الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مع اقتراب عرض الجزء الأكثر سخونة: ولايزال جدل «التاج» البريطانى مستمرًا

«كيف وصل الأمر إلى هذا الحد؟!»..كانت هذه الجملة الأخيرة، التى طرحت فى إعلان أحد أكثر المسلسلات إثارة للجدل فى «المملكة المتحدة».. فكان التساؤل للملكة الراحلة «إليزبيث الثانية» فى مسلسل (The Crown)، أو (التاج) فى موسمه الخامس.



لطالما كانت حياة العائلة المالكة البريطانية، أرضا خصبة لصناع الأفلام والمسلسلات على حد سواء؛ وعادة ما عانى القصر الملكى من تسليط الضوء على أحداثه الداخلية.

 

ولكن، مسلسل (التاج) - بجميع أجزائه- يعتبر أحد أقوى الأعمال التى تناولت حياة الأسرة المالكة البريطانية الحالية، بجرأة شديدة. وحيادية تامة، وتحديدًا الملكة الراحلة قبيل توليها عرش «المملكة المتحدة»، حتى وفاة زوجة ابنها الأميرة «ديانا»، ليجذب المسلسل أنظار العالم، محققًا نسب مشاهدة عالية، وإشادات واسعة النطاق، مع تحقيقه أرقاماُ قياسية فى عدد الجوائز، رغم الجدل الكبير، والانتقادات اللاذعة، التى أحاطت بالعمل، من قبل الحكومات البريطانية المتتالية.

48 ساعة تفصلنا عن انطلاق الجزء الخامس من المسلسل، والمقرر عرضه فى 9 نوفمبر الجارى. وقد توقع العديد أن يتناول هذا الجزء كل ما كان يحدث فى العائلة المالكة فى السنوات القليلة الماضية، بما فى ذلك وفاة الملكة فى سبتمبر الماضى، وتراجع «هارى، وميجان» عن أدوارهما الملكية، والجدل الدائر حول الأمير «أندرو». ولكن، فى الحقيقة، لن تصل أحداث المسلسل إلى عام 2022، إذ يتناول فترة التسعينيات، أى استكمال للجزء السابق، «الرابع».

شركة (نتفليكس) أصدرت الإعلان الرسمى الأول للجزء الخامس، الذى ركز لمدة دقيقتين ونصف بشكل كبير على العلاقة المتدهورة بين الأميرة الراحلة «ديانا» والأمير «تشارلز» حينها، والمواجهات التى تعرضت لها «ديانا» لمحاولة إسكاتها، وعلى مستقبل النظام الملكى المجهول على نطاق أوسع. 

ويعد هذا الموسم، هو الأول الذى يعرض بعد وفاة الأمير «فيليب» فى 9 أبريل 2021، ووفاة الملكة «إليزابيث الثانية» فى 8 سبتمبر 2022.

سنوات التسعينيات المرعبة

حرص صناع المسلسل خلال الأجزاء السابقة على رصد الأحداث المهمة الفارقة فى حياة العائلة المالكة بالتوازى مع العالم السياسى الداخلى لبريطانيا، والأحداث العالمية الخارجية أيضًا فى حبكة درامية مترابطة وموثقة. 

وعليه، فقد لا تختلف تفاصيل هذا الموسم عن سابقيه. ورغم عدم معرفة تفاصيل القصص المعروضة بعد، إلا أن عددًا من الأحداث المؤسفة حدثت خلال هذا العقد، وتحديدًا عام 1992، الذى عرف بأنه (عام مرعب) كما وصفته الملكة «إليزابيث الثانية»، أو (السنة الرهيبة).. حيث كان هذا هو العام الذى انفصل فيه ثلاثة من أبنائها الأربعة عن أزواجهم، وعلى رأسهم الانهيار الدراماتيكى لزواج الأمير «تشارلز»، والأميرة «ديانا»، والأحداث التى سبقت تلك الفترة ولاحقتها، مثل علاقة «تشارلز»، بـ«كاميلا» –زوجته الحالية-، وتسجيلات «ديانا» نفسها للحديث عن هذا الأمر. 

كما شهد هذا العام –أيضًا- انفصالين ملكيين آخرين، حيث انهار زواج «سارة فيرجسون»، والأمير «أندرو» دوق «يورك»، بسبب الكشف عن صور وفضائح. 

ففى أغسطس 1992، بعد أن سافرت دوقة «يورك» مع مستشارها المالى «جون بريان» إلى جنوب «فرنسا»، تم تسريب صور ملتقطة بعدسة للصحافة، أظهرت «فيرجسون» تحتضن «بريان». ومن ثم قامت العائلة المالكة بطرد «فيرجسون» نتيجة لذلك، وتم إنهاء علاقتها بالأمير «أندرو». ولكن، غير معروف ما إذا كانت هذه الفضيحة ستظهر فى الموسم الخامس.

أما الطلاق الثالث، فكانت بين الأميرة «آن»، و«مارك فيليبس»، اللذين انفصلا فى عام 1989، لكنهما نفذا ذلك فعليًا فى 1992، بعد أن اكتشف أن «فيليبس» أب سرًا لطفل من امرأة أخرى فى «نيوزيلندا» منذ عام 1985.

وتم تأكيد ذلك من خلال اختبار الحمض النووى فى عام 1991، بعد أن ذهبت والدة الطفل «هيذر تونكين» إلى الصحافة، لأن «فيليبس» قد توقف عن الإنفاق على الطفل. 

ولم تتوقف الأحداث عند هذا فحسب، بل حدث أمر مؤسفً آخر، تم تصويره فى الإعلان الرسمى، وهو الحريق الهائل، الذى اجتاح قلعة «وندسور» فى نوفمبر 1992.. حيث بدأ الحريق بواسطة ضوء كشاف اصطدم بستارة، وأصبح كبيرًا لدرجة أنه دمر 115 غرفة من غرف القلعة، واشتعلت فيها النيران لمدة 15 ساعة إجمالًا. وبعدها، زارت الملكة الراحلة القلعة لمشاهدة احتدام الحريق. ولكن، تم إصلاح القلعة بالكامل على مدار خمس سنوات، ويقال إنها كلفت 36 مليونا و500 ألف جنيه إسترلينى.

جدير بالذكر، أن الإعلان الرسمى تناول أحد أهم اللقطات الشهيرة للأميرة «ديانا» فى عام 1994، وهو رصد ما يعرف حتى وقتنا هذا باسم (فستان الانتقام)، الفستان الذى أدهش العالم، والذى ارتدته الأميرة الراحلة، عندما حضرت حفلة «فانيتى فير» فى معرض «سربنتين» فى «لندن»، بعد أن اعترف «تشارلز» بعلاقته الغرامية الطويلة فى مقابلة تليفزيونية.

ومع ذلك، تبقى الحادثة الأهم، والتى ينتظرها الجميع فى هذا المسلسل، هو عام وفاة الأميرة «ديانا» فى 1997، بعد أن انخرطت مع الملياردير «دودى فايد» فى علاقة غرامية.

  أدوار جديدة

على الرغم من أن معظم أفراد العائلة المالكة البريطانية قد تم تصويرهم ـ بالفعل ـ فى المواسم السابقة، إلا أن المسلسل واصل قراره باستبدال الممثلين بشخصيات جديدة، لتعكس العقود المتغيرة التى يغطيها المسلسل.

فتقوم الممثلة «إيميلدا ستونتون»، بتجسيد الملكة «إليزابيث الثانية»، كما كانت أول عضوة فى فريق التمثيل يتم الإعلان عنها فى يناير 2020، لتخلف «كلير فوى، وأوليفيا كولمان» فى تجسيد دور الملكة.

جدير بالذكر، أن «كولمان» التى حصلت على جائزة «إيمى» عن عملها فى المسلسل، أشادت باختيار «ستونتون»، لأن تصوير «ستونتون» للملكة يختلف عن المواسم الماضية، لأنها تلعب نسخة أكثر حداثة، وهو جانب وصفته الممثلة بأنه (تحدٍ إضافى)، لأنها تجسد الملكة التى يعرفها الناس أكثر فى العصر الحديث.

أما الممثل «جوناثان برايس» فيلعب دور الأمير «فيليب» دوق «إدنبرة»، وزوج الملكة «إليزابيث»، ليخلف «توبياس مينزيس، ومات سميث» اللذين جسدا دوق «إدنبرة» فى المواسم السابقة. 

كما يلعب الممثل «دومينيك ويست» دور الأمير «تشارلز»، ليخلف «جوش أوكونور»، الذى لعب دور الملك فى الموسمين الثالث والرابع. يذكر، أن «ويست» عندما علم لأول مرة أنه سيجسد «تشارلز» ظل يخبر المنتجين أنهم اختاروا الشخص الخطأ، لأنه لم يكن يشبهه.

أما الممثلة «إليزابيث ديبيكى» فتقوم بدور الأميرة «ديانا»، لتخلف «إيما كورين»، التى جسدت الأميرة فى الموسم السابق. وقد وصفت الممثلة الأسترالية الدور بأنه (شرف)، قائلة: «روح الأميرة «ديانا»، كلماتها، وأفعالها تعيش فى قلوب الكثيرين».

كما تلعب «أوليفيا ويليامز» دور «كاميلا باركر» لتخلف الممثلة البريطانية «إميرالد فينيل»، التى لعبت دورها فى الموسمين الثالث، والرابع. 

ويقوم كل من: «ليزلى مانفيل» بدور الشقيقة الصغرى للملكة إليزابيث الأميرة «مارجريت»؛ و«كلوديا هاريسون» فى دور الأميرة «آن»؛ و«جيمس موراى» فى دور الأمير «أندرو»؛ و«سام وولف» فى دور الأمير «إدوارد»؛ و«جونى لى ميلر» فى دور رئيس الوزراء البريطانى سابقًا «جون ميجور»؛ و«بيرتى كارفل» فى دور «تونى بلير»؛ إلى جانب «خالد عبد الله» الذى سيلعب دور «دودى الفايد»؛ و«سالم ضو» فى دور «محمد الفايد».

منذ اللحظات الأولى للإعلان ـ ومثل سابقيه ـ  كان المسلسل محور جدل كبيرا. ولكن، تلك المرة كانت الحجة، هو عرضه فى وقت مبكر جدًا بعد وفاة الملكة «إليزابيث الثانية». على النقيض، صعد المسلسل مباشرة إلى المركز الأول فى قائمة (نتفليكس) لواحد من أعلى 10 مشاهدات بعد وفاة الملكة، كما زادت نسبة المشاهدة بنسبة تصل إلى 800 % فى «المملكة المتحدة».

كل هذا، بينما لا يزال العصر الحديث للعائلة الملكية على شاشات العرض الصغيرة قيد البحث والدراسة، فى الوقت الذى تم تأكيد صدور الموسم السادس رسميًا، الذى من المتوقع أن يتبع سنوات «تونى بلير» فى السلطة، وعلاقته المهنية مع الملكة، بعد وفاة «ديانا»، ليغطى العقد الأول من القرن الحادى والعشرين فصاعدًا.