السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

(الندوة التثقيفية 36) تشهد تكريم أبطال مجموعة «139» قتال جيل أكتوبر «أبطال من ذهب» يُسَلمون شعلة النصر لجيل الحاضر والمستقبل

شهدت الندوة التثقيفية الـ36 للقوات المسلحة (أكتوبر.. إرادة وطن) تكريم الرئيس السيسى لعدد من أبطال المجموعة 139 صاعقة والتى نفذت معركة (أبوعطوة) خلال حرب أكتوبر وكبدت العدو خسائر فادحة، وشكلوا بأجسادهم الصلبة حائط صد ضد دبابات القوات الإسرائيلية فمنعوهم من التدخل فى مراحل العبور وإقامة رءوس الكبارى  وقد جاء ذلك بمناسبة الذكرى الـ49 لانتصارات أكتوبر المجيدة.



 

فى بداية الاحتفال شهد الرئيس انطلاق (شعلة النصر) ليتم تسليمها من جيل إلى جيل، من جيل نصر أكتوبر إلى جيل الحاضر والمستقبل وتتحرك الشعلة حتى تصل إلى قناة السويس فى منطقة النصب التذكارى بالإسماعيلية، أول مكان تم رفع فيه العلم المصرى على الضفة الشرقية من القناة فى حرب أكتوبر، لتبقى شعلة النصر مضاءة حتى العام المقبل وذلك احتفالًا باليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر.

 وقد قام الرئيس بتكريم الأبطال الذين صنعوا المستحيل وعبروا الحد الفاصل بين اليأس والرجاء، ومن بينهم رجال الصاعقة المصرية، حيث إنهم أول من عبروا القناة وأول من أطلقوا النيران وآخر من أوقفها.

حيث تم عرض فيلم (أبطال من ذهب) الذى أبرز أهمية معركة (أبوعطوة) وتناول الفيلم قصة أبطال المجموعة «139»  صاعقة الذين شكلوا بأجسادهم الصلبة حائط صد ضد دبابات القوات الإسرائيلية فمنعوهم من التدخل فى مراحل العبور وإقامة رءوس الكبارى.. البطولات رواها أبطالها حيث تحدث اللواء أركان حرب أحمد أسامة قائد المجموعة 139 صاعقة، قائلًا «إنه فى بداية حرب أكتوبر صدرت الأوامر لإحدى كتائب المجموعة للإبرار جوا على مسافة 2 كيلو متر شرق قناة السويس».

 من جانبه، تحدث اللواء أركان حرب مصطفى سليمان رئيس استطلاع المجموعة 139 صاعقة، قائلًا «إنه صدرت الأوامر لكتيبة من المجموعة للإبرار بشرق القناة عند الطاسة على المحور الأوسط وعند «تل الفرما» على المحور الساحلى فى مهمة تبدو مستحيلة».

 ونجح رجال المجموعة «139» صاعقة فى القضاء على الأمل الأخير للقوات الإسرائيلية فى دخول مدينة الإسماعيلية فى معركة مفصلية دارت وقائعها بين يومى 19 و23 من أكتوبر وسجلتها أدبيات الحرب الإسرائيلية بمعركة «حقول المانجو» وعرفها المصريون بمعركة «أبوعطوة».

 ثم تحدث اللواء أركان حرب على أمين قائد كتيبة 33 صاعقة، قائلًا «إنه نظم مجموعة من الكمائن على مشارف مدينة الإسماعيلية آخرها كمين «أبوعطوة»، وتحدث عقيد ماجد شحاتة أحد ضباط المجموعة قائلًا «إنه مساء يوم 20 أكتوبر وبعد تنظيم 2 كمين فى مشارف «أبوعطوة» فوجئت المجموعة بمجموعة أشخاص تتحدث العبرية وتم فتح النيران عليهم والقضاء على أكبر عدد منهم».

 التحية لمن بقى من الرجال

وقد حرص الرئيس السيسى أن يوجه التحية ورسالة للأبطال تقديرًا لدورهم الوطنى قائلًا: «أهلا وسهلا، لينا عظيم الشرف إن إحنا نلتقى ونشوفكم، وكل الناس فى مصر يشوفوا الناس، يشوفوا الرجال أو من تبقى من الرجال، اللى قدموا لبلدنا الكرامة والعزة والنصر والشرف دون مقابل».

أضاف الرئيس السيسى: «احترامى واحترامى وتقديرنا ليكم كلكم..أرجو تقبلوا اعتذارنا لو كنا مخدناش بالنا قبل كده.. كان مهم قوى إنكم تبقوا موجودين النهاردة علشان من خلالكم نقول لكل المصريين دلوقتى شوفوا ثمن الكرامة بيتعمل إزاى ؟ لا بيتعمل بالكلام ولا بالشعارات، بيتعمل بالدم والتضحيات وفضل باقى حتى الآن».. وقال: «عظيم الشرف إن إحنا نلتقى بيكم ونشوفكم وربنا يديكم الصحة ويجازيكم خير على ما فعلتموه وكل هذا الجيل».

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد.. ولكن تقديرا من الرئيس لدور المرأة وتحملها المسئولية فى أوقات الحروب باعتبارها الداعم الرئيسى لأى محارب، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على تكريم زوجات أبطال حرب أكتوبر وقادتها لدورهن فى دعم أزواجهن خلال هذه الفترة، ووجه الرئيس السيسي  التحية لهن وطالبهن بالتقدم لالتقاط الصور ودار بينهم حوار استغرق عدة دقائق فى أجواء مليئة بالود.

رسائل الرئيس 

 خلال الندوة حرص الرئيس السيسى على توجيه عدة رسائل مهمة، حيث قال الرئيس «هناك الكثير من الناس يتحدثون ويؤرخون لمرحلة عامين أو ثلاثة أو لواقع يعيشه أو لتجربة يراها فيتحدث عنها»، لافتًا إلى أن حياة الأمم لا تتغير بين يوم وليلة ولا تقاس بعام أو عامين أو ثلاثة أو عشرة أعوام، وإنما «حياة الأمة تاريخ» وأنه من المهم عند التحدث عنها أن ندرك ذلك كمواطنين وحتى كمسئولين فى الدولة».

وتابع الرئيس «ما سنقوم بعمله اليوم ستستمر آثاره الطيبة خلال السنوات القادمة»، مؤكدا أنه لا يعادى أحدًا لأن العدو الحقيقى فى تقديره هو الفقر والجهل والتخلف، مشيرًا إلى أن الفقر يعنى الضعف والعجز، مستشهدا بالقول المأثور «لو كان الفقر رجلا لقتلته».

وأكد الرئيس السيسى، أنه حرص على ألا تؤثر جهود الدولة فى حربها على الإرهاب فى الدفع بعجلة التنمية وعلى تشغيل كافة قطاعات الدولة بأقصى قدرة لها لتقديم الخدمات للشعب المصرى، مشيرًا إلى أن الجيش والشرطة فى سيناء ظلا يقاتلان أهل الشر والتطرف منذ عام 2011 ولمدة ثمانى سنوات تالية، لافتا إلى أن الثمن كان باهظًا لحماية سيناء.

وأضاف الرئيس إنه لو كانت توقفت عجلة التنمية بسبب الأحداث التى مرت على مصر مؤخرًا لكانت العواقب ستكون صعبة، مشيرًا إلى أنه خلال هذه المدة زاد التعداد السكانى 25 مليون نسمة وكانوا بالتأكيد فى حاجة لأن تكون كافة القطاعات جاهزة لخدمتهم.

كما أكد الرئيس أن حرب أكتوبر المجيدة أبرزت مقدرة الإنسان المصرى وتفوقه فى أصعب اللحظات التى مرت بها مصر والأمة العربية وحققت فيها مصر معجزة العبور، وقال إنه «كان يومًا مقدرًا له أن يظل خالدًا ليس فقط فى وجدان مصر وشعبها، وإنما فى ضمير الأمة العربية بأسرها وشعوب العالم المحبة للسلام».

 وأضاف الرئيس السيسى، إن مصر لم تحارب فقط دفاعًا عن أرضها، وإنما من أجل تحقيق السلام وهو ما نجحت فيه وحافظت على مكتسباته، وأشار الرئيس إلى أن حرب أكتوبر المجيدة كان لها رجال سخرهم الله سبحانه وتعالى لاتخاذ القرارات المصيرية التى غيرت خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.

وحيا الرئيس السيسى، القوات المسلحة والرئيس الراحل محمد أنور السادات، وقال «تحية إعزاز وتقدير للقوات المسلحة، المؤسسة العسكرية الوطنية التى أتشرف أن أكون ابنًا من أبنائها»، وتابع «أوجه التحية للرئيس الراحل السادات بطل الحرب والسلام الذى اتخذ القرار رغم شبح الغموض واتخذ أيضًا قرار السلام الذى طوى صفحات الماضى وفتح آفاقًا جديدة بالمنطقة».

الفن والدراما القوة الناعمة

وتأكيدًا على دعم الرئيس السيسى للأعمال الدرامية والفن  وفى رسالة واضحة على أهميتها فى تشكيل الوعى تم عرض لقطات تسجيلية لكلمات سابقة للرئيس السيسى والتى تحدث فيها عن أهمية العمل الدرامى الذى يمكن أن يسجل وقائع يتم نقلها لكل بيت فى مصر، ليعلم الناس الثمن الذى دفعته أسر بعد ما ربت وكبرت وعلمت.

 

مشروع (مصرى)

وفى رسالة مهمة تعكس مدى اهتمام الدولة بأبنائها فى الخارج وضرورة ربطهم بوطنهم الأم وتعريفهم بتضحيات رجالها شهدت فعاليات الندوة التثقيفية عرضًا أوليًا لمشروع «مصرى»، وهو المشروع الذى أعلن العميد ياسر وهبه عن تدشينه من قبل إدارة الشئون المعنوية، وشارك فى الفيلم الفنان أحمد عز، والفنان أحمد حلمى، والفنان أحمد صلاح حسنى، وعرض معايشة للعمل فى القوات المسلحة، وخاصة من أبطال المظلات والصاعقة، وشارك فيه شباب مصريون من دول مختلفة لمعايشة مع أبطال الجيش المصرى.

وينطلق مشروع «مصرى»، لتسجيل البطولات والإنجازات بالفعاليات الثقافية والرياضية بالتعاون مع الوزارات المعنية، وعلى مدار العام المقبل سوف يتم تقديم أعمال وطنية مختلفة بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

ومشروع (مصرى) مشروع ثقافى متكامل ينفذ فى كل محافظات مصر، وتُنظم سلسلة مهرجانات واحتفالات ومسابقات فى المدارس والجامعات، بالتنسيق مع قوات الدفاع الشعبى، وإطلاق مسابقة رواية متخصصة للمحترفين والهواة لتقديم الأعمال الدرامية، وإنتاج مجموعة أفلام تسجيلية بجودة عالمية، وإنتاج مسلسلات تليفزيونية ومسلسلات إذاعية ومجموعة من أفلام الرسوم المتحركة للأطفال.