الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الشارع الإيرانى يشتعل بعد مقتل الفتاة الكردية.. ومطالبات عالمية بفرض عقوبات على طهران «مهسا أمينى» تشعل مظاهرات «الحرية» فى إيران

«امرأة، حياة، حرية».. هتاف حملته نساء إيران إلى شوارع العاصمة والمدن المجاورة.. رافعين أغطية شعرهن بيد وبأيديهن الأخرى مقص لقص شعرهن احتجاجًا على مقتل الشابة مهسا أمينى.



أيام مضت أشعلت شوارع طهران فى ثورة نسائية تطالب بالحرية ومعاقبة قاتلى الشابة الكردية التى راحت ضحية شرطة الأخلاق بعد اتهامها بارتداء «ملابس غير لائقة» لتخرج إلى الشوارع آلاف الجماهير منددين بهتافات مناهضة لحكم المرشد ومطالبين بسقوط النظام الإيرانى.. حتى إن العديد من النساء حول العالم انضممن إلى هذه الثورة عبر نشر فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعى وهن يقصصن شعرهن ويحرقنه.. مطالبات بالـ«الحرية» لنساء إيران.

 البداية

بدأت الأزمة فى 13 سبتمبر الماضى، وفى الساعة السادسة مساء تقريبا اعتقلت دورية شرطة مهسا أمينى (22 عاما) قرب محطة مترو «الشهيد حقانى» فى طهران، وكانت برفقة أخيها بحجة عدم التزامها بقواعد الثياب المفروضة على النساء.

ومع تسريب فيدو إلقاء القبض على مهسا، اتهم شهود عيان عناصر الدورية بضرب الشابة الكردية داخل سيارة شرطة، ثم نقلت مهسا من مركز الاحتجاز التابع لدورية الإرشاد إلى مشفى قصرى (Kasri) فى طهران، وفقا لما أفادت به شرطة العاصمة.

فى الوقت ذاته، انتشرت أخبار على مواقع التواصل الاجتماعى تفيد بأن شابة اسمها مهسا أمينى كانت فى رحلة مع عائلتها إلى طهران، اعتقلت من قبل شرطة الإرشاد، وبعد ساعتين، نقلت «شبه ميتة» إلى مشفى قصرى، وقيل إنها دخلت فى غيبوبة بعدها. 

ومع زيادة الحقن الجماهيرى على وسائل التواصل الاجتماعى، أمر الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى وزير الداخلية الإيرانى بمتابعة التحقيق بخصوص ما حدث، ثم أعلن القضاء الإيرانى عن تشكيل فريق عمل خاص للتحقيق.

وفى يوم الجمعه 16 سبتمبر، تم الإعلان عن وفاة مهسا أمينى بسبب «نوبة قلبية»، وأكّدت السلطات الإيرانية الوفاة أثناء احتجازها لكن رواية عائلتها عن سبب الوفاة كانت مختلفة عن الرواية الرسمية، وقالت الشرطة فى تقريرها، إن مهسا عانت من «قصور مفاجئ فى القلب» أثناء انتظارها مع نساء أخريات فى المركز حتى يتم «تهذيبها/تثقيفها» بخصوص «قواعد الحجاب»، ونفت الشرطة تعرّض مهسا للضرب.

فى 18 سبتمبر، رد والد الفتاة الكردية قائلا لوسائل إعلام إن ابنته كانت «تتمتع بلياقة بدنية جيدة، ولم تكن تعانى من مشاكل صحية». كما قال إنه كانت هناك كدمات فى ساقيها، وأن لقطات كاميرات المراقبة التى عرضتها السلطات لما حدث خضعت لعملية مونتاج.

 «قتلوا ملاكى»

فى مقابلة صحفية مع والدة الشابة مهسا أمينى لـ«بى بى سى» قالت «كاذبون.. لقد قتلوا ملاكى».

ووفق ما نقلته مراسلة بى بى سى فى طهران، فاراناك أميدى، قالت إنه «قد يكون من الخطر جدا» على عائلات من يتوفون أثناء الاحتجاز الحديث إلى الإعلام، مضيفة: «بعض أهالى من قتلوا فى الزنزانات يتعرضون للمضايقة من قبل عناصر الأمن. لذلك تلتزم بعض العائلات الصمت، فى حين يتحدث آخرون لأنهم يعرفون أنهم إذا حصلوا على الدعم الدولى فسيكونون فى مأمن أكثر». 

وانتشرت فيديوهات لنساء يحلقن شعورهنّ وآخريات يرمين الحجاب.

 اشتعال الشوارع

وخرج متظاهرون غاضبون إلى شوارع مدن فى أنحاء إيران على مدار الأيام الماضية، وأطلق محتجون فى طهران شعارات مناهضة للمرشد الأعلى آية الله على خامنئى، وردد المتظاهرون شعارات مثل «امرأة، حياة، حرية» وأحرقت نساء إيرانيات أغطية الرأس وقامت بعضهن بقص شعرهن دلالة على احتجاجهن على قواعد اللباس الصارمة.

وقام عناصر شرطة مكافحة الشغب الذين كانوا يحملون دروعًا بضرب المتظاهرين بالهراوات، ومزّق طلاب صورًا كبيرة للمرشد الأعلى وسلفه آية الله روح الله الخمينى، وفق ما أظهرت مشاهد بثّتها وكالة فرانس برس.

وأفادت منظمة «إيران هيومن رايتس» عن مقتل 57 متظاهرا على الأقل لكنها أشارت إلى أن تغطيتها محدودة بسبب حجب الإنترنت وحظر خدمات واتساب وإنستجرام، وقبلهما فيسبوك وتويتر وتيك توك وسواها.

وارتفع العدد الإجمالى الرسمى للموقوفين لأكثر من 1200، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية نقلًا عن عدة مصادر، بما فى ذلك 450 فى محافظة مازندران الشمالية و700 شخص فى محافظة جيلان المجاورة والعشرات فى مناطق أخرى.

 الحرس الثورى يهدد

وفى 22 سبتمبر، دعا الحرس الثورى الإيرانى، السلطة القضائية فى البلاد، إلى محاكمة من ينشرون ما وصفها بـ«الأخبار الكاذبة والشائعات» عن واقعة وفاة مهسا أمينى، 

وعبر الحرس الثورى، فى بيان، عن تعاطفه مع أسرة أمينى وذويها، لكنه أكد وفق بيانه: «طلبنا من السلطة القضائية تحديد من ينشرون أخبارا وشائعات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعى وكذلك فى الشارع والذين يعرضون السلامة النفسية للمجتمع للخطر والتعامل معهم بكل حزم».