الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

يتبرعون بالمال والجهد والوقت ويمنحون الأولوية للقضية: عزيزى الفنان صديق البيئة.. شكرا

أن تكون فنانًا ناجحًا، فهو ليس بالأمر الهين. ولكن عندما يضاف إلى وهجك المهنى تألق شخصى وإنسانى لأنك صاحب قضية، فهو أمر لو تعلمون عظيم. فمنذ عدة سنوات وقضية المناخ والحفاظ على البيئة تنال رعاية واهتمام الكثير من نجوم العالم، تقريبا غالبيتهم صاروا ينشغلون بكيفية الحفاظ على البيئة والحذر من الكوارث المناخية. هؤلاء النجوم كرسوا وقتهم وجهدهم وأموالهم من أجل القضية، آملين أن تكون محبة الناس لهم دافعا كى يستمعوا إليهم وينتبه الناس من التعرض لخطر دمار الكوكب وتهديد استمرارية الحياة.



من  أبرز نشطاء تغير المناخ النجم الأمريكى «ليوناردو دى كابريو»، الذى نال جائزة الأوسكار عام 2016 عن فيلم the revenant) ) كما رشح لنفس الجائزة خمس مرات أخرى.  «دى كابريو» أنشأ فى عام 1998 مؤسسة لجمع أفضل العقول فى العلوم والحفاظ على البيئة والعمل الخيرى للاستجابة بشكل عاجل لأزمة المناخ المتزايدة، والفقدان المذهل للتنوع البيولوجى، الذى يهدد استقرار الحياة على الأرض. وتمول المؤسسة من خلال التبرعات التى تجمعها، المشاريع التى تساعد الحياة البرية والحياة البحرية ومبادرات تغير المناخ وحقوق السكان الأصليين. ومن نجوم الأوسكار أيضا المهتمين بقضايا البيئة، النجمة «ميريل ستريب» صاحبة أكبر عدد من جوائز وترشيحات الأوسكار، حيث فازت بالجائزة ثلاث مرات ورشحت لها ثمانى عشرة مرة. «ميريل ستريب» بدأت نشاطها فى محاولات الحفاظ على البيئة منذ الثمانينيات مع مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية. وكانت أحد مؤسسى منظمة «Mothers and Others» التى تدعم الزراعة العضوية وتزيد من الوعى الغذائى البيئى. وتدعم «ستريب» أيضًا العديد من المنظمات الناشطة فى الدعوة البيئية، كما  تروج للأغذية الخالية من مبيدات الآفات والمزارع المستدامة. وقد عملت على رفع مستوى الوعى حول السموم فى الطعام والماء التى تؤثر سلبًا على صحة الإنسان.

وقبل جائحة كورونا كانت النجمة الكبيرة، «جين فوندا»، تقود مظاهرات احتجاجا على التغيرات المناخية فى واشنطن وتحديدا فى عام 2019 حيث ألقى القبض عليها ثلاث مرات..  وأثناء انتشار الكورونا كتبت عشرات المقالات التى تحث فيها الناس، بأن أزمة المناخ وباء آخر من الممكن أن يواجه الإنسان. حيث كتبت فى مجلة «بيبول»، أنه طالما أثبت الناس قدرتهم على اتخاذ إجراءات احترازية من الكورونا عندما شعروا بالخطر فمن المؤكد أنهم قادرون على تغيير سلوكياتهم  لحماية البيئة وبالتالى صحتهم. لأن صحتنا تعتمد على صحة الكوكب.

وكانت «جين فوندا» فى عام 2015، قد أعلنت عن رفضها السماح للرئيس «باراك أوباما» بالحفر فى القطب الشمالى للتنقيب عن البترول، حيث كانت معارضة للتطورات النفطية وتأثيراتها السلبية على البيئة. وفى مارس 2022 ، أطلقت منظمة «جين فوندا للمناخ PAC «، التى تهدف لطرد السياسيين الذين يدعمون صناعة الوقود الأحفورى.

من النجوم الشباب الداعمين للاهتمام بقضايا المناخ والبيئة، «شايلين وودلى» التى بدأت بنفسها لاتباع أفضل نظام لإنقاذ الأرض، مثل توفير الطعام والمياه بطرق لا تؤذى البيئة، فقامت على سبيل المثال بصنع الجبن والصابون الخاص بها. وفى عام 2016، بدأت نشاطها العلنى، حيث تم القبض عليها فى داكوتا عندما انضمت للمحتجين من أهالى الولاية ضد إنشاء خط أنابيب من أجل الحفاظ على المياه وإبقائها نظيفة، خوفا من تلوثها بالنفط الخام إذا ما تحطم خط الأنابيب. 

أيضا تهتم به للغاية المطربة العالمية، وصاحبة الانتشار الأكبر فى العالم الآن، من حيث عدد الجمهور سواء فى حفلاتها أو على صفحات التواصل الاجتماعى الخاصة بها والتى يتجاوز عدد متابعيها الـ100 مليون، «بيلى إيليش»، التى نالت الأوسكار هذا العام كأفضل أغنية. والتى وصفت جولتها الموسيقية الأخيرة بـ«الجولة الخضراء» لأنها حرصت على اتباع أسلوب صديق للبيئة، سواء من حيث الوجبات الغذائية التى كانت تقدم لفريقها أو التى تباع فى الحفلات للجمهور والتى كانت كلها نباتية، أيضا التشجيع على التخلص من المواد ذات الاستخدام الواحد واستخدام مواد قابلة لإعادة الاستخدام 

 وفى كل عرض فى جولتها الموسيقية كان يمكن للحاضرين زيارة «قرية بيئية» والتى بها يمكن الحصول على أدوات قابلة لإعادة الاستخدام وخاصة زجاجات المياه، التى كانت هناك محطات تعبئة مياه متوفرة لها. كما تعمل القرى البيئية على توصيل الجمهور بالعديد من المنظمات غير الربحية المحلية، ويمكن للمتواجدين أن يتعهدوا بتناول وجبة نباتية واحدة يوميًا لمدة 30 يومًا. 

الصديقان «مات دايمون» و«بن أفليك» أصدقاء فى الحياة، وفى المسيرة الفنية المشتركة بينهما والاثنان أيضا أصدقاء للبيئة. حيث أسس «مان دايمون» فى عام 2006 ، مؤسسة H20 Africa Foundation   التى اندمجت لاحقًا مع Water Partners لإنشاء water.org، وهى منظمة توفر للأشخاص فى جميع أنحاء العالم إمكانية الوصول الضرورية إلى المياه النظيفة. وكتب «دايمون» على موقع المنظمة على الإنترنت: «الوصول إلى المياه يعنى الوصول إلى التعليم، والوصول إلى العمل، والوصول قبل كل شىء إلى نوع المستقبل الذى نريده لعائلتنا وجميع أفراد البشرية».

أما «بن أفليك» فيحاول طوال الوقت تشجيع متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعى، إلى اتخاذ احترازات مناخية، والعمل على تعزيز حماية البيئة، والالتزام فى النهاية بحياة مستدامة من خلال اتخاذ خيارات واعية بيئيًا. وبسبب اهتمامه الكبير بقضية المناخ فقد نال «أفليك» جائزة الإعلام البيئى فى عام 2013. 

وفى صورة مشابهة يكتب أيضا النجم الكبير «روبرت ريدفود» فى محاولة لتوعية الناس. ولكن «ريدفورد» يكتب مقالات وليس منشورات على صفحات التواصل. وفى عام 2020 تحدى «ريدفورد» الأمريكيين من جميع الأجيال للتقدم والمساعدة. وكتب فى مقالة نشرت فى مجلة «people»: «بينما نحن فى نقطة تحول ونشاهد بحزن  ما يحدث، فإننى دائمًا ما ألهمنى الآخرون الذين خاضوا المعركة، حتى عندما تجاهل أصحاب السلطة الأمر - أو الأسوأ من ذلك، عندما ينكرون حقيقة ما مواجهه». ويستكمل «ريدفورد»، «فى الآونة الأخيرة، نهضت حركة المناخ بقيادة الشباب ليتولوا الأمر، وأنا أدعمهم وآمل أن ينجحوا كما لم ينجح أبناء جيلى».

ومن عالم الأبطال أيضًا يأتى النجم «واكين فينيكس» أشهر «جوكر» فى تاريخ السينما وصاحب الأوسكار عن أدائه به. «واكين» دائما ما يحظى  بالإعجاب بسبب اختياره غير التقليدى للشخصيات التى يقدمها فى الأفلام. «واكين» من أنشط الفنانين فى مجال البيئة وحقوق الحيوان. فهو أحد المروجين النشطين للنباتيين، كأحد الطرق لتقليل الإجهاد البيئى الذى يسببه البشر. وقد أنتج عددًا من الأفلام الوثائقية المتعلقة باستهلاك لحوم الحيوانات وتأثيرها الهائل على البيئة. ويدعم منظمة «PETA» التى ساعدت فى زيادة الوعى بالعلاقة بين البيئة وتغير المناخ والقضايا الصحية. وقد قام بالعديد من الأعمال الخيرية النباتية وتبرع فى مبادرات حماية الحيوانات.