السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ولاتزال «الديفا» قادرة على الإبهار!

منذ أيام قليلة أصدرت النجمة الكبيرة «سميرة سعيد» أغنيتها الجديدة (يامّى) على قناتها الرسمية على موقع يوتيوب، وفى أقل من أسبوع استطاعت أن تصل مشاهدات الأغنية إلى أكثر من المليون مشاهدة، كما أنها دخلت قائمة «ترند يوتيوب ميوزك».



قطعًا فنانة كبيرة بحجم «سميرة سعيد» وما تملكه من شعبية وثقة لدى الجمهور، من الطبيعى أن تحافظ على الحد الأدنى من النجاح والانتشار والاستماع، معتمدة على ما قدمته للموسيقى العربية طوال فترة غنائها والتى تتخطى نصف القرن من العطاء المتواصل، المدعوم بالنجاح الجماهيرى والنقدى، وهذا رقم عظيم وإنجاز مدهش يصعب على فنانين كبار تحقيقه!

ولكن ورغم كل ذلك، لم تعتمد «سميرة سعيد» على شعبيتها ونجاحاتها السابقة، وكعادتها تحاول تقديم نفسها للجماهير بصورة متجددة، فى كل عمل غنائى تقدمه، ولكنها فى الوقت ذاته لم تتخلَّ عن منهجها ومشروعها الغنائى، وهذه هى المعادلة الصعبة التى يفشل أغلب الفنانين العرب فى تقديمها.

التجديد الذى نتحدث عنه فى أغنية (يامّى) ظهر بشكل واضح فى الشكل الموسيقى التى نفذت عليه الأغنية، وربما يكون التوزيع الموسيقى للأغنية هو العنصر الأبرز، بل ربما يكون هو بطل العمل الأول.

الموزع «هانى يعقوب» نفذ الأغنية معتمدًا على موسيقى الـ«latin»، و«سميرة سعيد» تمتلك عددًا هائلًا من الأغانى التى اعتمدت فى تنفيذها على الموسيقى اللاتينية، ولكن الجديد فى هذه الأغنية هو أنها تنتمى إلى موسيقى الـ«Moombahton»، وهذا الشكل الموسيقى لا نستخدمه كثيرًا فى أغانينا العربية.

والـ«Moombahton»، يتم استخدامه كثيرًا فى بلاد أمريكا الجنوبية، وهو ناتج عن المزج الموسيقى بين موسيقى الـ«house»، وموسيقى الـ«reggaeton»، والموزع «هانى يعقوب» كان متميزًا فى تنفيذه بشكل متقن يكاد يكون متطابقًا مع ما يقدم فى الدول اللاتينية.

وهذا الشكل الموسيقى ينتمى إلى نوعية الأغانى الـ«edm»، وهذا المصطلح يعد اختصارًا لـ«electronic dance music»، وهذه النوعية من الأغانى تعتمد اعتمادًا رئيسيًا على الموسيقى الإلكترونية فى بناء التوزيع الموسيقى، وبناء على القرار الجديد لنقابة المهن الموسيقية بعدم استخدام الموسيقى الإلكترونية، يجب أن نوضح أن «سميرة سعيد» لو أرادت تقديم هذه الأغنية فى عرض مباشر، فمن المؤكد أنها لن تتمكن من تنفيذها بالشكل الذى استمعنا إليه فى النسخة الديجيتال!

أما من حيث الألحان، فـ«سميرة سعيد» لا تزال تستكمل نجاحاتها مع الملحن الموهوب «بلال سرور»، وهو واحد من الذين لهم الفضل فى الحفاظ على شعبيتها ونجوميتها، بل تجديد شبابها الغنائى فى السنين الأخيرة، حيث عمل معها فى العديد من الأغانى الناجحة ومن أهمهم (محصلش حاجة)، حيث كتب اسمه فى الفيديو المصور قبل الشاعر والموزع الموسيقى، وهو بمثابة اعتراف بأنه البطل الأول فى صناعة العمل الذى كان بداية مرحلة جديدة فى مشوار «الديفا» ولا تزال تحصد تبعات نجاحه حتى الآن.

كلمات (يامى) للشاعر «أيمن بهجت قمر»، وهو أيضًا له نجاحات مع «سميرة سعيد»، ولكن تظل الميزة الأهم لـ«الديفا»، هى وضوح معالم مشروعها الغنائى، حيث تتعامل دائما بطريقة «ندية» مع الطرف الآخر، ولا تقدم نفسها أبدًا كأنثى منسحقة، أو ضعيفة «مكسورة الجناح»، وقد عبرت عن ذلك بوضوح فى عشرات الأغانى على مدار سنوات، ولذلك تظل هى الأصدق من بين كل المغنيات اللاتى يقدمن هذه النوعية، لأنها الرائدة فى هذا الشكل، ولا تتصنعه، ولا تحاول أن تجارى «الموضة» الجديدة، لأنها هى من صنعت هذه «الموضة» فى أساس!

ووضوح هذا المنهج فى التعبير العاطفى، سهل كثيرًا على «أيمن بهجت قمر» طريقة كتابة الكلمات، فضلاً عن براعته فى استخدام جمل الشارع وتوظيفها فى الأغانى مثل «رضينا بالهم وأتاريه مش راضى بينا»، و«هو أنت تطول تكلمنى»، وقطعًا اسم الأغنية (يامّى)، مبتكر وجديد، وأتصور أنه لم يستخدم من قبل، رغم أن هذا المصطلح شائع ويتم استخدامه دائمًا فى حياتنا اليومية وخاصة مع الأطفال، ولكن أيمن بهجت قمر فى هذه الأغنية، استخدمه فى السخرية من الطرف الآخر بخفة دمه المعتادة.