الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

على هامش مشاركتها فى معرض تراثنا: راندا سيف صاحبة أول مبادرة نسائية لتعليم الفتيات بالوادى الجديد حياكة أوراق الجريد

من حرق مخلفات النخيل والتسبب فى حرائق وخسائر كبيرة بمحافظة الوادى الجديد إلى استخدام المخلفات فى إنتاج مبتكر وصديق للبيئة وتحقيق التنمية المستدامة، ومن حلم الذهاب إلى تراثنا كزائرة إلى المشاركة بقوة وفاعلية فى المعرض، كان لـ«روزاليوسف» حوار مع السيدة التى استطاعت أن تحقق حلمها وأن تكون سببًا لعمل الكثير من السيدات بمحافظة الوادى الجديد وتمكينهن اقتصاديًا.



 منتج يومى

تقول راندا سيف، صاحبة الـ 38 عامًا وخريجة كلية التجارة: تزوجت وأنجبت طفلين سيف 10 سنوات وعمر 6 سنوات وأعمل فى صناعة الصابون hand made، أحب العمل فى hand made منذ طفولتى، كنت أبلغ 10 سنوات وأصنع أشياء كثيرة hand made، أعيش بالوادى الجديد ومن المعروف أن الوادى الجديد مشهور بالتمر وموجود فى كل بيت، فى 2018 كنت أعانى من مشاكل بالبشرة ففكرت بعمل ماسك من دبس أو عسل التمر وبالفعل وجدت نتيجة مذهلة، ففكرت فى عمل منتج يومى من دبس التمر أستخدمه يوميًا للبشرة، فوجدت أن الصابون أنسب منتج يستخدم بشكل يومى ويحافظ على البشرة ويعالجها.

 نقطة تحول

بدأت أبحث فى المواقع العربية والأجنبية واليوتيوب وأقرأ كتبًا كثيرة وأترجم بعض المقالات عن كيفية صناعة الصابون، ثم قمت بتجارب كثيرة حتى استطعت إنتاج صابونة نتيجتها مبهرة، فأول تجربة نجحت، أما الثانية ففشلت والثالثة أيضًا فشلت ولكن التجربة الرابعة نجحت وهكذا، فكل تجربة أعرف الخطأ وأصوّبه ثم أكتب ذلك لتذكرتى، حتى توصلت إلى إنتاج صابونة بشكلها النهائى وكانت نتيجتها مذهلة، لدرجة أنى صنعت كميات كثيرة وبدأت أعطى لأصدقائى فنالت إعجابهم وبدأ البعض يطلب منّى عملها بأجر، فنصحنى والدى بعمل إجراءات رسمية ومعرفة مدى صلاحيتها ومطابقتها للمواصفات وبالفعل بحثت عن الإجراءات الصحيحة، فعلمت أننى لا بُد أن أذهب لمصلحة الكيمياء، فذهبت إلى مصلحة الكيمياء وعملت اختبارًا للصابونة وكانت مطابقة للمواصفات والمعايير الأوروبية، وهنا كانت نقطة التحول؛ فبدأت المشروع وكان تحت اسم إعادة تدوير مخلفات النخيل؛ حيث استخدمت عسل تمر وقهوة نواة التمر، وقرأت كثيرًا عن فوائد نواة التمر ووجدت من أهم فوائدها أنها خالية من الكافيين، وتقلل من تضاعف مرض السكر، وتعمل على تنظيف المسالك البولية، وتعالج بعض أمراض العظام والأسنان، فبدأت استخدامها كمقشر وكنت الأولى لعمل مقشر للبشرة والجسم من نواة التمر.

 قرية الراشدة

تابعت «سيف»: بدأت أبحث عن ليف النخيل وجاءت لى الفكرة بعد حدوث عدة حرائق فى الوادى الجديد بعد موسم تنظيف جنى البلح؛ حيث إن المزارعين بعد موسم التنظيف وجنى البلح يأخذون الجريد والليف ويجمعونه ويحرقونه، وفى إحدى المرات فى عام 2018 تسبب ذلك فى حريق كبير بقرية الراشدة وتسببت فى خسائر فادحة فى البيوت والمواشى وصلت الحرائق إلى 2 كيلو، ففكرت لماذا لا نستغل الليف بدل حرقه، وبدأت أبحث عن فوائد الليف وعرفت أن له فوائد هائلة للبشرة فيعالج بعض تصبغات الجلد، ويعالج بعض أمراض الصدفية، ويعمل على تنشيط الدورة الدموية بالإضافة إلى أنه طبيعى لا تنمو به بكتيريا مثل بعض أنواع الليف الأخرى، وقديمًا كان يتم استخدامه فى غسل الأوانى، فبدأت تجميعه واستخدامه وفكرت فى التغليف فحولته بدلاً من أن يحرق  إلى أن يكون صديقًا للبيئة.

 تراثى حرفتى

أضافت: فى الوادى الجديد اشتهرنا بحرفة الخوص وعمل أشكال وأسبتة من الخوص وهى حرفة من التراث، ولكن كانت تقتصر على كبار السن فخشيت أن تندثر هذه الحرفة، وقمت بعمل مبادرة شبابية تحت اسم «تراثى حرفتى» وكانت فكرتها أن الفتيات أو السيدات يمتهن بهذه الحرفة، وبالفعل كانت الفتيات يذهبن إلى كبار السن ليتعلمن هذه الحرفة، والهدف من المبادرة هو الحفاظ على التراث والهوية وأيضًا تمكين المرأة من التعليم والعمل والمشاركة فى المجتمع بشكل إيجابى، ولاقت المبادرة قبولا وتشجيعًا كبيرًا رغم محدودية إمكانياتى فى ذلك الوقت.. وتابعت «سيف»: حصلت على دورة تدريبية أونلاين بأمريكا فى مجال مستحضرات التجميل حتى أصقل العمل بالدراسة، وأكملت فى مجال صناعة الصابون اليدوى وأثناء العمل حصلت على دورات تدريبية فى ريادة الأعمال، وفى أول فترة كورونا اشتركت بمبادرة «قدوة-تك» من وزارة الاتصالات وتكنولوچيا المعلومات أونلاين، استفدت منها كثيرًا فهى تعلم السيدات كيفية تحويل فكرتها إلى مشروع، وكيفية تسويق المنتج وتسعيره، وأيضًا إمكانية التصدير بالمواصفات والشكل المطلوب وتصوير المنتج وكيفية عمل سجل تجارى وبطاقة ضريبية وكيفية إدارة المشروع بشكل قانونى.. وتناشد «سيف» كل سيدة تريد أن تفتح مشروعًا أو لديها فكرة تنضم لمبادرة «قدوة-تك» لأنها تساعدها بشكل كبير وتوفر لها الكثير من الخطوات.

 أفضل منتج ابتكارى من مخلفات النخيل

وأضافت: بدعم محافظ الوادى الجديد قمت بالمشاركة فى العديد من المَعارض وحضور الزيارات، كما شاركت بمعرض التمور العام الماضى فى محافظة الوادى الجديد بالخارجة، وتم تكريمى بأفضل منتج ابتكارى من مخلفات النخيل وكان تشجيعًا كبيرًا لى؛ خصوصًا أن هذا المنتج يساعد فى الحفاظ على البيئة والمناخ ويحقق الاستدامة، كما اشتركت بدورة حاضنة أعمال للتصدير حتى أستطيع الإلمام بكل التفاصيل وأستطيع مواكبة احتياجات السوق حتى لو لم أصدر فى الوقت الحالى، لكن عندما تكون القدرة الإنتاجية أكبر يكون لدى القدرة العلمية للعمل والتسويق، وأدعو كل سيدة وكل فتاة ألا تقف عند الحد الذى وصلت له ولكن دائمًا تبحث عن التطوير من ذاتها ومشروعها.

 كان حلمًا

وأكدت أنها بدأت بمبلغ بسيط من المنزل وإمكانيات ضئيلة ولكن بمساعدة من حولها سواء المحافظ أو نائب المحافظ تبنّوا المشروع ودائمًا كانوا يدعمونها ويوجهونها فاستطاعت أن تكمل المشروع بنجاح. 

وأضافت: «تراثنا» كان هدفًا وحلمًا بالنسبة لى وكل عام كنت أنزل كزائرة، وأتمنى أن أتواجد به، اشتغلت على مشروعى ومنتجى حتى أعمل منتجًا يليق بتراثنا وينافس المنتجات الأخرى. وقدمت من خلال جهاز تنمية المشروعات بالوادى الجديد للاشتراك به وتم قبولى فكنت فى قمة السعادة، ونشكر السيد الرئيس لأنه عمل للمحافظات الحدودية اشتراك بأسعار مدعمة.

ومن الجميل تجميع المحافظات الحدودية بجوار بعضها مما يسهل البحث مع الزائر ويتعرف على هوية المكان، وهناك خدمات جديدة يقدمها لنا المعرض هذا العام مثل الشعار والتسويق ودورات مجانية. وأتمنى أن يتم عمل المعرض مرتين خلال العام.