الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صابرين قنديل بازار «السّتات الجدعة».. لمساعدة المرأة المعيلة

تجربة شخصية مؤلمة كانت السبب الرئيسى فى أن تقوم صابرين قنديل- «أيقونة الخير» كما يلقبونها- بعمل مشروع خدمى هدفه مساعدة السيدات فى إيجاد عمل وفتح طريق لهن لكسب العيش بطرُق متنوعة.



قبل أن تولَد فكرة «بازار السّتات الجدعة» منذ ثلاث سنوات، مرّت «صابرين» بعدة مواقف صعبة، منها حاجتها للعمل بعد أن تزوجت وأنجبت أطفالها؛ حيث لاحظت زيادة كبيرة فى وزنها فقررت أن تتحدى كل الصعاب.

ولم تجد «صابرين» فى تلك الفترة من يساعدها سوى نفسها، فقررت أن يصبح وزنها مثاليًا واستطاعت فى وقت قياسى خسارة أكثر من نصف وزنها، ومن تلك اللحظة قررت أن تساعد كل سيدة لا تجد من يحنو عليها ويدعمها ويساندها فى تحقيق أحلامها.

دعم مادى ومعنوى

أطلقت «صابرين» مبادرة بمدينة الإسكندرية بعنوان «بازار السّتات الجدعة»، قامت من خلاله بدعم السيدات المعيلات ماديًا ومعنويًا من خلال إقامة مهرجانات لعرض أعمالهن مجانًا وفى بعض الأحيان مقابل ثمَن زهيد فى سبيل إنجاح مشروعاتهن.

ومن خلال البازار يتم عرض الكثير من المنتجات مثل التطريز والمفروشات والكوروشيه والفوانيس والمزروعات، ويهدف المعرض للتسويق بشكل أساسى لمساعدة المرأة المعيلة فى المقام الأول وذوى الهمم.

وقالت «صابرين» فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»: إن فاقد الشىء يعيطه، ومن هنا كوّنت فريقًا كبيرًا هَمُّه الشاغل البحث عن أى سيدة بحاجة لبداية جديدة ومساعدتها حتى تكفل لها حياة كريمة بالعمل.

وأضافت أنها تهدف لمساعدة السيدات لتسويق منتجاتهن، مُعلقة: «السّت المصرية شاطرة جدًا وجدعة.. وممكن تعمل من اللا شىء شىء».

وأشارت إلى أن المبادرة انطلقت بهدف دعم المرأة المعيلة الأرامل والمطلقات، وقامت بالتواصل مع بعض السيدات، من هذه الفئة للتعرف على بعض مشكلاتهن، والصعوبات التى يواجهنها ومطالبهن، وتسعى إلى تغيير نظرة المجتمع للمرأة المطلقة لأن هناك سيدات مطلقات يعانين من استغلال أصحاب الأعمال عندما يبحثن عن عمل.

ومن ضمْن المشكلات التى تواجه النساء- على حد قولها- تدنّى المَعاش الذى يتقاضينه فى بعض الأوقات، وهو لا يكفى؛ خصوصًا إذا كان هناك أولاد وسكن بالإيجار ومستلزمات حياة، ومعظم مشاكلهن مادية لأن منهن من تريد تجهيز بناتهن للزواج، ومنهن من أجرت عمليات جراحية وتريد علاجًا.

ويطلق نساء الإسكندرية على «صابرين» «أيقونة الخير» لما تقدمه لهن من مساعدات ونصائح ودعم لا يجدنه فى أى مكان آخر.

 ذوى الهمم

ولا تقتصر المبادرة على السيدات فقط؛ بل أيضًا تهتم بذوى الهمم؛ حيث يقدمون عروضًا فنية مذهلة، ومنهم أطفال حاصلون على ميداليات ذهبية ومؤهلون للمشاركات الدولية.

ومن خلال هذه المهرجانات، يتم تكريم الأمهات المثاليات، ومنهن أمهات ذوى الهمم اللاتى تعتبرهن صابرين بَطلات لم ينتظرن رد الجميل.

 أشغال يدوية

وتهتم «صابرين» من خلال البازارات التى تقوم بها أن تعرض الشغل اليدوى المتميز للسيدات والذى تفتقده الصناعة المصرية.

ولا يقتصر دورها على عرض الأعمال فقط؛ بل تقوم بدعوة المصانع والشركات المهتمة بهذه المجالات لتسويقها داخل وخارج مصر.

وقالت «صابرين» إن هذه الأعمال والتى فى غالبيتها تُخَصص لذوى الهمم تثبت أنهم بالفعل قادرون باختلاف، وقادرون على إنجاز أعمال فريدة متميزة تضع مصر على المسار الصحيح.

وتنتهج «صابرين» فى عملها مبدأً مُهمًا وهو «ما يميز حضورهم هم أساس النجاح»، وذلك بما يحقق رؤية السيد الرئيس «عبدالفتاح السيسى» فى أهمية التميز والتفرد والقيام بما هو مختلف ونافع للدولة.

وتضم المَعارض التى تنظمها مبادرة «الستات الجدعة» عروضًا لمناسبات مختلفة منها شهر رمضان وعيد الأم والأعياد، وذلك من خلال الاهتمام بالاكسسوارات وشغل الكروشيه وأصحاب مشروعات الكاترينج والمفروشات والخزف.

كما يضم البازار عددًا كبيرًا من العارضين غالبيتهم من النساء اللاتى يبحثن عن فرصة لعرض أعمالهن. وتقول «صابرين» إن من بين هؤلاء النساء من أصبح لها مشروعها الخاص والناجح والمستقل.

 بداية الطريق

وأضافت «صابرين» فى حديثها، إن كثيرًا من السيدات لا يعرفن من أين يبدأن؟ ومن مبادرة «السّتات الجدعة» أصبحت كل سيدة تحكى وتروى تجربتها وتتناقلها ليستفيد غيرها، حتى إن بعضهن أصبح لهن قناة خاصة يقُمن من خلالها بعرض تجاربهن الحياتية لتقديم الدعم النفسى للنساء الآخريات.

ولا تقتصر إقامة البازارات فى الإسكندرية فحسب؛ بل عدة محافظات أخرى، منها الإسماعيلية، وتخطط مبادرة «السّتات الجدعة» للانتشار فى جميع محافظات مصر وقريبًا ستتم إقامة بازار فى القاهرة لتعريف السيدات بالمبادرة وتقديم الدعم لهن.

ومن ضمْن الطرُق التى تساعد بها «صابرين» السيدات المعيلات هو نشر إعلانات لهن مجانية ومدفوعة الأجر على مواقع التواصل الاجتماعى لتعريف الناس بهن وتسهيل انتشارهن فى مناطقهن.

وأوضحت أن المعيار الأساسى لاختيار العارضات أو المنتجات هو جودة المنتج والسعر التنافسى له؛ «لأن المنتجات كتيرة، وفى نفس الوقت السيدات بيبقوا كتير عشان الإقبال، وأهم حاجة جودة المنتج العالى للمنافسة والسعر يكون تنافسى».

 تكريم للمرأة

من وجهة نظر النساء المشاركة فى بازار «الستات الجدعة»، تُعَد المبادرة تكريمًا للمرأة المصرية «الشقيانة» وتقديرًا لجهودها وأعمالها التى يصعب أن تجد طريقًا للنور إلاّ من خلال مثل هذا البازار.

وتقول ليلى أنور- إحدى مَلكات الأشغال اليدوية- إن المبادرة قدمت لها المساعدة فى عرض أشغالها اليدوية من مفروشات لمناسبات مثل رمضان والأعياد حتى إنها أصبح لديها صفحة خاصة بها لبيع تلك المنتجات من خلال المشاركة فى بازار «السّتات الجدعة».

ويُعَد بازار «السّتات الجدعة» بمثابة حفل كبير لكل من لديه مواهب وإبداع فى مجال التسوق والفن والميكب أرتيست. كما أنه أكبر تجمُّع لجميع المنتجات والبرندات المصرية والعالمية.

ويَلقى البازار الذى عُقد فى عدة محافظات إقبالاً شديدًا ويحقق نجاحًا باهرًا للمشاركات؛ خصوصًا أنه يُعَد بابَ رزق جديدًا يُفتح لهن.وتأمل «صابرين قنديل» أن تلقى مبادرتها دعمًا أكثر من الدولة لمساعدة أكبر قدر من النساء المعيلات لتضم عدة فئات مختلفة وتصل لمحافظات الصعيد.