الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فرصة سعيدة

علمتنى الدّنيا أن الفرص يفوز بها المغامرُ؛ لأنه بيقتنصها وبيتبّت فيها أول ما تجيله وبيكسر حاجز الخوف أو التردد.



بَس مع ذلك فى فرص كتير بنضيّعها، يمكن بسبب عدم الاستعداد لها أو الخوف من المغامرة أو علشان الفرصة بتيجى مفاجأة ومن غير سابق معاد.

لمّا حد فارق معانا بيضيّع فرصة بنخلقله فرصة تانية... بس الفرصة التانية غير الأوَّلانية خالص لأننا لما بنديها لحد غالبًا بنكون متوقعين النتيجة.

وهنا ينقسم الناس فريقين : فريق بياخد الفرصة وبيكون عنده مقدرة رهيبة أنه يضيّعها، وفريق بيبقى حريص على أنه يتعامل مع الفرصة التانية باستقتال لإثبات مدى أهمية الشخص عنده.

السؤال الجوهرى: هل إحنا بندّى الفرصة التانية للشخص الآخر فعلًا؟ أعتقد والله أعلم إننا بندّيها لنفسنا قبلهم.

بنعمل كده تحسبًا لليوم اللى نأنب نفسنا إننا مديناش فرصة تانية أو إننا مكانش عندنا رحابة صدر أو تفهم للمواقف والأشخاص، بنخاف ييجى يوم نقف فيه مع نفسنا ونعمل flash back على حياتنا ونقول يا ريتنا اتصرّفنا بشكل تانى.

الفرصة التانية أصدق وأغلى من الأولى علشان جاية بعد تجربة وبمحض اختيارنا وعلشان بنكون مفصلينها لحد مخصوص، ده غير أن بيكون عندنا أمل كبير أن الشخص أو الناس دى هيحسنوا التصرف ولن يخفقوا معانا تانى. الفرصة التانية زى كلاكيت تانى مرة لحدث أو موقف أو تصرف وفيها إمكانية تغيره للأفضل.

الفرصة التانية هى فرصة أولى + أمل وعشم كبير فى حُسن تصرف الآخرين لتغيير نتيجة سابقة - حاجة كدة زى المُلحق ممكن تخلى الرسوب يبقى نجاح حتى لو كان على الحركرك.

بس الحقيقية الصادمة المؤلمة - اللى مش عارفة إزاى الناس بتعملها - أن إهدار الفرصة التانية عادة هو اللى بيحصل، الناس غالبًا بتفتكر إن طالما كان فى فرصة تانية يبقى فى واحدة تالتة ورابعة، فمتخيلين أنه offer مبيخلصش أو عرض بيتجدد من تلقاء نفسه.

لكن الفناء قاعدة حياتية، والفرص أيضًا تفنى؛ خصوصًا اللى الواحد بيعمل فيها المستحيل لناس لا تفعل له الممكن. عُمْر حد فكّر ليه لازم ندّى أو ناخد فرصة تانية؟ أعتقد ده لازم نعمله لأننا كلنا نستاهل فرصة تانية، فرصة بعد ما نكون فهمنا نفسنا ونضجنا، شفنا مواقف وعشناها واتعلمنا منها، إحنا زى ما بنكتشف الحياة إحنا كمان بنكتشف نفسنا، بنتعرّف أكتر على جوانبنا كلها وبنواجهها، بندرك إحنا بنقدم إيه وبنعرف قيمتنا الحقيقة وبنقّدر كل ما هو صادق وأصيل.

فى الفرصة التانية بنعيد حساباتنا وبنتغير ومبنكررش غلطاتنا أحيانًا، ولذلك نستحق فرصة تانية نعدل فيها المايلة أو نتأكد أن المايلة مش هتتعدل.

الخلاصة: الفرصة التانية مبتجيش بالساهل فلما ندّيها لحد أو ناخدها من حد لازم نكون مستحقين لها علشان للأسف فى ناس بتصرفاتها متستاهلش فرصة تانية، بتكون تستاهل «فرصة سعيدة».