الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كلام ستات!

وهكذا تخلت الأمم المتحدة عن حيادها المعروف.. وقررت التدخل فى حياة العائلات داخل البيوت.. وبدلاً من أن تتفرغ المنظمة الدولية لفض المنازعات والحروب بين الدول.. أو أن تقف حَكمًا عاقلاً بين شعوب العالم الأول وشعوب العالم الثالث عشر.. بدلاً من ذلك كله.. راحت الأمم المتحدة بجلالة قدرها تدس أنفها فى المشاكل الزوجية.. ولم تكتفِ؛ بل راحت تصب زيتها فوق النيران المشتعلة فى البيوت!.



أهملت المنظمة العالمية مشاكل الدنيا.. وتفرغت تمامًا لمهمتها الجديدة.. فوقفت- كعادتها- فى خندق الأقوياء.. ضد الضعفاء والمنكسرين.. عندما ناصرت المرأة فى صراعها التاريخى مع الرجل.. فانحازت إلى الطرَف الظالم والمعتدى المستبد.. ضد الطرَف الضعيف والمغلوب على أمره!.

ومنذ أيام.. أصدر مكتب المنظمة العالمية لحقوق المرأة.. بيانًا قاطعًا يطالب فيه الأزواج بضرورة الكلام مع زوجاتهم.. بحجة أن الحوار والمناقشة.. سوف يحسنان الحياة الزوجية.. التى سوف تكون أفضل وأسهل فيما لو تكلم الأزواج مع زوجاتهم.. بما يعنى وضع كلمة النهاية للحرب الباردة المشتعلة فى البيوت.. واشترط بيان المنظمة ألا تقل مدة الحوار اليومى بين الزوجين عن خمس عشرة دقيقة يوميًا!.

أكد بيان المنظمة العالمية.. أن السيدات المتزوجات يشعرن بالوحدة والهَجر.. وأنهن يحتجن إلى بعض الاهتمام.. وتخصيص وقت معين.. ولو لمدة قصيرة كل يوم للحوار والمناقشة بين الزوج والزوجة.. وهو ما يُعَد أمرًا ضروريًا.. من أجل مواصلة الحياة الزوجية بسهولة ويُسر.. بدلاً من الكبت والغيظ والاكتئاب والذهاب للطبيب النفسى!.

ووالله العظيم.. إننى لا أعرف بالضبط.. كيف يمكن لزوج طبيعى يتمتع بكامل قواه العقلية.. كيف يمكن له الكلام مع المَدام.. وكيف يتمكن من التركيز الكامل لدرجة الحديث الطبيعى لدى خمس عشرة دقيقة كاملة.. فى كل يوم.. دون توقف أو انقطاع.. ودون أن يفقد فيها السيطرة على هدوئه النفسى.. ودون أن يقدم على أفعال عجيبة.. قد تضعه تحت طائلة القانون!.

إن الكلام مع الزوجات لمدة خمس عشرة دقيقة فى كل يوم.. يعنى أنك ستتحدث معها تسعين ساعة سنويًا.. ولو استمر زواجك عشرين سنة مثلاً.. فهو يعنى أنك ستتكلم طوال شهرين كاملين.. وهو ما يفسر إصابة بعض قدامى الأزواج بأمراض التلعثم والثأثأة.. مع الاكتئاب والعزوف عن الأكل والشراب.. والزهد فى الدنيا الفانية.. وكراهية ما فات من أيام؛ خصوصا تلك التى جمعته بحبيبة القلب.. من خلال زواج ومأذون ومَهر وفرح وزفة وشهود ومعازيم!.

والأمم المتحدة التى أصدرت بيانها العجيب لا تعرف أنها بذلك البيان.. قد اشعلت نيرانًا حقيقية فى البيوت.. مع أن الأصول والأعراف الدولية.. تقتضى الحياد والعدالة.. والنظرة الموضوعية الشاملة.. وكان من المتوقع مثلاً من الأمين العام للأمم المتحدة.. وهو ينتمى إلى صنف الرجال.. كان يتوقع منه إرسال بعثات لتقصى الحقائق فى البيوت المقفولة؛ لكى تراقب المسألة عن قرب؛ لتضع تقريرها فى النهاية.. الذى يحدد الظالم من المظلوم.. وليعرف بالضبط الجانى والمجنى عليه.. وحتى يستطيع حضرة الأمين العام للأمم المتحدة فى نهاية الأمر.. من وقف الاعتداءات الكلامية المتكررة.. من جانب حضرات الزوجات الفاتنات!.

أنا عن نفسى.. أنتمى لصفوف المشاغبة.. وبالرغم من توصيات الأمم المتحدة الصارمة؛ فإننى لا أزال متشبثا بموقفى الحازم والواضح.. برفض التطبيع المنزلى.. متمسكًا وحتى إشعار آخر.. باللاءات الثلاثة الشهيرات فى مواجهة المدام.. لا صلح.. لا اعتراف.. لا تفاوض!.

وعلى المتضرر.. الذهاب لمجلس الأمن..!.