السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأزهر يرفع شعار لا أمان للعالم إلا بالسلام مع الطبيعة دعم أزهرى واسع لجهود مصر فى قضايا المناخ

فى إطار منهجية الأزهر الشريف نحو دعم مختلف القضايا الإنسانية والتى أمر بها الدين الإسلام، أعلن الأزهر الشريف دعمه الكامل لجهود مصر فى مواجهة قضايا تعديل المناخ، والتى توليها الدولة المصرية اهتمامًا كبيرًا..موقف الأزهر من قضايا البيئة ودعمه لجهود مصر عبر عنه الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر، الذى أكد أن مؤسسة الأزهر لم تأل جهدا فى سبيل التوعية بخطورة التغير المناخى، حيث وضعت هذه القضية المهمة على قائمة أولوياتها.



 

ونادت فى أكثر من محفل بأهمية تدارك هذا الأمر، وأخذت على عاتقها التوعية والإرشاد وتدشين المبادرات والمؤتمرات والمنتديات، وتحرك الأزهر جامعا وجامعة لهذه القضية الخطيرة، حيث دعا الأزهر إلى «عدم إلحاق الضرر بالأرض التى وهبنا الله إياها نظيفة نقية صالحة للحياة، والابتعاد عن كل الممارسات الخاطئة التى تضر بها وتؤثر على حياة البشر».

وأضاف د. الضوينى، أن جامعة الأزهر قد أسست لجنة «لخدمة المجتمع وتنمية البيئة» من أهدافها جعل الجامعة صديقة للبيئة ومنتجة للطاقة الشمسية، كما تبنى قطاع المعاهد الأزهرية، برامج لتوعية التلاميذ حول الحفاظ على البيئة، وأطلق مجمع البحوث مبادرة «مناخنا حياتنا»، وعقد الأزهر بروتوكول تعاون مع وزارة البيئة؛ لتعزيز سبل التعاون المشترك فى مجال التوعية الخاصة بالبيئة على مستوى الجمهورية.

وأوضح وكيل الأزهر، أن الشرع الحنيف قد وجه نظر الإنسان إلى أن يتعامل مع الكون من حوله تعامل الشاكر للمنعم سبحانه وتعالى، مع فهم دقيق لحقيقة الشكر التى توجب العمل لا مجرد نطق اللسان، لافتا إلى أن الواقع يشهد أن الإنسان، خاصة المعاصر، قد أسرف كثيرا فى الاهتمام بذاته، والعناية بملذاته، حتى صار إنسانا مستهلكا، غاضا الطرف عن المنهج الأخلاقى الحضارى الذى يصون الحياة والأحياء، مؤكدا أن الإنسان كلما كان متعلقا بهذا المنهج الأخلاقى الحضارى كان أكثر قربا من الإحسان الذى أمر أن يتعبد به لله رب العالمين، والذى يفيض على البيئة ومكوناتها صيانة وعناية.

وشدد وكيل الأزهر على أن المجتمع المدنى بكل مؤسساته، هو شريك أساسى فى صناعة التنمية، ولا يمكن الاستغناء عنه؛ لما له من دور مؤثر ميدانيا وتوعويا من خلال اتصاله المباشر بالمواطنين بكل فئاتهم، وبما يتيحه لهم من فرص مشاركة حقيقية تمكنهم من الاستجابة الفاعلة والتكامل مع جهود الدولة.

وأشاد وكيل الأزهر بوعى الدولة المصرية وقيادتها الرشيدة، تجاه المخاطر المتعلقة بالتغيرات المناخية، واهتمامها البالغ بهذه القضية، والذى تجلى فى مشاركة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى أعمال قمة المناخ فى باريس عام 2016م، وتوقيع مصر على اتفاقية باريس للمناخ ضمن 194 دولة، بالإضافة ترجمة تلك الخطوات إلى واقع عملى فى رؤية مصر 2030م، من خلال وجود نظام بيئى متكامل ومستدام يعزز المرونة والقدرة على مواجهة المخاطر الطبيعية.

وأضاف وكيل الأزهر، أن من أبرز الإيجابيات التى تدل على أن مصر دولة «عمل لا كلام» تجاه قضية المناخ، هو تبنى مشروعات تساعد فى المحافظة على البيئة، وتعمل على مواجهة التغيرات المناخية، مثل؛ الاستثمار فى إنتاج الهيدروجين الأخضر، وإنشاء محطات رصد لنوعية الهواء المحيط على مستوى الجمهورية، وربط العديد من المنشات الصناعية بالشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية، بالإضافة إلى استضافة مصر للدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة حول تغير المناخ.

الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، أكد كذلك إن جامعة الأزهر ستظل داعمة لجهود الدولة المصرية المناهضة لقضايا التغير المناخ، والتى لم تعد آثارها السلبية قاصرة على بلد دون آخر، لافتا إلى أن من له يد فى إحداث تلك التأثيرات، ومن ليس له يد يعانى من ويلاتها، وهو ما جعل العالم يوقن بأنّ السلام مع الطبيعة والفطرة الإلهية هما الملاذ الآمن.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن الثورة الصناعية الكبرى مثلما كان لها منافع، كان لها آثار سلبية، مؤكدا أن العالم قد استيقظ مؤخرا على كارثة مناخية تهدد البشرية، بما يوجب على الجميع أن يشترك فى مواجهة تلك الكارثة.

الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، والمشرف على لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الأزهر من جهته دعا كل الجهات والمعنيين للتكاتف والتفاعل، لصياغة سياسات ووضع آليات، تسهم فى رفع الوعى المجتمعى بالقضايا البيئة لمجابهة التغيرات المناخية، والتعامل مع هذه التغيرات وفق نسق بيئى منضبط يحد من خطورتها ويقلل من آثارها.

وأشاد صديق بجهود الدولة المصرية من أجل إنجاح مؤتمر COP27 بصورة تليق بمكانة مصر وتاريخها الإنسانى الكبير، من أجل دعم الجهود الدولية تجاه كل القضايا المصيرية، كما أن اللقاءات العلمية تهدف إلى الوقوف على الحقائق العلمية وتبنى سياسات تنفيذية وفق رؤية عامة من أجل مجابهة التحديات، وتضع رؤية علمية لخطة عمل تفصيلية من شأنها أن تحدث أثرا إيجابيا فى قضية التغيرات المناخية.

 تعاون وطنى 

فيما أوضح الدكتور أحمد أبو سعدة مساعد وزيرة التضامن، إن شراكة وزارة التضامن مع الأزهر الشريف، فى العمل على القضايا العامة، تؤكد التكامل بين مؤسسات الدولة من أجل تحقيق رؤية وطنية مشتركة، خاصة فى ظل التحديات الكبيرة التى يشهدها عالمنا، وهو ما يشكل صمام الأمان والضامن للمكتسبات التنموية التى تعمل عليها الدولة، كما أن الأزهر الشريف على مدى تاريخه يثبت اهتمامه بمجتمعه وعالمه من خلال تلاحمه المباشر مع كل قضاياه.

وأضاف الدكتور أحمد أبو سعدة، أن تحرك الأزهر تجاه مواجهة التغيرات المناخية، يتلاقى مع رؤية الدولة المصرية وتطلعها إلى تواجد فعال للمجتمع المدنى فى مجال التوعية للحد من التغيرات المناخية من خلال تجربة الأزهر وخبرته فى مجال التوعية، ووضع أسس وخطط فعالة للمجتمع المدنى للاطلاع بدوره للحد من ظاهرة التغيرات المناخية ورفع نسب الوعى للتمكين للأخضر فى جميع المجالات.

وأوضح أبو سعدة، أن وزارة التضامن الاجتماعى، تقوم بدعم كوادر المتطوعين داخل الأنشطة التنظيمية والبيئية، ودعم كوادر المجتمع المدنى فى جميع الأنشطة المجتمعية، كما تدعم انخراط الأشخاص ذوى الإعاقة للمشاركة فى الأنشطة المتعلقة بالتغيرات المناخية من أجل دور فعال ومتكامل، وهو ما يحتاج إلى وعى بأهمية هذا الدور والذى يزداد بمثل هذه الفعاليات التى تعزز دور المجتمع المدنى وترسم له ملامح وآليات عمله.

من جهتها، قالت الدكتورة نشوى طلعت، مستشار وزير السياحة والآثار، إن الدور الذى تقوم به مؤسسات الدولة وفى مقدمتها الأزهر الشريف تجاه تعزيز الوعى بقضايا البيئة تجاه التغيرات المناخية، يدعم جهود الدولة المصرية المبذولة فى هذا المجال، بما ينعكس إيجابا على قضايا البيئة والمناخ والتحول نحو ممارسات صديقة للبيئة.

وأوضحت الدكتورة نشوى طلعت إن اهتمام وزارة السياحة للتحول إلى الأخضر، يأتى انطلاقا من رؤية مصر 2030، للمساهمة فى الحد من التغيرات المناخية، من خلال رفع كفاءة المنشآت السياحية والأثرية، وتحويلها إلى منشآت صديقة للبيئة، لتعزيز تحول القطاع السياحى فى مصر إلى قطاع صديق للبيئة.

 رؤية دبلوماسية

موقف الدبلوماسية الإفريقية لم يكن مخالفا لاتجاهات الدولة المصرية تجاه التغيرات المناخية، حيث قال الدكتور محمد لابرنج، سفير دولة الكاميرون، عميد الدبلوماسيين الأفارقة بمصر، إن التغيرات المناخية باتت خطرا حقيقيا يمثل تهديدا واضحا لمستقبل البشرية، مؤكدا أن منتدى جامعة الأزهر حول التغيرات المناخية، جاء فى الوقت المناسب ليؤكد ضرورة التحرك الجاد والحازم لمكافحة مخاطر التغير المناخى وحماية مستقبل البشرية من هذا الخطر الحقيقى.

وأوضح لابرنج أن الله تعالى قد خلق الكون وجعل كل شىء فيه بميزان، واستخلف فيه الإنسان ليعمره ويحافظ عليه، لكن هذا الإنسان هو من اخترق توازن هذا الكون وسعى فيه فسادا، ما نتج عنه اضطرابات وكوارث، كالتغيرات المناخية التى نتج عنها انتشار بقاع الجفاف والفيضانات المدمرة، والظواهر المناخية القاسية، التى طالت العديد من الدول، خاصة دول القارة الإفريقية.

وأكد سفير الكاميرون، أن مسئولية إيجاد حلول جذرية لمواجهة تأثير التغيرات المناخية، تقع على عاتق الدول الكبرى المتسببة فى الكم الأكبر من الانبعاثات الغازية، مطالبا تلك الدول بتوفير الدعم للدول النامية، لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية، بالإضافة إلى رورو اتخاذ جميع الدول لقرارات سياسية واقتصادية حاسمة لإنقاذ الكوكب.