الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

د. أحمد عمر هاشم.. مسيرة عطاء

ما بين أروقة الأزهر وجدرانه تسطع نجوم العلم وشموسه التى تشرق لتنير لنا دروب الفهم الصحيح للدين، وتؤكد على مدار الزمن أن الأزهر الشريف بمصرنا العزيزة هو منارة العلوم برجاله وعلمائه، وفى مساحة مختلفة يسطع نجم الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، وأستاذ الحديث الذى أفنى حياته لخدمة السنة النبوية والدفاع عنها ضد كل من تربص بها أو حاول أن ينال من المفاهيم النبوية الشريفة.



والدكتور أحمد عمر هاشم لم يترك مناسبة دينية إلا وقدم صورة بليغة للسيرة النبوية حيث برع فى فنِّ الخطابة فلم يخلُ حديثه من قصائد منيرة عن سيرة النبى صلى الله وعليه وسلم، فحظى بقبول واسع على كافة المستويات، ولاقى حديثه عن السيرة النبوية والحديث النبوى الشريف اهتماما كبيرا فى مختلف أنحاء العالم الإسلامى.

ولقد ولد د. أحمد عمر هاشم فى 6 فبراير 1941 بقرية بنى عامر بمركز الزقازيق، محافظة الشرقية، ونشأ فى عائلة كريمة ينتهى نسبها إلى الإمام الحسين بن على رضى الله عنهما. وتربى فى الساحة الهاشمية بمحل ميلاده، التى كانت وما زالت تحمل اسم عائلته، حيث التقى فيها بالعلماء والصالحين المُصلِحين، وحضر حلقاتها القرآنية والعلمية منذ نعومة أظفاره.

وظهر نبوغ د. أحمد عمر هاشم وطلاقة لسانه منذ صغره؛ فقد خطب أول خطبة جمعة له وهو فى الحادية عشرة من عمره فى شهر رمضان الكريم، كما برع فى نظم القصائد؛ لاسيما فى مدائح سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وله ديوان شعرى تحت عنوان: نسمات إيمانية.

وبدأ د. أحمد عمر هاشم، مسيرته العلمية بحفظ وتجويد القرآن الكريم فى العاشرة من عمره، ودرس الابتدائية بالأزهر الشريف، واستمر فى دراسته الأزهرية إلى أن تخرج فى كلية أصول الدين عام 1961، وحصل على الإجازة العالمية عام 1967م، وعُيِّن معيدًا بقسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين، ثم حصل منه على الماجستير عام 1969م، ثم على الدكتوراه فى التخصص ذاته.

كما عمل «هاشم»، أستاذًا للحديث وعلومه عام 1983م، إلى أن عُين عميدًا لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987، ثم شغل فضيلته منصب رئيس جامعة الأزهر الشريف عام 1995م، ثم عضوية هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، كما شغل عضوية مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ورئاسة لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون المصرى، وعضوية مجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، واتحاد الكتاب، والمجلس الأعلى للصحافة، والمجلس الأعلى للثقافة، والمجلس الأعلى للجامعات، ورئاسة المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين العالمية.

وللعلامة الجليل مكانة حديثية مرموقة فى أنحاء العالم كافة، ومؤلفات متميزة فى علم الحديث وغيره من فروع العلوم الإسلامية، منها: «الإسلام وبناء الشخصية - من هدى السنة النبوية - الشفاعة فى ضوء الكتاب والسنة والرد على منكريها - الإسلام والشباب - قصص السنة - القرآن وليلة القدر - التضامن فى مواجهة التحديات».

وله موسوعة معاصرة فى علم الحديث، تعد أول موسوعة لشرح الأحاديث الصحيحة، وترتيبها ترتيبًا موضوعيًّا، وتبويبها تبويبًا فقهيًّا.

كما حصل الدكتور أحمد عمر هاشم على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 1992م، وتقلد وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى؛ تقديرًا لدوره الدعوى الرائد، ومكانته العلمية والثقافية العظيمة فى مصر والعالم كله.

وتم تكريمه من الدولة المصرية على أعلى مستوى فى أكثر من مناسبة ومنها تكريمه على يد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف.