الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المرأة أكثر تأثيرًا طبقًا للدراسات والتقارير التنموية د.إقبال السمالوطى: المرأة والتعليم قضايا محورية بقمة المُناخ

المُناخ قضية حياة وبقاء، والحفاظ على البيئة هى ثقافة يجب أن ننشئ أجيالنا عليها، فهى مسئولية كل فرد فى المجتمع. فلدينا مجتمع مدنى يستطيع أن يساهم فى تنمية الاقتصاد الأخضر، والذى يؤدى بدوره إلى تعزيز البيئة الطبيعية وزيادة جودة البيئة الزراعية والإنصاف الاجتماعى بالإضافة إلى الحد من البطالة والفقر، هذا ما أكدت عليه د.نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى خلال الحفل الختامى لجائزة مصر الخير لريادة العطاء الخيرى والتنموى المستدام. وتم توقيع بروتوكول تعاون مع مؤسّستى مصر الخير وأجيال مصر لتعزيز وعى المواطنين بالقيم الأخلاقية والإنسانية.



أكدت «القباج» على دور المجتمع المدنى كشريك أصيل للوزارة لما له من دور وأثر حقيقى على التنمية المستدامة، مثمّنة التعاون مع مؤسّسة مصر الخير بكل ما تحمله من خبرات فى كفالة الحقوق المتكاملة؛ حيث وضعت الإنسان أول مَحاور عملها.. مشيرة إلى أن فعالية اليوم تأتى فى مسار مجابهة التغير المُناخى وصون الطبيعة فى إطار الاهتمام الذى تشهده البلاد فى استهدافها لبيئة آمنة وحياة كريمة.

 مرصد يضم 500 جمعية 

وأضافت «القباج» إن قمة المُناخ تتناول العديد من المَحاور المتعلقة بالتنمية والصحة والعدالة المُناخية وغيرها؛ حيث سيتم تخصيص يوم للمجتمع المدنى، ومتوقع اشتراك 66 عضوًا من الجمعيات الأهلية، وتسلمت الوزارة أكثر من 90 ورقة عمل تعكس جهود المجتمع المدنى فيما يخص الاستدامة البيئية، ومخطط أن يتم تبادل الخبرات والتجارب التى يمكن الاستفادة منها.

كما تعهدت بتقديم كل الدعم لمؤسّسات المجتمع المدنى العاملة فى مجال تضمين قضايا المُناخ ضمْن عملها.. مؤكدة أن التنمية المستدامة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأبعاد الاقتصادية والبيئية والمجتمعية والتوزيع العادل للموارد.. وأشارت إلى أن الوزارة بالشراكة مع المكتب العربى للشباب والتنمية، قامت بإطلاق مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المُناخ» بهدف حشد جهود المجتمع المدنى للمشاركة فى القمة، وقد تم إنشاء مرصد ضم 500 جمعية من المتخصّصين والمَعنيين بقضايا المُناخ، كما تم إطلاق ميثاق خاص بالمبادرة لتعزيز الجهود لمواجهة التغيرات المُناخية والتأثيرات السلبية، مبدية تطلعها لتواجُد آلية متابعة مستمرة لرصد سُبل الحفاظ على البيئة المستدامة بعد المؤتمر.

وقامت «روزاليوسف» بحوار مع د.إقبال السمالوطى عضو مجلس أمناء مؤسّسة مصر الخير والمشرف العام على الجائزة ورئيس اللجنة الاجتماعية لاتحاد قيادات المرأة العربية

 2023 عام الجوع

قالت د.إقبال السمالوطى، الجائزة جاءت حينما تبنينا فكرة عمل مسابقة بين الجمعيات القاعدية، بمعنى أن تكون الجمعيات على المستوى المحلى وليس الجمعيات الكبرى المعروفة، وفلسفتها هى تنشيط الجمعيات الصغيرة المحلية ونقويها ونعمل على بناء قدراتها، وكان الهدف الأول لنا هو التعليم ثم الفقر ثم الصحة ثم التغير المُناخى، استغرقنا فى ذلك أربع سنوات كل عام به هدف من أهداف التنمية المستدامة، العام المقبل سيكون عن الجوع، وهذا التسلسل له منطق فنبدأ بالأهم فالمهم ونراعى التوجهات المعاصرة واحتياجات العالم واحتياجات الدولة المصرية وفقًا إلى «خطة 2030»، ولماذا تم اختيار الجوع لعام 2023 لأنه توجد مشكلة بالأمن الغذائى نتيجة التغيرات المُناخية، والعالم كله على المستوى العربى والإقليمى والعالمى يفكر فى كيف يتيح الأمن الغذائى رغم التغيرات المُناخية التى ستؤثر على الزراعة والإنتاج كما يعلم الجميع.

 قوة المشروعات

أضافت: عملنا إعلانًا كبيرًا عن الجائزة سواء بوسائل التواصل الاجتماعى أو الاجتماعات وجهًا لوجه، كما أن فريق العمل يعمل فى كل المحافظات المصرية للإعلان عنها بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى، والجائزة لها قيمة مضافة هى بناء قدرات ورفع الوعى للجمعيات، ففى كل زيارة لفريق العمل يتم تدريب وبناء قدرات على الحوكمة والبنية المؤسّسية للجمعية وشرح لهدف التنمية المستدامة محور الجائزة، والجائزة تمر بالكثير من المراحل مثل الإعلان وتلقى الطلبات وتحليلها وترتيبها حسب قوة المشروعات، ثم نضع معايير لاختيار المشروعات الجيدة طبقًا للهدف المحدد ونعمل مطابقة ميدانية وتوجيه استفسارات للفئة المستفيدة، هل هذا المشروع أفادهم وما جوانب التأثير وجوانب النجاح وجوانب الفشل وجوانب القوة وتأثير هذا المشروع بوجه عام على حياة الأفراد، وأيضًا من المعايير المهمة الاستمرارية وقدرة المشروع على الاعتماد الذاتى، وفى السنوات الأربع الماضية كانت الجمعيات الفائزة جديدة لم يسمع عنها أحد من قبل أول مرّة نلقى عليها الضوء وتراها سيادة الوزيرة.

 82 منظمة وجمعية ومبادرة شبابية

وأكدت أن هدف الجائزة هو إلقاء الضوء على المبادرات المحلية التى تعتمد على المشاركة الاجتماعية والاعتماد الذاتى سواء فى التمويل أو التطوع بالمال والجهد والفكر، ويُعد ذلك نظرة تنموية للجمعيات الأهلية ورغبتنا فى رفع قدراتها بقدر الإمكان، وفوجئنا هذا العام حول التغير المُناخى أن الجمعيات الأهلية تعمل تكيفًا وتعمل على مواجهة آثار التغير المُناخى وتعمل كل ذلك دون أن تدرك أن ذلك فى مجال التغير المُناخى ولكنها تعمل ما يحتاجه المجتمع، وهذه كانت فرصة لتوعيتهم بالتغير المُناخى وآثاره وأسبابه.

وشاركت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى فى الحفل الختامى لجائزة مصر الخير لريادة العطاء الخيرى والتنموى المستدام فى دورتها الرابعة، والتى تأتى ضمْن الحملة الإقليمية التى أطلقتها المؤسّسة فى مايو الماضى للتوعية بقضية التغيرات المُناخية ودور الفرد والمنظمات الأهلية فى الحد من تلك التغيرات، بالتوازى مع اهتمام الدولة المصرية والمنظمات الأهلية المَعنية بقضايا البيئة بالإعداد للمؤتمر الدولى cop 27 «مؤتمر الأطراف المعنية بالتغيرات المُناخية»،  وشارك فى الجائزة 82 منظمة وجمعية ومبادرة شبابية، إذ صعدة 3 جمعيات للمركز الأول للجائزة، وهى: «جمعية تنمية المجتمع المحلى للأسرة، وجمعية الرائدات والمثقفات المصرية للتنمية، وجمعية الشيخ حسن على عطية للمحافظة على القرآن الكريم». ومركز أول لمبادرة «بنانا أرت».

 إعلاء صوت المجتمع المدنى

وأضافت: لدى قضية محورية فى «cop27»  وهى قضية المرأة والتأثير والتأثر بالتغيرات المُناخية، المرأة فى كل العالم خاصة فى الدول النامية والدول الإفريقية ومصر بالطبع، فهى أكثر تأثيرًا طبقًا للدراسات والأرقام العلمية والتقارير التنموية، فهى أكثر تأثيرًا باعتبارها أمّاً ومسئولة عن أسرة تعلمهم الترشيد والسلوكيات الصحيحة للأبناء، كما أنها قيادة محلية فى العديد من المجتمعات وهى المسئولة عن الطعام ومسئولة عن التنظيم فى المنزل وهى من الكيانات التى تستطيع التأثير فى التغيرات المُناخية، وهى أكثر تأثرًا باعتبارها الحلقة الأضعف فى المجتمع وهى أكثر هامشية لا تمتلك الموارد والمهارات اللازمة لتغير فى الآثار وتواجه التغيرات المُناخية سواء فى سوق العمل خاصة فى الزراعة وغيرها، وبالتالى نهتم بالمرأة، وأنا بجمعية هواة المستقبل ومعنية بملف المرأة وعضو الاتحاد المصرى النسائى برئاسة د.هدى بدران، فقضية المرأة قضية محورية بالنسبة لى وأعددت ورقة علمية وسوف أعمل مداخلات فى هذا الأمر، ونحاول فى قمة المُناخ إعلاء صوت المجتمع المدنى ونظهر أهمية ودور المجتمع المدنى فى التغير المُناخى، وأيضًا نناقش قضية التعليم وجودة التعليم وأثره فى قضية التغير المُناخى وفى جميع أهداف التنمية المستدامة، وباعتبارى أمين عام الشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار أعتبر قضية التعليم والتعلم مدى الحياة قضية محورية أيضًا ومهمة جدًا بالنسبة للمرأة، ونحن نعلم نسبة الأمية وتأثيرها فلا بُدّ من محو الأمية بمفهومها الواسع سواء قرائية أو ثقافية أو تكنولوچية، وهذه القضية تمس التغير المُناخى والتنمية المستدامة بشكل كبير ونناقش ذلك فى «cop27» التعليم والمرأة.

 حملة «مناخ مستدام»

وتابعت: إن مصر الخير أيضًا لها مكان بـ«كوب 27» فيتم عرض منتجاتها فى التغير المُناخى ويسعدنى الإشراف على قطاع الجمعيات الأهلية من قِبَل مجلس أمناء مصر الخير، وفى مصر الخير تم إعداد حملة «مناخ مستدام» تطالب به قادة العالم بتسريع العمل المُناخى فى جميع القطاعات بما فى ذلك التخفيف والتكيف والتمويل بالإضافة إلى اعتماد تدابير تخفيف أكثر طموحًا للحفاظ على 1.5 درجة مئوية، كما تطالب قادة العالم بإنقاذ الأجيال القادمة من ويلات تغير المُناخ وآثاره المدمرة والتى يعجز تصورها، وأيضًا تطالب بالوفاء بالتعهدات وتنفيذ سياسات وبرامج مشتركة، والعمل على استدامة الاقتصاد العالمى من خلال الحفاظ على رأس المال وتحسين مستوى معيشة المواطنين والاستخدام الفعال للأصول مع التركيز على حفظ الموارد الطبيعية وصون البيئة، وأيضًا تمويل خطط التخفيف والتكيف بتكوين قاعدة بيانات ومعلومات للجمعيات العاملة فى مجال التغيرات المُناخية محليًا وإقليميًا ومساعدتها فى الحصول على منح بهدف تنفيذ برامجها الطموحة وغيره من المتطلبات.

 4000 جمعية

وأكدت على أن الحملة أيضًا تلتزم بتعهدات منها الالتزام بالمواثيق الدولية المعتمدة والاستراتيچيات وخطط العمل الوطنية، وتحقيق الاستدامة المؤسّسية من خلال الوصول إلى معايير الجودة الشاملة والشفافية، وأيضًا دعم آليات حوكمة المُناخ داخل المجتمع والإفصاح عن الممارسات البيئية والمُناخية الضارة، والتحول الرقمى والمساهمة فى بناء مجتمع المعرفة وغيره من التعهدات.

كما قامت مصر الخير بوضع معايير لكيفية أن تكون الجمعية الأهلية خضراء وهى معايير دولية يمكن تطبيقها على أى جمعية ونقيس قربها أو بُعدها من كونها خضراء، وأيضًا قامت بدراسة تقييمية على 4000 جمعية فى مصر لمعرفة كيفية إسهام المجتمع المدنى فى التغير المُناخى وكانت النتائج مشرفة وأن الجمعيات الأهلية لها دور كبير فى كل مجالات التنمية بوجه عام، ولكن المجتمع المدنى يحتاج إلى بناء قدرات ويحتاج إلى تمويل وتمويل مخصص للتغير المُناخى.

 مشروع شامل

وأردفت: باعتبارى أستاذًا فى التنمية الاجتماعية وعميدًا سابقًا للمعهد العالى للخدمة الاجتماعية أرى أن «حياة كريمة» تمتلك كل مقومات مشروعات التنمية، وهو مشروع شامل ليس اقتصاديًا فقط؛ بل اجتماعى أيضًا وثقافى يعتمد على المشاركة المجتمعية، ويعتمد على التطوع والاعتماد الذاتى للمجتمعات المحلية ولديه مقومات الاستمرارية ويعتمد على الإنسان وتغيير الفكر وبناء الوعى وبناء الإنسان، فـ«حياة كريمة» هى ما نُدَرّسه للطلاب لأى نموذج تنمية، وبالتالى هذا المشروع الرئاسى هو فخر لنا جميعًا وفخر لكل مصرى ونعلم نحن كمتخصّصين تنمويين أهميته وأثره. 

وختمت «السمالوطى» حديثها قائلة» نتمنى مواجهة التحديات التى يواجهها العالم كله فى هذه المرحلة الخطيرة بوعى المجتمع المصرى وفطنته، سنظل داعمين للدولة، وأنا أسافر جميع الدول وأشكر الله على وجودى بمصر.

فرُغم وجود التحديات؛ فإن هناك سياسات لمواجهة التحديات وسياسات مطروحة للحماية الاجتماعية وحماية الفئات الهشة بمصر، فالدولة تبذل قصارَى جهدها والمواطن عليه واجب بأن يتلقى الخدمة ويشارك فى مواجهة التحديات بالإخلاص فى العمل والصدق والقيم والأخلاق.