريكى والوفد المرافق له.

وعلى جانب آخر تعتبر زيارة رئيسة مجلس النواب، نانسى بيلوسى إلى القمة وإشادتها بنجاح مصر فى إقامة هذا المؤتمر فى شرم الشيخ صورة أخرى عكست عمق العلاقات بين الدولتين، كما أن المساعدات التى أعلنها بايدن كانت غير مسبوقة فى تاريخ مؤتمرات المناخ السابقة.. وفى السياق نفسه فقد حصلت مصر على 500 مليون دولار لاستخدامها فى مواجهة آثار التغيرات المناخية وهو رقم لم تحصل عليه من قبل.. فلا شك أن مصر أقامت مؤتمرًا دوليًا ناجحًا وإن استضافة 40 ألف مشارك كان رقمًا قياسيًا خاصة أن من بين المشاركين عددًا كبيرًا من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات.. وكانت مصر حديث العالم أجمع منذ بداية القمة وحتى يوم الختام.

 قضايا محورية

وجاء على هامش الزيارة الأمريكية طرح للعديد من القضايا الإقليمية والعالمية، حيث أقيمت قمة مشتركة بين الزعيمين الرئيس السيسى ونظيره الأمريكى جو بايدن، خلال زيارة الأخير إلى شرم الشيخ.

وأكد الزعيمان خلال القمة على عمق الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين البلدين الصديقين، ودورها المحورى فى دعم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، والتطلع لتعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة، فضلاً عن مواصلة الارتقاء بتلك الشراكة وتعزيزها فى مختلف مجالات التعاون الثنائى فى إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.

ووفق بيان للمتحدث الرسمى للرئاسة السفير بسام راضى، أكد أن اللقاء تطرق إلى مستجدات القضية الفلسطينية، حيث ثمن الرئيس الأمريكى الجهود المصرية الحثيثة والمحورية فى هذا الإطار، بما فيها الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وبالمقابل أكد الرئيس على موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وفق المرجعيات الدولية.

كما تم تناول ملف مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد الرئيس فى هذا السياق على إرادة الدولة الثابتة حكومةً وشعبًا على مواصلة جهودها الحثيثة لمواجهة تلك الآفة، وتقويض خطرها أمنيًا وفكريًا.

وأشاد الرئيس الأمريكى من جانبه بنجاح الجهود المصرية الحاسمة فى هذا الإطار وما تتحمله من أعباء تحت قيادة الرئيس فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، معربًا عن دعم الإدارة الأمريكية لتلك الجهود، ومؤكدًا أن مصر تعد شريكًا مركزيًا فى التصدى لتحدى الإرهاب العابر للحدود.

وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد كذلك تبادل الرؤى ووجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، خاصةً الأزمة الروسية الأوكرانية وامتداد تداعياتها السلبية على مستوى العالم، خاصةً فى قطاعى الغذاء والطاقة، فضلاً عن التباحث بشأن تطورات الأوضاع فى كلٍ من ليبيا واليمن وسوريا، حيث أكد الرئيس السيسى على أن الوصول بالتسويات السياسية لتلك الأزمات يرتكز بالأساس على ترسيخ مفهوم الدولة الوطنية وإنهاء تواجد المرتزقة والميليشيات الأجنبية من المنطقة.

من جهة أخرى، شهد لقاء الرئيس السيسى ورئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى والوفد المرافق لها عددًا من المناقشات حول القضايا الإقليمية والدولية، حيث أكد الرئيس المصرى على جهود مصر المستمرة فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف المحرض على العنف والدمار والتخريب وهدم الدول، مستعرضًا الجهود التى تبذلها مصر فى مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.

كما شدد الرئيس السيسى، خلال اللقاء على استراتيجية العلاقات المصرية الأمريكية، وتطلع مصر لتطويرها فى مختلف المجالات.

من جانبها، أكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكى، تقديرها لجهود مصر ودورها المحورى كركيزة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها.

وهنأت بيلوسى، الرئيس السيسى على التنظيم المتميز للقمة العالمية للمناخ (COP27)، مثمنةً عمق التعاون المشترك بين البلدين الصديقين، مؤكدةً فى الوقت ذاته الأهمية الكبيرة التى توليها الولايات المتحدة للعلاقات مع مصر.

وشهد اللقاء عقد جلسة منفردة مع بيلوسى، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة ضمت الوفد المرافق لها، وفق المتحدث باسم الرئاسة المصرية.

كما شهد اللقاء حوارًا مفتوحًا بين الرئيس المصرى وأعضاء الوفد الأمريكى، حيث حرص الأخيرون على الاستماع إلى تقديرات السيسى بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها جهود مكافحة الإرهاب على مدار السنوات الماضية فى مصر، فضلاً عن تطورات مختلف الأزمات القائمة فى المنطقة وفى مقدمتها ليبيا واليمن وسوريا، وما تبذله مصر من جهود حثيثة للتوصل لتسويات سياسية لتلك القضايا.

وردًا على استفسارات بعض الأعضاء من وفد الكونجرس بآخر تطورات قضية سد النهضة، شرح الرئيس السيسى الوضع الراهن للقضية مؤكدًا على «الموقف الثابت من ضرورة الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، وذلك لتحقيق مصلحة جميع الأطراف والحفاظ على الأمن المائى المصرى».

كما استعرض السيسى جهود مصر فى دفع عجلة التنمية وتحديث البنية الأساسية بشكل هيكلى، وكذلك الخطوات التى تتم على الصعيد الداخلى للإصلاح الاقتصادى الشامل وتحقيق التنمية المستدامة.