العلم «نورن»!
عاصم حنفى
ولأننا نعيش عصر العولمة.. حيث العالم قرية واحدة مفتوحة.. وحيث لا يجوز احتكار الخبرات والتجارب وحصرها داخل الحدود المقفولة.. فقد افتتحت اليونان مؤخرًا أحدث مدرسة فى الدنيا.. لتأهيل العشاق والأزواج.. وتدريبهم على فنون الحب والغزل والعشق والغرام..!
مدير المدرسة فيليب كوستا.. يؤكد أن هدف المدرسة هو توحيد المواصفات القياسية للعشاق فى عصر العولمة.. بصرف النظر عن الجنسية والعمر والثقافة والتجارب الإنسانية.. يعنى يتخرج جميع التلاميذ من المدرسة وقد أجادوا فنون الغزل والعشق بجميع لغات الدنيا.. بحيث لا يمكن بعد التخرج والتدريب أن نمارس التفرقة والتمييز بين الشعوب.. فنصف الزوج الإنجليزى بأنه بارد كلوح الثلج.. أو نؤكد أن الفرنسى عاطفى رقيق.. والشرقى حمش غيور.. والأمريكى جلنف جلياط.. والطليانى رومانسى كما روميو شخصيًا.. وجميع تلك الفروق بين الجنسيات والشعوب سوف تختفى تمامًا بافتتاح المدرسة التى بدأت أعمالها مؤخرًا.. والتى اسمها يدل عليها: مدرسة الحب والعلاقات العامة!.
ولا أعرف العلاقة بين الحب وبين العلاقات العامة.. لكن الأخ فيليب كوستا يقول إن الحب الحقيقى يندرج تحت علم العلاقات العامة.. كما أنه ينتمى أيضًا لعلم التسويق.. ولهذا يدرسون التسويق والعلاقات العامة فى مدرسة الحب للبنين.. فالالتحاق بها مقصور على الجنس الخشن.. حيث إن الجنس الناعم لديه ميل فطرى للعشق والغرام.. عكس الحال مع صنف الرجال الذين هم فى حاجة لدورات مكثفة وتدريب وتشجيع ودروس خصوصية وفهم وتلقين وامتحانات.. بالإضافة إلى التكرار الذى يعلم الشطار من الرجال الذين يفتقدون لمبادئ الحب والفهم والغرام!.
مدير المدرسة التى استقبلت أعدادًا لا بأس بها من التلاميذ فى أول دورة تدريبية.. والذى أعلن أنه فى حالة تزايد الإقبال على المدرسة، فقد يضطر إلى افتتاح دورات بالمراسلة.. للأزواج الذين لا تمكنهم ظروفهم للالتحاق بالمدرسة شخصيًا.. والذين هم فى حاجة للعلم ومعرفة أصول ومبادئ العشق والغرام.
مدير المدرسة.. تعهد بأن تنتهى تمامًا الفروق بين الشعوب فى مسائل الحب والعشق.. لسبب بسيط أن الإنسان الفطرى لديه ميل طبيعى للحب والرومانسية.. لكن الظروف المناخية تختلف من دولة لأخرى.. بما يفرض طابعًا خاصًا على السكان.. والإنجليزى مثلا ليس باردًا كما يشاع.. وأنه لو أتيحت له الفرصة لدراسة مادة الحب والعواطف.. لتغير الحال تمامًا.. وصار منافسًا للفرنسى فى الشاعرية والرومانسية!
والشرقى الذى تجرى الدماء الحارة فى عروقه بفضل الشمس الحارقة فى بلاده.. لو تمكن من العيش فى ظروف مناخية باردة.. ولو أنه درس وقرأ علم الغزل.. واستوعب وحفظ مادة الغرام.. فربما نافس الأوروبى فى الهدوء والسكينة وبرود الأعصاب.. وربما سمح لزوجته بالسهر والفرفشة برفقة أصدقائه من جميع أنحاء الدنيا.. دون أن يهتز له جفن.. على اعتبار أننا نعيش عصر العولمة.. حيث لا يجوز احتكار الخبرات داخل الحدود المقفولة!.