السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لن تكون مخرجاتها مجرد توصيات COP27 قمة التنفيذ

توافد نحو 120 من قادة العالم إلى مدينة شرم الشيخ لحضور فعاليات قمة المناخ COP27 وسط توترات جيوسياسية وضغوط بشأن من سيدفع ثمن الأضرار الناجمة عن الاحتباس الحرارى، والتى وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش فى رسالة إلى المؤتمر «بوقائع الفوضى المناخية». وقال رئيس الوزراء البريطانى، ريشى سوناك، إن العالم يجب أن «يفى بإرث» قمة غلاسكو فى العام الماضى، حينما تعهد مكتب رئيس الوزراء بأكثر من 200 مليون جنيه إسترلينى من التمويل البريطانى لحماية الغابات والاستثمار فى التقنيات الخضراء. لكنه واجه انتقادات فى الداخل تزامنت مع انعقاد القمة الجديدة بسبب قرار الحكومة إصدار المزيد من التراخيص للتنقيب عن النفط والغاز فى بحر الشمال واستمرار معارضتها لطاقة الرياح البرية الجديدة.



 الرئيس السيسى.. العالم ينتظر نتائج القمة

«ما تنتظره منا شعوبنا اليوم هو التنفيذ السريع والفعال والعادل، ويتوقعون منا خطوات حقيقة نحو خفض الانبعاثات وتوفير التمويل اللازم للدول النامية التى تعانى أكثر من غيرها من تبعات تغير المناخ». بهذه الكلمات جاء خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى افتتاح قمة المناخ COP 27 حيث أكد الرئيس على أن «الملايين يتابعوننا من سائر أنحاء الكوكب، ويتطلعون إلى ترجمة ما يصدر عن اجتماعنا من نتائج إلى واقع ملموس».

وقال السيسى إن بلاد العالم «ستعمل جنبا إلى جنب» لمعالجة «واحدة من أكثر القضايا التى يواجهها كوكب الأرض إلحاحا»، وهى تغير المناخ.

وقال إن المدينة التى يعقد فيها المؤتمر، شرم الشيخ، هى أول مدينة مصرية تمر ببدايات ثورة خضراء. وأضاف أننا جميعا «نتشارك كوكبا واحدا، ومستقبلا واحدا، لكن العالم يواجه كارثة تلو الأخرى وأصبح الكوكب عالما من المعاناة اليوم».

ودعا إلى التنفيذ السريع والملموس لإجراءات الحد من الانبعاثات لضمان التمويل «للبلدان النامية التى تعانى اليوم أكثر من غيرها من عواقب هذه الأزمات».

وطالب بضرورة أن يكون هناك وقت كاف لضمان تنفيذ اتفاقيات المناخ.

كما أكد الرئيس السيسى أن ملايين العالم يعانون من كوارث مناخية تزداد حدّتها بشكل غير مسبوق على مستوى العالم، وكأن العالم قد أصبح مسرحًا لمعاناة الإنسانية فى أشدّ صورها.

وقال السيسى، إن أزمة المناخ تجعلنا نطرح على أنفسنا تساؤلًا ملحًا: «أما آن لهذه المعاناة أن تنتهى.. هل ما نطمح إلى تحقيقه من أهداف يقع فى نطاق الممكن.. بلا شك إنه ليس مستحيلًا، ولكن إذا توافرت الإرادة الحقيقية والنية الصادقة لتعزيز العمل المناخى المشترك وترجمة ما يصدر عن اجتماعاتنا من نتائج إلى واقع ملموس».

وأضاف أن الملايين حول العالم يعانون الآن أكثر من أيّ وقت مضى، من كوارث مناخية تتسارع وتيرتها وتزداد حدّتها على نحو غير مسبوق يومًا بعد يوم فى شتى أنحاء كوكبنا، فما تلبث أن تنتهى كارثة فى مكان ما، حتى تبدأ أخرى فى مكان آخر، مخلّفةً وراءها آلاف الضحايا والمصابين والنازحين، ومسبّبةً خسائر مادية بالمليارات، وكأن العالم قد أصبح مسرحًا لعرض مستمر للمعاناة الإنسانية فى أقصى صورها.

 قمة التنفيذ

وأشار الرئيس السيسى خلال كلمته الافتتاحية، إلى أنه من هذا المنطلق والمسئولية العالمية حرصنا على تسمية كوب 27 قمة التنفيذ، وعلى الرغم من جميع التحديات التى واجهناها فى المدة الماضية ولا نزال نواجهها، فضلًا عن جميع العوامل التى تلقى بظلال من الشك وعدم اليقين من قدرتنا على الوصول إلى تنفيذ اتفاق باريس، ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى 2.5 درجة مئوية، ما زالت هناك عوامل تدعونا إلى التفاؤل».

وأوضح أن مصر تعمل على الإسراع من وتيرة التحول الأخضر، واتخذت خطوات ملموسة نحو إحداث تحول هيكلى فى القوانين والتشريعات وآليات العمل الحكومية، بما يسهم فى تعزيز الاستثمارات الخضراء.

 رسائل إلى العالم

وجّه السيسى رسالة إلى قادة العالم، قائلًا: «أتوجه إليكم اليوم مناشدًا أن تكون رسائلكم إلى العالم رسائل واضحة تتضمن خطوات محددة لتنفيذ الالتزامات».

وتابع: «أقترح عليكم إعلان المزيد من المساهمات المحددة وطنيًا وإطلاق مبادرات فعالة لخفض الانبعاثات، ومتابعة تنفيذ ما أُطلِقَ من مبادرات فى السابق، والانضمام إلى المبادرات التى تعتزم مصر إطلاقها على مدار أيام مؤتمر كوب 27».

وأضاف: «لقد استطاعت الكثير من دولنا على مدار العام الماضى أن تكون نماذج مضيئة، ماضية نحو الأمام فى تنفيذ تعهداتها، وأدعوكم من هنا أن نحتذى بهذه الدول، وألّا يُضعف أحد جهودنا لحماية المناخ».

وأشار إلى أن «الوقت يداهمنا ونهاية العقد الحاسم باتت على بعد سنوات قليلة ينبغى استغلالها، وحان وقت العمل والتنفيذ.. لا مجال للتراجع أو التذرع بالتحديات لتبرير ذلك.. أثق فى حكمتكم وإدراككم لهذه اللحظة المصيرية من عمر كوكبنا».

 جحيم المناخ

من جانبه، حذر أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، من الخسائر والأضرار التى تدفعها شعوب العالم بسبب التغيرات المناخية، وأضاف: «لم يعد من الممكن إخفاؤها تحت البساط».وأضاف أن البلدان النامية كانت أقل مساهمة فى أزمة المناخ لكن آثارها تصدمها «دون أى تحذير أو وسيلة للتأهب».ودعا إلى نظام إنذار مبكر عالمى فى غضون خمس سنوات، مطالبا الحكومات بفرض ضرائب على الأرباح المفاجئة لشركات الوقود الأحفورى.

وأضاف: «دعونا نعيد توجيه تلك الأموال إلى الأشخاص الذين يعانون من أسعار الغذاء والطاقة، وإلى البلدان التى تعانى من الخسائر والأضرار الناجمة عن أزمة المناخ».وقال إن الحرب فى أوكرانيا والصراعات الأخرى كان لها «تأثيرات مأساوية» فى جميع أنحاء العالم، لكن «لا يمكننا قبول عدم توجيه اهتمامنا إلى تغير المناخ».

وحذر جوتيريش من «أننا نسير بسرعة إلى جحيم المناخ»، مضيفا أن «الساعة تدق. نحن فى صراع من أجل حياتنا».

وقال إنه «من المهم للغاية» أن تظل الولايات المتحدة ملتزمة ببرنامجها بشأن تغير المناخ، و«تقود العالم فى مساعدة البلدان على تبنى التكنولوجيا النظيفة».

من جانبه، قال نائب الرئيس الأمريكى السابق آل جور إن «لدينا مشكلة مصداقية جميعا»، مشيرا بذلك إلى سعى الدول المتقدمة للحصول على موارد الغاز فى إفريقيا، مضيفا أننا «نتحدث، وبدأنا فى العمل، لكننا لا نفعل ما يكفى. هناك اندفاع نحو الغاز، تاركين دول العالم فى مواجهة فوضى مناخية، ومليارات من الأصول العالقة، خاصة هنا فى إفريقيا».

ووصف هذا السلوك بأنه «هدام»ـ مؤكدا أنه «لدينا خيارات أخرى».

 قمة صنع التاريخ

وقال رئيس الاتحاد الإفريقى، رئيس السنغال، إن القمة فرصة لكل من البلدان المتقدمة والنامية إما «لصنع التاريخ» وإما «أن تكون ضحية للتاريخ».

وقال إن إفريقيا قوة تدفع التنمية بقدر منخفض من الكربون، على الرغم من أن القارة تساهم بأقل من 4 فى المئة من غازات الاحتباس الحرارى العالمية.

لكنه أضاف أن «من يلوث أكثر من غيره» هو من «يجب أن يدفع أكثر من أجل إخراج كوكبنا من مسار أزمة المناخ هذه».

كما أكدت الوزيرة الأولى الاسكتلندية نيكولا ستيرجن، إن هناك التزاما على الدول الغنية التى تسببت إلى حد كبير فى تغير المناخ بمساعدة أولئك الذين يعانون من تأثيره.

وأشارت، فى تصريحات صحفية، إلى أنه «علينا التخفيف من تغير المناخ، وعلينا مساعدة البلدان على التكيف مع آثار تغير المناخ، كما رأينا خلال العام الماضى، على الأقل فى باكستان، وهناك العديد من الأجزاء من العالم الذى يعانى من الخسائر والأضرار التى لا رجعة فيها ولا يمكن التخفيف منها».وأضافت: «هناك التزام بروح التضامن للدول الأغنى التى تسببت إلى حد كبير فى تغير المناخ ببذل جهد كبير الآن لمساعدة أولئك الذين يتعاملون مع الآثار على معالجة ذلك».