الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

90 تجمعًا حِرَفيًا بمحافظات مصر تبدأ من أسوان .. والبدء فى دعم 3 مناطق للحرفيين «تراث» مبادرة مصرية لحماية المهن الحِرفية

تتميز مصرُ بثراء كبير فى كثير من الحِرَف التراثية كالخيامية، والسجاد، وصناعة الفخار وغيرها من الحِرَف التى كانت تمثل القوة الصناعية والإنتاجية القوية بَعد الزراعة، ومع تطور العصر قَلَّ الاعتمادُ على منتجات تلك الحِرَف لكنها بقيت عبر الزمن على يد الحِرَفيين المصريين الذين لا يزالون يحافظون على الحِرَف المصرية التراثية من الاندثار؛ حيث تحتل الحِرَف اليدوية والصناعات التقليدية مساحة واسعة من التراث المصرى. 



وتنعكس أهمية الحِرَف والصناعات اليدوية فى أنها تبرز الهوّية الوطنية للدولة المنتجة للحِرَف والصناعات اليدوية. ويمكن أن تحقق مصرُ مكاسب مادية رائعة حال الاهتمام وتدعيم الحِرَف اليدوية.

ولأهمية إحياء تلك الحِرَف، واستثمارها باعتبارها من التراث الذى يلفت انتباهَ العالم انطلقت مبادرة جديدة حملت عنوان «تراث» استهدفت إحياء الحِرَف التراثية المصرية والعمل على تطوير مناطق تجمُّع الحِرَفيين، والتى يبلغ عددها أكثر من 90 تجمعًا حِرَفيًا، وذلك فى إطار تطوير وتدريب وتنمية المنتجات والتجمعات الحِرَفية.

ومؤخرًا أعلن رسميًا عن دخول تلك المبادرة حيز التنفيذ من خلال توقيع بروتوكول بين مؤسَّسَة «مصر الخير» ممثلة فى حاضنة الأعمال «جسر مصر الخير» ومؤسَّسَة «كريدى أجريكول مصر للتنمية» لدعم وتنمية وإعادة تنشيط التجمعات الحِرَفية فى مصر، تحت شعار «حِرفتك هتبنى شركتك»؛ حيث وقّع البروتوكول چون بيير ترينيل، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسَّسَة كريدى أجريكول مصر للتنمية والعضو المنتدب لبنك كريدى أجريكول مصر، ومحمد عبدالرحمن الرئيس التنفيذى لمؤسَّسَة مصر الخير، وذلك بحضور د.ميرفت صابرين مساعد وزير التضامن الاجتماعى شبكات الحماية والأمان الاجتماعى، والصحفى البارز يسرى الفخرانى.

المبادرة التى تم إطلاقها لدعم الحِرَف اليدوية والتراثية تستهدف فئات مجتمعية لدعم وتنمية الأعمال الحِرَفية فى مصر؛ من أجل الحفاظ على التراث والحِرَف اليدوية، كما أنها تمثل خطوة مهمة من خطوات التنمية التى تنتهجها بمصر؛ حيث توفر فرصَ عمل وتزيد من الاستثمار على اعتبار أن الأعمال اليدوية تمثل استثمارًا حقيقيًا إذا ما تم توظيفها بصورة صحيحة.

ووفقًا للمبادرة سيتم البدء بـ 3 تجمعات حِرَفية لتطويرها بتمويل من مؤسَّسَة «كريدى أجريكول مصر للتنمية»، ويتضمن بروتوكول التعاون بين الجانبين تمويل 3 تجمعات حِرَفيّة لتطويرها وتنميتها على أن يتم البدء بتجمع منتجات النخيل بأسوان لتطويرها وتنميتها.

 وقال چون بيير ترينيل، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسَّسَة كريدى أجريكول مصر للتنمية، والعضو المنتدب لبنك كريدى أجريكول مصر إن مبادرة «تراث» تعد خطوة نحو دعم التنمية المستدامة؛ حيث إن مؤسَّسَة كريدى أجريكول للتنمية تعمل على عدة مستويات الصحة والتعليم والريادة المجتمعية.

ولفت إلى أن التعاون مع «مصر الخير» بدأ فى توصيل المياه للقرى الاكثر احتياجًا فى مصر ونستمر فى التعاون فى مبادرة «تراث» التى تندرج ضمْن نطاق ريادة الأعمال المجتمعية لسَد الفجوة بين الحِرَف اليدوية وريادة الأعمال حتى نحميها من الاندثار. 

وأوضح أنه عند الإعداد لإطلاق مبادرة «تراث» راعينا البحث عن الشريك المباشر ووقَع الاختيار على مؤسَّسَة «مصر الخير» التى تعمل منذ ١٥ عامًا ونجحت فى العديد من المشروعات. موضحًا أن «المبادرة تبدأ بثلاث مناطق حِرَفيّة بداية من جريد النخيل بأسوان».

التجمعات الحِرَفية 

من جانبه أوضح محمد عبدالرحمن الرئيس التنفيذى لمؤسَّسَة مصر الخير أن الشراكة فى مبادرة «تراث» ستساهم فى تنمية مناطق الحِرَف اليدوية والتراث، وستتم من خلال جسر الخير لمؤسَّسَة مصر الخير. وقال إن «جسر مصر الخير بدأ منذ أكثر من ١٠ سنوات لتدشين جسر بين الشباب والأفكار ومتطلبات المجتمع». وأكد أنه تم تقديم ٦ دورات لاحتضان ٣٦ شركة ناشئة ومن بينها ١٠ شركات حصلت على تمويلات وفرت أكثر من ٤٠٠ فرصة من فرص العمل. موضحًا أن «جسر مصر الخير» تعمل فى ٤ مجالات هى الطاقة والماء والصحة والغذاء.

وأضاف أنه تتم دراسة 90 تجمعًا حرفيًا؛ حيث سيتم البدء بدعم ٣ تجمعات حِرَفيّة تبدأ من أسوان ومشروعات النخيل؛ حيث يتم البدء بتجمُّع منتجات النخيل بأسوان لتطويرها وتنميتها.

وقال الدكتور محمد عباس، استشارى الابتكار وريادة الأعمال بمؤسَّسَة مصر الخير، إن بروتوكول التعاون بين مؤسَّسَة مصر الخير ممثلة فى حاضنة الأعمال «جسر مصر الخير» وبين مؤسَّسَة «كريدى أجريكول مصر للتنمية» ينص على دعم وتنمية وإعادة تنشيط المجمعات الحِرَفية فى مصر والتى يبلغ عددها أكثر من 90 تجمعًا حرفيًا؛ حيث سيتم البدء بتطوير وتنمية 3 تجمعات حِرَفيّة.

وأوضح أن مؤسَّسَة «مصر الخير» ستقوم من خلال بروتوكول التعاون بدعم الحِرَفيين من خلال التدريب والاستشارات والتوجيه من خلال الخبراء لعمل منتجات مبتكرة وحديثة ولها احتياج فى الأسواق لعمل التطوير والتوسع المطلوب إضافة إلى العمل على تأسيس الشركات وتطويرها وتنميتها. وأشار إلى أنه سيتم البدء بتجمع النخيل بأسوان لمنتجات النخيل وتطويرها وعمليات التوسع المطلوبة.

خريطة للحِرَف اليدوية 

الإعلامى يسرى الفخرانى أوضح أنه من خلال تسع سنوات تعرَّف على أصحاب الحِرَف اليدوية وهم بحاجة إلى دعم حتى تستمر تلك الحِرَف؛ لا سيما أن أصحاب تلك الحِرَف لديهم مهارة فائقة ولكن ليس لديهم حُسن تسويق. 

وشدد قائلا: «نحن بحاجة لتحويل الحِرَف اليدوية لريادة أعمال». لافتًا إلى أن أصحاب الحِرَف اليدوية كادوا أن يختفوا والمطلوب أن ندعمهم لتعليم المزيد حتى لا تندثر الحِرَف المهنية.

ولفت إلى أننا نفتقد خريطة واضحة للأماكن التى بها حِرَف يدوية حتى يتم دعمهم والحفاظ على حرفهم، وأنه علينا أن نصمم خريطة للحِرَف اليدوية فى مصر وما تبقى من الحِرَفيين، حتى يتم توطين الصناعات والحِرَف والحِرَفيين بشكل واضح.

وأضاف إن منطقة تحت الربع كمثال بها حِرَف تكاد تكون فى الرمق الأخير، وعلينا أن ننتبه لهذه للحِرَف التى كادت أن تندثر نهائيًا.

الحِرَف تراث مصرى 

وكانت مؤسَّسَة كريدى أجريكول للتنمية أطلقت مبادرة «تراث» بهدف تمكين الأجيال القادمة من توظيف ما يمتلكونه من مهارات بالإضافة إلى تراثهم الثرى لإقامة مشاريع صغيرة تعود عليهم بالنفع.

وكذلك ما يُسمى بالأعمال الخيامية، وكانت هذه الحِرَف تشغل أحياءً كاملة؛ حيث كان يعيش بها الحِرَفيون فى نظام يُسمى نظام الطوائف الحِرَفية وهو نظام دقيق للغاية، تحكمه القواعد والشيوخ والأرباب والأصول.

ووفقًا لوثائق تاريخية وقعت مهنة الحِرَف اليدوية فى مصر تحت أزمة كبيرة، وذلك بعد أن تمت السيطرة على دولة المماليك على يد السُّلطان العثمانى سليم الأول، وكان ذلك فى 1517م، فقام بإصدار أول أوامره ألا وهو أخذ أمْهَر الحِرَفيين والشيوخ إلى إسطنبول؛ حتى يتم تأسيس العديد من المنشآت والحِرَف اليدوية التى تقوم بمحاكاة ما يحدث فى مصر.

قام بعد ذلك المؤرخ ابن إياس بتحديد عدد الحِرَف التى توقفت فى مصر بعد إصدار نقل قادتها إلى إسطنبول بنحو خمسين حِرفة، وظهرت أجيال جديدة وقوية لتعلم الحِرَف اليدوية المختلفة والعمل بها، واستمرت مصر وشعبها فى إنتاج الكثير من الحِرَف اليدوية الإبداعية التى توارثت بين الأجيال المختلفة.