السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أعاصير.. فيضانات.. وآلاف الضحايا قبل بدء الشتاء.. الطبيعة تكشف عن غضبها

محنة وراء محنة أصبح العالم يستيقظ كل يوم على أنباء الكوارث الطبيعية، وكأن الطبيعة تكشف عن غضبها يومًا تلو الآخر، وأصبح الإنسان مستهدفًا برًا وبحرًا، حيث تمر البشرية بحالة من عدم الاستقرار تتجلى فى تغيرات مناخية أدخلت بنى البشر فى دوامة الدفاع المستميت عن الحياة، بين ذوبان للجليد لم يحدث منذ ألفى عام، وسيول مدمرة نجم عنها موت الكثير من المواطنين، حتى إن مجابهة الكوارث لم تقف عند ذلك الحد، بل اتخذت الأعاصير دورًا آخر لتهاجم عدة بلدان حول العالم.



لعل الحكومات وأصحاب القرار يستيقظون لوضع حد لكل هذه الأزمات الناجمة عن أفعال الثورة الصناعية وما نتج عنها من تدمير للحياة على كوكبنا.. فالعلماء يؤكدون أن غضب الطبيعة لن يتوقف وربما القادم يكون أملاً فى الحل.. أو كوارث أخرى لن يستطيع البشر مواجهاتها.

 أغسطس..غضب السيول

فى سياق مسلسل من عدم الاستقرار فى العالم أجمع ضربت السودان هذا العام سيول جارفة، أودت بحياة 118 قتيلًا وإصابة 118 آخرين واجتاحت أكثر من 60 قرية فى وسط وشرق وشمال السودان ونحو 50 ألف بيت تهدم بعضها كما غمرت المياه أكثر من 50% من المساحات الزراعية التى يعتمد عليها المواطنون فى حياتهم اليومية.

ولم يكن السودان الشقيق وحده ضحية لغضب السيول، حيث طالع العالم أجمع أغسطس الماضى، استغاثة باكستان جراء أمواج الفيضانات الهادرة، وهو ما عكس الواقع المؤلم للمواطنين هناك، حيث اضطر الكثير منهم للهروب من خطر الموت عبر الاحتماء فى خيام بالية فى الشوارع، فالجميع يهرع باحثًا عن مأوى للنجاة.

ووفقًا للتقديرات خلفت الآثار الناتجة عن الفيضانات فى باكستان، العديد من الخسائر من بينها نزوح أكثر من 3.1 مليون شخص، وتدمير 670 ألفًا و328 منزلًا و122 متجرًا، وإتلاف أكثر من 80 ألف هكتار من الأراضى الزراعية، وتدمير أكثر من 3400 كم من الطرقات وجرف 149 جسرًا، فضلاً عن مقتل ما لا يقل عن 1545 شخصًا، من بينهم 340 طفلاً، فضلًا عن إصابة أكثر من 1700 آخرين. ويُعد ذلك أخطر فيضان فى العالم منذ عام 2017. أعلنت باكستان حالة الطوارئ فى 25 أغسطس بسبب الفيضانات.

وفى الصين، أعلنت السلطات المحلية فى مقاطعة تشينغهاى شمال غرب الصين، آواخر الشهر الماضى، عن ارتفاع حصيلة ضحايا السيول الجبلية إلى 23 شخصًا، بينما لا يزال ثمانية آخرون فى عِداد المفقودين.

وأشار مقر الاستجابة الطارئ للكارثة، فى بيان له، إلى تضرر أكثر من 6000 مقيم فى 6 قرى فى محافظة داتونغ ذاتية الحكم لقوميتى هوى وتو جرّاء الكارثة الطبيعية، ولفت إلى إيواء حوالى 1500 شخص فى ملاجئ مؤقتة فى مدرستين محليتين، وفقا لوكالة «شينخوا».

وقد اجتاحت الأمطار الغزيرة محافظة داتونغ، متسببة بحدوث فيضانات وانزلاقات طينية وتغيير فى مسارات بعض الأنهار، قبل أن تضرب القرى المحيطة.

كذلك شهدت إيطاليا اجتياح موجة من السيول منطقة ماركى وسط البلاد، بداية سبتمبر الماضى، حيث غمرت الأمطار منطقة ماركى وسط إيطاليا وهطول ما يقارب الـ 400 ملليمتر من الأمطار فى غضون ساعتين إلى ثلاث ساعات. الأمر الذى أدى إلى غمر شوارع عديد البلدات حول أنكونا عاصمة المنطقة على ساحل البحر الأدرياتيكى.

وصرّح لودوفيكو كافيرنى رئيس بلدية مدينة سيرا سانتابونديو لراديو هيئة الإذاعة والتليفزيون الإيطالية قائلاً: إن الحدث «كان أشبه بالزلزال».، كما قال ستيفانو أجوتسى رئيس الحماية المدنية فى إدارة ماركى الإقليمية إن هطول الأمطار كان أقوى بكثير مما كان متوقعًا. وأضاف: «تلقينا إنذارًا عاديًا من سقوط أمطار، إلا أن أحدًا لم يتوقع شيئًا كهذا».

وكانت لقطات نشرتها فرق الطوارئ أظهرت رجال إنقاذ على طوافات يحاولون إجلاء الناس فى بلدة سينيجاليا الساحلية، فى حين يحاول آخرون إزالة الأنقاض من نفق.

 تسونامى الشرق

كشفت كوريا الجنوبية الإثنين 5 سبتمبر عن دخول البلاد فى حالة طوارئ بسبب إعصار «هينامنور» الـ11 الذى يتحرك بسرعة شمالا نحوها، ويلحق أضرارا هائلة بجزيرة «جيجو» والمناطق الجنوبية، وقد أكدت السلطات أن الآلاف من المواطنين جرى إجلاؤهم مع وصول إعصار هينامنور إلى اليابسة فى >جنوب البلاد.

وأعلنت جزيرة «جيجو» حالة التأهب القصوى للاستجابة لحالات الطوارئ، وصدر تحذير من هبوب الرياح العاتية فى جميع أنحاء البر والبحر.، وفى سياق عدم الاستقرار جراء تلك الإعصار الذى ضرب مناطق فى الشرق الأقصى الروسى خلال الأيام الماضية، توفى ثلاثة أشخاص حسبما أفاد حاكم إقليم بريموريه أوليج كوجيمياكو.

وقد أعلنت السلطات فى سول ارتفاع عدد القتلى جرّاء الإعصار هينامنور إلى عشرة، بعد مرور عاصفة مرفقة بأمواج مرتفعة وأمطار قوية، حيث تسببت الأمواج المرتفعة والأمطار بأضرار فى الطرق والمتاجر القريبة من البحر.

وفى مدينة بوهانغ الساحلية بجنوب شرق البلاد، وهى واحدة من أكثر المناطق تضررًا، تم انتشال سبع جثث وناجييْن من موقف للسيارات تحت الأرض تحت مبنى سكنى غمرته مياه الفيضانات، حسبما ذكر مركز الوقاية من الكوارث وإدارتها.

وفرّ أكثر من 4700 شخص من منازلهم بسبب الإعصار الذى دمّر نحو 12 ألف منزل ومبنى، وحُرم نحو 90 ألف منزل من الكهرباء فى مختلف أنحاء البلاد فى وقت مرور العاصفة، كما أغلقت أكثر من 600 مدرسة أبوابها فى البلاد احترازيًا وألغت شركات طيران محلية نحو 250 رحلة داخلية.

وفى الجارة اليابان، ذكرت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية أن إعصار «مويفا» تسبب فى رياح قوية أثناء مروره بمجموعة من الجزر فى مقاطعة أوكيناوا الواقعة أقصى جنوب اليابان وتوقعت أن تصل سرعات الرياح القصوى فى أوكيناوا إلى 180 كيلومترًا فى الساعة، مع سرعة قصوى تبلغ 90 كيلومترًا فى الساعة اليوم.

وعلى إثر ذلك رفع المركز الوطنى للأرصاد الجوية بالصين، مستوى التحذير من الإعصار مويفا إلى اللون البرتقالى، حيث من المتوقع أن يصل الإعصار الذى يعد الـ12 من نوعه خلال العام الجارى، إلى اليابسة فى مقاطعة تشجيانج بشرقى الصين.

وفى 15 سبتمبر الماضى، ضرب الإعصار مويفا ساحل الصين الشرقى ذى الكثافة السكانية العالية، بعدما أجبر الإعصار نحو 1.6 مليون شخص على ترك منازلهم، وأوقف معظم الرحلات فى مطارات شنجهاى الرئيسية.

ويعد «مويفا» أقوى إعصار مدارى يضرب شنجهاى التى يسكنها أكثر من 25 مليون نسمة منذ بدء التدوين فى السجلات عام 1949، على ما أفادت محطة «سى سى تى فى» التليفزيونية الرسمية، وقد تم إجلاء 426 ألف شخص فى شنجهاى ونُقل 1.2 مليون إلى مراكز إيواء موقتة فى مقاطعة جيجيانج المجاورة، بحسب «سى سى تى فى».

كما واجهت الهند ذات الكوارث بفعل السيول، ففى 24 سبتمبر الماضى، لقى ما لا يقل عن 39 شخصًا حتفهم، إثر أمطار غزيرة تسببت فى حدوث فيضانات، شمالى الهند، من بينهم من فقدوا حياتهم بسبب ضربات البرق.

وتحولت الشوارع فى ضواحى العاصمة نيودلهى، إلى ما يشبه الأنهار الجارفة وأحواض السباحة بسبب الأمطار الغزيرة.