الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المتحدة تطلق مبادرة «أخلاقنا الجميلة» لإعادة بناء الإنسان المصرى

منذ «فجر التاريخ» ومعروف أن الإنسان المصرى يتمتع بأخلاق حميدة ويشهد العالم كله أن المصرى شخصيته متميزة يتمتع بالحب والعطاء والمعاملة الحَسنة والأمانة والصدق والكثير من الصفات التى يتميز بها ويستطيع أن يكوّن شبكة من العلاقات الاجتماعية القوية بكل من حولة، ولكن فى الآونة الأخيرة يشهد المجتمع المصرى الكثير من الظواهر التى جدّت على مجتمعنا من عنف وألفاظ ومعاملات غير متوقعة، ويبحث المتخصصون عن أسباب هذه الظواهر.



 

فكل يلقى اللوم على الآخر هل التربية أمْ الأسرة أمْ الإعلام أمْ التعليم أمْ السوشيال ميديا أمْ الدين، فالبحث عن السبب شىء مهم ولكن الأهم هو سرعة المعالجة والتغلب على مثل هذه الظواهر، فلا بُد من تكاتف المجتمع كله للقضاء على مثل هذه الظواهر.

ظواهر لا أخلاقية

لذا أطلقت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على عاتقها مهمة تقديم الإعلام الهادف بكل ما يشتمله من أهداف، إعلامٌ لا يكتفى بتقديم الخبر وتحليله وكشف ما وراءه؛ بل يهتم بتوعية المُشاهد وتثقيفه وربطه بمجتمعه، وصولاً لهدف اسمَى يرتبط بالتوجيهات المستمرة للرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو «بناء الإنسان» من كل النواحى.. وأطلقت المتحدة للخدمات الإعلامية فى هذا الإطار العديد من المبادرات المجتمعية التى تهدف لخدمة المجتمع بكل طوائفه من خلال 3 عناصر مهمة، وهى «التوعية، التضامن والدعم والتعليم»، ومن أهم هذه المبادرات مبادرة «أخلاقنا الجميلة»، وهى مبادرة مهمة جدًا فى الوقت الحالى، يحتاج إليها المجتمع بشدة؛ نظرًا لانتشار الألفاظ البذيئة بين الشباب، وكذلك انتشار العنف والجرائم والإدمان وغيرها من الظواهر اللا أخلاقية شديدة الخطورة فى المجتمع.. وتهدف «المتحدة» من خلال مبادرة «أخلاقنا الجميلة» إلى تأكيد ضرورة التربية السليمة للنشء ونشر الأخلاق فيما بينهم، الأمر الذى تدعو إليه الإنسانية وجميع الأديان السماوية.. كما تهدف المبادرة إلى إعادة العادات الحميدة التى اختفت من المجتمع خلال الفترة الأخيرة، مثل احترام الكبير، وحُسن الجيرة، وحُسن معاملة الآخرين، والأمانة والشرف، والتحلى بالأدب فى كل شىء.

 إنقاذ الشارع المصرى

يقول د.خالد منتصر، الكاتب والإعلامى الشهير: الشركة المتحدة منذ فترة تحاول أن تجدّد دماء الإعلام ببرامج أطفال جديدة ومتميزة ودراما متميزة، وكلها تدور فى إطار النهوض بالأخلاق، فنحن نعانى منذ فترة من تردّى سلوكيات وأخلاق الشارع المصرى، فكان ولا بُد أن يتصدى الإعلام المصرى لمثل هذه السلوكيات الرديئة، ولكن عن طريق غير وعظى وغير إسداء النصائح المباشرة لأنها ستكون غير مُجدية وغير فعّالة؛ فلا بُد أن تتسلل وبرشاقة من بين ثنايا وكواليس العمل الفنى أو البرامج، لذلك كل ما أطلبه أن نبتعد عن المباشرة فى هذه المبادرة؛ لأن الفن دائمًا إذا كان مباشرًا لن يكون فنًا؛ بل نشرة باردة غير فعالة، وأنا أثق بالشركة المتحدة أن تسير على هذا النهج وتنقذ الشارع المصرى من سلوكيات صارت صادمة ومستفزة تؤثر حتى على الاقتصاد والسياحة وكل شىء فى مفاصل الدولة.

 أحمّل التعليم كل المسئولية

وأضاف «منتصر»: لا أستطيع إدانة الفن بأنه خَلق مثل هذه السلوكيات أو أحمّله العبء كله؛ لأن هناك ما هو أهم من نشر هذه الأخلاقيات من الفن وهو التعليم، فأحمّل التعليم كل المسئولية؛ لأن الطفل الذى تعلم جيدًا فى مَدرسة جيدة منهجًا علميًا وفكرًا علميًا وأخلاقيات سليمة لن تستطيع مسرحية ولا فيلمٌ ولا مسلسل التأثيرَ عليه بسهولة، فالتعليم هو رقم 1 و2 و3. أمّا عن السوشيال ميديا فدورها هو تضخيم وتعظيم هذه السلوكيات والعمل منها تريند ولكن على الطرف الآخر هناك دور للسوشيال ميديا فى فضْح هذه الأخلاقيات الوضيعة، فمثل ما يصور أحد بطريقة فضولية لزجة أشياءً أو سلوكيات سيئة أيضًا السوشيال ميديا تصور العكسَ فتفضح الجريمة، فجرائم كثيرة كان من الممكن ألا نكتشفها لولا أن السوشيال ميديا ألقت عليها الضوء، فهناك دور إيجابى ودور سلبى للسوشيال ميديا، ولكن أعود مرّة أخرى إلى التعليم، فالسبع ساعات الذهبية الثمينة التى يقضيها الطفل فى المَدرسة أمام مُعلمه، تستطيع الدولة فى هذا الوقت أن تشكل هذا العقل لكى يكون عقلاً علميًا يمارس سلوكيات راقية.

 اختفت البرامج العلمية

وتابع «منتصر»: أنادى الشركة المتحدة مثل ما دعمت الدراما وبرامج الأطفال أن تدعم البرامج العلمية، فلا يوجد برنامج علمى واحد على أى قناة، فالعلم هو قاطرة التغيير التى تغير العقل والسلوكيات وترتفع بالأخلاق، فلن تجد عالمًا حقيقيًا إلا وأخلاقه راقية، فمسألة غياب البرامج العلمية هى ناقوس خطر لا بُد أن نركز عليه، فكان لدينا برامج علمية واختفت مثل عالم  البحار والتكنولوچيا والأفلام الوثائقية التى كان يقدمها د.مصطفى محمود، لا بُد من عودة مثل هذه البرامج.

 تنويع الرسائل

وفى السياق نفسه تقول د.سحر مصطفى، أستاذ مساعد قسم الصحافة ومدير مركز بحوث الرأى العام بكلية الإعلام جامعة القاهرة: أهتم جدًا بموضوع مبادرة «أخلاقنا الجميلة» وأبدى إعجابى بها وبكل ما يتم بثه أو نشره فى التليفزيون فى الفترة الأخيرة من أخلاقيات وعادات افتقدناها فى مجتمعنا، وأتمنى من الآباء والأمهات توجيه أبنائهم لمشاهدة ما يذاع ضمن هذه المبادرة، وأحرص دائمًا على لفت نظر أبنائى عند مشاهدة مقطع مُعَيَّن أو لقطة مُعينة خاصة بخُلق أو تقليد إيجابى ويعظم القيم الحميدة، ولا بُد من ربط هذه المَشاهد والمقاطع بمسلسلات وأفلام وبرامج ولا تكون بشكل تقليدى حتى يصل إلى قلوب الشباب بشكل أسرع، وأوجّه كل الشكر للمتحدة للخدمات الإعلامية على هذا الفكر، وأتمنى أن تستمر لفترة طويلة وأن يتم تنويع الرسائل فى وسائل كثيرة ممكن نشر مقاطع على التيك توك، وأيضًا فى وسائل التواصل الحديث فى إطار التكامل بين الوسائل التى يتم استخدامها لدعم هذه المبادرة، وأتمنى أن تحقق صدًى وانتشارًا واسعًا بين الأجيال الناشئة للتربية السليمة والإيجابية؛ خصوصًا ونحن نفتقد ذلك الآن داخل الأسرة والمَدرسة، وأتمنى أن تكون رسائل خفيفة يستطيع الأبناء استيعابها بسرعة.

 التفكك الأسرى

وأضافت «مصطفى»: إن هذه المبادرة جاءت فى توقيتها؛ لأننا بحاجة إليها هذه الأيام، فنجد الانحلال الأخلاقى والتفكك الأسرى فى ظل الظروف الاقتصادية السيئة، وأيضًا افتقاد النموذج الجيد لدى الشباب له تأثير كبير فى ظهور نشء غير مؤهَّل أخلاقيًا.

 تكرارُ رسائل قصيرة متعددة جيدٌ إعلاميًا

ومن جانبها تقول الإعلامية مى الشافعى: مبادرة «أخلاقنا الجميلة» مبادرة ممتازة ومؤثرة وتأتى فى وقت مهم نسعى فيه إلى بناء مصر الجمهورية الجديدة وبناء الإنسان فى القلب من ذلك، بالعلم والأخلاق سنبنى بلادنا، ولا شك أن هذه الحملات التنويرية التوعوية مهمة، وتكرارُ رسائل قصيرة متعددة الأشكال جيدٌ إعلاميًا، فثوانٍ بسيطة تجعلنا نقف مع أنفسنا ونتأمّل فى مناحى وأساليب سلوكنا اليومى.

 ضعف المؤسَّسة التعليمية

وأضافت «الشافعى»: تتعدد الأسباب لانتشار بعض الظواهر السلبية ومنها التجريف الثقافى والحضارى وضعف المؤسَّسة التعليمية لفترات ماضية طويلة، كذلك غياب التفكير العلمى والثقافة العلمية والدينية والتعرض غير الرشيد لوسائل التواصل الاجتماعى وانتشار الثقافة المادية الاستهلاكية بدلاً من ثقافة العمل والإنتاج والإبداع، وأيضًا التفكك الأسرى وغياب الحوار الأسرى، فبعض المنتج الإعلامى يساعد على تأجيج بعض الظواهر؛ خصوصًا وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية بالجرى وراء الشائعات والخوض فى الأعراض وعدم مراعاة أبسط القواعد الأخلاقية، وأيضًا أحيانًا اختراع قصص وهمية، كذلك بعض المنتج الدرامى كله عنف وكُره وخيانة.

قضايا تخدش الأخلاق

وأكدت «الشافعى» أن مصر تحتاج إلى كل فكرة وكل عقل وكل يد للبناء ومواجهة التحديات، لكن نجد بعض القنوات والمواقع مشغولة وتشغل الجمهور بقضايا تخدش الأخلاق، ولا يقع عبء الحد من الظواهر على الإعلام فقط فكل المؤسَّسات الثقافية والفنية والتعليمية والدينية والعلمية عليها أدوار، كذلك المؤسَّسات الاجتماعية، ولا بُد أن نهتم بدور المجتمع المدنى، ونهتم بالدراسات الاجتماعية التى لها نظرة علمية مدروسة لكل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وكل ذلك يصب فى تحقيق خطة مصر للتنمية المستدامة 2030 والتى تؤكد على التنمية البشرية، وأرجو أن تضاف إلى حملة «أخلاقنا الجميلة» التى تتبناها «المتحدة» بعض الكليبات يكون أبطالها أشخاص من بلدنا يقدمون نماذج للأخلاق والأمانة والاتقان وغيرها، وعدم الاعتماد فقط على مواقف يتم تمثيلها أو أجزاء درامية، ولا بُد من نشر الحملة على وسائل الاتصال الاجتماعى وكل أساليب التواصل مع الأجيال الجديدة والشباب ومنهم كثير لا يشاهد التليفزيون.

واختتمت «الشافعى» حديثها بقولها: علينا أن نتذكر كلمات أمير الشعراء أحمد شوقى «وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت...فإنْ هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا».