الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مجدى يعقوب مَلك القلوب

رجُل قليلاً ما يجود الزمان بمثله، ذاع صيته فى أرجاء الكرة الأرضية، كأحد أمْهَر جراحى القلب، إن لم يكن الأمهر على الإطلاق، فلا يخلو بحثٌ عن أمراض القلب إلا وذكر اسمه إشادة وتقديرًا واحترامًا لتاريخه الكبير فى هذا التخصص المعقد.. هو بالطبع الدكتور مجدى يعقوب؛ المصرى الأصيل الذى وصل للعالمية بإنسانيته ومهنيته وعلمه الغزير.



أتم السير مجدى يعقوب يوم الثلاثاء الماضى 87 عامًا، كان فيها مثالاً يحتذى به فى العلم والمهارة والتفرد، والإصرار على تحقيق حلمه فى نفع البشرية، لذلك استطاع أن يتحول إلى أيقونة فى عالم الطب، بعد رحلة طويلة من الإنجاز والإعجاز، بدأت منذ تخرُّجه فى كلية الطب فى جامعة القاهرة، واستكماله الدراسات العليا فى شيكاغو، ثم انتقل إلى بريطانيا فى عام 1962 ليعمل فى مستشفى الصدر بلندن، ليصبح إخصائيًا لجراحات القلب والرئتين فى مستشفى هارفيلد، ومديرًا لقسم الأبحاث العلمية والتعليم، وعُيِّن أستاذًا فى المعهد القومى للقلب والرئة.

اهتم مَلك القلوب بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب منذ ستينيات القرن الماضى، وفى عام 1980 قام بعملية نقل قلب للمريض دريك موريس، والذى أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبى على قيد الحياة حتى موته فى يوليو 2005.. ومع الدأب والتفانى والكثير من العلم والمواقف الإنسانية؛ منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس، وبات يطلق عليه فى الإعلام البريطانى لقب «مَلك القلوب»، وفى عام 2007 حصل على جائزة «فخر بريطانيا» التى تمنح للأشخاص الذين ساهموا بأشكال مختلفة من الشجاعة والعطاء؛ بعدما أنجز أكثر من 20 ألف عملية قلب فى بريطانيا، وساهم بعمل جمعية خيرية لمرضَى القلب من الأطفال فى دول العالم النامية.

لم تنسَ مصرُ ابنَها المخلص مجدى يعقوب وقلدته وسام قلادة النيل فى عام 2011، ولم ينسَ الابن المخلص بلده أيضًا؛ وأقام مركزًا عالميًا لعلاج القلب فى أسوان؛ حيث التزمت مؤسّسة مجدى يعقوب لأمراض وأبحاث القلب منذ إنشائها عام 2008؛ ببناء وتطوير أحدث مراكز رعاية وعلاج القلب فى صعيد مصر؛ لتوفير علاج متطور وعالى الجودة وتقديم خدمات الرعاية الطبية المجانية، فضلاً عن برامج التدريب المتقدمة للعاملين فى المركز، ويجرى العمل الآن على قدم وساق لإنجاز مركز مجدى يعقوب العالمى للقلب فى القاهرة.

«روز اليوسف» تهدى وسام الاحترام لمَلك القلوب؛ تتويجًا لرحلته الطبية والإنسانية، وعطائه المستمر لخدمة أبناء وطنه.