الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رُبَّ ضارة نافعة!

الحكاية ليست حكاية كرة قدم؛ حيث تسعى الفرق المتنافسة لشرف الفوز بالبطولات، وحمل الكؤوس واعتلاء مناصب التتويج، الحكاية حكاية الفلوس الطائلة وراء اللعبة الشعبية الأولى التى يعرفها أربعة بلايين نسمة يمثلون ثلثى سكان المعمورة يتابعون ويتفرجون ويشجعون ويدفعون عن طيب خاطر من أجل إشباع هوايتهم باللعب أحيانًا وبالفرجة فى معظم الأحيان.



ورُبَّ ضارة نافعة؛ فقد لاحظتْ بيوت الأزياء العالمية أن كرة القدم هى الخطر الأول على مبيعاتها حول العالم بدليل ذلك الكساد الذى تعرفه تلك البيوت فى المواسم والمناسبات الكروية العالمية، ففى موسم كأس العالم مثلًا تنخفض تمامًا مبيعات بيوت الأزياء الكبرى من الملابس والموديلات التقليدية!

مع أن تلك البيوت حاولت التعامل بذكاء تجارى وطرحت مجموعة من الموديلات الرياضية والشبابية «الكاچوال» فى محاولة للتغلب على الكساد فى المواسم الكروية المشهودة إلا أن المحاولة باءت بالفشل.. ويعترف خبراء الموضة بالهزيمة الساحقة والدليل هو إغلاق بيوت الأزياء وحصول كبار مصممى الموضة على إجازة إجبارية يعيدون فيها حساباتهم من جديد.

وذات يوم فى بطولة كأس العالم فى كوريا واليابان ذهب مصمم الأزياء الإيطالى العالمى «روبيرتو كولاچى» إلى إحدى مباريات الكرة للراحة والاستجمام وفجأة صرخ على طريقة العالم الإغريقى فيثاغورث: «وجدتها وجدتها»، واندفع يغادر اليابان كلها إلى روما وبالتحديد إلى بيت الأزياء الذى يملكه وكان فى حالة إجازة.

وقتها اكتشف المصمم والخبير أن الحسناوات المشجعات لا يكتفين بالجلوس بين الجمهور وهن يحملن أعلام بلادهن أو يضعن المكياچ بألوان «فانلات» اللاعبين؛ وإنما يرتدين ملابس الفريق الذى يشجعنه فى موضة تلقائية خرجت من قلب الجماهير.

على الفور طرح بيت الأزياء الإيطالى موضته الشهيرة؛ حيث خرجت علينا عارضات الأزياء الفاتنات يرتدين «الفانلات والشورتات» الساخنة بألوان الفرق الرياضية المختلفة، وتلقفت بيوت الموضة الفكرة لتطرح ملابس الفرق الرياضية بأسلوب مثير، يظهر مفاتن العارضات.

وعرفت دنيا الموضة ملابس «السامبا» البرازيلية، وهى أكثر سخونة من سخونة المباريات، وشهدت عروض الأزياء «فانلة» الديك الفرنسى الزرقاء، وهى على صدر العارضة الفرنسية المثيرة وتفننت كلوديا شيفر الألمانية الجميلة فى استعراض مفاتنها وهى ترتدى القميص الألمانى الساخن!

المثير أن المواسم الكروية التقليدية لم تعد مواسم كساد لبيوت الأزياء، بدليل أن تلك البيوت حققت مبيعات خرافية فى بطولة كأس أوروبا فى البرتغال ومن بعدها بطولة كأس العالم فى ألمانيا..

والحكاية ليست حكاية كرة قدم؛ وإنما حكاية الفلوس الطائلة!.