الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الرئيس السيسى فى كلمة أمام الاجتماع المغلق لرؤساء الدول والحكومات حول تغير المناخ: أتطلع لاستقبالكم فى قمة المناخ بشرم الشيخ فى نوفمبر القادم

أكد الرئيس السيسى إيمان مصر بأهمية الدور الاستراتيجى للإعلام فى مساندة جهود الدول لتحقيق الاستقرار والتنمية، وذلك من خلال تناول القضايا الوطنية وتعميق الوعى العام لدى الشعوب، مشيرًا إلى وحدة الشواغل والتحديات المشتركة التى تواجه العالم العربى.



جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسى (الأربعاء الماضى) بقصر الاتحادية وزراء الإعلام العرب؛ حيث شدَّد السيسى على أن الكلمة من الإعلام هى أمانة ومسئولية كبيرة.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن تغيُّر المناخ يظل التحدّى الوجودى الأخطر الذى يواجه كوكبنا وأن تداعياته تزداد تفاقمًا، يومًا بعد يوم، مع كل ارتفاع فى درجات الحرارة.

جاء ذلك فى كلمة الرئيس السيسى التى ألقاها مساء الأربعاء عبر تقنية (الفيديو كونفرانس) أمام الاجتماع المغلق لرؤساء الدول والحكومات حول تغيُّر المناخ.

وأكد الرئيس على ضرورة وضع تعهدات المناخ موضع التنفيذ لخفض الانبعاثات وبناء القدرة على التكيف وتعزيز تمويل المناخ الموجّه للدول النامية.

 

 كلمة الرئيس

توجَّه الرئيس السيسى بخالص الشكر والتقدير إلى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ورؤساء الدول والحكومات، على مشاركتهم فى هذا الاجتماع المهم الذى يُعقَد بالشراكة بين مصر، والأمين العام للأمم المتحدة، قائلاً: «كنت أتطلع للتواجُد معكم فى ذلك الاجتماع، لولا ظروف طارئة، حالت دون تمكنى من التواجُد فى نيويورك».

وأضاف الرئيس: «منذ نحو عام مَضى، شاركنا معًا فى هذا الاجتماع، فى إطار الإعداد لقمّة المناخ فى المملكة المتحدة، واليوم، ونحن على بُعد أسابيع قليلة، من قمّة المناخ السابعة والعشرين، التى تستضيفها مصر فى شرم الشيخ».

وتابع الرئيس: «فإننا نجتمع مرّة أخرى، فى ظل أحداث جرت على مدار العام الماضى تسببت فى أزمات سياسية، وتحديات فى الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد، طالت آثارها شتّى أنحاء العالم».

وأوضح الرئيس السيسى، أن هذه التحديات، تمثل ولا شك، أعباءً إضافية على دولنا جميعًا؛ وبخاصة النامية منها، إلا أن علينا دائمًا، أن نعتد بالتقارير العلمية الموضوعية، التى تؤكد بشكل قاطع، أن تغيُّر المناخ، يظل التحدى الوجودى الأخطر، الذى يواجه كوكبنا وأن تداعياته تزداد تفاقمًا، يومًا بعد يوم، مع كل ارتفاع فى درجات الحرارة.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى: «لعل ما شهدته دولة باكستان الصديقة مؤخرًا، من فيضانات خلفت دمارًا غير مسبوق، وفقدانًا فى الأرواح وما شهدته القارة الأوروبية والولايات المتحدة، من حرائق غابات غير مسبوقة؛ نتيجة لارتفاع درجات الحرارة يُعَد نذيرًا مؤلمًا، لما سيكون عليه مستقبل أبنائنا وأحفادنا، ما لم نتحرك سريعًا، وبشكل متسق؛ لنضع تعهدات المناخ موضع التنفيذ؛ لخفض الانبعاثات، وبناء القدرة على التكيف، وتعزيز تمويل المناخ الموجَّه إلى الدول النامية».

وأضاف الرئيس: «إننى وإذ أتطلع إلى استقبالكم فى قمّة المناخ، يومى السابع والثامن من نوفمبر القادم فإننى لعلى ثقة، أن اجتماعنا اليوم، سيخرج برسالة قوية، تمهد الطريق نحو تحقيق نتائج ملموسة فى شرم الشيخ».

وتابع الرئيس السيسى: «وأود هنا، أن أطرح عليكم رؤية مصر، لعناصر هذه الرسالة، التى تنتظرها شعوبنا من اجتماعنا اليوم:

أولًا- إننا كمجتمع دولى، وبصرف النظر عن أى ظرف عالمى، أو خلاف سياسى لن نتراجع عن التزامات ارتضيناها، وتعهدات قطعناها على أنفسنا ولا عن سياسات انتهجناها، حققت بالفعل مكتسبات مهمة، فى مواجهة تغيُّر المناخ.

ثانيًا- إننا كقادة للعالم، ندرك تمامًا، أن حجم الجهد المبذول، لا يفى بالمطلوب تحقيقه وأننا سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة لتنفيذ تعهداتنا سواءً من خلال رفع طموح، وتحديث مساهماتنا المحددة وطنيًا، تحت اتفاق باريس أو من خلال دعم جميع الجهود والمبادرات، الهادفة إلى تعزيز عمل المناخ بالشراكة مع جميع الأطراف الحكومية وغير الحكومية، من المجتمع المدنى والبنوك ومؤسَّسات التمويل الدولية والقطاع الخاص العالمى، وهى أطراف، لا غنَى عنها فى هذه المواجهة.

ثالثًا- إننا كمجتمع دولى، نعلم تمام العِلْم، حجم العبء المُلقى على عاتق الدول النامية والأقل نموًا وحجم ما يتعين عليها مواجهته؛ للوفاء بتعهداتها المناخية، مع الاستمرار فى جهود التنمية، والقضاء على الفقر، فى ظـل أزمتَى غــذاء وطـاقـة غيـر مسـبوقتين، وإننا نتعهد، الدول المتقدمة منّا، بالإسراع من وتيرة تنفيذ التزاماتنا، تجاه هذه الدول، بتوفير تمويل المناخ لصالح خفض الانبعاثات والتكيف، وبناء القدرة على التحمل سواء بالوفاء بتعهد الـ«100» مليار دولار وتعهد مضاعفة التمويل الموجَّه إلى التكيف أو بالإسراع من التوافق على هدف التمويل الجديد، لما بَعد 2025».

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ختام كلمته: «أثق أنكم تتفقون معى، حول هذه الرؤية، وأعلم أنكم ستأتون إلى شرم الشيخ، مُحملين بتطلعات وتوقعات شعوبنا جميعًا، ولا يساورنى شك، أننا كقادة للعالم، سنرتفع إلى قدر المسئولية المُلقاة على عاتقنا؛ لوضع هذه الرؤية موضع التنفيذ لكى لا تنظر إلينا الأجيال القادمة لتقول: «كانت لديكم فرصة فأضعتموها، وها نحن اليوم ندفع الثمَن باهظًا».

رسائل الرئيس 

كما شدد الرئيس على ضرورة قيام الإعلام العربى بالتحدث بلغة واحدة تساعد على مواجهة تلك التحديات، وأن يتم طرح القضايا المختلفة بشكل عميق وموضوعى ومدعوم بالحقائق من أجل البناء الواقعى والصحيح للعقل الجمعى والوجدان العربى، ومشددًا على أن الكلمة من الإعلام هى أمانة ومسئولية كبيرة أمام الشعوب.

وفيما يتعلق بمكافحة الفكر المتطرف وخطاب الكراهية والتحريض الذى تتعرض له مختلف الشعوب العربية، شدَّد الرئيس على أن الهدم لم ولن يكون رسالة حضارية، وأن القيم الدينية لا تقام على أنقاض الخراب والتدمير، لأن رسالة الدين هى البناء والتعمير والسلام والتنمية، وهو الأمر الذى لن يتحقق إلا بتوفير الأمن والاستقرار السياسى والمعنوى للشعوب، فى إطار مجال حضارى آمن.

من جانبهم، أعرب الوزراء المشاركون فى الدورة العادية (52) لمجلس وزراء الإعلام العرب التى عُقِدت بالقاهرة، عن تشرفهم بلقاء الرئيس، مشيدين بالإنجازات الملموسة التى تشهدها مصر تحت قيادته على جميع الأصعدة، سياسيًا وتنمويًا واقتصاديًا واجتماعيًا، والتى تقدم نموذجًا يحتذى به للأمة العربية فى التقدم والازدهار والرؤية المستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة، بالإضافة إلى الدور المقدر لمصر كمركز ثقل للحفاظ على أمن واستقرار الوطن العربى بأكمله.

كما شهد اللقاء حوارًا مفتوحًا مع الرئيس شمل أهم الموضوعات المطروحة على اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب، خصوصًا ما يتعلق بالتوعية الإعلامية للأجيال المستقبلية، فضلًا عن الدور الحيوى للإعلام فى دعم الأمن القومى العربى وتعزيز بناء المؤسسات، وكذا ترسيخ أواصر الأخوّة بين العالم العربى.

وقد أعرب الحضور عن تثمينهم لعمق الطرح المقدم من الرئيس وحكمته فى إدراك متطلبات بناء الدول، مؤكدين أن مواجهة التحديات بجميع صورها، لا تقع على عاتق الحكومات بمفردها؛ وإنما تشارك فيها أيضًا المؤسسات الإعلامية، ومن ثم فعليها الالتزام بمعايير منضبطة وجادة، والتعبير عن أولويات سليمة، وتوعية الشعوب والمجتمعات بالأبعاد المختلفة للتحديات وكيفية مواجهتها، والتصدى للأكاذيب والشائعات.

توجيهات رئاسية 

وفى اجتماع آخر للرئيس مع الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، حيث وجَّه الرئيس بوضع استراتيجية متكاملة لتطوير قطاع التمريض لدعم وتدريب كوادر الرعاية الصحية، وذلك بالتكامل مع جهود الدولة فى مجال الرعاية الصحية للمواطنين.

كما اطلع الرئيس على الخريطة الوبائية العالمية بشكلٍ عام، وتأثيرها على الوضع فى مصر والخطط الوقائية الوطنية للحد من نفاذ الأمراض الوبائية إلى داخل البلاد، واستراتيجية التعامل مع الحالات التى يمكن أن تكتشف فى هذا الصدد من خلال توفير جميع سبل الرعاية والعلاج.

وفيما يتعلق بالوضع الوبائى لانتشار فيروس كورونا على مستوى الجمهورية، أشار الدكتور محمد عوض تاج الدين إلى الانخفاض الملحوظ والمستمر فى رصد حالات الإصابة بالفيروس بوجهٍ عام، وأن معظم الحالات التى يتم تشخيصها تعانى من أعراض بسيطة دون مضاعفات.

وقد وجه الرئيس بمواصلة برامج التوعية الوقائية، وحملات التطعيم للمواطنين عن طريق مراكز التطعيم المنتشرة فى مختلف أنحاء الجمهورية، مع تيسير الحصول على الجرعات المنشطة، مع تعزيز منظومة تصنيع اللقاحات فى مصر لضمان استمرارية توافرها.

كما عرض الدكتور تاج الدين جهود تطوير منظومة زراعة الأعضاء فى مصر، وكذلك تطوير منظومة الدواء بما يضمن توفير كل الأدوية الأساسية فى جميع المؤسسات العلاجية.