السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

واشنطن تصعّد لهجتها.. تحذيرات أمريكية صارمة بعد تهديدات «بوتين» بالنووى

صعّدت الولايات المتحدة الأمريكية لهجتها وأطلقت تحذيرات متكررة لروسيا من مغبة استخدام السلاح النووى فى أوكرانيا، كما لوح مسئول أمريكى رفيع بـ«عواقب كارثية».



وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن الولايات المتحدة ظلت على مدار عدة أشهر ترسل رسائل خاصة إلى موسكو تحذر فيها قيادة روسيا من التداعيات الوخيمة التى ستترتب على استخدام أسلحة نووية.. بحسب ما قال مسئولون أمريكيون أشاروا إلى أن الرسائل تؤكد مما تحدّث عنه الرئيس چو بايدن ومساعدوه بوضوح علنًا.

وذكر المسئولون الذين رفضوا الكشف عن هويتهم أن إدارة بايدن قررت بشكل عام إبقاء التحذيرات بشأن تداعيات أى ضربة نووية غامضة بشكل متعمد، حتى يشعر الكرملين بالقلق بالكيفية التى يمكن أن ترد بها واشنطن.

وأوضحت «واشنطن بوست» أن محاولة البيت الأبيض لزرع ما يُعرَف فى عالم الردع النووى باسم الغموض الاستراتيچى، جاءت فى الوقت الذى لا تزال فيه روسيا تصعّد من خطابها بشأن الاستخدام المحتمل للحرب النووية فى ظل تعبئة تهدف إلى تعويض الخسائر العسكرية الروسية فى شرق أوكرانيا.

 بايدن يحذر

واتهم الرئيس الأمريكى چو بايدن روسيا بانتهاك المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة بشنها عملية عسكرية فى أوكرانيا، وقال إن موسكو تلقى تهديدات «غير مسئولة» باستخدام الأسلحة النووية.

وفى حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، انتقد بايدن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لشن حرب غير مبررة دفعت نحو 40 من أعضاء الأمم المتحدة لمساعدة أوكرانيا فى القتال بالتمويل والأسلحة.

كذلك أضاف بايدن «أقدَمَ عضوٌ دائم فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على غزو جاره وحاول محو دولة ذات سيادة من الخريطة. هكذا انتهكت روسيا بكل وقاحة المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة». ومضى قائلاً «لا يمكن لأى طرف كسب حرب نووية ولا يجب خوضها أبدًا».

فيما أشار بايدن إلى أن لا أحد هدّد روسيا على الرغم من زعمها عكس ذلك وأن لا أحد سوى روسيا سعى إلى الصراع.. متعهدًا باستمرار الولايات المتحدة فى تضامنها مع أوكرانيا.

وفيما يخص الاستفتاءات، تعهّد بايدن برد «سريع وحازم»، إذا مضت روسيا فى ضم أراضٍ أوكرانية لها، بعد الاستفتاءات التى بدأت بالفعل فى دونباس ومناطق بشرق أوكرانيا.

وقال بايدن إن الولايات المتحدة لن تعترف أبدًا بالأراضى الأوكرانية على أنها أى شىء آخر غير جزء من أوكرانيا.

وأضاف إن استفتاءات روسيا الصورية ذريعة كاذبة لمحاولة ضم أجزاء من أوكرانيا بالقوة فى انتهاك صارخ للقانون الدولى، بما فى ذلك ميثاق الأمم المتحدة.

كما قال الرئيس الأمريكى إن بلاده ستعمل مع حلفائها وشركائها لفرض تكاليف اقتصادية إضافية سريعة وشديدة على روسيا، وستستمر فى دعم الشعب الأوكرانى وتزويده بالمساعدة الأمنية لمساعدته على الدفاع عن نفسه ضد الغزو الروسى.

وذكر وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إن الولايات المتحدة طالبت روسيا بالكف عن التهديد باستخدام السلاح النووى، على خلفية إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن لدَى روسيا أسلحة نووية متقدمة يمكن استخدامها لردع داعمى أوكرانيا.

وقال بلينكن، فى حديث لقناة «سى بى إس» الأمريكية، «من المهم أن تدرك موسكو أن العواقب ستكون وخيمة إذا استخدمت النووى. لدَى واشنطن خطة للتعامل مع الأسلحة النووية ولا نريد توسيع الحرب».

وأضاف: «روسيا لم تُظهر أى استعداد للدخول فى مفاوضات ذات مغزى وإذا تغير ذلك فسنبذل قصارى جهدنا لدعم العملية الدبلوماسية».

 طبول الحرب

قالت رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس إن لندن وحلفاءها يجب ألا ينصتوا إلى «طبول الحرب التى يقرعها» الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا».

وأضافت تراس، فى تصريحات لشبكة «سى إن إن» الأمريكية: «لا ينبغى أن نستمع إلى أحاديثه عن الحرب وتهديداته الجوفاء.. بدلًا من ذلك، ما نحتاج إليه هو الاستمرار فى فرض عقوبات على روسيا ومواصلة دعم الأوكرانيين».

وأعربت عن اعتقادها بأن بوتين أمر بتعبئة المزيد من القوات فى روسيا؛ لأنه «لا يحقق انتصارات» فى حرب أوكرانيا.

وأكدت رئيسة وزراء بريطانيا أنه «من المهم أن نستمر فى أن نكون حازمين بشأن أوكرانيا»، مضيفة «يجب ألا نستمع إلى تهديدات بوتين».

وتابعت: «نحتاج إلى العمل مع الحلفاء الآخرين فى مجموعة السبع فى ضوء التهديدات المتزايدة من الأنظمة الاستبدادية».

كما أشارت إلى أن بريطانيا تربطها «علاقة خاصة» مع الولايات المتحدة، مؤكدة عزمها على جعل العلاقة «أكثر خصوصية».

 رد حاسم

وفى تصريحات لصحيفة «ذا هيل» الأمريكية، قال مستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض چيك سوليفان إن الولايات المتحدة «سترد بشكل حاسم» إذا تحرك الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لاستخدام الأسلحة النووية.

وأضاف سوليفان: «لقد أبلغنا الكرملين مباشرة، وبشكل خاص، وعلى مستويات عالية جدًا، بأن أى استخدام للأسلحة النووية ستواجهه عواقب وخيمة على روسيا، وأن الولايات المتحدة وحلفاءها سوف يستجيبون بشكل حاسم».

وتابع: «لقد أوضحنا علنًا بنفس القدر، كمسألة مبدأ، أن الولايات المتحدة سترد بشكل حاسم إذا استخدمت روسيا الأسلحة النووية، وأننا سنواصل دعم أوكرانيا فى جهودها للدفاع عن بلدها والدفاع عن ديمقراطيتها».

ولم يصف سوليفان طبيعة الرد الأمريكى المخطط له فى تعليقاته لكنه قال إن الولايات المتحدة أبلغت موسكو بشكل خاص «أوضحت بمزيد من التفصيل ما يعنيه ذلك بالضبط».

وقال سوليفان إن الولايات المتحدة كانت على اتصال متكرر ومباشر مع روسيا، بما فى ذلك خلال الأيام القليلة الماضية لمناقشة الوضع فى أوكرانيا وأفعال بوتين وتهديداته.

وأضاف «ما زال بوتين مُصرًا.. على تمزيق الشعب الأوكرانى الذى لا يعتقد (الرئيس الروسى) أن له الحق فى الوجود. لذلك سيواصل التدخل وعلينا أن نواصل التدخل بالأسلحة والذخائر والمعلومات المخابراتية وكل الدعم الذى بإمكاننا تقديمه».

 ترامب يدخل عالخط

وفى أقوى إهانة غير محددة باسم لقادة البيت الأبيض، وصف الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، حلفاءه بعدم قدرتهم العقلية وتأخرها عن مواجهة الأحداث العالمية، وأنه كان محقًا فيما قال من توقعات عن أوكرانيا وتايوان، مشيرًا إلى تصعيد فى احتمالات الحرب العالمية الثالثة، وفق ما ذكرت صحيفة ديلى ميل.

وقال الرئيس السابق دونالد ترامب فى تجمع بمدينة ويلمنجتون، إن لديه مخاوف من الحرب العالمية الثالثة؛ حيث يتمنى أن تكون توقعاته خاطئة بشأن احتمال نشوب حرب عالمية لأن أمريكا يديرها اليوم مجموعة «أغبياء».

وأضاف ترامب: «لقد كنت محقًا بشأن أوكرانيا وتايوان، وآمل ألا أكون محقًا بشأن الحرب العالمية الثالثة؛ لأن لدينا أشخاصًا أغبياء يتعاملون مع مثل هذه الملفات».

وأردف: «يمكن أن ينتهى الأمر بحرب عالمية ثالثة لن تكون كأى حرب سابقة، وهذا لأن أمريكا يديرها أغبياء».

والسبب الذى دفع ترامب الحديث عن القصة كان فى قوله، إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ذكر فى خطابه الأخير كلمة النووى، وهو أمر خطير، وما كان للحرب الروسية الأوكرانية أن تندلع لو كنت رئيسًا».

كذلك هاجم ترامب السياسة الاقتصادية لبايدن، مشيرًا إلى أن أسعار الطاقة والحليب والبيض والتأمين الصحى ومعدلات الرّهن العقارى، شهدت جميعها ارتفاعات منذ تركه للسُّلطة.