السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وأد الطفولة!

رسالة قصيرة من سطر واحد.. قلبت الدنيا رأسًا على عقب.. وأجبرت المجتمع على الإنصات والانتباه.. بما يدفع سُلطات التعليم إلى ضرورة إعادة النظر فى المَناهج وبحث فلسفة التعليم من أساسها!.



الرسالة صادرة عن طفلة صغيرة فى العاشرة من عمرها، ومع أن الرسالة لم تحدد بالضبط الجهة المرسلة إليها.. إلا أنه من الواضح أنها كانت موجهة إلى مَن يهمه الأمر!

كلمات الرسالة تقول بالتحديد:

كرهت المَدرسة وأخاف من الامتحان والواجبات ثقيلة!.

وانتهت الرسالة التى وجدتها الأسرة فى جيب مريلة الطفلة الصغيرة التى أصيبت بالانهيار العصبى احتجاجًا على كثرة الدروس وحشو المناهج المعقدة التى لا تتناسب مع سن الطفلة التى بدأت تفك الخط منذ عامين فقط لا غير!.

الشاهد.. أن الطفلة تتمتع بذكاء طبيعى وظروفها الاجتماعية عادية.. وأنها كانت تشكو لزميلاتها أنها لا تجد وقتًا للعب لأن الواجبات المَدرسية تجبرها على المذاكرة يوميًا لثمانى ساعات.. فتضطر للسهر كل يوم لإنجاز الواجبات.. لأنها تعرف أنها ستتعرض للعقاب وسخرية الزميلات إذا لم تنجز الواجبات الكثيرة!.

مُدرّسة الفصل تقول إنها مضطرة لزيادة جرعة الواجبات لأن المنهج مكتظ والامتحانات تطاردها، وأنها إذا لم تفعل فسوف تتعرض لعقاب إدارة المَدرسة التى تنفّذ تعليمات الوزارة!.

باحثٌ اجتماعىُ يُعد لرسالة الدكتوراه.. ويعرف ما يدور فى أروقة الفصول الدراسية.. كتب فى سطور رسالته العلمية.. إن غالبية التلاميذ والتلميذات فى هذه السّن الصغيرة يعانون الاكتئاب.. تغلب عليهم النظرة التشاؤمية والفضل للمناهج التى تتسم بالحشو والتعقيد واستعراض عضلات المسئولين عن التعليم ووضع المناهج التى تعتمد على الحفظ والتلقين.. ولا تلجأ إلى مخاطبة العقول المتفتحة.

ناهيك عن كونها مناهج كثيرة تشمل كل شىء ولا تكتفى بالعربى والحساب والجغرافيا والتاريخ؛ وإنما هناك الفلسفة والكيمياء والأحياء والفيزياء والدين والخط واللغات.. بالإضافة إلى دروس التربية الوطنية ومبادئ علوم السياسة.. بما يؤدى إلى وأد الطفولة واغتيال براءة الأطفال الذين لا يجدون وقتًا للعب وممارسة الهوايات المفيدة!. الطفلة التى رقدت بالمستشفى فى رحلة العلاج سألت زميلتها التى حملت إليها زهورًا بريئة: هل تعاقبنى المدرسة لأننى تغيبت بالمستشفى وأهملت أداء الواجبات؟!.