الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى حوار المكاشفة الرئيس السيسى يوجِّه الحكومة بتشكيل مجلس أمناء لتنفيذ 200 توصية للمؤتمر الاقتصادى

فى حوار المصداقية والمكاشفة، وكأنه بمثابة كشف حساب، تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الاقتصادى الذى عُقِد على مدار 3 أيام بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور جميع وزراء الحكومة وعدد كبير من الاقتصاديين ورجال الأعمال والمستثمرين والمفكرين ورجال الدولة والإعلام عن خارطة الاقتصاد المصرى والتحديات التى واجهته فى ظل الأزمة العالمية..



 

فى بداية كلمته وجَّه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الحكومة بتشكيل مجلس أمناء لمتابعة وتنفيذ التوصيات الخاصة التى تم إصدارها والبالغ عددها 200، موضحًا أنه سيكون منصة تقدم كشف حساب سنويًا بما يجرى إنجازه فى مختلف القطاعات.

وقال الرئيس السيسى إن الهدف من المؤتمر الاقتصادى مواجهة الظروف العالمية والتحديات المحلية، إضافة إلى النهوض بالاقتصاد، مؤكدًا أن البيئة السياسية مرتبطة بالوضع الاقتصادى، كما أنه يجب عقد مؤتمر اقتصادى سنويًا لتناول جميع قضايا الدولة.

وقال الرئيس السيسى: «إننا ملتزمون بتنفيذ جميع التوصيات الصادرة عن المؤتمر وأنه سيتلقى تقريرًا كل ثلاثة أشهر بما تم إنجازه».

وأضاف الرئيس: إن الموضوعات الخاصة بالبيئة السياسية فى مصر والمنطقة والإقليم مرتبطة بالاقتصاد وكل المقترحات التى طُرحت فى المؤتمر يمكن لأى طالب فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أن يتحدث فيها.

ولفت الرئيس السيسى إلى أن الحوار الوطنى الذى انطلق فى شهر أبريل الماضى كان يستهدف أن نسمع بعضنا البعض رغم الاختلاف وطرح كل القضايا لنتحدث فيها سواء فى الاقتصاد أو السياسة أو الاجتماع أو الثقافة أو الإعلام أو الدين.

وقال الرئيس: «لقد أنهينا الحوار بشكل متكامل وسنستفيد منه لأننا نحتاج إلى ذلك فى الملفات الأخرى».

وشدَّد الرئيس السيسى على أن الدولة ملتزمة بتنفيذ كل التوصيات ومخرجات (المؤتمر الاقتصادى مصر.. 2022 )، مضيفًا: «إننا أطلقنا موضوع الحوار الوطنى فى أبريل الماضى وتحدثنا عن الحاجة لأن نتحدث مع بعضنا البعض.. والكثير من الناس تصور أن الموضوع سياسة - ولا بأس أنها تبقى سياسة- ولكن الهدف أن نسمع بعضنا البعض أكثر فى ظل الظروف والتحديات فى العالم وفى بلادنا، وأن نبقى على الأقل فى تواصل حتى رغم الاختلاف».

وأضاف: «إن جميع الموضوعات متصلة بما نتحدث عنه فى المؤتمر الاقتصادى.. فنحن عندما نتحدث ونتحرك فى الاقتصاد هل البيئة السياسية الموجودة فى منطقتنا والإقليم وفى مصر تسمح بأن كل ما نتمناه نحققه بغض النظر عن صحته».

وتابع الرئيس: «أرجو ألا يغضب منى أحد عندما أقول إن كل المقترحات التى قيلت، إن أى طالب فى كل الاقتصاد والعلوم والسياسية يتكلم فيها ولكن الأهم هو كيفية تنفيذها»، مؤكدًا التزام الدولة بتنفيذ جميع التوصيات التى تم التوافق عليها فى المؤتمر.

واستطرد الرئيس السيسى قائلًا: «نحن كدولة وحكومة سننفذ التوصيات التى تم التوافق عليها.. وإننا لم ننسق لهذا الحوار لكى نستهلك وقت وجهد المشاركين وجهدنا.. وكل الفعاليات والتوصيات محترمة ومقدرة من كل من قالها».

وقال الرئيس إن الحكومة بالتأكيد ستقابل مشاكل فى تنفيذ التوصيات، ولا بُد أن يكون لهذا المؤتمر آليات مستقرة مؤسسية تستطيع أن تكون موجودة مع الحكومة بشكل مستمر لأنه عند التحرك فى تنفيذ التوصيات، وإن صادفتنا مشكلة سنتحدث فيها.

وأضاف الرئيس: «أتفق معكم على أن يعقد المؤتمر الاقتصادى كل عام، ونحن حريصون منذ خمس سنوات أو أكثر أن نقوم بعمل منصة حوار وكنا نقول إن هذا المؤتمر هو مؤتمر الشباب وسيتم تناول قضايا الدولة كلها فيه وليست قضية شباب فقط، بل القضايا الاقتصادية والثقافية والفكرية، ونجحنا فى عمل هذا المؤتمر بشكل أو بآخر فى المحافظات ثم قمنا بعمله سنويًا على مستوى العالم، ولم نستطع تكملته بنفس المستوى الذى كنا نتمناه؛ بسبب جائحة كورونا».

وأكد الرئيس السيسى ضرورة أن تكون هناك منصة اقتصادية مستقرة لنلتقى كل عام ونقول هذا كشف الحساب، مضيفًا: «أنا كقيادة وحكومة يأتينى دوريًا، كل 3 شهور، تقرير بالإنجاز الذى استطعنا تحقيقه».

وتابع الرئيس: «عندما تحدثنا على أننا بحاجة إلى عمل حوار وطنى، كان الحوار الوطنى شاملًا وليس فى اتجاه محدد، نطرح فيه كل القضايا، وكل الجهات التى تريد التحدث تتحدث وليس سياسيًا فقط، وإنما اقتصاديًا واجتماعيًا وإعلاميًا وثقافيًا ودينيًا أيضًا، لنستفيد منه جميعًا؛ ونحن فى حاجة إلى تكرار ذلك فى التحديات الموجودة بالملفات الأخرى».

الرئيس يُوجِّه بزيادة المساهمة فى برامج الحماية الاجتماعية

وأضاف الرئيس السيسى إنه وجه الحكومة بزيادة المساهمة فى برامج الحماية الاجتماعية لرفع تداعيات الأزمة العالمية عن المواطنين، مع العمل على عدم تحمُّل المواطن أعباء إضافية خلال الفترة المقبلة، موضحًا أنه تم إجراء دراسات لمشروع 1.5 مليون فدان لتوسيع قاعدة الاستصلاح الزراعى بتكلفة 150 مليار جنيه، ومن 40 إلى 50 مليارًا تكلفة إنشاء ميناء السخنة، و15 مليار جنيه تكلفة محور التعمير بالإسكندرية.

وأوضح الرئيس السيسى أنه تم تعديل المسارات الاقتصادية للدولة وفقًا للظروف الجديدة، مؤكدًا أن الوقت الحالى فى مصر هو وقت العمل، داعيًا القطاع الخاص للمشاركة فى المشروعات التى تنفذها الدولة.

وقال إن كل الموانئ المصرية مملوكة للدولة وما يتم طرحه للقطاع الخاص من أجل التشغيل فقط، لافتًا إلى أن الدولة تحتاج إلى 250 مليار جنيه لتطوير التعليم الأساسى لمواجهة الزيادة السكانية.

وأوضح أن الظروف والتحديات التى يواجهها العالم تحتاج إلى جهود وتواصل مستمر، وفى حاجة إلى توحيد أدبيات التعامل مع الواقع، إضافة إلى تطوير الفهم تجاه دور الدولة، كما أن للإعلام دورًا مهمًا فى دعم الاقتصاد والتشجيع على الاستثمار.

أنا مش بعتبر نفسى رئيس مصر.. أنا إنسان طلب منه التدخل لحماية وطن

وكعادته، يشاركنا الرئيس السيسى مشاعره الإنسانية، قائلًا: أنا مش بشارك معاكم هنا كرئيس مصر، بالمناسبة أنا لما بقول الكلام ده الناس بتفتكرنى بدغدغ مشاعر الناس، أنا مش بعتبر نفسى رئيس مصر، بعتبر نفسى إنسانًا طُلِب منه التدخل لحماية وطن بس، كان لها أن تنسرق.

وأضاف الرئيس: أصل أدبيات الرئيس حاجة، وأدبيات المواطن حاجة تانية، أدبيات السياسى، وأدبيات المواطن حاجة، وأدبيات البطل حاجة تانية، مش عايز يعيش ويقعد عليها هنا.

وتابع: ساعة ما حصل أحداث 2011 و2012 و2013، كانت الدنيا كلها بتقول هو ساكت ليه وسايبنا ليهم ليه وهما هيعلموا فينا إيه، الجيش يعرف إللى بقوله ده كويس وبعض المفكرين يفهموا ده كويس.

واستكمل قوله: الجيش ده جزء من السياسة التنفيذية للدولة، جزء من الكيان، ويخضع لرئيس الجمهورية، كان مين اللى علم الراجل ده وينتبه ويعرف إن البلد داخلة على حرب أهلية ولا بد يكون ليه موقف، الموقف ده يكلفه حد أدنى استمراره فى الوظيفة، حد أقصى حياته.

وأضاف: هو كان عارف ده كويس ولا حد علموله، أنا بقول الكلام ده دلوقتى لأن الواقع اللى ماشيين فيه متغيرش كتير عن اللى كنا موجودين فيه، دلوقتى 7 سنين فى مسيرة دولة مش كتير أوى، وتم التحرك بالشكل اللى يرضى ربنا فى المرحلة دى لإعطاء فرصة كاملة للناس اللى كانت موجودة بالنصيحة الأمينة المخلصة الشريفة، الشرف مش بيتجزأ، بتقول ده ليه، لإن الموضوع شريف أوى، الشرف مبيتجزأش، مبيتعملش شوية وينتهى، ده شخصية متقلبة ده شخصية خائنة لا لا لا الرزق على الله.

وقال الرئيس بمناسبة الرزق على الله: وأنا بتكلم فى حد قالى أنا عايز.. أنا بكلم ناس كتير، قالى بتتكلم كتير عن ربنا ليه، قلتله حبيبى حبيبى وغالى عليّا وأنا اللى شايف هو عمل إيه معاكم، طب واحنا لأ.. لا ممكن تكونوا شايفين بس أنا شايف أكتر، والله والله والله كرمه على مصر فوق خيالكم، الحق سبحانه وتعالى عندما يذكر فى ملأ، يذكره فى ملأ أفضل منه، ده أنا أتكلم وأتكلم وأتكلم، بكل احترام وحب بس هو يقبلنى ويقبل ما أفعله فى مصر.

وأكد الرئيس السيسى أن الشرف كل لا يتجزأ، وقال: «إنه تم التحرك بالشكل الذى يرضى الله سبحانه وتعالى خلال هذه المرحلة وإعطاء الفرصة كاملة لمن كان موجودا فى موقع المسئولية بالنصيحة الأمينة المخلصة والشريفة فى أى قضية من القضايا.. وهناك من كان موجودًا بمجلس الوزراء فى هذا الوقت.. وكنت وزيرًا وأقول لهم كل شىء بمن فيهم القيادة لأن الموضوع كان شريف أوى وأن الشرف لا يتجزأ، يعنى ميتعملش شوية وينتهى وخلاص بقى.. وأنا لم أتغير والرزق على الله».

كرم الله على مصر كان فوق الخيال

وقال الرئيس السيسى إن أحد الأشخاص سأله قبل ذلك عن أنه دائمًا يذكر لفظ الجلالة الله فى جميع كلماته وتصريحاته التى يدلى بها فى المؤتمرات والمناسبات الهامة، مضيفًا إن «الله حبيبى وغالى عليه، وأن كرم الله على مصر فوق خيالكم وأن من يذكر الحق سبحانه وتعالى فى ملأ سيذكره الله فى ملأ أكبر منه»، داعيًا الله سبحانه وتعالى أن يتقبل أفعاله فى مصر.

كنت حريصا على أن يحافظ بيان 3 يوليو 2013 على تماسك الدولة المصرية

وأشار الرئيس السيسى إلى أنه عندما أصدر بيان 3 يوليو عام 2013 كان حريصًا كل الحرص على أن يحافظ على التماسك الذى وصفه بـ«الهش للدولة المصرية»، بما فيها «ذلك الفصيل» لأجل خاطر مصر، لأنها فى هذا التوقيت لم تكن تستطيع تحمل أى شىء جديد.

وأضاف: «وقت وجودى وزيرًا للدفاع، كنت موجودًا فى مجلس الوزراء، وكانوا يقولون: نريد أن نحافظ عليك، أنت الأيقونة وأنت البطل»، وتساءل الرئيس: «هو البطل انتهى ولا إيه؟»، مشددًا فى الوقت نفسه على عدم قدرة أى شخص على أن يكون ظهيرًا له، لأنه محمى من الله سبحان وتعالى.

وتطرق الرئيس السيسى إلى الحديث عن البيئة الإعلامية فى الفترة التى سبقت ترشحه للانتخابات الرئاسية، قائلًا: «قبل ترشحى، هناك اثنان من الإعلاميين طلبا منى لقاء تليفزيونيًا، وبعد انتهاء الحوار قالوا لى لم ننم منذ إجراء اللقاء، وسألتهم لماذا؟ فأجابوا «لأن ما تم تنفيذه كثير جدا، فيجب أن ننتبه جيدا ونحن نتحدث معك وننفذ هذا اللقاء».

المؤتمر الاقتصادى تكملة الحوار الوطنى

وأضاف السيسى: إن المؤتمر الاقتصادى هو تكملة الحوار الوطنى، قائلًا: لما جيت عملت البيان «30 يونيو»  كنت حريصًا على التماسك الهش للدولة المصرية بما فيهم الفصيل ده، لجل خاطرها، قالولى عايزين نحافظ عليك إنت البطل، هو البطل خلاص ولا إيه ؟ هو حد ممكن يدى ضهره ولا إيه؟ لا مش ليا.. أنا ضهرى ربنا، واللى يقدر على ربنا يتفضل.

الممارسات الدينية تحتاج «إعادة طرح فهم عصرى»

وتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن أدبيات وثقافة البعد البيئى للدين، قائلًا: «أنا والله العظيم لا أقصد أى حاجة علشان محدش يزعل.. كنا بنتكلم على أهمية تصويب وإصلاح الخطاب الدينى، فمرة قلت يا جماعة الواقع اللى بنشوفه فى منطقتنا والفهم والممارسات الدينية اللى موجودة فى بلدنا محتاجة إعادة طرح فهم عصرى، ليس فى ثوابت الدين، ولكن لفقه يتعامل مع المتغيرات والتحديات فى كل مجتمع بس». 

وأضاف الرئيس السيسى: «اتكلمت عن وثيقة الطلاق وتبقى مكتوبة لحماية حقوق الناس وبعدين من غير ما اذكر اسم أو أسماء احنا طرحنا الموضوع ده على لجة علمية متخصصة نسبة كبيرة وافقت ونسبة صغيرة قالت لا طيب لماذا لم تقره؟ قالوا أصل انت قلته ولما تقولوا انت ولو إحنا وافقناك يبقى بندعم السلطة». 

وتابع الرئيس: «الكلام ده يعكس الفهم اللى محتاج يتطور تجاه يعنى إيه دولة ويعنى إيه دور؟ لو إنت دايما حطتنى فى مكان وإنت فى مكان تانى ده مش حقيقى صح احنا دايمًا مع بعض.. مجرد لما طرحته بقا غير قابل للتنفيذ لأحسن يقولوا إيه دا انت مشجع لأيه؟ يعنى تسيب الحق لأجل الكلمة دي؟».

 الدولة دخلت مجال تطوير وإنشاء الموانئ حتى تكون قادرة على تلبية متطلبات التجارة العالمية

ولفت الرئيس السيسى إلى أن طرح موضوع الموانئ للاستثمار الخاص محكوم بالنتائج التى فى ضوئها يتم الاستمرار فى هذا المسار أم نحتاج إلى تعديل هذا المسار وفق المرونة والكفاءة المطلوبة.

وأشار إلى أن أحد الموانئ لم يشهد تطويرًا منذ 25 عامًا، مؤكدًا الحاجة إلى إقامة شبكة موانئ تليق بدولة تستطيع أن تقوم بمهام لوجستية فى منطقة جغرافية متميزة.

وأكد الرئيس السيسى أن الدولة دخلت مجال تطوير وإنشاء الموانئ المطلوبة لكى تكون قادرة على تلبية متطلبات التجارة العالمية، وقال إن الخبراء أوصوا بإشراك القطاع الخاص والمستثمرين لتنفيذ ذلك، متسائلًا عن مدة وتكلفة تنفيذ ذلك ومدى استعداد القطاع الخاص والمستثمرين لذلك؟

وتابع الرئيس: طلبت من وزير النقل كامل الوزير ضرورة إقامة ميناء العين السخنة والذى أشار بدوره إلى عدم توفر القدرة المالية لذلك، فطلبت مساعدة الجيش فى ذلك، متسائلًا: هل رجال الأعمال مستعدون لضخ 40 - 50 مليار جنيه لتنفيذ الميناء فى ظل عدم معرفة العوائد؟

وقال الرئيس السيسى، إنه عندما طلب من وزير النقل كامل الوزير تنفيذ «محور التعمير» فى الإسكندرية، أجابه بأن التنفيذ سيستغرق ثلاثة أعوام مالية أى ينتهى فى 2024 - 2025، وسيكون بعرض 5 حارات، ولكنه طلب من القوات المسلحة، تنفيذه بعرض 8 حارات، وتسليمه فى مدة زمنية قدرها عام ونصف العام، مضيفًا «سمعت العديد ممن يتكلمون بتهكم عن إدارة الدولة، وأقول لهم «لا»، إن الباطل باطل وإن اتبعه الجميع، والحق حق وإن لم يتبعه أحد».

وتابع الرئيس: «لا أقول هذا الكلام دفاعًا عن أحد، ولن أنساق وراء هذا الكلام، فهذه تجربة للحكم مدتها ثمانى سنوات يتم العمل فيها يوميًا لمدة عشر ساعات على الأقل لإنسان منتبه جدًا لها».

واستطرد الرئيس قائلًا: «إذا استمعت لكل الكلام، قد يكون بعضه سليمًا قابلًا للتنفيذ وبعضه لا ينفذ».

وأضاف: «تم الانتهاء من هذا المحور، وطلبت أيضا تكملة 15 كيلو مترًا من المحور فى اتجاه برج العرب، حتى يكون بطول 55 كيلو مترًا، وستكون تكلفته 30 مليار جنيه بتنفيذ من القوات المسلحة».

وتابع الرئيس السيسى: «عندما أجريت أول لقاء مع المستثمرين خلال فترة الترشح للانتخابات الرئاسية، قلت لهم أتصور أننى بحاجة إلى 100 مليار جنيه لمجابهة الآثار الناجمة عن الحالة التى أفرزتها الثورة فى عامى 2011 و2013»، لافتًا إلى أن الانطباع الذى خشيت أن يكون لديهم، أنى قادم للاستيلاء على أموال الناس، وهذا لا يرضى الله.

وأكد ضرورة النظر إلى المسار الذى انتهجته الدولة خلال الثلاثين سنة الماضية ونتائجه وإلا لن نتقدم إلى الأمام، فهناك من يتحدث معى عن بناء طريق أو كوبرى، ولا أريد أن تغضبوا منى فيما سأقوله الآن، «أقسم بالله لم يكن هناك أى شىء فى مصر واقف على حيله».

وضرب الرئيس السيسى مثلا عن حالة التردى فى حديقة الحيوان فى الجيزة والمنتزه بالإسكندرية والسلبيات الموجودة بهما وكيف نفكر فى معالجة ذلك وردود الفعل تجاه هذا الأمر فى ظل رغبة الدولة فى التطوير، وقال «شوفوا حجم التردى والسلبيات فى حديقة الحيوان.. وعندما نتحرك لتطويرها تلاقى الناس بتتكلم عن المساحات الخضراء والأسود الموجودة بها.. وعندما نتحرك لتطوير المنتزه يقول الناس اللى قاعدين فيه احنا بقالنا 25 سنة.. هذه هى البيئة التى نعيشها وكيف نفكر»، مؤكدًا أن الحكومة تقوم بجهد جبار.

 دور الجيش وتحية للقوات المسلحة

وحيا الرئيس السيسى الجيش لدوره فى دعم الدولة وتحقيق التنمية، موجهًا حديثه إلى وزير الدفاع الفريق أول محمد زكى قائلًا: «أى موضوع عايز أخلصه بقول يعمله الجيش»، موجهًا التحية لوزير الدفاع وللجيش ليس فقط لأنه منه ولكن هى شهادة يسجلها التاريخ، مشيرا إلى أن الجيش استفاد مما حدث عقب هزيمة يونيو 1967 وحالة العوز والحاجة التى عاشها والتى دفعت بعض الفنانين العظماء للقيام بجولة من أجل الحصول على الدعم للجيش فى حربه المقدسة، مؤكدًا أن الأمن القومى المصرى مُعلّق فى رقبة الجيش مثل ما حدث فى عامى 2011 و2013 وعليه أن يستكمل هذا الدعم ما أمكن ذلك وهذا دور يقوم به بالفعل.

وقال الرئيس السيسى: «إننا قمنا بالدخول داخل البحر فى ميناء أبوقير بالإسكندرية بطول 3-4 كيلو مترات لكى نضيف 7 ملايين متر داخل المياه وبناء أرصفة بعرض 22 مترًا لمدينة الإسكندرية «الغارقة فى تجاوزات البناء». وأضاف الرئيس: «عندما سئُلت من قبل عن خشيتى من عدم وجود تغطية إعلامية تقوم برصد الواقع الذى نقوم به حاليًا وتوصيله إلى المواطنين، أجبت أن المواطنين موجودون فى كل مكان ويرون العمل الذى نقوم به أمامهم»، مدللًا على ذلك بأن من يسكن فى المقطم والمرج والمطرية وعين شمس سيرون ما تم عمله، وهذا لكى نغير حياة الناس، وتابع «أقول هذا الكلام لأن الارتباط بالإصلاح الاقتصادى والحوار المجتمعى الذى نقوم بعمله مع بعضنا البعض «يتكلم كله لغة واحدة».

وأضاف إن «ما نفذناه خلال خمس سنوات يعادل ما تم تنفيذه فى تاريخ مصر كلها خلال 100 سنة».. متسائلًا عن استعداد القطاع الخاص فى الوقت الراهن للدخول للمساهمة فى النهوض بالقطاع الصناعى عقب انتهاء الدولة من عملها ودورها فى هذا الشأن؟

وأكد الرئيس السيسى اهتمامه الشديد بإنجاز أى عمل أو مشروع فى أسرع وقت ممكن، مشددًا على أن المسئول عن الدولة يجب أن ينظر إلى المستقبل حتى يستطيع أن يتخطى جميع التحديات لأنه من غير ذلك «سيظل يتحرك فى مكانه».

وأشار إلى أنه لم يطلب من القطاع الخاص أية استثمارات فى الموانئ، وهذا أيضًا ينطبق على المطارات والبنية الأساسية للدولة كلها من بينها السكك الحديدية، ضاربًا مثالًا بتولى الدولة حل مشكلة الكهرباء التى كان يعانى منها المواطنون منذ خمس سنوات مضت، لافتًا إلى أنه يوجد فى مصر 17 مليون مشترك يحصلون على الكهرباء بأقل من نصف ثمنها حتى الآن.

حل مشاكل الدولة 

وتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن التعاون لحل مشاكل الدولة المصرية، قائلًا: «كتير من اللى قاعدين هنا.. وناس اقتصاديين.. فى بداية 2014 التقيت بهم.. وقلت لهم تحبوا تيجوا تمسكوا الوزارة.. قالوا لا.. احنا لينا تاريخ.. مستخسر تاريخك فى بلدك.. أنا مش بلوم حد والله ما بلوم حد.. احنا نعرف يعنى إيه الحال ده ننجح ولا لا.. خلينا بعيد».

وأضاف الرئيس السيسى: «حد تانى قالى هتدينى كام.. أنا باخد 2 مليون فى الشهر.. قلت له مش هقدر.. قالى سبنى بعيد وأنا أى نصيحة هقولك عليها».

وتابع الرئيس السيسى: «اللى بتكلم فيه فى صلب المؤتمر الاقتصادى.. وصلب الحوار الوطنى.. عاوزين نشوف بعض ونتكلم حتى لو فيه اختلاف.. طب أنا حليت موضوع الموانئ والبنية الأساسية بحاجة تانية.. حد يقولى اطرح القطاع الخاص والأجانب يعملوا ده.. أنا معاك.. بس مفيش وقت اتأخر أكثر من كده.. ومفيش 10 و15 سنة إنى أطرح واستنى.. إللى أعرف أعمله أننى أعمل أنا.. طب بقت موجودة.. إللى عاوز يتفضل.. لكل الناس بما فيها شركات الجيش.. وشركات الدولة مطروحة ايوه.. ده فرصة للكل».

أزمة الكهرباء

وتطرق الرئيس عبدالفتاح السيسى لأزمة الكهرباء خلال السنوات الماضية، قائلا: «الناس فى أوروبا بتغلى الكهرباء وفقا لتسعيرها، أنا عندى 17 مليون مشترك بديهم الكهرباء أقل من نص تمنها حتى الآن».

وأضاف الرئيس: «لو أقدر أساعدك هساعد الكل.. بحاول أخلى اللى إحنا بنعمله مفيد للمستثمرين.. أنا معاكم ومتوافق وداعم ومش كلام دبلوماسى.. مستعد لحوار شفاف وعميق مع أى حد فى أى تخصص».

الأوضاع الاقتصادية 

وتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الأوضاع الاقتصادية للدولة المصرية، قائلا: «والله والله والله فرصة.. كل شركات القوات المسلحة معاكم.. كل شركات الدولة اللى موجودة معاكم.. بس مش تقولى نخفض العمالة الزيادة اللى موجودة وادينى الشركات.. أنت لما بتعمل شركة خاصة بتختار الناس بدقة وتحوكم.. لكن احنا معانا ميراث.. دى مجتمعات وأسر.. اوعى تخلى غضبك من سوء الأداء يتحول لعداوة مع اللى بيقوموا بسوء الأداء.. اوعى تكره الفقير.. اوعى تكره الفقير.. إكره الفقر.. ومش تكره الفقير».

وأضاف الرئيس السيسى: «لما عملنا المساكن للمناطق الخطرة.. قلنا للناس مش هناخد فلوس.. قلنا هناخد صيانة علشان نحافظ.. حد يصدق أنى اتابع.. الناس بتدفع ولا لا.. بتابع بشاير دفعت ولا.. الاسمرات دفعت ولا.. أهالينا دفعت 300 جنيه».

نحتاج 250 مليار دولار لتطوير التعليم لنصل لجودة الدول المتقدمة

كما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن قضايا التعليم، قائلًا: «فى التعليم تعالى نتكلم وفيه كلام بنسمعه جوة القاعات مع المتخصصين وكلام تانى عن الواقع فى مصر.. طيب عاوزين تغيروه؟ ولا لأ؟.. واحد يقولى التعليم إيه علاقته بالاقتصاد؟ جودة التعليم اللى هتقدم هتقدر.. يا ترى المنتج هيبقى عامل ازاى؟». 

أضاف الرئيس السيسى: «25 مليون دول كام للواحد فى السنة، فى الدول المحترمة والقادرة بتدفع 10 آلاف دولار للطالب فى السنة يعنى عاوزين 250 مليار دولار علشان أعمل التعليم ده فى التعليم الأساسى والجامعى حاجة تانية.. أنا حولتهم لجنيه قلت نديهم 250 مليار جنيه طيب هل الموازنة تقدر تعمل كده؟».

تابع الرئيس السيسى: «60 ألف فصل بيتكلف 60 مليار جنيه من غير تشغيل، فيه مدرسين وأطقم لخدمة المدرسة وكهرباء وميه بنتكلم فى 60 ألف مدرسة..طيب لو عاوزين مليون جنيه لرفع كفاءة كل مدرسة يبقا عاوز 60 مليار.. طيب لو مش موجودة حد يقولك المدرسة دى يا عم انت بتتكلم فى ايه؟»..انتوا مش عارفين يعنى ايه دولة وبتهدوا بلادكم.. الناس الغلابة لما حد بيجى يتجوز من ولادهم يوضبوا بيتهم علشان الناس تشوفوا كويس.. يا ترى احنا بنعمل كده؟» طيب الفقير غلبان طيب.. الغنى ما انت مبسوط ومستور.. بنحط تراب من غير ما نقصد ليه؟ دى ملامة ليكم؟ لا.. أنا بكلم كل المصريين».

زراعة مليون فدان تتكلف 150 مليار جنيه

وتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن أساسيات الزراعة المصرية، قائلًا: «البنية الأساسية لتجهيز الأراضى للزراعة من أيام محمد على ومن عام 1805 وإحنا طالعين.. مكنش عنده مشكلة لأن المياه بتيجى من فوق ونازلة لتحت.. والحل بس يعمل قناطر وجسور.. حسن الزراعة وبقى عندنا حوالى من 4-5 ملايين فدان.. والدولة استوعبت المبلغ الخاص لتنفيذ هذا الأمر». 

وأضاف الرئيس السيسى: «لما بنقول مليون فدان يتكلفوا 150 مليار جنيه.. ده كله علشان بس أزرعهم.. 150 مليار جنيه من أجل تجهيز مليون فدان.. لأن الأرض اللى كانت بتتروى رى مريح.. خلصت؟.. وحتى محطات المعالجة نقدر نستفيد فيها بكل نقطة مياه.. هل حد مستعد للاستثمار؟.. مستعدين للاستثمار سواء داخل مصر أو بره مصر يصرف كده».

وتابع الرئيس السيسى: «أى مستثمر بيحسب الأول ومن حقه وده طبيعى.. ليه طبيعى.. لأنه فى النهاية مش جايب فلوس يفرقها.. عاوز يكسب.. الدولة مضطرة تدخل فى الموضوع لأنه أمن قومى.. اللى بينى وما بين 3 ملايين فدان طاقة عمل بس.. لازم أعمل كده وأدخلهم فى الإنتاج المحلى للدولة المصرية.. وممكن طرحهم للناس.. مشروع بالطريقة دى صعب يتعمل.. حد يقول حط المبلغ ده فى الموضوع.. وأنا بسمع كتير.. يعنى بحب أسمع وأقرأ وأسجل».

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إنه يجب كُره الفقر وعلى الجميع أن ينهض لتغييره، مضيفًا: «لا يجب أن أكره سلوكيات الفقر، ولكن الفقر نفسه وأستهدف الفقر ونغيره مع بعض، وأنا هقولكم على حاجة بالنسبة للمدرس، مفيش شباب يساعد مع مديريات التعليم فى المحافظات للتدخل بشكل لطيف مع المجموعة الموجودة يشجعهم.. ما المرتبات تعبانة، أيوة تعبانة.

أعلم بضعف المرتبات.. أقل من 10 آلاف جنيه لأى حد مش هايعيش

وتابع الرئيس: «والله العظيم أنا بكلمكم من قلبى، أقل من 10 آلاف جنيه لأى حد بيشتغل، مش هيعيش، ما أنت هتقولى إديهم، هقولك يا ريت، هتقولى ما أنت بتتكلم عن ميناء بـ40 مليارا، أنا لازم أكون متوازن فى إدارة الأمر، غيرنا كان مساره أكل، وشرب، ودفع فلوس وسابها لما بقت على الحديدة، وقلتلكم الإصلاح الموجود أكبر من قرار أى رئيس فى الوقت ده، وبالتالى الناس خرجت هدمت الدولة، لأنها مش مستحملة تانى، فلا بد أن أشتغل على كل قطاعات الدولة».

أنا بعمل مسار أطور به التعليم بتكلفة مالية أقل علشان أقدر أحسن فى بيئة التعليم 

وأضاف الرئيس السيسى: لما تيجى تتكلم مع وزير التعليم العالى وتقوله أضفت كام جامعة، يجى يقولك إيه، دول بيعملوا الجامعات الأهلية للأغنياء، لأ.. أنا بعمل مسار أطور به التعليم بتكلفة مالية أقل علشان أقدر أحسن فى بيئة التعليم، والمسار المتوازى هو، عندى قبح وعندى حسن، أخلص القبح؟ ولا أعمل الحسن؟.. أنا رأيى أعمل الحسن وأزود فيه وأقلل فى القبح، ده اللى أنا وأى إجراء بعمله فى أى حاجة فى البلد، هدفه أن أتخلص من القبح فى كل شىء». 

وأردف: «بالنسبة لكل مستشفيات مصر، تعالى ياللى مهتم بالعمل فى المجال ده اعمل معايا اتفاق، هديك المستشفى واقفة على رجلها زى الفل، ولو بصرف على المستشفى 50 مليون جنيه فى السنة هدفعهم، بس تعالى ديرها بنظام انت بنظام استثمارى مقابل نصيبى، ده متاح لكل المستشفيات فى مصر، وأنت ديرها بكفاءة القطاع الخاص وحسنه، وأنا صاحب مصلحة، ولو وصلنا لتحسين الخدمة الطبية، الخدمة هتتحسن، وعرضنا الكلام ده من زمان».

وفيما يتعلق بالزراعة، قال الرئيس السيسى: «لما جينا نعمل الزراعة بدأنا بمليون ونص مليون فدان، واتقالنا من المستثمرين هنعمل إحنا البنية الأساسية وهنزرع الأرض، طيب حجم اللى اتزرع كام من المطلوب، 10 %، 20 %، طيب هل اتعمل بنفس الجودة والكفاءة اللى بنتمناها لقطاع الزراعة فى مصر؟، أنا برضو بقدم كشف حساب زيكم، النتيجة إيه المسار.. اللى اتزرع مايجيش 20 % من الأرض دى!».

أحاول الاستفادة من الرصيد الشعبى والحشد بمسار تستفيد منه الدولة المصرية

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إنه حاول الاستفادة من الرصيد الشعبى والحشد، بمسار تستفيد منه الدولة المصرية، متابعا: «يعنى إيه.. اعتبرت أن مسار إحدى الدول فى الحرب العالمية الثانية، دون ذكرها، الناجم عن دمار حصل فيها وهى دولة كبيرة أوى.. الشعب استخدم الحاكم اللى مسك وقتها كمسار فكرى، وتحمل تبعات البناء.. لكن الحاكم لو كان ساب المجتمع 20 سنة، لم يكن يصل لتلك اللحظة».

وأضاف الرئيس السيسى، «حصل استغل بناء تراكمى فى البناء.. واستفاد منه ومعاه رصيد لبناء الدولة واستعادتها.. مش قال بيضة فى الأسبوع.. طب هو حد بيضة فى الأسبوع؟!.. رغيف واحد فى اليوم؟!.. حد قال رغيف فى اليوم.. وعاوزين تخلوها بلد زى الفل.. معانا.

وعلق الرئيس عبدالفتاح السيسى، على دعوة اقتصادى ومسئول سابق بزيادة المعاشات قائلا: «لما اتحلت المسألة مسمعتش حد يتكلم.. لقيت حد بيتكلم ويقول متزودوهم بقا.. واللى بيتكلم عن الزيادة راجل اقتصادى وكان مسئول فى البلد، انت بتتكلم بفهم وعلم ومسئولية وأمانة ولا إيه؟.. بتكلم على الهواء.. إيه اللى إنت بتقوله ده؟.

أضاف الرئيس السيسى: «لو أنا مش عارف شغلى معرفش أقف الوقفة دى، لو مش عارف أنا بعمل إيه؟ مش هعرف أقف الوقفة دى خالص، وكل واحد يقول اللى هو عاوزه وأقعد أسمع منه قال بتعلم يعنى.. لا لا لا لا والله كل موضوع فى أى قطاع من قطاعات الدولة أخدت جهد من أول ما بدأنا ولحد دلوقتى ولغاية لما أمشى من هنا وجهد مش تنظير».

تابع الرئيس: فكرة حل المسألة، حد تانى يقولى طيب ما انت بتنفق أهو..ما انت معاك فلوس اهو؟ طيب ماشى، هو كل اللى معايا كام؟..دولة زى مصر بعدد سكانها عاوزة تريليون دولار فى السنة تصرفه يعنى 19 أو 18 تريليون جنيه.. الموازنة كلها كام؟ 2 تريليون وشوية نصهم ايه؟ مش كده.. لو مش منتبهين أن ده حال مصر هنتكلم لغة مختلفة وتشكل رأى عام على أن الدولة والقائمين عليها هيضيعوها وأخشى أن اللى بيضيعوها هما اللى بينظروا عليها.. علشان كده كنا محتاجين نعمل ده فى كل شىء الاقتصاد والتعليم ونتكلم كتير واللى عندنا وحد يطرح حلول ونشوف الحلول نقدر نعمل منه قد إيه نفس الكلام فى الإعلام.

وتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن المعاشات، قائلا: «حد يطلع يقول زودوا المعاشات شوية.. الدكتور محيى خدوا 400 مليار.. هدفعهم 40 تريليون جنيه حتى عام 2052».

وأضاف الرئيس السيسى «لما جت القضية اللى رفعها الله يرحمه البدرى فرغلى.. وقال خدتوا فلوس الغلابة والمعاشات.. نحل المسألة دى إزاى؟ مش كده يا دكتور معيط.. 400 مليار، حد قال لو قعدوا زى ما هما فى البنوك طول المدة دى كانوا جابوا كام؟ تفتكروا الرقم كان يكفى؟

البدء الفورى لوضع السياسات والتشريعات للمؤتمر الاقتصادى

ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بالبدء الفورى لوضع السياسات والتشريعات اللازمة لتنفيذ توصيات المؤتمر الاقتصادى ونصائح الخبراء الاقتصاديين لتكون خارطة طريق لمسار الاقتصاد المصرى خلال السنوات المقبلة، مع توجيه الحكومة بإجراء تقييم شامل بشكل دورى للإجراءات المتخذة للتأكيد على فعاليتها.

ونصح الرئيس السيسى، بتشكيل مجلس أمناء لمتابعة مسار السياسات والتشريعات الخاصة بتوصيات المؤتمر الاقتصادى، قائلا: «اعملوا مجلس أمناء من كل الموجودين من المفكر الاقتصادى والمثقف الاقتصادى وحتى الجامعات الاقتصادية ورجال الأعمال، من كل المعنيين والمهتمين بالموضوع، لكن مجموعة العمل دى تبقى نقطة اتصال بينا كدولة وبين اللى بنعمله، أنتوا قلتوا القضايا وإحنا اتحركنا فيها، طب إحنا أخفقنا فى ده، قولولنا نعمل إيه».

وتابع الرئيس السيسى: «الواقع الموجود فى العالم تأثيره سلبى جدا على كل الدنيا، والشعوب بتعانى، وإحنا فى مصر حالتنا مش هتتحمل ضغط أكتر من كده، بل بالعكس هتحتاج مننا نزود مظلتنا للحماية الاجتماعية فى المرحلة الموجودين فيها حتى نخفف على المواطنين تداعيات الأزمة دى، بذلك أوجه الحكومة بتعزيز مظلة الحكومة لتخفيف تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على المواطنين، وتوفير أقصى درجات الدعم والمساندة للفئات الأكثر تأثرا».

وأكمل الرئيس: «أوجه الحكومة بالعمل على عدم تحميل المواطن لأعباء إضافية خلال الفترة المقبلة نظرا للظروف الاقتصادية العالمية، ومن ضمن المسار اللى قلنا هنمشى فيه قلنا هنعمل فرص عمل فى كل حتة فى الدنيا، تجتذب طبقات بسيطة ومحدودة، وشغالين فى الكلام ده من 7 سنين، ومش أقل من 5 لـ6 مليون إنسان شغالين على الأراضى المصرية».

وأكد أن كل مشروع من المشروعات التى تدخل فيها الدولة فى أى قطاع من القطاعات أخذ جهدا كبيرا سيتواصل وهو جهد ليس تنظيريًا ولكنه فكرة لحل المسألة.

وقال الرئيس: «هناك من يقول إن الدول تنفق مبلغ 200 أو 300 مليار جنيه على الزراعة ويعتقدون أن الدولة لديها قدرة مالية، مشيرا إلى أن دولة بحجم مصر تحتاج إلى تريليون دولار للإنفاق العام سنويا «منبهًا إلى أنه إذا لم ننتبه أن هذا حال مصر سنتكلم لغة مختلفة تماما ويتشكل رأى عام بأن الدولة والقائمين عليها سيضيعونها، وأخشى أن الذين يضيعونها هم الذين ينظرون عليها، مؤكدا الحاجة إلى العمل فى جميع المجالات سواء فى الاقتصاد أوالتعليم أو الإعلام والثقافة والفكر».

مشكلة الزيادة السكانية

وأشار إلى أن الدراما المصرية تحدثت عن مشكلة الزيادة السكانية منذ عهد الرؤساء جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسنى مبارك، ولم يتم حلها رغم أنهم جميعا تحدثوا عنها، متسائلًا: هل المؤسسات الإعلامية والدينية والتعليمية تضافرت جهودها لمواجهة هذا التحدى بوصفه عقبة فى طريق الأمة أم لا وأن فهمنا لهذا الموضوع لن يكون أبدا مسار إصلاح لهذه الدولة ؟

وأضاف الرئيس السيسى: «إن الفهم الصحيح للأحاديث والنصوص أنك تتحدث فى نطاق قدراتك وليس قدرات الآخرين أو قدرات الدولة، وأن الدولة ليست مسئولة وليس صحيحا أنها تنفق على الأسر»، واستدرك قائلا: «إن حديثه ليس معناه أنه دعوة لعدم الإنفاق على المواطنين ولكنه يتحدث عن الفكرة الموجودة والمترسخة فى نفوس الكثير من المواطنين».

ولفت إلى أن المواطن الذى ينجب كثيرا يقول إلى أولاده أن الدولة لم توظفكم ولم تطعمكم ولم تسكنكم، مشيرا إلى أن الذى ترك البناء الفكرى يترسخ فى وجدان المجتمع على مدى 50 أو 60 سنة، لم يقم بالجهد المطلوب، وقد يكون لم ينظر أو يشخص ويعلم أين العوار ويصححه ويضع خريطة للتنفيذ.

وأكد الرئيس السيسى  أن ما قاله نفذه، وأن دخل الدولة سيتضاعف مرة كل 3 إلى 4 سنوات لأننا نريد حل أزمة الدولة وأن نخطو بها إلى الأمام، لكى يكون لها مكانة وسط الأمم.

إنشاء مجلس أمناء

واقترح الرئيس السيسى إنشاء مجلس أمناء يضم المثقفين والمفكرين الاقتصاديين والجامعات الاقتصادية ورجال الأعمال وكل المعنيين والمهتمين بهذا الأمر ليكون نقطة اتصال بين الدولة وما تفعله لنتحرك سويًا ولتكون بمثابة منصة تتحدث على هذا الدور.

وأكد الرئيس السيسى، أن الواقع الموجود فى العالم تأثيره سلبى جدا على الجميع، وبالتالى الشعوب تعانى والشعب المصرى يعانى أيضا، وحالتنا لا تتحمل ضغط أكثر من ذلك بل نحتاج زيادة مظلتنا للحماية الاجتماعية فى المرحلة الحالية للتخفيف على المواطنين من تداعيات هذه الأزمة.

ونوه الرئيس إلى أنه أصدر توجيهاته للحكومة بتعزيز مظلة الحماية لتخفيف تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على المواطنين، وتوفير أقصى درجات الدعم والمساندة للفئات الأكثر تأثرًا.

كما وجه الرئيس السيسى، الحكومة بالعمل على عدم تحمُّل المواطن لأعباء إضافية خلال الفترة المقبلة نظرا للظروف الاقتصادية العالمية.

وأردف الرئيس السيسى قائلا: إنه من ضمن المسار الذى تتحدث فيه الدولة هو توفير فرص عمل»، مشيرا إلى حرصه على الاستفسار عن مرتبات الموظفين للتأكد من أن المواطن البسيط يستطيع العيش بهذا الراتب أم لا».

الدولة المصرية تعمل على توفير فرص عمل تجتذب طبقات بسيطة ومحدودة

وأكد أن الدولة المصرية تعمل على توفير فرص عمل تجتذب طبقات بسيطة ومحدودة، وتعمل على هذا الأمر منذ سبع سنوات، مشيرا إلى أن خمسة إلى ستة ملايين شخص يعملون على كامل الأرض المصرية.

وأوضح الرئيس السيسى، أن الهدف من العمل الذى يتم ليس فقط إعطاء المواطن الأموال، قائلا: «أنا كان ممكن أوجه منظمات الحماية الاجتماعية بإعطاء كل أسرة ألف أو ألفين زيادة بالمعايير التى نعلمها ولكن هذا نمط استهلاكى فقط ولن يحقق المصلحة والبلد ستظل مثلما هى، لكن من الممكن أعطى الأموال للناس وأغير الواقع إلى الأفضل».

وأضاف الرئيس «إننى أحدثكم عن العاصمة الإدارية الجديدة، والتى يجب أن تكون مصر كلها مثلها ويكون هذا حلم المصريين»، مشيرا إلى أن هناك خمسة ملايين يعملون منذ سبع سنوات فى المشروعات التى يتم تنفيذها هناك، ولدينا فرص عمل أخرى.

حياة كريمة

وتابع الرئيس السيسى: «عندما قمنا بعمل حياة كريمة كان المسئول عنها هو هيئة المجتمعات العمرانية بمئات المليارات من الجنيهات»، مضيفًا «إن المليارات ليس لها قيمة لأنه لدىّ الآن حلم كبير بعد حالة اليأس التى عاشت فيها مصر منذ 2011 حتى إطلاق مشروع قناة السويس الجديدة، الذى تكلف 68 مليار جنيه، حيث كان من الممكن تدبيرهم من موارد الدولة ولكننا أدخلنا الرأى العام لكى نعمل حالة مصرية».

وطلب الرئيس السيسى من رئيس هيئة قناة السويس أن يتم وضع الأموال الزائدة فى صندوق لتنميتها ولا يتم الصرف إلا بإذنه، مبينًا أن الصندوق به الآن مبلغ يتراوح ما بين 70-80 مليار جنيه وخلال عامين ثلاثة سيكون هناك من 200-300 مليار جنيه، قائلا: «إن نفس الكلام حدث مع شركة العاصمة الإدارية»..وناشد الاقتصاديين بضرورة عرض الأفكار التى تجنى الأموال من أى مكان بصورة سليمة دون التعدى على أى أحد آخر.

وأكد الرئيس أن «حجم الإسكان المطلوب ضخم جدًا جدًا وبعضه لن يكون اقتصاديًا».. مشيرًا إلى أنه يقوم بتطوير للمناطق الخطرة لأنه «لا يمكن أن نترك أولادنا يكبرون فى الشارع هكذا ومن الضرورة أن نفعل كل ما بوسعنا من أجلهم».

وأضاف أن الله سيساعد من يساعد الفقير والمحتاج ويهتم به، مشيرًا إلى أنه لو لديه أموال سوف يجدد مائة ألف وحدة، وأكبر دليل على ذلك «غيط العنب» الذى أصبح «بشائر» الآن، مشيرًا إلى أن هذا المكان تم إزالته بالكامل وأصبح مكانًا آخر من أجل الفقراء.

وتابع الرئيس السيسى: «عندما نتحدث أن الحالة العامة للدولة حالة عوز وفقر.. نستهدف أن نرى كيف تعيش فى مصر».

وقال الرئيس «عندما جئنا فى العاصمة الإدارية قلت لهم إن شركة العاصمة أقامت المنشآت للحكومة وستقوم بتأجيرها لها، مشيرًا إلى أن المطور الاستراتيجى يأتى بأرض لا تساوى شيئًا ويصرف عليها أموالًا وبدلا من أن يكون سعر المتر 100 جنيه أو 500 جنيه أو ألف جنيه يكون بألفين وثلاثة وأربعة آلاف جنيه».

ولفت إلى أنه عند البدء فى إنشاء العاصمة الإدارية كانت المساحة 175 ألف فدان (حوالى 750 مليون متر) وكان الطرح أن أحدا ينفذها ونعطى له فرصة ويعطى أموالا لنا على مدى 50 عاما، وأنا قلت أنا سوف أعملها وتكون الماسة أول حاجة يعملها الجيش، وبعد ذلك نعمل مدينة الثقافة والفنون وساحة الشعب والمسجد والكاتدرائية.

الدولة المصرية لم تتلق أى تبرعات إلا بنسبة 10 % لبناء المسجد والكاتدرائية بالعاصمة الإدارية الجديدة

وأكد الرئيس السيسى أن الدولة المصرية لم تتلق أى تبرعات إلا بنسبة 10 % لبناء المسجد والكاتدرائية بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وتابع الرئيس قائلًا: «تحدثت سابقا عن 90 أو 100 مليار جنيه، موجودين بين نقدي وائتمان وأن هذا المبلغ من الممكن أن يتضاعف مرتين أو ثلاثة لو أن قوة الدفع لوجودنا انعكست على الطلب»، مضيفًا أن هذا المسار طُرح لإيجاد حل لعدم القدرة على الجذب أو التمويل، مؤكدا ضرورة تكثيف جميع الجهود والتفكير فى حلول للقضية.

وفيما يتعلق بالتمويل العقارى منخفض التكلفة، قال الرئيس السيسى إن الدولة لو أتاحت تسهيلا عقاريا لمليون وحدة سكنية بنسبة 5 %، فإن وزارة المالية لا تستطيع تحمل تمويل هذه الوحدات وتكلفة الفرق بين التكلفة الحقيقية للتمويل وبين ما يتم توفيره للناس وهى نسبة 5 %.

وأشار إلى أن الحكومة اكتفت بعمل تمويل منخفض التكلفة لصالح فئات محدودة، مؤكدا أن سوق العقار فى مصر يحتاج إلى أفكار أخرى قابلة للتنفيذ.

كلفت جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة بتكثيف جهود تشغيل الأسر الأكثر احتياجًا

وأوضح الرئيس السيسى، أنه كلف جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة بتكثيف جهود تشغيل الأسر الأكثر احتياجًا، فى مشروعات متناهية الصغر تساعدهم على تحسين دخولهم.

وقال الرئيس: «قررنا عمل مدينة الأثاث فى دمياط، لننقل صناعة الأثاث فى مصر لمستوى آخر ويصبح عملًا مؤسسيًا يحصل على دعم من الدولة، يستطيع من خلاله النجاح والانتقال لمستوى أفضل من الموجود خلال السنوات الماضية».

وتابع الرئيس السيسى قائلًا: «عملنا مدينة الأثاث فى دمياط وفق تصورنا للى ممكن ينجح، ولكن الأهالى فى دمياط  لم يأتوا للمدينة لأن الدراسة افتقدت لعناصر كثيرة لم تؤخذ فى الاعتبار، فضلا عن وجود تحديات كثيرة جدا».

مضيفًا «أنا أتحدث عن فكرة واحدة لمدينة من الممكن أن تقوم بنقلة مناسبة لصناعة الأثاث فى مصر».

وأكد أن الدولة تشجع الصناعة الصغيرة والمتوسطة، ولكن هذا الأمر يحتاج لوجود نظرة شاملة من الدولة ومن رجال الصناعة، وذلك من أجل تحسين دخول هذه الفئة.

ووجه الرئيس السيسى، المنسق العام للحوار الوطنى الكاتب الصحفى ضياء رشوان بتنظيم مؤتمر دينى يضم الجميع سواء مسلمين أو مسيحيين أو آخرين، قائلا «عملتوا الحوار الوطنى وشغالين فيه.. أنا أطلب عقد مؤتمر للدين.. نجلس خلاله جميعا ونتحدث بمنتهى الصراحة.. سواء من الرافض ومن يتهمنا بأننا غير مسلمين ولا متدينين ومن سيقول انتم كويسين وممكن ربنا يسامحكم.. هات ده وده»، مضيفًا «أنا أتكلم إسلام ومسيحية كل بعقيدته.. وحتى من لا يؤمن».

وأضاف: «إن هذه التجربة يمكن أن تكون فى وقت من الأوقات نموذجًا للتعايش ما بين الناس.. ومن يهتم فى الإسلام والمسيحية، يقول كلامه ويرد عليه متخصصين فى كل شيء سواء مؤسسات دينية أو مواطنين عاديين مش عاجبهم الكلام»، وتابع «فى حال أردنا أن ننتهى بالحوار الوطنى إلى أن يعيد تشكيل وصياغة وتجميع الرأى العام فى مصر، فليأخذ كل واحد حقه فى التعبير عن رأيه، زى ما سمعنا بعضنا، نسمعهم أيضا..وكل مؤسسات الدولة تحتاج للنقاش بمنتهى الشفافية والاطمئنان والقبول للآخر».

ووجه الرئيس السيسى حديثه للدكتور ضياء رشوان، قائلا: «كل الملفات اطرحوها ونتكلم فيها.. نتكلم ونسمع بعضنا البعض».

وأكد الرئيس السيسى، فى ختام كلمته، الاستجابة لكل ما طرحه القطاع الخاص والمستثمرون خلال المؤتمر، قائلا «نحن معكم لأننا بكم سنتقدم إلى الأمام، وهذه بلد الجميع وليست للرئيس والحكومة».

ووصف الرئيس السيسى نتائج (المؤتمر الاقتصادى.. مصر 2022) بالمشجعة، على أن يتم تنفيذه سنويا، معربا عن أمنياته فى تواجد الشباب خلال المؤتمر المقبل لإبداء آرائهم قائلًا: «هم يبدون رأيهم.. ونحن نشرح وجهة نظرنا بدلا من الخروج إلى الشارع».

ووجه الرئيس كل التحية والتقدير والاحترام للمتواجدين فى المؤتمر، مشيرًا إلى أن جميع الأفكار التى تم طرحها مقدرة ومقبولة، معربًا عن أمله فى أن يكون المؤتمر مقدمة لنجاح الدولة أكثر قائلًا: «معًا نستطيع».